حكم موالاة الطاغوت الصفوي كحكم موالاة الطاغوت الصليبي وأذنابه

 

حكم موالاة الطاغوت الصفوي ، كحكم موالاة الطاغوت الصهيوصليبي وأذنابه


حامد بن عبدالله العلي

لا ها الله، ما أبعده عن الحــقّ ، من يحسب الطاغوت الصفوي المتحالف مع الطاغوت اللاّديني البعثي ، على جهاد أمّتنا ، كما إرتكس في الضلالة من ينصر الطاغوت الصيهوصليبي وأولياءه من طواغيت العرب الذين أسلموا الأمّة لأعدائها ، بل ولغُوا مع الأعداء في دماءهـا ، وساموها سوء العذاب .

حتى صار "مفكِّرون" يُلقون بزمام عقولهم ، وأزمّة عواطفهم ، إلى أيّ مخلّص مزعوم ، حتى لو كان يأخذهم من جاهليّة إلى جاهليّة ، وينقلهم من رقّ إلى رق ، ويخدعهم بشعارات زائفة ، تهتف بالتغيير ، وتدعو إلى التحرير ، وهي في حقيقتها تغريـر أيّ تغريـر.

ياللأسـى ، إنهّم تحت تأثير نفس المخدّر ، يُخدعون بـه ، كما خدعتهم حماسة القوميـّة الغابـرة ، تحت رايات البعث ، والناصرية ..إلخ ، واليوم جاء دور راية النفاق الأكبر ، راية الصفويين الروافض ، الذين لم يغسلوا أيديهم بعد من خياناتهم ، التي بها جلبوا حماةَ الصهاينة إلى بلاد الإسلام .

تُرى ،، ما هو السبب الذي جعل بعـض "المفكّرين" يفقدون إتّزانهـم ، ونحن نقصد هنا غير المحسوبين على المشروع الصفوي بلا ريب ، فالتابع تابع !

ماالذي جعلهم يفقــدون إتّزانهم ، وينسون :

أنّـّه لما قاد المجاهد أبو مصعب الزرقاوي ، وغيره من قادة الكتائب الجهاديّة المباركة ، الرجال في العراق ، يحطِّمون المشروع الصهيوصليبي ، وينازلونه منازلة الأبطال ، فأثخنوا فيه غاية الإثخان ، أضعاف ما يسقط من الصهاينة بصواريخ حزب الثورة الخمينية في لبنان .

أنّ الذي كان ، ولازال ، يحارب هذا الجهاد المبارك ، هم نفس الزاعمين اليوم التصدّي للصهاينة !!

هذا الطاغوت الصفويّ الخميني الذي كان ، ولازال ، في خندق الصليبيّة إن أراد الكيد بالأمـّة ، يسفك معها دماء المجاهدين ، بل كان ـ كما لم يزل ـ أشدّ حرصا على الفتك بهم ، وأدْهى مكـراً ، وأخبث طويّة .

والعجب أنّ ذلك المجاهد البطل، أبا مصعب الزرقاوي ، الذي أعلن البراءة من جميع الجاهليّة ، ودعا إلى إلحاق الأذناب الطاغوتية الصغيـرة في بلادنا ، مع الطاغوت الصفوي الحاقـد ، بالطاغوت الأكبـر الأمريكي.

العجـب أنّ ذلك البطل ، لم ينل من هؤلاء "المفكرين" ما ناله جندي الطاغوت الصفوي من التأييد ، والدعم ، والدعاء !

لك الله يا أبا مصعب ، من كلّ هذه الأرض الفسيحة المترامية الأطراف ، بخلوا أن يعطوك منها قامة رجل ، يُعرف بهـا قبر مسلم جاهد في الله حقّ جهـاده ، ليدعو له من عرف حقيقة الخيانة الخمينيّة لأمّتنا ، قائلا : هنا يرقـد البطل الذي جاهد لتحرير أرض الخلافة التي دنّسهـا الصفيون العلاقمة، والصليبون الصهاينة ، جاهـد تحت راية التوحيد ، من غير فضائيات تمجِّده زورا ، ولاتحت مظلة طاغوت صفوي عنصري خائن ! فاللهم ارحمه ، واجزه عن أمّة التوحيد ،خير ما جزيت مجاهدا من المسلمين .

وقـد جبن هؤلاء "المفكِّرون" أن يطالبوا بأدنى بحقوق المسلم ، حفرة يوارى بها جثمانه ، أو يُظهروا له شيئا من الدعم الذي يستحقّه ، ثـمّ ظهرت شجاعتهم فجأة في دعم الجيش الصفوي في لبنان !!

فلا أدري أكانوا يخشون إستبداد النظام الصفوي الدموي العنصري الوحشي ، الذي لايختلف عن بقية الأنظمة الإستبدادية العربية ، لكنّه يزيد عليهم ، بشعوبيّته الحاقدة البغيضة ، ودين الرفض السبئي.

أم كانوا يخشون أمريكا وأذنابها فتواصوْا بالكتمان !

كلاّ ليس تنكّرهم لذلك الجهاد المبارك ، حتى حرّم بعضهم الإنضمام إليه ، من أجل ما جرى من وقوع ضحايا بسببه بغير قصد ، داخل ، أو خارج العراق .

فالصفويون وحسن نصر جندي مخلص من جنودهم ، غاصُوا إلى آذانهم في دماء الأبرياء من مسلمي العراق ، وقبلها أفغانستان ، بل داخل إيران من أهل السنّة ، وكذا خارجها في الدول المجاورة، عبر سنين من مدة حكمهم ،

ولم يشكّل هذا أيّ مشكلة، للتعاطف مع الجيش الصفوي في لبنان !

وكذلك ،، كلاّ ليس تنكّرهـم ، بسبب اتهامهم القاعدة بالمغامرات التي تجلب الدمار ، فعلى الأقل ما تقوم به القاعدة ، ضرباتٌ موجعة لتحطيم أكبر طاغوت جاثم على صدر الأمّة ، الطاغوت الأمريكي ، ثم إنه في أفغانستان لم يتدمّـر شيئ ، إلا بيوت من طين !!

بينما مغامرة حسن نصر كانت لإنقاذ سمير القنطار ، وبعض أسرى، هم في النهاية جنود ، يمكن أن يخدموا في العراق لقتل المجاهدين مثـلا ، أوفي أيّ بلد فيه خطة خبيثة للثورة الخمينيّة ، ثم إنّ هذه المغامرة قـد أثمـرت دمارا هائلا على لبنان ، وتشريد أكثر من مليون لبناني ،أما مزارع شبعا فهاهم رضوا ، أخيرا ، أن توضع تحت وصاية الأمم المتحدة ، وما هي سوى دمية بيد الغرب الصليبي !

ومع ذلك لم يشكّل هـــذا كلّه ، أيّ مشكلة ، دون دعمــه ، وتأييده ، لدى هؤلاء "المفكّرين" !!

ولم يجرؤ أحد من " المفكرين" أن يلوذ بقاعدتهم المفضّلة دائما عن تعارض المصالح والمفاسد ، فيُنكر على الحزب الصفوي في لبنان ما فعله من مغامرات غير محسوبة النتائــج !!

ولا يستطيع أحدٌ منهم أن يزعم أنّ مغامرة جيش الخميني في لبنان ، تستحق الثمن ، لأنهّا كانت من أجل تحرير كامل التراب الفلسطيني،

كلاّ وألف كلاّ .

فلم تصدر فتوى من مراجع حزب حسن نصر القابعين في قم ، أو النجـف ، توجب على أتباعهم التوجّه لهذا الهدف ، ولن تصدر ، حتى يضمنوا أن تكون فلسطين تابعة لهم ، لا أن ترجع إلى أمتنا ، وإلاّ فلن يهريقوا من أجلها قطرة دم ، فإن كانت العقيدة قبل الأرض فلا قيمة لسعيهم إذاً ، وإن كانت الأرض قبل العقيدة ، فشأنكم وأرض أقيموا عليها أحكام الطاغوت ، فنحن من ذلك براء !!

إذن ما هو السبب الذي جعل " بعض المغامرين مع مغامرة حسن نصر " ، هناك يُشيحون بوجوههم عن جهاد أبطال واجهوا طواغيت الأرض كلّها ، اغربت أقدامهم في أرض المعركة ، وأهريقت دماؤهم ، وتقطّعت أشلاؤهم ، وسقطوا شهداء فيها ، بينما هنا أقبلوا يزفِّون إلى مغامرات حســن نصـر ، وهندامه الراقي وراء الشاشـة ؟!!

نبّئوني بعلم إن كنتم تعلمون !!

أم أنبّئكــم ؟!

أنبّئكــم كيف غدا مفكّرون دعاةٌ للحريـّة ، ومحاربون للإستبداد ، ومناهضون للإمبرياليّة الغربية ، كيف غَدوْا مطبّلين لإمبرياليّة شرقيّة أسوء ، ولاستبداد أقبح ، ولنظام صفوي أشدّ من كلّ الأنظمة العربية المستبدة خبثـا ، وأطغى منها جميعا ، وألعن من سابع ملعون فيها ؟!

إسمعوا الجواب ، وعــُوه :

أولاً : إستغلال الطاغوت الصفوي خلوّ الساحة من مشاريع النهضة الشاملة ، في ظلّ أنظمة خانعة لاتحمل رسالة ، فألقى بحيّاتـه ، وثعابينه ، مستعينا بسحر الإعلام ، ملوّحا لجنوح أمّتنا إلى ركوب العاطفة ، لاسيما في قضية صراع الأمـّة مع الصهاينة ، فخُيّل إلى بعض "المفكّرين" من سحرها أنها تسعى ! وهي إن سعــت ، فإلى حلمها ، لا إلى آمال أمّتنا .

ثانياً : ضحالة الإحاطة بالواقع ، ومما فاجأني حقا، أنّ بعض الكتّاب المتحمّسين للطاغوت الصفوي ، وذنبه في جنوب لبنان ، لا يدري عن مشروع الصفويين شيئا ، ولا عن تاريخهم ، وحتّى ما يجري في العراق ، كان يظن أنها حربٌ أهلية ، لا شأن لإيران بها ،

جاهلا جهلا مطبقا بأنّه صراع بالوكالة بين الإمبريالية الصفوية ، والإمبريالية الصهيوصليبية ، كما في لبنان تماما ، ويدمّر هذا الصراع العراق ، كما يدمّر لبنان ،

فهؤلاء الطواغيت لايهمّهم تدمير البلاد ، وإهلاك العباد، بل تحقيق أحلام الهيمنة والإستبداد التي تتراقص تراقص السكارى ، في رؤوس مصاصي دماء الشعوب ، القابعين على سدة الأنظمة الطاغوتية !

ثالثا : قلّة البضاعة في العلم الشرعي ، ذلك أنّه كيف يسوغ شرعا ، أن ندعو الأمّة إلى أن تتبنّى مشروع نظام صفوي طاغية ، محارب لأمّتنا ، خائن لها ، يتبنّى مشروعا يدّعي أنه لصالح الأمة ـ لم يشاورها فيه أصلا والحقيقة أنه يدافع عن مكتسباته فحسـب ـ دون ضمان عاقبة هذا التأييد المصلحيّة لأهل الإسلام ، بعقد يحقق منفعة المسلمين ، ويدرأ الضرر عنهم ؟!

فهل المأخذ الشرعي لدعم هذا الطاغـوت ، عمليّا ، وتأييّده ، وإظهاره بطـلا ، مجرد دخوله في مواجهة مع عدوّ آخر للأمـّة ! هل هذا يكفي ؟ فنعطيه العطايا ، ونسخّر الأمّة له مجانا؟!!

سلّمنا ! فكيف إذا كان هو نفسه يسفك دماء الأمّة ، ويقتل أبناءها ، ويعبث بمقدراتها ، ويُعمل الوهن فيها ، ويمكر بها مكر السوء ؟! ثم يدعونا إلى الوقوف معه في مشروع يغذّي نفس مؤامرته على الأمـّة ؟!

ما هذا الفقه الغريب ،وكيف يجري على مجاري علوم الشريعــة ؟!

فإنْ قيل : إنما دعونا إلى تأييّده ، لمواجهته عدوّ أشدّ ، يريد أن يزيد الأمّة تمزقا !

فياللعجب ، من الذي مزّق الأمّة وجلب إليها العار ، مع طواغيت العرب ، سوى هذا الطاغوت الصفوي ، ومن الذي لم يزل يكيد لها المؤامرات ، ويصنع لها الدسائس سواه ، ومن الذي زادها تمزّقـا الآن بالفعل ، بإقحامه مشروع غريب على أمّتنا في لبنان ، وتحويلها إلى مرتع للإمبرياليّة الصفويّة ، يشتتّها كما شتَّت العراق .

أهو هـو ، الذي يحرص الآن على لمّ شمـل أمتنا ؟! ومنذ متى كان هذا مبلغ نصحه ؟! منذ ابن العلقمي ؟!!

ألا هو الحـقّ ، أحبّه من أحبّه ، وكرهه من كرهه :

حكم موالاة الطاغوت الصفوي ، كحكم موالاة الطاغوت الصهيوصليبي وأذنابه ،

وخطر الإمبرياليّة الصفوية الحاقدة ، كخطر الإمبريالية الصهيوصليبية الخبيثة .

ولسنا هنا نقصد ، الشعوب المنكوبة الواجب إغاثتها ، سواء شعب لبنان ، أم العراق ، أم أهلنا في فلسطين ، الذين غدوْا ضحية متاجرة الطواغيت في أحلامهـم ، كما لا نقصد المذهب العقدي الشيعي على ما فيه من طّامات.

بل نعني بالتحديد : نظاما سياسيّا له مشروع توسّعي خطير ، وهـو نظام مستبـدّ طاغية ، يرزح تحته شعب يعاني من طغيانه ، يتمــدّد كالأخطبوط في بلادنا ، وامتـدّ إجرامه الذي لايُوصف بشاعة إلى جيرانه ،

قـد تحالف بغير رادع من حضارته الدمويّة البشعـة ، مع طغاة مثله ، ويحلم بهيمنةٍ ، إذا حققها ، أباد أمّتنا ، وتنكّر لجميع ما تعرف من مقومات هويّتها ، وثقافتها .

فمن والاه ، وأيّده ، وسار في ركابه ، وأعانه بأيّ نوع من أنواع الإعانة ، في أيّ مكان ، فحكمُه في شريعة التوحيد ، حكمُ من أعان المشروع الصيهوصليبي سواء .

ونصوص الوحي الناطقة بهذا الحكم لا تميّيز فيها بين طاغوت ، وطاغوت .

ومن يعلم منطلقات الطاغوت الصفوي التي بها يرسم سياسته ، ويحدد أهدافه ، ومن يطّلع على مرجعيته الفكرية ، وعدوانه على الأمّة في الواقع ، ثمّ لايتبيّن له أنّه طاغوت يهدد أمّتنا، فقد بلغ مبلغا لاينفع معه الحوار ، أو أنّه ينطلق من غير عقيدة التوحيد ، فليولّه الله تعالى ما تولّى ، وعاقبتُه عاقبة من تولّى .

أما الذين يقولون هذا الذي تقولونه هـو حــق ، ولكنّ ليس هو وقته ! كأنما يتخيّلون كتائب الأمّة التي تريد قتال الصهاينة تتأهب للإنقضاض عليها ، فألهيناهـم عن ذلك !!

فنقول لهم : فمتى ليت شعري يأتي وقتُه ، عندما تخرج الأمّة من أحضان استبداد إلى آخر ، ومن رقّ طاغوت إلى طاغوت أحقـد منه ، ولات حين آذان صاغية !

بل هذا أوان التحذير من الشرّين ، وفضح مكايد الطاغوتين ، إبراءً للأمة ، ونصحا لها ، فإن أصاخت آذانها، كان بها ونعمت ، وإلاّ فمعذرة إلى ربهم ولعلّهم يتقون .

اللهم إنّي قد بلّغت ، اللهم فاشهـد ، اللهم إني اجعل هذا البيان ، في عهدة جلالِ عظمتك ، راجيا به جزيل عطاءِك ، منافحا به عن دين نبيّك محمد صلى الله عليه وسلم ، وعـن حرمة أصحابه الأبرار ، وعرض أمّهات المؤمنين ، وإنجازات حضارتنا التي توارد على بناء صرحها ، خيرة الخلفاء ، والملوك النجباء ، والقادة العظماء .


اللهم برّأنا من الشرك والنفاق ، وأعذنا من شرور الطواغيت ، وأهل الشقاق ، واجعل عاقبة أمرنـا رشدا ، حسبنا الله ونعم الوكيل ، نعم المولى ونعم النصير.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السّبِيلْ
إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ)




الكاتب: حامد بن عبدالله العلي
التاريخ: 07/12/2006