لقاء الشيخ مع الكتلة الإسلامية في جامعة الأقصى ـ فلسطين

 

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 بداية حياك الله شيخنا الحبيب حامد العلي وجزاك الله على كل خير على قبولك إجراء هذا اللقاء وأدامك الله ذخراَ للإسلام والمسلمين

. س1 : إن المسجد الأقصى هو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ويعد من المساجد التي أمرنا رسولنا المصطفى ( صلى الله عليه وسلم ) بشد الرحال إليها ، في ظل هذا نرجو منك شيخنا الحبيب أن توضح لنا مكانة المسجد الأقصى في الإسلام

 ؟ س2 : في ظل الهجمة المستمرة على المسجد الأقصى من قبل المغتصبين الصهاينة ، والتي من أبرزها الحفريات المستمرة تحت المسجد الأقصى والتي لم تتوقف على مدار الساعة ، وما رشحت من معلومات في الأيام الأخيرة أن الصهاينة أصبحوا يستحدثوا أمر الزلازل في المنطقة حتى يوهمون العالم أجمع بأن هدم المسجد الأقصى ( في حال حدوث ذلك ) كان نتيجة أمراَ طبيعيا ... في ضوء ذلك : - ما هو واجب العلماء تجاه نصرة المسجد الأقصى ؟ - ما هو واجب المسلمين تجاه المسجد الأقصى والدفاع عنه ؟

س3 : في ظل ما يردده الصهاينة في العالم أجمع ويساندهم في زعمهم هذا النصارى حول أكذوبة الهيكل المزعوم تحت المسجد الأقصى كما يروجها الصهاينة في العالم أجمع . ما هو ردكم شيخنا الفاضل تجاه هذه الأكذوبة ؟

س 4 : في ظل المؤتمرات التي تحدث هنا وهناك من دون أي نتائج تذكر ويعرف حقيقتها كل عاقل ، والتي كان أخرها ما يعرف بمؤتمر الخريف والتي كان يوازي عقده توسيع الصهاينة لنطاق المغتصبات ضمن مدينة القدس لتسلب العديد من أراضي وممتلكات شعبنا الفلسطيني المسلم . ما وهو السبيل الوحيد لتحرير المسجد الأقصى وكافة مقدساتنا الإسلامية من دنس الاحتلال ؟

 س 5 : في ظل هذا الصمت المذل من أمتنا الإسلامية والعربية تجاه أداء واجبها الشرعي تجاه المسجد الأقصى والدفاع عنه ونصرته ولو بالكلمة .... . كلمة توجهها شيخنا الحبيب للأمة الإسلامية والعربية لاستنهاضهم للقيام بواجبهم الشرعي تجاه المسجد الأقصى في ظل الأخطار التي تهدده في كل وقت وحين من قبل المغتصبين الصهاينة . في الختام نسأل الله تعالى أن يحفظ شيخنا الحبيب ذخراَ للإسلام والمسلمين ، وأن يوفقك لما فيه الخير والفلاح في الدنيا والآخرة . جزاك الله كل خير حفظك الله ورعاك والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 إخوانكم : في منبر الحوار – الخاص بالكتلة الإسلامية بجامعة الأقصى www.kotlaqsa.com\\vb


إجابات الشيخ حفظـــه الله

 

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك ، ونتشرف بلقاءكـم
 
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد :
 
مكانة المسجد الأقصى في ذروة هذا الدين العظيم ، فقد عظّمه الله في القرآن ، 
 
فأولا : جعله مكان أكبــر ، وأشرف ، وأجل اجتماع قمة في التاريخ البشري ، حيث اجتمع ولأول مرة جميع الأنبياء فيه ليلة الإسراء ، وصلى بهم نبينا صلى الله عليه وسلم ، إشارة إلى أننا ورثة دين الرسل ، وأن هذا المكان هو الذي يرمز إلى هذا الميراث العظيم الذي اختاره الله لنا ، فهذا أعظم تشريف لهذا المسجد العظيم ،
 
فإذا فرطنا فيه فقد فرطنا في أمانة الرسالات جميعا ،
 
 ولهذا يسمى المسجد الأقصى عند العلماء ، بمهاجر الأنبياء ، ومسرى خاتمهم ، فهذا أيضا غاية التشريف وهو التشريف الثاني ،  
 
ثم اختاره الله تعالى ليكون معراج النبي صلى الله عليه وسلم منه ، وهذا تشريف عظيم ثالث ،
 
واختاره الله تعالى ليكون أولى القبلتين ، وهذا تشريف رابع ،
 
 وجعل النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة فيه مضاعفة بخمسمائة مرة عن غيره من المساجد ، وهذا تشريف خامس ،
 
وذكر انه أوّل بيت لله بني في الأرض بعد الكعبة وهذا تشريف سادس ،
 
وحرم النبي صلى الله عليه وسلم أن تشد الرحال إلاّ إلى ثلاثة مساجد والمسجد الأقصى ثالثها بعد الكعبة والمسجد النبوي وهذا تشريف سا بع ،
 
 فهذا سبعة تشريفات تبين فضل الأقصى العظيم في ديننا العظيم ،  وأنـّه ثالث أعظـم مقدساتنا
 
 
***
 
واجب العلماء الدعوة إلى الجهاد ضد الصهاينة ، جهاد اللسان بتبني خطة إعلامية متكاملة تحرض المسلمين ضد اليهود وتفضح مقاصدهم الخبيثة ،
 
وجهاد السلاح الذي يبدأ بمقاطعة الكيان الصهيوني ، مررورا إلى إمداد المجاهدين في فلسطين بالمال والسلاح بعد رفع الحصار الجائر عنهم ، وانتهاء بالضغط لفتح الحدود لإعلان التعبئة العامة في الإمة الإسلامية لطرد اليهود من فلسطين ، محضن المسجد الأقصى 
 
ورفع المحنة عن الشعب الفسلطيني أهل جوار هذا المسجد المعظم
 
***
 
واجب المسلمين أن يلتفوا حول علماءهم وقادة الرأي ونعني هنا من اختار طريق المقاومة للمشروع الصهيوصليبي على أمتنا ، وأن يؤسسوا الهيئات والمؤسسات التي تمـدّ هذا الخطّ بكل الدعم المادي والمعنوي حتى يؤتي أكله بالنصر على أعداءنا ،
 
وواجب المسلمين أن يكونوا يدا واحدة مع المجاهدين في فسلطين ، وفي الأمة كلّها ، يدعمون بكلّ ما أوتوا من وسائل متاحة ومشروعة خط المقاومة المشرف والباسل الذي ينتشر في أمتنا انتشار النار في الهشـيم والحمد لله تعالى 
 
****

الهيكل الصهيوني ما هو إلاّ أكذوبة يرددها الصهاينة ليتخذوها ذيعة لهدم المسجد بحجة أنه مبني على ما هو حق تاريخي لهم ، وإذا تذكرنا أن كيانهم أصلا كله أكذوبة لن تستمر ، وأنهـم هـم  الكذبة على الله تعالى ، وعلى رسله ، كما وصف الله تعالى موقفهم من الرسل الكرام :  ( ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون) ،
 
ومعلوم أن هذه الحفريات يريدون بها تمرير مكرهم لهدم المسجد الأقصى ، وتفكيك بنيانه فقط ، وقد علمنا الله تعالى ، كما تعلمنا من سيرة نبينا صلى الله عليه وسلم معهم ، والتاريخ أيضا شاهد أن هؤلاء الصهاينة لاينفع معهم إلاّ لغة القوة ، كما أن الحق لايسترد إلاّ بالقوة ،
 
 ولهذا كان الجهاد ذروة سنام ديننا العظيم،
 
ولو تركناهم لأتوا كلّ يوم بفرية جديدة يؤسسون عليها كيانهم المغتصـب ، فهم أكذب الشعوب واعظمها افتراء ، وأكثرها إجراما ، وأفسدها في الأرض ، فلا شيء يردعهم أن يدعوا أنهم عثروا على آثار هيكلهم تحت المسجـد الأقصى ويعلنون هدمه ،
 
 لاشيء يردعهـم سـوى رهبة في صدروهم من قوة المسلمين
 
***
المخرج لأمتنا من هذا الذل الذي هي فيه ، هو الإلتفاف حول راية الجهاد ، فالأمـّـة في تاريخها كلّها ، لم تنتصـر على أعداءها  إلاّ بإلتفافها حول هذه الراية المباركة ، ومن الأدلة من الواقع المشاهد على ذلك ، أن كل المؤتمرات الصهيونية إنما هدفها الحقيقي هو إسقاط هذه الراية ، وإن بدت في صورة المفاوضات السياسية ،
 
 لكن هدفها الحقيقي الإلتفاف على القوة الضاربة لهذه الأمة المتمثلة في الجهاد ، ودائما كان الصهاينة يلعبـون هذه الخدعـة المفضلة لديهم ،
 
 فهـم يلقون علينا وهمــاً إسمه السلام ، لكي ننشغل به عن استرداد حقوقنا بالقوة ، ريثما يحصلون هـم على الأمن وتمكين كيانهم ، هذه هي الخطة الصهيونية بإختصار ،
 
 ومنذ كامب ديفيد الأول ، هـم يلعبون نفس اللعبة، والتاريخ يشهد بوضوح أن كل المفاوضات لم تصل بنا إلى شيء ،
 
وإنما هي سوق يعقد فيها تجار القضية الفلسطينية الصفقات ويسرقون الأموال ويحصلون على النفوذ الوهمي ويتاجرون بقضية هذا الشعب المظلوم، وبدماء شهداءه ،وتضحيات أبناءه ، تلك التضحيات التي أعادت للأمة عزّها ، ورفع رأسها ، وأعلت جبينها 
 
***
والكلمة هي :
 
أن أمتنا بحمد الله تعالى  اليوم تنهض وتنفض عنها غبار الذل ، وتستفيق من سباتها ، وهذه النهضة واضحة في شعوبها ، فروح الجهاد تتعاظم ، وثقافة الصحوة تزداد ، ويدل على هذا خوف أعداءنا التاريخيين من هذه النهضة ، فهم في دأب متواصل لمحاصرتها ، ولكنها منطلقة بقوة إلى أهدافها ، كما قال تعالى ( ويأبى الله إلاّ أن يتم نوره ولو كره الكافرون )
 
وفي ظل هذا النهضة فنحن بحاجة إلى ثلاثة أمور مهمة  بعد التوكل على الله تعالى وحـده :
 
أولا أن نبقي جذوة الجهاد متقدة في أمتنا ، وروح المقاومة والممانعة حيوية ، وذلك بضخ الوعي الجهادي بإستمرار
 
ثانيا أن نركز على وحدة الأمة في العقيدة والهوية والمصـير وندفع دائما بإتجاه بلوة هذه الوحدة إلى واقع يجمع شعوب الأمة حول رسالتها الحضارية
 
ثالثا أن نركز على القضية الفلسطينية بإعتبارها القضية المركزية الأولى التي يتمحور حولها الصراع مع اعداءنا ، فنحن نعلم أن كل المكر الصهيوصليبي إنما تدور رحاه على هذا المركز ، وحتى احتلال العراق وأفغانستان وكل مخططات تمزيق الأمة إنما يجري لتحقيق أهداف الصهاينة ، وتمكين كيانهم ، وغاية مخططهـم هدم المسجد الأقصى ، وقد بينا لنا الله تعالى في محكم التنزيل ان اليهود هم أشد الناس عداوة لنا ، وأنهم أعظم من عادى نبينا صلى الله عليه وسلم ، وتآمر على دولته منذ انطلاقتها الأولى ، حتى دسوا السم له في آواخر حياته صلى الله عليه وسلم ، وهاهـم عادوا مرة أخرى ، ولكن الله تعالى قد وعد بقوله ( وإن عدتم عدنا ) فعاد الله تعالى عليهم بجنوده الأبطال في فلسطين ، من الإستشهاديين ، وكتيبة الصواريخ ، وغيرهم من أسود الأقصى وحماته
 
ونحن بحمد الله تعالى متفائلون دائما ، فرغم الحصار سننتصر ،  كما كانـت أمتنا دائما ، بل نحن منتصرون اليوم بما أننا متمسكون بثوابتنا ، مؤمنون بقضيتنا ، نورث هذا التمسك والإيمان إلى من بعدنا ،وبما أننا لم نتلوث بلوثة الخيانة ، ولـم نتنازل عن إيماننا
 
ونبشر الأمة بأن الأعداء إن كانوا في السابق يألمون كما نألم ، فهم اليوم يألمون أشـد مما نألم ، فالكيان الصهيوني يتفكك ، وحليفه الإستراتيجي أمريكا تنهار ،
وأما أمتـنا ـ بمقدساتها ـ  فهي باقية ما بقي الليل والنهار
حتى يرث الله الأرض ومن عليها
والله حسبنا عليه توكلنا وعليه فليتوكل المتوكلون

الكاتب: حامد بن عبدالله العلي
التاريخ: 16/12/2007