الرد على خالد الشايع فيما زعمه من بطلان شرعية الثورة السورية المباركة !! |
|
الرد على المدعو خالد الشايع فيما زعمه من عدم شرعية الثورة السورية !!
حامد بن عبدالله العلي
.
الحمد لله والصلاة ، والسلام ، على نبيّنا محمّد ، وعلى أله ، وصحبه ، وبعد :
فقد استمتعت إلى ماذكرهُ المدعو خالد الشايع في برنامج تلفزيوني أنه لايجوز الجهاد لإزاحة الكافر المتسلّط على المسلمين ، إذا كان يقع بسبب ذلك إزهاق ولو روح واحدة !!
وما ذكره من أنّ ثورة الشعب السوري غير شرعية ! وزعمه الذي زعم ـ وهو في غاية القبح والفساد ـ أن النظام السوري كان مقيما لأصول الشريعة في زمانه ، مما لايسوّغ الخروج عليه !
ومعلوم لدى كلّ من عرف عقيدة المسلمين ، وفقه دين الموحدين ، أن هذا القول الذي قاله ، مع كونه في غاية البطلان ، لمخالفته النصوص ، وما أجمع عليه العلماء ، وما فيه من الجهل المطبق المثير للشفقة ، بواقع المشروع الصفوي الذي حوّل سوريا إلى ولاية إيرانية ، قبل أن تنطلق الثورة المباركة فيها، فتحطم أحلامه التوسعيّة ، وتفسد مخططة الشيطاني$$$
فيه أيضا ـ فوق ما تقدم ـ ما فيه من الإرجاف ، والتخذيل ، والإستهانة بتضحيات الشعب السوري الأسطورية ، واستخفاف بما قدموه من تضحيات عظيمة ، ليس من أجل خلاصهم هم من أخبث حاكم ، وأنجس طاغية ، وإنقاذ دينهم من مخطّط كان يمضي سريعا لتحويل سوريا بأسرها إلى مدنٍ ينتشر فيها دين الإشراك في أقبح صوره ، وتكفير الصحابة ، وتحريف القرآن ، وتعلو فيها مذاهب الباطنية .
نعم فيه استخفاف بما قدموه من تضحيات عظيمة ليس من أجل خلاصهم هم فقط ، بل من أجل تخليص الأمة الإسلامية بأسرها من زحف المشروع المجوسي عليها ، والذي يستهدف كلّ مقدساتها ، من عقيدتها ، إلى احتلال الحرمين ، فضلا عما يقوم به هذا المشروع ، ويعتزم أن يكمله ، من سفك دماء المسلمين ، بل إبادتهم.
.
والعجب والله من قوله إنّ الجهاد لإزاحة الحاكم الكافر النصيري الذي لم يبلغ أحدٌ ما بلغه من الإجرام في إهلاك الدين ، وسفك دماء المسلمين ، أنه لايجوز إذا كان في سبيل ذلك إزهاق روحٍ واحدة ؟!!
وسبحان الله هل يريد بشار وكل كافر ، وطاغية ، تسلط على رقاب الأمة ، غير هذه الفتوى الكارثية تشريعا لبقائه ؟! وتيئيسا للأمة من خلاصها من الطغاة ؟
.
وهل يوجد في التاريخ مثل هذه الفتوى تستحمر الأمـة ، وتحولها إلى قطيع ، يركبه كل طاغية ، ومستبـد ؟!
.
وما علمت والله فيما قرأت من كلام أهل العلم بالقديم ، والحديث ، أحمق من هذا القول ، ولا أجهل من هذه الفتيا ، وقـد أزرت بكلّ جهاد الأمة ضد الإستعمار الغربي في القرن الماضي ، والذي قبله !
.
ذاك الجهاد الذي قدمت فيه الأمة ملايين الشهداء ، لتحرير أوطانها من المستعمر ، والذي كان قد أقام حكومات محليـّة موالية له من الخونة الذين قبلوا أن يكونوا مطايا للمستعمر !
كما أزرى بالجهاد الأفغاني الذي انتفض لإخراج الإتحاد السوفيتي ، وحاكمه في كابل نجيب الله الأفغاني ، بل بكلّ جهاد في أمّتنا قام في تاريخها ، فقدم الدماء ، وارتقى بالشهداء ، إباءً أن يعلو على هذه الأمـة كافر ، اعتزازاً منها بهويتها ، وشموخا بعقيدتها !
وسبحان الله ، وعجبا ـ والله ـ فهل يُعقـل عند من لديه أدنى مسكة من عقـل ، أن يكون الجهاد بلا دماء ، ولاشهداء ؟!
.
فلـمَ قال تعالى ( كتب عليكم القتال وهو كره لكم ) ؟!
كما قال الإمام القرطبي : ( وإنما كان الجهاد كرها لأن فيه إخراج المال ، ومفارقة الوطن ، والأهل ، والتعرض بالجسد للشجاج ، والجراح ، وقطع الأطراف ، وذهاب النفس ، فكانت كراهيتهم لذلك ، لا أنهم كرهوا فرض الله تعالى ، وقال عكرمة في هذه الآية : إنهم كرهوه ، ثم أحبّوه، وقالوا : سمعنا ، وأطعنا ، وهذا لأنّ امتثال الأمر يتضمن مشقّة ، لكن إذا عرف الثواب هان في جنبه مقاساة المشقات .
قلت : ومثاله في الدنيا ، إزالة ما يؤلم الإنسان ، ويخاف منه ، كقطع عضو وقلع ضرس ، وفصد ، وحجامة ، ابتغاء العافية ، ودوام الصحة ، ولا نعيم أفضل من الحياة الدائمة في دار الخلد ، والكرامة في مقعد صدق ) ا.هـ
ولــمَ استفاضت النصوص أنّ منزلة الشهداء أعلى منازل المجاهدين الذين هم أعلى منازل المؤمنين ؟! سوى لحثّهم على طلب إزهاق الأرواح ابتغاء مرضاة الله تعالى ، وإعلاءً لكلمة الله ، وإعزازا لدين الله ؟!!
ومعلوم أنّ النبي صلى الله عليه وسلم ـ كما في الصحيح ـ أمر بسلّ السيوف إذا علا الحاكم الكافر ( إلا أن تروْا كفرا بواحا ) قال ابن حجر في شرح الحديث ـ مختصرا ـ ( إذا وقع من الحاكم الكفر الصحيح تجب مجاهدته ) .
وأنّ الأمر بسلّ السيوف ، يعني إراقة الدماء لنيل الشرف ، وتقديم الأرواح لبلوغ العـزّ ، واسترخاص الأنفس لصناعة المجـد.
(ولا تحسبنّ الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياءٌ عند ربهم يرزقون)
فمَن مثلُ الذي يهدي دماءً
ليُبقى الدين بالعزِّ المهيبِ ؟!
وليت شعري أي أمّة عزت بغير أن تقدم دماء أبنائها ، أوتبني صروح مجدها على تضحيات شهدائها ؟!
هذا ولايخفى على كلّ متفقه أن ما قاله هذا المدّعي الذي أفرح طغاة المجوس بفتواه ، هو نظير ما كان يقوله المرجفون في تاريخ جهاد الأمة منذ العصر الأول :
كما وصفهم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله قائلا : ( وتارة يقولون: أنتم - مع قلّتكم وضعفكم - تريدون أن تكسروا، وقد غرّكم دينكم، كما قال تعالى: (إذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض غرّ هؤلاء دينهم، ومن يتوكل على الله فإن الله عزيز حكيم )
وتارة يقولون: أنتم مجانين، لا عقل لكم، تريدون أن تهلكوا أنفسكم والناس معكم !
وتارة يقولون: أنواعاً من الكلام المؤذي الشديد. وهم مع ذلك أشحة على الخير، أي حراص على الغنيمة والمال الذي قد حصل لكم ) مجموع الفتاوى 19 ص 457 - 458
وما ذكره من أن أصول الشريعة كانت قائمة في عهد بشار ، فهذا أجهل من أن يُرد عليه ، وقد جعل من نفسه سخرية الساخرين بهذا الكلام الساقط القبيح، فاسألوا كلّ سوري من أهل السنة عمّا كان يفعله النظام السابق في المسلمين هناك ، من حربٍ على الدين ، وإذلالٍ لأهل السنة ، وتعذيبهم ، وقتلهم ، وانتهاك نسائهم ، وحرماتهم ، وتمكين المجوس من بلادهم ، وتسخير إمكاناتها للمخطط الإيراني وكفى به شراً ، وخبثاً ، وعداءً للمسلمين !
.
وبالجملة فإن ما ذكره كلّه في غاية السقوط ، ولايستحق غير هذا الرد المختصر ،
.
ولكن نزيد عليه لتتميم الفائدة ، فتوى سابقة فيها تفصيل الرد بالنصوص على ما زعمه من نفي شرعية الثورة السورية :
.
.
: هذا ونسأله سبحانه أن ينصر الشعب السوري على طاغيته ، وأن يكلل تضحياته بالعزّ بعد الذلّ ، والأمن بعد الخوف ، والتمكين بعد الضعف ، اللهم إنّا نعوذ بك من نضلّ ، أو نُضلّ ، أو نزلّ ، أو نُزلّ ، أو نجهل ، أو يُجهـل علينا ، أو نظلم ، أو نُظلم ، و صلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الكاتب: حامد بن عبدالله العلي
التاريخ: 09/05/2014