اليوم يوم الملحمة ..شارون : هذا وعدنا المنشــود

 

اليوم يوم الملحمـــــــة .. شارون : هذا وعدنا المنشــــود

حامد بن عبدالله العلي

إلى شيخ المجاهدين أحمد ياسين أهدي هذه الأبيات ، فبلّغوها عني ، و قبّلوا بهـــا عني جبينه :

ما كان في الإسلام عزّ يُجتبـى *** إلا وآخــا الصـارم المسلــولا
فإذا تخيّر في الرجال جميعهـم *** لـم يرتــضِ إلا الفتـى البُهـلولا
أجرت يد الغـدر اللئيم دمـاءه *** حمراء، أبشر ، لن تموت قتيلا
بل تلحق الشهداء حياً خالدا *** بالعزّ تمضي واصطُفيـت جليلا
من بين أمة أحمـد وجميعهـم ***أنت الذي شقّ الجهــاد سبيــلا

والمجد لو كان ورودا تُجتبـى *** لقطفتهـــا فجعلتهـا إكليــــلا
فلسوف يزهوفي جبينك عاليا ***لا يبتغـي عـن حالــه التبديــلا
ولسوف يضحك تائها متبختـرا ***ولســوف يرقص بكرة وأصيلا

يا حارسَ الأقصى فديتك ،أمّتي *** تهـــدي إليك الحبّ والتجبيلا
وتحية زهراء تنطف بالوفــا *** وتقبّل الرجليـــــنَ منـك طويــلا
فلئن بقيـت لتبقيـَــنّ مباركا *** ولئـن رحلـــــت لتصنعــنّ الجيلا

قال بعض المراسلين وفي اليوم التالي للعملية الفدائية التي نفذتها كتائب عز الدين القسام في القدس المحتلة الشهر الماضي : كنت في زيارة لمؤسس “حماس” الشيخ أحمد ياسين في بيته، في وقت كانت غزة على أهبة انفجار داخلي، وفي انتظار لمعرفة كيفية الرد الصهيوني على العملية الاستشهادية التي فاجأت الجميع بتوقيتها وقوتها.

وكان الشيخ يقرأ في كتاب مثبت على قائم حديدي أمامه، وفي إطار الحديث حول تداعيات ما حدث والتوقعات لما سيحدث، سألته عما يتوقع أن يفعله شارون؟ فأجابني بهدوء شديد "عندي معلومات أنهم ربما يقصفوا بيتي أو المكان الذي أكون فيه".

كان رده غريباً وهدوؤه أغرب، فقلت له مندهشاً ماذا تفعل إذن هنا؟ ألا تخشى القصف، فرد بابتسامة على وجهه، هل نختبئ ؟!

وتابع قوله: "لا يضر حماس" أو أحمد ياسين أن أسقط شهيداً فهي أغلى ما نتمنى...".أ.هـ.

واليوم قد غدا ـ أيها المجاهدون ـ يوم الملحمــة .

ويجب أن نعي اليوم ثلاثــــة أمــور في غاية الأهمية :
ــــــــــــــــــــــــــــــــ

*** الأول : قد آن الأوان أن تتميّز الصفوف ، فقد دنت ساعة المواجهـــة :

أتدرون متى يكتب النصر للأمة .. عندما تسمعون مثل كلام أحمد ياسين من قادتها .

حينئذ يتميّز الصادقون ، عن الخونة الكذبة .

والمجاهدون المتاجــرون مع الله ، عن المتاجرين بقضايا الأمـــة .

والموالون لله تعالى وللمؤمنين ، عن أولياء أعداء الله تعالى من الصهاينة والصليبيين.

والمبتغون عز الإسلام يشترونه بكل غال ورخيص ، عن الذين يشترون متاع الحياة الدنيا بالآخــرة .

والشجعان الذين يواجهون الأعداء بقلوب مؤمنة ، عن الجبناء الذي همّهم إرضاء أعداء الأمة ليبقوا لهم دولهم وملكهم وزعاماتهم المرتكسة في الهوان ، إلى أن يموتوا على كراسيهم ميتة الذل .

وعندما يتميـّـز الصفان ، ويتقابل الفرسان ، ويتنازل الأقران ، ويتداعى الشجعان ، وينزل من الله تعالى الامتحان ، حينئذ يتنزل النصر على أهل الإيمان .

*** الثاني : أن الثأر لمحاولة اغتيال أحمد ياسين لن يكون في حدود فلسطين فحسب ، ولا ينبغي أن يكون.

فأمة الإسلام أمة واحدة ، وجهادها جهاد واحد ، لأن عدوها لم يزل عدوا واحدا .

ففي كل مكان ستأتي ضربة الثأر ، وينبغــي أن تكون .

*** الثالث : أن إدراج الاتحاد الأوربي لمنظمات الجهاد الفلسطيني في المنظمات " الإرهابية" المحظورة ، يبشّـر أن الفجر قريب .

ذلك أن الله تعالى بيّن في ثلاثة مواضع مبشرات من كتابه العزيــــــز :

الأولى : قوله تعالى (أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ ) .

فجعل النصر أقرب ما يكون من اشتداد البأساء والضراء حتى الزلزال.

الثانية : قوله تعالى (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ * إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ) .

فجعل الانقلاب بنعمة من الله وفضل ، يكون عندما تتجلى حقيقة توكل المؤمنين على ربهم عند اجتماع الأعداء عليهم .

الثالثة : قوله تعالى (وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الأحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلإ إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا * مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا *لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِن شَاء أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا * وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا * وَأَنزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُم مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا * وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَّمْ تَطَؤُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا ) .

فجعل رد الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا ، وجعل كفايته المؤمنين القتال ، وقذفه الرعب في قلوب الأعداء ، وإيراثه المؤمنين أرضهم وديارهم ، كل ذلك عندما يقول المؤمنون بعدما يرون الأحزاب : هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله ، وبعدما لاتزيدهم رؤية أعداء الله يكثرون عليهم إلا إيمانا وتسليما ، فيصدقون الله تعالى ، وهم يرون الشهداء يلحقون بركب شهداء الأمة ، ومن يخلّف في الأحياء ينتظر أن يلحـق بركب الشهداء .

فحينئذ يأتي الله بنيان الأعداء من القواعد فيخــــر عليهم السقف من فوقهم ، ويأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون .

قال الحق سبحانه : ( قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللّهُ بُنْيَانَهُم مِّنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِن فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ ) .

وبعـــــــد :

فاليوم أيها المجاهدون :

اليوم يوم الملحمــــــــة .

شدوا القلوب على الجهاد فإنـه ** عزّ لنـا وسبيلنا المعهــــود
وتميزوا واليوم صفّوا جمعكـم ** وتكفّنـوا فالضرب ليس له حـدود
زعم العدى أنّا سنخذل قدسنـا ** زعـمٌ لعمري في الضلال بعيــــد
أفلا يرون الموت أسمى غايـة ** تسعى إلينا والمنـــى المــورود
تالله نقطع رأسهم بسيوفنـا ** "شارون"..هـذا وعدنــا المنشــود
"موفاز" خذ منا عهودا قـد دنى** أجلٌ ستركع في الهـوان يهــود

الكاتب: حامد بن عبدالله العلي
التاريخ: 07/12/2006