السيف البرّاق الناصــر لأهـل السنــة في جنوب العراق

 

 

السيف البرّاق الناصــر لأهـل السنــة في جنوب العراق

حامد بن عبدالله العـلــي

لم يكن قائد الثورة الشعبية العارمة على نظام الشاه ، ومشيـد أركان الجمهورية الحالية في إيران (الخميني) ينقصه شيء من الحنكة والخبرة والدهاء السياسي ، ليجعل منصب " ولاية الفقيه" مفصلا بمقاس كبير جدا بحيث يؤهله ليلعب الدور الذي خططه له في إيران ما بعد الثورة ، وهو دور يحمل مشروعا عقائديا يمتد إلى خارج إيران ، فيضع إحدى عينيه على الأضرحة التي تعبد من دون الله في جنوب العراق ، والعين الأخرى على الحرمين الشريفين !

لقد أحكم الخميني الذي حظي بتأييد جماهيري منقطع النظير بين شعبه في تلك الفترة ، مستغلا الإحباط الشعبي من حكم الشاه الاستبدادي الذي جاءت به أمريكا بعدما تخلصت من مصدق الذي هدد أطماعها النفطية ، لقد أحكم الخميني هذا المنصب الخطير ليكون حجر الزاوية في كيان الدولـة في إيران ، حتى صار ما يطلق عليه "ولاية الفقيه " هي المؤسسة المهيمنة على الدولة ، واليكم كيف تم ذلك .

يتم تعيين الفقيه من قبل مجلس الخبراء ، وهو جهاز مكون من ثلاثة وثمانين من المعممين المنتخبين ، وهم مخولون بعزل الفقيه في حالات استثنائيه ، غير أن جميع المرشحين لعضوية هذا المجلس خاضعون للفحص من قبل مؤسسة أخرى ينص عليها الدستور الإيراني ، هي مجلس الأمناء ، وهو مجلس يتم انتخاب ستة منهم من قبل البرلمان ، وأما الستة الباقون فيعيّنهم "الفقيه" ، وهذا المجلس أي مجلس الأمناء مبسوط النظر لفحص وتمحيص جميع المرشحين لعضوية البرلمان ومنصب رئيس الجمهورية ، وكذا على جميع التشريعات التي يصدرها البرلمان ، وهو مجلس ــ وكذا مجلس الخبراء ــ من أشد المؤمنين بمبدأ "ولاية الفقيه" .

وبهذا يتبين جليا أن جميع زوايا النظام السياسي الرئيسية ، تخضع لعمليات مراجعة متعددة تتجمع في النهاية في مفهوم "ولاية الفقيه" ، وأريد له بواسطة تلك التدابير والنظم تثبيته كأساس لنظم الحكم في ايران إلى أجل غير مسمى .

إضافة إلى ذلك فقد تطورت في ظل هذا الوضع السياسي ، منظمات ذات نفوذ لا يستهان بــــه ـ تبدو في الظاهر كمجموعات مستقلة ـ لتحيط مفهوم "ولاية الفقيــــــه "والمبادئ التي يقوم عليها ، بسياج من الحماية والدعم ، وهي جمعيات وهيئات تضطلع بمتابعة الحياة العامة ورصد المخالفات للنظام الإسلامي ، ويقوم عناصر تلك المنظمات بتدابيـر لردع أي نشاط يعادي النظام ، وهي تقدم نفسها على أنها شريحة من المواطنين يملي عليهم واجبهم الديني وقناعاتهم السياسية ما يقومون به من أنشطة ، بينما هي تتلقى التوجيه من أعضاء في مجلس الأمناء ، ومن الأمثلة على أنشطتها الداعمة أن جمعية ( الخورداد الخمسة عشر ) رفعت قيمة الجائزة المالية التي رصدت لقاتل سلمان رشدي ، عندما شعرت بتراخ رئيس الدولة في هذه القضية طمعا في تعزيز العلاقات مع دول أوربية .

وأيضا ـ وبطبيعة الحال ـ فان "ولاية الفقيه" مبسوطة اليد بالسيطرة الكاملة على القوات المسلحة والشرطة السرية ، وعلى الإعلام والثقافة حتى تعيين مديري الإذاعة والتلفزيون ، وسائر الأجهزة الحيوية للدولة ، وقد مكن هذا النظام الصارم الثورة من إزاحة الأحزاب السياسية المناوئة لمفهوم "ولاية الفقيه" إبـّـان الاضطراب الذي أعقب قيام الثورة ، وبالتالي فقد أصبح هذا المفهوم من المسلمات السياسية بعد ذلك .

غير أن مرور نحو عقدين من معايشة الشعب الإيراني لممارسات رموز النظام الإيراني بالغة السوء ، والتي أظهرت التردّي المنقطع النظيــر للأداء السياسي فيه ، والجشع المادي الذي يحتويه ، إلى جانب انتشار الفساد الأخلاقي بذريعة " نكاح المتعة " الذي أضحت المزارات سوقه الرائج !! حتى تحول إلى دعارة مبطنة انتشرت في طول البلاد وعرضها ، وأضحت تستقطب السياح !!

إضافــة إلى التسلط بالظلم على المعارضين ، لاسيما من أهل السنة والجماعة ، بما فيه ذلك قتل علماءهم ، ومطاردة دعاتهــم ، واضطهادهم بشتى أنواع الاضطهاد ، ذلك كله مع تصدير المقاتلين الذين يحملون مشروع الثورة الخمينية إلى الخارج ، في صورة أحزاب سياسية مجندة عسكريا بالباطن ، أو حتى بالظاهر مثل حزب " حسن نصر" في الجنوب اللبناني ، وإنفاق الأموال الطائلة على تلك الأحزاب على حساب مصالح الشعب الإيراني .

قد حول السخط الشعبي في إيران إلى حالة عامة ، وتسلط ذلك السخط على كل ما يمت بصلة إلى مبدأ "ولاية الفقيه" المزعومــــــة .

وقد ساعد التدهور الاقتصادي الذي تسبب به جشع النظام ، على تنامي ذلك السخط ، ثم إن ذلك كله قد أفرز وقائع جديدة على الساحة السياسية الإيرانية ، بدا في صورة نزاع بين قطبين سياسيين ( المحافظون ) و( الاصلاحيون ) ، وهما ليسا حزبين بالمعنى المعروف بقدر ما هما نزعتان يلتف حول كل واحدة منهما فئات من الشعب الإيراني ، ويدور الصراع بينهما حول قضايا معينة ومن يتحمس لها من الشخصيات السياسية من كلا الطرفين ، وأهم ساحات ذلك الصراع هي البرلمان والصحف ، واما قضايا الصراع فتدور حول أمور يختفي وراءها مفهـــوم ( ولاية الفقيه وسلطاته ) .

وقد تطور الصراع ، واحتدمت الأزمة الداخلية ، وبدت تقترب أكثر فأكثر من الخط الأحمر الذي يحيط بمفهوم "ولاية الفقيه" .

ولكن .. وفي خضم الصراع الإيراني الداخلي ، جاءهم ما فرحوا به ، ليشغلوا شعبهم عن فشل الثورة الخمينية ، وانكشاف سوءتها ، وتــردي أوضاعهم البائسة الداخلية ، يشغلونهم إلى حين ، وجاءت جنود " الشيطان الأكبر " أمريكا ، لغزو أفغانستان ، وفي خطبة الجمعة تلك وحدها منذ عشرين عاما ، التي تلت إعلان أمريكا عزمها غزو أفغانستان ، توقف الهتاف ضد "الشيطان الأكبر" فجأة من أتباع النظام في إيران .

وانكشف الغطاء عن تواطؤ من النظام الخميني مع أمريكا لتمكينها من احتلال أفغانستان ، وافتخر "رافسنجاني" في خطبة علنيـّة ، بأنه لولا الدور الإيراني لم يمكن لأمريكا أن تحتل أفغانستان ، ولم يبعد عن الحقيقة ، فقد كانت الألوية المدرعة الإيرانية تتقدم الجيوش الصليبية إلى كابل ، وفعلت الأفاعيل التي يشيب لها الولدان في المسلمين هناك .

كما دأب هذا النظام الإيراني على أن يلعب دورا تآمريا مع روسيا ، ومع الهندوس في الهند ضد الإمارة الإسلامية في أفغانستان قبل الغزو الصليبي الأمريكي لها .

ثم هاهو يتآمر مع من كان يسمّيـهم " الشيطان الأكبر" ليمكن لهم احتلال هذا البلد المسلم ، منذ أن كانت اللقاءات السرية بين الأحزاب الشيعية العراقية ، والأمريكيين تعقد قبل الاحتلال الأمريكي للعراق ، وظهرت ثمرات هذه المؤامرة بامتناع الأحزاب الشيعية في العراق عن مقاومة المحتل الصليبي ، ولازالت مراجع الشيعة تفتي بالامتناع عن المقاومة ، ووقفوا مناوئين للجهاد الإسلامي للمحتل الصليبي في العراق ، وشاركوا في مجلس الدمى ، "مجلس الحكم الانتقالي" تحت قيادة مندوب " الشيطان الأكبر " بريمـر .

وأخطر من هذا كله ، مخطط النظام الإيراني الرافضي مع الأحزاب الرافضيـّة العراقية ، لتحويل جنوب العراق إلى مقاطعة رافضيّة صرفة ، تمهيدا لجعله مسرحا لنفوذ الحوزات في قــــم ، وملحقا للمطامع الإيرانية ، ومنفذا لأهدافها في الخليج ، وتوطئة لخطة أوسع مدى ، يحلمون فيها بتحويل منطقة شمال الخليج عبر المثلث من الحدود الإيرانية مع العراق ، إلى الإحساء مرورا بالبحرين والكويت مع الجنوب العراقي ، تحويله إلى مرتع لأطماع الثورة الخمينية ، ولو على المدى البعيد .

وقد انطلقت أول خطوات هذا المخطط في جنوب العراق ، بما ثبت من نقل الثقات عما هو مشهور بين أهل السنة في الجنوب العراقي أنه في اجتماع بين "رفسنجاني" ورموز من رافضة الجنوب تم خلاله وضع خطة ، للبدء بتصفية من أسماهم " الوهابيين " ثم بعدهم " أهل السنة" في مدن الجنوب ، وذلك باختطاف رموزهم وشيوخ القبائل والعشائر السنية ، وتصفيتهم ، لإجبار أهل السنة على الهجرة الجماعية من الجنوب العراقي .

وقد حدث هذا بالفعل ، ويتزامن مع نشر هذا المقال ، نشر صور "وفلم" في هذا الموقع ، لتوضيح بعض ما جرى وتوثيقه ، من القتل والعدوان الذي لا يوصف مدى شناعته ، كما تواتر أنّه يحدث في سجون طوائف أولئك الرافضة ، وعلى أيدي جنودهم الحاقدين ، في جنوب العراق هذه الأيام ، من التعذيب الذي تشيب له الولدان ، لأهل السنة خاصة ، ما لم يجر مثله ، ولاقريب منه في أيام النظام الصدّامي البائد ، لاسيما من قبل قوات باقر الحكيم ، فيلق بدر ، وحزب الدعوة ، وما تخفي صدورهم أكبــر.

وليس هذا بمستغرب ، فكل من عرف حقيقة هذا الدين القائم على قصد هدم الإسلام كلـِّـه ، ابتداءً بالهجوم على عقيدة حفظ الله تعالى للقرآن العظيــم ، ومرورا بالطعن في الصحابة ، والتطاول على عرض النبي صلى الله عليه وسلم بالكلام القبيح في أمهات المؤمنين ، للتشكيك بالسنة النبوية ، وانتهاءً بتشويه صدر التاريخ الإسلامي ، لاسيما عهد الخلافة الراشدة ، بتحويله إلى تاريخ مليء بالخيانات والتآمر ، ممن هــم خيرة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وصفوة تربيته ، ثـم تشويه عامّة التاريخ الإسلامي ورموزه ، والوقوف ضد مصلحة الإسلام والمسلمين ومع أعداءه في غالب مواقع الإسلام المشهورة في التاريخ .

كلّ من عرف حقيقة دينهم ، وخبـــر تاريخهـــم ، يتيقّـن أنه مشروع يناقض دين الإسلام مناقضة موضوعيّة وتراثية وتاريخيّة ، ولا يصح معها أن يُوجّه الخطاب عنه في إطار الخطاب لهذه الأمة ، ولا يفعل ذلك إلا جاهل بحقيقتهم ، جاهل بتاريخهم ، جاهل بمشروعهم السياسي في واقعنا ، أو آخـر يخادع في الخطاب مدفوعــا بأغراض دنيوية يتطلع إليها .

ذلك كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

( الرافضة يوالون من حارب أهل السنة والجماعة ويوالون التتار ويوالون النصارى ، وقد كان بالساحل بين الرافضة وبين الفرنج مهادنة حتى صارت الرافضة تحمل إلى قبرص خيل المسلمين وسلاحهم وغلمان السلطان وغيرهم من الجند والصبيان .

وإذا انتصر المسلمون على التتار أقاموا المآتم والحزن وإذا انتصر التتار على المسلمين أقاموا الفرح والسرور ، وهم الذين أشاروا على التتار بقتل الخليفة وقتل أهل بغداد، ووزير بغداد ابن العلقمي الرافضي هو الذي خامر على المسلمين وكاتب التتار حتى أدخلهم أرض العراق بالمكر والخديعة ونهى الناس عن قتالهم . وقد عرف العارفون بالإسلام : أن الرافضة تميل مع أعداء الدين .

ولما كانوا ملوك القاهرة كان وزيرهم مرة يهوديا ومرة نصرانيا أرمينيا وقويت النصارى بسبب ذلك النصراني الأرميني وبنوا كنائس كثيرة بأرض مصر في دولة أولئك الرافضة المنافقين وكانوا ينادون بين القصرين : من لعن وسب فله دينار وإردب .

وفي أيامهم أخذت النصارى ساحل الشام من المسلمين حتى فتحه نور الدين وصلاح الدين ، وفي أيامهم جاءت الفرنج إلى بلبيس وغلبوا من الفرنج ؛ فإنهم منافقون وأعانهم النصارى والله لا ينصر المنافقين الذين هم يوالون النصارى فبعثوا إلى نور الدين يطلبون النجدة فأمدهم بأسد الدين وابن أخيه صلاح الدين .

فلما جاءت الغزاة المجاهدون إلى ديار مصر قامت الرافضة مع النصارى فطلبوا قتال الغزاة المجاهدين المسلمين وجرت فصول يعرفها الناس حتى قتل صلاح الدين مقدمهم شاور ، ومن حينئذ ظهرت بهذه البلاد كلمة الإسلام والسنة والجماعة وصار يقرأ فيها أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم كالبخاري ومسلم ونحو ذلك ، ويذكر فيها مذاهب الأئمة ويترضى فيها عن الخلفاء الراشدين ؛ وإلا كانوا قبل ذلك من شر الخلق . فيهم قوم يعبدون الكواكب ويرصدونها وفيهم قوم زنادقة دهرية لا يؤمنون بالآخرة ولا جنة ولا نار ولا يعتقدون وجوب الصلاة والزكاة والصيام والحج وخير من كان فيهم الرافضة والرافضة شر الطوائف المنتسبين إلى القبلة ) مجموع الفتاوى 28/636ـ638

ولئلا يظـنّ غـــرّ أن شيخ الإسلام ابن تيمية متحامل فيما ذكره مستشهدا باستقراء التاريخ ، أنقل شهادة رمز من رموز شيعة جنوب لبنان ، يبيّن كيف أن التشيع يوظف في مشروع الصليب بسهولة :

كما قال الطفيلي مؤسس "حزب الله" في جنوب لبنان ـ وقد تم طرده من الحزب ، لما رفض الانصياع للقيادة الخمينيّة ـ قال لصحيفة الشرق الأوسط بتاريخ 25/9 / 2003م :

( لكن المشكلة في السياسيين، ذلك أن معظم التيارات الدينية السياسية منضوية تحت راية التيار الإيراني المتواطئ مع الأميركيين ، وهو الذي يأمر القيادات السياسية الشيعية بقبول مجلس الحكم وان تكون أعضاء فيه.

ثم قال جواب على سؤال : ألا ترى تعارضاً فيما تتحدث به عن التواطؤ الإيراني وبين الضغوط التي تمارس أميركيا وغربيا على إيران؟

حتى لا نخدع أنفسنا، أقول لا شك في أن هناك حواراً أميركيا ـ إيرانيا بدأ قبل غزو العراق ، وان وفداً من المجلس الأعلى للثورة الإسلامية المؤيد لإيران زار واشنطن لهذه الغاية، والتيارات الإيرانية في العراق هي جزء من التركيبة التي تضعها الولايات المتحدة في العراق، حتى إن أحد كبار خطباء الجمعة في العاصمة الإيرانية ـ هو رفسنجاني الرئيس السابق ـ قال في خطبة صلاة الجمعة انه لولا إيران لغرقت أميركا في وحل أفغانستان ، فالإيرانيون سهلوا للأميركيين دخول أفغانستان ويسهلون بقاءهم الآن ، أما القول عن اعتقال سفير سابق هنا أو حديث عن سلاح نووي هناك فهو يدخل من باب السعي الأميركي لتحسين شروط التعاون الإيراني ، التشيع يستخدم الآن في إيران لدعم المشروع الأميركي في العراق ) .

وبعد هذا كله يتبين بما لامجال فيه لأدنى ريب :

أننا أمام تآمــر واضح لاشك فيه بين المشروع الصليبي الصهيوني الأمريكي ، والمشروع الرافضي الإيراني الخميني ضد الأمة الإسلامية .

وأن بُغية المشروع الصليبي الصهيوني استعمال التشيع ـ المرحّب جدا بهذه الوظيفة المفضلــــة كعادته في التاريخ ـ لتحقيق أهدافه في ضرب هذه الأمة ، وهدف الرافضة الخمينيّة ومن يدور في فلكها ، استغلال الحملة الصليبيّة الصهيونيّة لتوسيع نفوذها في العراق والخليج ، ولا يمنع اتفاقهما على ما تقاطعت فيه مصالحهما ، وسعي كل طرف أن يحقق أقصى ما يمكنه من ذلك ، ولو على حساب بعض أطماع الأخر في بعض الأحيان ، علم أو لم يعلم ، لا يمنع ذلك أن يختلفا فيما وراء ذلك ، في قضايا أخرى .

ففي عالم المؤامرات السياسية من أساليب اللعب على التناقضات ، ومحاولة كلِّ طرف أن يستفيد فيما وراء الصفقات السريـّة ، أطماعا لا يعلنها للآخــر ، رجاء أن يستحوذ على نصيب من مكاسب يتوقعها خافية على الطرف الآخر ، أو يظن أنه بمقدوره مخادعة شريكه في الصفقة ، في مراحل لاحقه ، ليقلب عليه الأمور ، فيه من ذلك ما هو مشهور ومعلـوم .

هذا .. وليس المقصود بهذا المقال الدعوة إلى فتح جبهة احتراب داخل العراق بين السنة والشيعة ، كـــــلا ..فليس ذلك من مصلحة الإٍسلام في شيء ، وقد ذكرنا من أول يوم دخلت في الجيوش الصليبية العراق أن الفرض المقـدَّم هو طرد المحتل الأجنبي ، وأنه حتى لو اتفق من في العراق كلهم ، حتى يهودها وصابئتها والنصارى على قتال الغازي الأمريكي ودحــره ، لكان مشروعا يسير في الاتجاه الصحيح ، ويحقق مصلحة الإسلام ، ولاتجوز إعاقته بأي احتراب آخـر ، أو إشعال نار فتنة داخلية ، لايجني منها أهل العراق إلا الدمار والخراب .

ذلك أن بقاء هذا الاحتلال الصليبي الصهيوني للعراق ، ضرر عام شامل ماحق مستمر ودائم ، أشد من أي خطـــر آخــر .

غير أن هذا لايعني أن تُترك عصابات طوائف الرافضة في جنوب العراق ، متآمرة مع الغازي الصليبي ، متواطئة مع النظام الإيراني الخميني البلاء على الإسلام والمسلمين ، تُتـرك لتفعل ما تشاء في أهل السنة في جنوب العراق ، تقتلهم ، وتشردهم ، وتهجرهم من ديارهم ، فإذا قام المسلمون ينصــرون إخوانهم قيل : لا تفتحوا باب الفتنة ! وأي باب للفتنة أبقاه هؤلاء الخونة المتواطئون مع الغزاة مغلقا بعـد ما رأينا جرائمهـم الوحشية في البصرة ، الزبير ، وأبا الخصيب ، والنجف ، وغيرها من مدن وقرى الجنوب في أهل السنة والجماعــة ، كما فعل سادتهم الذين يأتمرون بأمرهم في أهل السنة في إيران .

بل الواجب فضح ما تفعله تلك العصابات الضالة من فجور في أهل السنة في جنوب العراق ، ومد يد العون لأهل السنــة ، ونصرهم بكل ما يمكن أن ينصروا به ، وبكل سبيل .

ولئن لم ينته هؤلاء الأوباش الجبناء ، الذين يحركهم النظام الإيراني الخميني البائس ، الذي يوشك على الإفلاس و السقوط في عقر داره ، ويكفـوا أيديهم الآثمة عن المسلمين ، من إخواننا أهل السنة في عراق الخلافة ، تاركــين أهل السنة يجاهدون المحتلين الصليبيين الغزاة ، فلسوف يأتيهـم مالا قِبـلَ لهم بــه ، ولا أباءَهم الأولين ، وهم يعلمون حقــا حقــا ، إذا غضب أهل السنة ماذا يفعلون ، ولتعلمنّ نبـأه بعــد حيـن .

 


الكاتب: حامد بن عبدالله العلي
التاريخ: 07/12/2006