*
الحمد لله رب العزّة المشهود له بالوحدانية في ألوهيته وربوبيته وأسماءه وصفاته ، والصلاة والسلام على نبيّنا محمد المشهود له بالرسالة الخاتمة رحمة للعالمين ، وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبعد :
فإن المجلس الأعلى لفصائل الجهاد في سبيل الله ،
إذْ يتحاكم إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، مستهديا بنور الوحي ، الكتاب الحاكم على السلطـة ، والأمّـة.
وبعد النظر في واقع الأمّة الإسلامية ، في ظلّ تآمـر يحـاك ضدها ، من عدوّين لدودين :
أحدهما : العدو الصفويّ الباطنيّ الحاقـد الذي يسعى لتقويض حضارة الإسلام، ولذبح المسلمين تحت شعارات دينية كاذبة .
والثاني : الهجمة الصليبية الصهيونية التي يقودها الغرب ،يتعاون مع أولياءه من المنافقين المتسلّطين على رقاب المسلمين ، باغياً على أمّتنا ،طاعناً في دينها ، ساعياً في إطفاء نور الإسلام ، سالكاً سبيل الظالمين الذين لايقيمون للعدل وزنا ، المفسدين الذين يفسدون في الأرض بعد إصلاحها ، المغتصبين للبلاد ، وللحرمات ، والأموال ، والأعراض ،
تحت ستار من أكاذيب مكشوفة في دعاوى زائفة يزعم فيها :
حفظ الأمن العالمي ، وهو سبب ضياع الأمن السياسي ،والاجتماعي ، والصحي ، والبيئي في العالم .
وتحرير الشعوب وهو أكبر طاغوت مستبد مستعبد لها ، سالب لخيراتها .
وحقوق الإنسان ، وهو أعظم منتهك لها في التاريخ .
* وإذ يُذكـّـر الأمّة بالثوابت السبع الكبار من أصول إيمانها ، والتي أجمع عليها العلماء:$$$
1ـ أنها أمة واحدة دينهاواحد هو أصل هويتها ،وصبغة ثقافتها ، (صبغةَ اللهِ وَمَنْ أَحْسِنُ مِنَ اللهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُون ) ، ( إنّ هذه أمّتكُمْ أمّةً وَاحدَة وَأنا رَبّكم فاعْبُدُون) ،وأن المسلمين مصيرهم واحد ، وذمتهم واحدة ، ويدهم واحدة على من سواهم ، وأيّ تنازل عن هذه الجامعة ، وكلّ دعوة تضادّها ، أو تضعفها ، من قوميّة ، أو حزبيّة ، أووطنية ، فهي دعوة جاهليّة ، تهديد لصميم عقيدة أمن الإسلام الأُممي.
2ـ الكفر ملّة واحدة ، ومن سالمنا سالمناه بالحق ، وعاملناه بالعدل ، ودعوناه بالرفق ، فالإحسان كتبه الله على كلّ شيء ، ومن يقاتلنا إذا أردنا إظهار دين الله ، فهـو معتدٍ مفسد في الأرض ، وجهاده فريضة .
3ـ الدار داران ، دار إسلام وهي التي تعلو فيها أحكام شريعة الإسلام ، ودار كفر وهي التي تحكمها شريعة الطاغوت ، والجهاد ماض إلى قيام الساعةحتى يكون الدين كلّه لله ، وإعانة المجاهدين بما يقدر عليه كلّ مسلم فرض عين عليه ، ومن جحد الجهاد كفر ، والداعي إلى تركه ـ جهاد الدفع كان أو الطلب ـ من سلطان جائر، أو عالم فاجر فهو داع إلى التهلكة ، غاشّ لأمّته ، يُؤخذ على يديه ، ومن ظاهرالكفار على المسلمين فهـو مرتد دمه هـدر ، وماله فيء للمسلمين .
4ـ أنّ أيّ عدوان على أرض أو طائفة من المسلمين عدوان على جميع أمّة الإسلام ، ويجب على الأمّة القيام بواجب النصرة لأهل الإسلام أينما كانوا ، بكلّ السبل المشروعة ، ولا يحلّ لكافر أن يحمــل سلاحا ظاهرا بكفره في أرض الإسلام، أو يتخذ أرض الإسلام مأوى لأيّ عمل معاد للمسلمين ، ومن مكّنه من ذلك فهو مثله .
5ـ وأنّ تحرير المسجد الأقصى وأرض فلسطين المغتصبة ، وكذا العراق ، وأفغانستان ، وكل أرض لاتُحكم بشريعة الإسلام أينما كانت ، وكائنا من كان الطاغوت المتسلّط عليها ، من أوّل ، وأهمّ الفروض على الأمّة ، وكلّ من يقف في وجه هذه الفريضة عدوّ ، وكلّ من يعينه فهو خائن لله ، ولرسوله ، ولدينه ، ولأمّة الإسلام .
6ـ حفظ الدين أولى من حفظ النفس ، والمال ، ولا يُحفظ دين الأمّة إلاّ بتحكيم الشريعة والجهاد ، وتعطيلهما إعلان حرب على الإسلام والأمّة ،فضلا عن محاربتهما بالقول أو العمل .
7ـ موالاة الكفّار كفر ، والرضا بيدهم العليا على المسلمين ردّة ، والاحتكام إلى هيئاتهم الطاغوتية تحاكم إلى الطاغوت .
* إذ يُذكـّـر بكلّ ما تقــــدم ،،،
يقــرر ما يلي ميثاقا لثوابت الجهاد :
1ـ جوهر أهداف الجهاد الإسلامي ،قائم على الإصلاح في الأرض ، ودرء الفساد والإفساد ، وإقامة العدل للمسلمين وغيرهم، والإحسان على كلّ شيء ، وحفظ الدين ، والنفس، والمال ، والعقل ،والعرض، وإعمار الدنيا بالصلاح ، والفلاح ، والفضيلة ، ومكارم الأخلاق ، ابتغاء رضوان الله والدارالآخرة ،
والعاقبة مكتوبة محتومة للقائمين لله وبالله لتحقيق ذلك ،
والصراع مع الباطل قبله حتمي لامناص منه ، والنصر لهم وعدٌ إلهي حقٌ واقع ، وإن طال الصراع .
2ـ النهوض لجهاد الحملة الصهيوصليبية على أمتنا ، حقّ لها ،وفريضة واجبة على كلّ مسلم بقدر استطاعته ، قياما بحفظ الدين ، وصيانة لميراث المرسلين ، ودفعا للصائل على المسلمين ، وعلى المجاهدين مواصلة الجهاد في فلسطين ،والعراق ، وأفغانستان ، وكلّ موضع يشـرع فيه الجهاد ، وعلى الأمّة إعانتهم بكلّ الوسائل.
3ـ تربية الأمّة على التحرّر من الاستعباد لغيرها من الأمم ،أو السلطات الطاغوتية المستبدّة ، وعلى معرفة حقوقها والسعي لنيلها ، ونشر ثقافة الجهاد ، وبثّ روحه في الأمّة ، والإعداد له بكلّ وسائل القوّة ، وجميع أنواع السلاح ،حتى تحصل بالأمة الكفاية ،
كلّ ذلك فريضـة لها أولوية .
4ـ توحيد أهداف وجهود الحركات الجهادية فرض ، والتنازع معصية لله ولرسوله ، وسبب للفشل ، ولكلّ حركة حـقّ تحديد الأهداف المرحليّة ، والوسائل الملائمة لأرضها وأحوالها ، حتى يفتح الله بينها وبين عدوها بالحقّ ، وهو خير الفاتحين، ثم يجمع الأمّة على خلافة واحدة .
5ـ المنع بالقوّة لأيّ قوة ـ عسكرية أو سياسية أو اقتصادية ـ من أن تشكّل تهديدا لقوّة المسلمين ، أو مصدرا للإفساد في الأرض والإخلال بالأمن والسلام ، وانتهــاك حقوق البشــر ، واجبٌ على الأمـّة ، التفريط فيه هلكة ، وتاركه ـ تفريطا بالواجب ، أو سكوتا عن الحق ، أو مداهنة للكافرين ، من سلطة أو عالم يؤثر رضاهاعلى قول كلمة الحق ـ خائن يجب على الأمة إزاحته .
6ـ ثروات الأمّة الإسلامية حق لها ، ومن أهم أسباب قوتهاوعزتها ، وأيّ مصدر تهديد لها ، داخلي أو خارجي ، عدوّ .
7ـ السعي لتوحيد الأمّة في نظام سياسي واحد ، وتميّزها بدينها، واعتزازها بثقافتها ، وإعادة توجهها الحضاري للسيادة العالمية ، ودورها القيادي بين الأمم ، من صميم عقيدتها ، وأصول دينها ، والساعي في إبطال ذلك ، أو توهينه ،عدوّ .
وعلى أهل الجهـاد خاصة والعلماء والدعاة عامة :
1ـ تعبئة الأمـة الإسلامية للتصدّي للعدو الصيهوصليي الغربي ، والصفوي الشرقي، بكلّ الوسائل ، وتجميع كلّ أسباب القوى ، وعوامل النصر .
2ـ ضخّ روح التحدّي طويل الأمـد في الشعوب الإسلامية ، فالحروب الصليبية السابقة أخذت عقودا من الزمن ولم تفتّ في عضد قادة الأمة ، حتى حققت النصر . قال تعالى:(وكأيّن من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين)
3ـ نشـر ثقافة البراءة والرفض ،رفض الانصياع للمخططين الاستعماريين الجديدين ، الغربي والشرقي ، وفضح مخططاتهما ، (فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهادا كبيرا).
4ـ كشف وتزييف المتخاذلين والمنهزمين نفسيا ، سواءمن خونة المثقفين العرب ، أو من علماء السوء الذين يهوّنون من خطر هذين المخططينالخبيثين .
(ولتستبين سبيل المجرمين ) ، ( إن الله مخرج ما تحذرون)
5ـ بث روح التفاؤل ، ونعنـي به التفاؤل الواقعي الذي لا يزيف الواقع ولايبني على الأحلام قصورا من أوهام ، قال تعالى : ( وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب وبشر المؤمنين) ، . وقال ( قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين).
6ـ استلهام التجارب الثرية التي استفادتها الأمة من الغزو الخارجــــي ، قال تعالى ( ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمـنّ الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين).
7ـ تشتيت موجة الخوف والصدمة من النفوس التي يريد الأعدء بثها في الأمـة ، وتنشئتها على الشجاعة والتضحية ( إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين)
8ـ إعادة ترتيب جميع الأولويّات والبرامج ليكون التصدّي لهذه الحملـة الصليبية ، وتلك الهجمة الصفويـّة ، على رأس الأوليات ، ( يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون ، وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم ).
9ـ دعم أيّ توجّه للجهاد في الأمـّة ، وإفشال أيّ مخطط خارجي ، صهيوأمريكي لفرض الاحتلال الصهيوأمريكي على أيّ جزء منها ، أو التمدد الصفوي الحاقـد ، على أنـّه الأمر الواقع الذي يجب قبوله ، قال تعالــى ، ( أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا ، وإن الله على نصرهم لقدير ،الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلاّ أن يقولوا ربنا الله ، ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز).
10ـ جعـل مسؤوليّة صدّ هذه الحملة الصليبية ،وكسر طاغوت الهيمنة الأمريكيّة ، وكذا الفتنة الصفوية القادمة من الشرق ، مسؤوليّة عامَّة على كلِّ فرد من الأمَّة ، كلُّ فيما يقدر عليه ، ومن موقعــه ، ( انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون).
11ـ تحصين عقول الأمة من زيف الإعلام المعادي الذي يمهّـد النفوس للرضوخ للاستعباد للمشروع الصهيوأمريكي ، أو التهاون مع الأطماع الصفوية الحاقدة على أمتنا .
وتشجيع الإعلام الذي يكشف الحقائق ، ويفضح أهداف هذه المشاريع الخبيثة،فالإعلام يؤدي دورا أساسيا في هذه المعركة ، ( الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه)، (فاصبر إن وعد الله حق ولايستخفنك الذين لا يوقنون) .
كما يؤكـد هذا الميثاق
ويوجـه جميع فصائل المجاهدين إلــى :
1ـ التأكيد إلى إبقاء عناوين هذا الدين العامة ، ومضامينها، وهـي : الإيمان ، والإسلام ، والإحسان ، ودين الرحمة للعالمين ، وأنّ أمّتنـا خير أمة أخرجت للناس ، ونهجها : هدى ، وموعظة ، وشفاء ، وإنشراح لما في الصدور، ، إبقاءها هـي السمة الظاهرة على غيرها ، والحفاظ عليها نقـيّة داعية إلى إشراقات الإسلام الحضارية ، من غير تشويه لصورتها ، بتقديـم شعارات العنف عليها ،
وإنما القتال في شريعتنا وسيلة من وسائل الأمّة ، لبلوغ تلك الغايات .
2ـ التشديد على رعاية حرمـة دماء المسلمين ، وأموالهم ، وأعراضهم ، فضلا عن عناصر جبهات الجهـاد فهم أشدّ حرمـة ، بـل يدعو هذا الميثاق :
إلى وجـوب التركيـز ـ لاسيما في هذه المرحلة ـ على توحيد الصفوف ، وبثّ روح الإئتلاف ،والتعاون في مواضع الإتفاق ، وإلتماس الأعذار عند الإختلاف ، والتسامي عن الأغراض الحزبية ، والأطماع الشخصية ،
وإلى الترفّع عن إحتكار الشرعيّة ، أو ثمرات الجهاد ، لفصيل دون آخر .
وإلى إزالة جميع أسباب الضغينة ، والشحناء ، ونشر موجبات سلامة الصدر والإخاء ، والإقرار بالفضل لجميع فصائل الجهاد ،
3ـالحذر من أحدوثات الأفكار المغلوطة ، والآراء الشاذّة ، النابتة من غير ميراث النبوة المحفوظ ، النازعة إلى شطط من سيء الحظوظ ، مثل الغلو في تكفير العموم من أهل الشهادتين ، والمسارعة في دماءهم ، وإقتحام أحكام الردة على المخالفين بغير رويّة ، ولا إعذار بما يوجب الشرع إعتباره ، ومن غير قبول لتأويل معذور صاحبه شرعا.
ومثل إنزال الخارجين عن بيعة الجماعة الجهاديـة منزلة المرتدّ ، وإستباحة دماء جماعات الجهاد الأخرى ، المخالفين لتلك البيعة .
ومثل حمل المسلمين على المشاق حُطَمة بغير حكمة ، وإقامة الحدود في غير موضعها إستباقا للتمكين وظهور الشوكة ،
ومثل تولية الأمور لغير أهلها بغير سداد وحنكة .
4ـ مراعاة أوليّات المرحلة ، بدأً من طرد المحتل ، وإفشال مشروعه ، وإنتهاءً بتمكين شرعي ، تحفظ به السبل ، ويقام به العدل والأحكام ، وتصان الأنفس ، والأموال ، والأعراض ، والثغور ، ويرجـع فيه الناس إلى أمـر رحمة ، وأمن .
تمكيـن بيد مبسوطة على مقاليد الأمور ، قابضة على معقـد السلطان ، يُولاه من يُجتمع عليهم ليقام بهم الدين ، فيأوي إليهم كلّ ملهوف وضعيف ، من ذوي العلم والبصيرة ، يضعون الأمور في نصابها ، حكما بالحق ، وقضاء بالعلم والعدل.
لا قبــل ذلك ، ممـّا قـد ينزع الله منه البركة ، ويُذهب الريح ، فتحتلب به الأمـّة دما وفرقة ، لارحمـةً وألفة ، وتوضع فيه السيوف على رقاب المسلمين ، وتلغ في دماءهم ، بعد أن كانت في نحور أعداءهم !
5ـ الفهم الفهم أن الأمّة كما هي بحاجة إلى جهاد يعيد عزّتها، هي بحاجة إلى حكمة في موضعها، تستوعب جميع جهود رجالها المخلصين ، وجماعاتها العاملة للإسلام ، وتتفهم تنوعهم المحمود ، وإختلافهم المشروع ، وتتدرج بهم إلى العودة إلى الدين ، من غير تعسّـف ، ولا إستعجال الأمر قبل أوانه .
والله المستعان أولا وآخـرا
هذا ندعو الجميع إلى التمسك بهذا الميثاق ، والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماكثيرا،
حسبنا الله ونعم الوكيل ، نعم المولى ونعم النصير .
ملحـــق :
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد :
فإنه ليس ثمة اليوم في هذا الجزء الهام والأخطر من العالم إلا ثلاثة مشاريع
المشروع الصفوي الإيراني ،
والمشروع الصهيوصليبي ،
ومشروع الجهاد الإسلامي ،
الذي يلقى في طريقه التخذيل وأنواع الإرجاف والتشكيك ، غير أنهم ماضون لايضرهم من خالفهم ولا من خذلهم ،وسيصلون ـ باذن الله تعالى ـ إلى أهداف أكبرمما كانوا يتخيّلون ، وما ذلك على الله بعزيز ، وتلك عادته مع أولياءه .
غير أنه ، وإلى حين ، ستبقى ـ والله أعلم ـ المنطقة تحت تداعيات ، صراع الهيمنة الفارسي الصفوي ـ الصهيوصليبي،ومع انشغال محور الشر العالمي بقيادة الصهيوصليبية العالمية بمناوشات أخرى ، فتـرة من الزمن ، ستبقى المنطقة في فوضى ممهدة لتغير دولي ، ستلقي بآثار نافعة لمشروع الجهاد الذي ينتشر انتشار النار في الهشيم في أنحاء العالم الإسلامي ،
وكل المؤشرات ـ بحمد الله تعالى ـ تتجه نحوغاية واحدة :
الجبهة الصهيوصليبية بقيادةأمريكا ، من ضعف إلى ضعف ، ومن ورطة إلى ورطة ، وفي وحلِ أخطاء تولّد أخطاء ، ومن فضيحة إلى فضيحة ، تخسر الأنصار كل يوم ، وتكسب الأعداء كل يوم .
والجهاد الإسلامي ، من نصر إلى نصر ، ومن فرج إلى فرج ، ومن عزيمة إلى عزيمة أشد ، ومن نجاح إلى نجاح أعظم ، يكسب الأنصار كل يوم ، ويهزم الأعداء كل يوم .
وإذا لم يدل هذا كله ، على أن الإسلام يتجه نحو صعود عالمي حتمي، فلن يصح في الأذهان شيء .
وأهم المهمات اليوم ، التركيز على مصابرة العدو ، و البقاء مرابطين في الطريق ، وتحت الراية ،حتى النصر ، أو نسلم إنجازاتنا إلى الجيل القادم باذن الله ، فيبني عليها إلى النصرالكامل ، والعاقبة للمتقين
**والعدو الصهيوصلبي، يطارد كل حركة جهادية إسلامية تهدف إلى التخلص من خطط الغرب لإبقاء العالم الإسلامي تحت سيطرته ، كما يحاصر قدرة العالم الإسلامي على التفوق العسكري ، ويضربها في مهدها ، حتى لو كان ذلك بالحروب التدميرية إن لزم الأمر .
التناقض الموضوعي والتاريخي بين المشروع الإسلامي والغربي :
**و هذا الصراع ، لم يزل، وسيبقى ، لانه نتيجة لتناقض موضوعي وتاريخي بين المشروع الإسلامي ، والمشروعالغربي الصليبي .
**فالمشروع الإسلامي مشروع إلهي يقوم على الأصول الثلاثة التي دعت إليها الرسل جميعا ، فدين الأنبياء واحد ، و هذه الأصول هي : الإيمان بتوحيد الله ، والإيمان بوجوب التزام البشرية للشريعة التي جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الرسل ، والإيمان باليوم الآخر .
**بينما يقوم المشروع الغربي على عقيدة استعمارية مبنية على التعصب الديني والعرقي والأطماع المادية .
أجنحة المكر الثلاثة :
**ولهذا المشروع ثلاثة أجنحة : الإرث الصليبي المتعصب ، والحقد اليهودي الملتف حوله كالحية الرقطاء ،والجشع المادي الذي أورثته العقيدة العلمانية اللادينيّة الغربيّة.
**وقد تحالفت هذه الأجنحة الثلاث على أن الهيمنة على العالم الإسلامي ، وتطويق المشروعالإسلامي ، يحقق لكل جناح هدفه ، فتداعوا على الأمة الإسلامية ، كما تتداعى الأكلة على قصعتها .
المراحل الخمسة التي مرت بها خطة الهجوم الصليبي المعاصر على الإسلام:
**وقد مرت مراحل الهجوم في خمس مراحل :
**الأولى : مرحلة العنف ، عبر حملاتهم العسكرية على العالم الإسلامي .
الثانية : تجزئة العالم الإسلامي إلى دول ودويلات في حدود سياسية صنعوها بدقة لتحقق أهدافهم على المدى القريب والبعيد .
الثالثة : التغريب بمحاربة الإسلام والأسس الإيمانية التي يقوم عليها ، من الوحي الإلهي بالتشكيك في القرآن ، والنبوة بالطعن في شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم ،والشريعة بإقصائها واستبدل القوانين الوضعية العلمانية بها .
وقد اهتموا اهتماما خاصا بزرع النخب الموالية لهم من أبناء المسلمين ، ليقوموا بهذا الدور بالنيابة ،وقد قام هؤلاء بالمهمة خير قيام ، كما ذكرنا ذلك في مقال سابق بعنوان ( اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو العلمانيـة اللادينية ) ومقال آخر بعنوان ( الشهب الطالبانية الحارقة على العلمانية اللادينية المارقة) .
الرابعة : الإلحاق الاقتصادي ، بحيث حولت كل مقوّمات العالم الإسلامي الاقتصاديّة إلى عوامـل ملحقة بالاقتصاد الغربي تغذيه وتمده بأسباب القوة والبقاء .
الخامسة : تأسيس الكيان الصهيوني ودعمه ، ليكون المراقب الميداني لإنجازات الغرب الصليبي في قلب العالم الإسلامي ( الشرق الأوسط ) ، والمتعهد بالمحافظة عليها .
الرد الإسلامي على الهجمة الغربية الصليبية :
وبناء على ما تقدم فإن الرد الإسلامي على هذه المحطات ، لإفشال خطط الهيمنة الغربية ، يجب أن ينطلق إلى أبعد مدى ممكن ، وينتشر على جميع المستويات :
*** بالجهادالذي يقابل مرحلة العنف الصليبية ، وهو قائم الآن ، ويجب تشجيعه ، وبعث روح التحدي والاستمرار فيه