إلى شعب الأرض المقدسة ،، أصبروا فأنتم عزّ الأمة

 

إلى شعب الأرض المقدسة ،، أصبروا فأنتم عزّ الأمة
ويا حكام العرب إلى مزبلة التاريخ التي لم تعد تحتملكم أيضا ! 
أرى البلاء يحيطُ اليومَ غزَّتـَـنا ** ومجلسُ الأمنِ بالإرهابِ يرمينا
انقـــر هنــــا
حامد بن عبدالله العلي
،
لاريب أن من هؤلاء الحكام العرب ألعـن من يهوذا الأسخريوطي الذي وشى فباع المسيح عليه السلام روح الله ، وكلمته التي ألقاها إلى مريم البتول عليها السلام  ، النبيّ المطهّـر من أولى العزم من الرسل ، باعه بثلاثين أوقية من الفضة ّ!
 
فنجّى الله المسيح ورفعه وطهَّره من الذين كفروا ، وجعل شبهه على يهوذا فصـُلب جزاءً وفاقـا ، و في أنجيل متّى أنه ندم ، وذهب إلى الكهنة فـي الهيكـــل قائــلا : ( لقد أخطأت إذ سلمت بريئـا ، فقالوا : ماذا علينا ؟ فطرح الفضّة في الهيكل ،ثم مضى ، وخنق نفسه ) ، وهذا ملائم للرواية الثانية عندنا أنَّ شبه عيسى ألقاه الله على أحد الحواريين ، قد فدى المسيح عليه السلام بنفسه .
 
وأخــال أنّـه لو بُعث يهوذا لبصق على حكام العرب، لقد باع يهوذا الأسخريوطي نبيّا واحداً فحسب ، وهؤلاء الحكام باعوا رسالة محمد صلى الله عليه وسلم سيّد الأنبياء ، ورسالة كلّ الأنبياء ، بإسلامهم مهاجر الأنبياء ، ومسرى النبي صلى الله عليه وسلم ، وخذلانهم إخوانهم من شعـب الأرض المقدسة ، إلى بوش الصليبي وأولياءه من  إخوان القردة والخنازير ،
 
وباعوا أيضا شرف ، وكرامة الشاهدين أمّة محمّد صلى الله عليه وسلم ، فهم أحقّ بحكم يهوذا الأسخريوطي عند الله .
 
ولئن صلب يهوذا الأسخريوطي ، فهـم اليوم مصلوبون بمسامير الرذالة ، في مسرح الخيانة ، على خشبة النذالة ، فوق مزبلة التاريخ ، التي لم تعد تحتملهـم أيضـا من نتـن رائحـة خيانهتـم !!$$$
 
أيّها الأنذال ، ماذا فعل بوش ليستحق كلّ هذا الإكرام والتبجيل ، أهو احتلال العراق وسفك دماء مئات الآلاف من شعبه ، وتدمير قوته ،  أم احتلال أفغانستان ، أم ما فعله في الصـومال ، أم تدمير لبنان في الحرب الماضية ؟!
 
أم جرائم الإبادة التي لاتتوقف في حق الفلسطينيين ، وهذا النزيف الذي لاينقطع من الدماء ، وقتل المرضى في المستشفيات بسبب حصاركم أنتم مع الصهاينـة والأمريكيين لغـزّة ، وإنتهاك الأسيرات المستضعفات في السجون ، والأسرى الذين هم بالآلاف ، يعيشون أسوء الأحوال ، في أشدّ المعاناة ، لا جرم لهـم ، سوى دفاعهم عن دينهم ، وحقوقهم ، وكرامة أمّتهـم .
 
وهل فعل رئيس أمريكي بأمتنا أشدّ مما فعل هذا المجرم ، وهل مرّت فترة رئاسة أمريكية أجرمـت في أمّتنا أكثـر مما أجرمت هذه الرئاسة اللعينة.
 
ترى هل هذا كلَّه كان مخططا ، أعني لكي يكون طريقة نفسية مفيدة في ترويض العبيد ، أن يتفنَّن هذا الأحمـق المطاع ،  بكلّ أنواع الموبقات في أمّتنا ، وينتهك كلّ كرامة لها ، ثم يجعل الخاتـمة ، حفـلة تكريم بين عواصم المذلّـة  ، تنقله وسائل الإعلام ، ليغرز ذلك في نفوس الشعوب العربية ، غاية الإذلال ، ونهاية المهانـة ، حتى يعتادوا على هذا المشهـد ، كما يعـوِّد السادة العبيد على تقبيل أيديهـم ، بعد جلـد ظهور العبيـد بالسياط ، إمعانا في إذلالهـم ؟!
 
ولكن هيهات أن تعتاد أمّة الجهاد على الذل ، كيف والله تعالى يضـرب لها الأمثال ، بما في غـزة ، والرافدين ، وأفغانستان ، و الشيشان ، الصومال ، من الأبطـال.
 
غيـر أن الغريب في كلّ ما يجري ،  هذه اللحى المستأجَرة للصليب ، التي تتكلم بإسم الدين ، وهـم في غيّهـم سادرون .
 
1ـ تحدثنا بحناجرها الناعمـة بسبب شيكات (الوسطية) ، عن التسامح مع الآخر ، وهم صامـتون عما يفعله بوش من جرائم في أمّتهم وليس مع الآخـر ،
 
 وعمّا يفعله الحكام ليس مع الآخر ولكن مع شعوبهم ، من أنواع التعذيب ، والإضطهاد ، والتجويع ، والإذلال ، مما لم يخطر حتى على بال فرعون ذي الأوتاد ،وثمود الذين جابوا الصخـر بالواد.
 
2ـ وتحذّر بعواطـف زائفة ، من الإرهاب الذي يقتل الأبرياء ، وهم صامتون عن ذبح الأمّـة من الوريد إلى الوريد .
 
4ـ وتحشد الروايات في حقوق الحكام ، وهـي ترمي بحقوق الأمّـة في نار الجحيم ، وتحرم على الشعوب حتى التهامس بينها لنيل حقوقها، وتعظنا عن حقوق ولاة الأمـر،
 
وليت شعري أيّ أمـر بقي في أيديهـم حتى يكونوا أولياءه ؟!
 
 وقد حُوِّلت بلادهم إلى قواعد أجنبية ، ودولهم إلى محطات ترتاح فها رايس ريثما تجمع الجزية ، وتوزع أوامر الطاعـة ، في قيـود الرق ، ويتجول فيها عملاء الموسـاد ، يهيئون للتطبيع .
 
إنّ الذي جرى في غـزة يوم الثلاثاء من مجازر ارتكبها الصهاينة بدم بارد ، وما يجري فيها كلّ يوم ، من حصار يقتل أبناءها ،وقصف يصبغ شوارعها بالدم الفلسطيني الطاهـر ،
 
 ليعلـن للأمّـة عنوان صمود ، وبطولة شعب الأرض المقدسة ، وعزمهـم الذين لايلين أن يحفظوا شرف الأمّـة ، ويصونوا كرامتها .
 
كما يسـمُ بوسمْ الخزي ، والعار ، جبيـن كلَّ زعيم بقي على كرسيه ،  في حظيرة من حظائر الإدارة الأمريكية الموزَّعة في المنطقـة .
 
ووالذي نفسي بيده ، إنْ بقي في أمّتنـا وميـض العـز، يتلألأ وضاءً على جبينها ،  إلاّ في هؤلاء الأبطال بين أكناف بين المقدس ، وفي أرض الرافدين ، وعلى هضاب الأفغان ، وأدغال الصومال ، وجبال كشمير ، وغابات الفلبين ، وعلى ثلوج الشيشان.
 
فاللهم احفظـهم كما حفظوا كرامتنا ، وأنصرهم كما نصروا ديننا ، وأعزهـم كما أعـزُّوا أمـتنا ،، آمين

الكاتب: حامد بن عبدالله العلي
التاريخ: 16/01/2008