اجتماع الغُــــــــــــــــمَّة العربيــــــــَّــــة

 

اجتماع الغُــــــــــــــــمَّة العربيــــــــَّــــة

حامد بن عبدالله العـلي

لطالما اقترحت اقتراحا يحل معضلات اجتماعات "الغُّمم" العربية ، و"خامعة" الدول العربية ، ولكن لا أحد يعير اقتراحي اهتماما ، لا أدري لماذا ؟

مع أنه حل سهل ويسير لمن يسره الله عليه ، ويكمن في تغيير حرف القاف إلى الغين في كلمة ( القمة ) لتصبح ( الغُمّة ) ، ذلك أن الشعوب في غمّ وهمّ لا يعلمه إلا الله ، فإذا انعقدت الغُّمة العربية ، بـ"الغين" ، تطابق اللفظ مع المعنى ، والباطن مع الظاهــر ، والمُدّعى مع الواقع ، والصورة مع الهيولى ، وزال التعارض بين حال القيادات العربية ، وواقع أمتنا وشعوبها !

وأما جامعة الدول العربية ، فالحل الجذري ليس سوى في رفع نقطة الجيم إلى الأعلى ، لتصبح ( خامعة الدولة العربية ) ، فالخامعة هي الضبع ، لأنها تخمع إذ مشت ، وخمعت الضبع إذا عرجت ، والخامعة العربية لم تزل تسير سير الضباع ، لا السباع ، تعرج كما تعرج الضباع ، وما عدت قط كما تعدو على فريستها السباع ، إلا أن تكون فريستها شعوبها !!

واليوم تعيش أمتنا ثلاثة من الغموم ، قد كستها ما الله به عليم من الهموم :

الغمّ الأول : من مصابها في فلسطين ، فقد نزل بها من الحدثان مــا تشيب لها الولدان ، وبلغت الدماء الثـُّنَـن ، وهاهي رفح قد غدت بلا فرح ، نزيفها لا ينقطع ، وبلاؤها لا يندفع ، وقد تسلّط على أمـّة الأمجاد اليهود ذوو الأحقاد .

والغمّ الثاني : مما يحل بعراقنا من الأهوال الشداد ، وإذلال عبدة الصليب للعباد ، حتى اكتست أرض الرافدين بالسواد .

الغمّ الثالث : من الزعماء أنفسهم ، وأنظمة حكمهم التي أخنى عليها الذي أخنى على لبد ، وكلما اجتمعت في " غُمة " فكأنها أم قعيس وأبو قعيس كلاهما يخلط خلط الحيس ! بقبقة في زقزقة !

وهذا كلّه والبلاد الإسلاميّة ، في بحر رجّاف يموج بأحداث متلاطمة ، بحر من نار متضرّمة ، تحتدم ، حولها شِرار كهنة الصهاينة والصليبيين ، ينفخون في كيرهم ، شَرر أحقادهم ، ليؤجّجوا شعاليلها حتى تتوهّج ، يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم ، وليسوقوا أمة الإسلام كالقطعان إلى المجزرة ، وقد نصبوا للأمـّـة الأئمة المضلين الذين جعلوا كثيرا من شعوبها ، فرحين بما يساقون إليه في نشوة غامرة ، كنشوة السكران ، مغرورين بشعارات زائفة سخيفة تعدهم بالإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي ، والعيش بسلام ، والأمن من "إرهاب الإسلام"، في ظل المشروع الصيهوصليبي الجديد .

أوه .. ما أكثر المخدوعين بهذه الشعارات كالبلهاء ، قد ضربت على قلوبهم سدود من الجهل والغطرسة .

فـ"إسلاميون" ـ زعموا ـ يبشِّرون بعد القضاء على " الإرهابيين الخوارج " بعهد تحلّ فيه البركات ، وتتنزّل على المسلمين خيرات بني "الصليب المتصهين" ، ويعيشون في أهنأ عيش في فهم متجدد للإسلام في ظل العولمة ! إسلام تكون فيه الدعوة الإسلامية في رعاية أمثال " بريمر " ، والجهاد في ظل مواثيق الإمم المتحدة ! وأما فقهاء الإسلام فيخلع عليهم النظام الدولي مناصبهم !

سكارى هم ، ورب السموات ، أخذت خمرة استمراء الذل بعقولهم ، كلما أفاقوا منها عاودوها ، حتى غدا الكذب ، والخداع ، والغرور ، والجهل ، خصالا لاتزايلهم ، وبدت العربدة هي سمة أقوالهم وأفعالهم .

و"غير إسلاميين" يبحثون عن موضع لهم مع المستعمر المتجدد ، بعد أن مجّت الشعوب طيشهم الفكري الذي عبث بالأمة دهرا ، ثم انكشف عن هراء في هراء.

وآخرون سفلة أتباع كلّ نحلة ، فاغرين أفواههــم لما يلقيه إليهم المستعمر من نحلة ، ينتحلون كلّ باطل ، وينتعلون كلّ عاطل ، خبث مركوم بعضهم على بعض ، في قعر وحل الرذائل نشأتهم ، رضعوا خلاصة العهر الثقافي والسياسي من حيات ذلك البئـــر.

وكلهم صائرون إلى حيث سيصير سادتهم من المنقلب السوء ، والهزيمة النكراء التي بدت إرهاصاتها تلوح في أفق السماء .

وبعـــــد ،،،،،،،،،

فالأمة لم تنج من غمّها قط إلا بالجهاد :

قال صلى الله عليه وسلم : " ، إن الجهاد باب من أبواب الجنّة ، ينجّي الله تبارك و تعالى صاحبه من الغـمّ و الهــمّ " رواه احمد والضياء في المختارة من حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه .

والله الموفق

الكاتب: حامد بن عبدالله العـلي
التاريخ: 07/12/2006