عدنـا ..والعودُ أحمــد ،،
ثمار النصـر على الحملة الصليبيـّة
وثمار مؤتمــر سنة العـراق في تركيــا
حامد بن عبدالله العلي
الحمد لله الذي أظهر النصر ، وأخزى الكفر والحيف ، بقوّة الحـق المبين ، وسلطان النار والسيــف ، فغدت أعتى قوى العالم المعاصـر ، أمريكـا التي لم يجتمع لدولة في التاريخ ما اجتمع لهـا من القوة المادية والحيوية الحضارية ، غـدت مهزومة ، مكسورة الجنــاح ، حائرة الرأي ، مشتّتـة العزم ، خائرة القـوى ، استولى عليه الخوف من مجهـول لا تدري إلى أين سيصيـر بها .
وقـد جعلـها الله عبرة للعالمين ، وآية للمعتبرين ، عنوانا دالاّ على مصرع الظلـم ، وعاقبـة الكبــر والبغي في الأرض بغير الحق ، فصدق فيها قول الحــق سبحانه : (ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلاّ الكفــور ) .
فعوقبوا بما قتلوا من الناس قتلا وتشريدا ، وبما اخافوا المستضعفين في الأرض خوفا ورعبا ، وبما أكلوا من أموال الشعوب ، دمارا وخسرانا ، وبما علوا بالباطل ، ذلا ومهانة .
كما جعل الله تعالى في الهزيمة المدوية لجيش الإحتلال الصليبي في العراق ، درسا وايّ درس ، على أنّ لواء محمد صلى الله عليه وسلم هو اللواء المنصور ، وجيشه هو الجيش المبــرور ، وأنّ من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا ، فلن يكتب له غير النصـر ، وعلى أنّ الأمة إذا حملت شعلة الرسالة ، فهي إلى القمـة ماضية لامحالة ، وأن طريقها إلى المجـد لن يقف شيءٌ حياله .
أمـا وهذه المعاني قـد لاحـت ، وبدت بكل ما فيها من العبـر ، وبها على المــلأ باحـت ، فإلى المعركة القادمة فلنستصحبها ، المعركـة مع العدوّ الأخطــر ، المملوء حقـدا وإِحـَـناً على أمتنــا ، الساعي بأشنع الوسائل ، وأبشـع السبل للقضاء على ثوابت ديننا ، ومعالم هويّتنـا .
عـدوّ لم يبقِ شيئـا من أركان الدين إلاّ وأعمل فيه معاول الهـدم ، ولا عروة من عرى الإسلام إلاّ وحاول نقضها ، ولا تاريخ مشرق من مآثـر حضارتنا إلاّ وتنكـر لـه وأنكـره .
إنـّه العـدوّ الصفـوي القادم من أوكار التآمـر في طهران وقـم ، اللائحة عليه ملامح الهزيــمة ، البادية على وجهه القبيـح تباشير السقـوط النهائي .
وليس الشعب الإيراني الحيّ النبيـل نعني ، ولا نخبـه الشريفـة الرافضة لسياسات الثورة الخمينية الصفوية ، وإنما نعني تلك الطغمة الحاكمـة التي سيطرت عليها أوهام السيطرة ، ولعبت شياطين المجوس في مخيّلتهــا ، فهيأت لها أنها ستنقض على العالم الإسلامي فتسيطر عليه ، فزرعت حيّاتهــا في الشام ولبنان وعبر الخليج ، تتحيـّـن فرص الكيـد لتثور.
والعجـب ،، كيف أعمى الحقـد هؤلاء المجوس ، فعميت قلوبـُهم عمـّا تراه أبصارهـم من مصرع الجيش الصليبي ببغيـه ، تحت حراب بواسل بغداد والأنبار ، وما حولهما ، وأنها موعظة لو كان يتّعظون ، ولكــن أنـّى لهم !
وفي مؤتمـر السـنة في تركيا ، أُطلقت صيحة النذير الكبرى المدويـّة ، إيذانـا ببدء حشـد الحملة الإسلاميـة الشاملـة ، التي تؤجل جميع الخلافات والمواجهات ، وتـوحـّد الصــفوف ، لنقف صـفا واحـدا لصــدّ المشروع الصفوي العابـر إلى أمّتنـا عبـر بوابة العـراق ، بعد أن عجـز عن تحقيق هذا الهدف الخبيث قبل عشرين عاما فعاد خاسئا ذليـلا .
ثــم عاد اليـوم وراء الدبابات الصليبية مندسّـا بسمومه المليئة بسواد الضغائن بقلوب مريضة بشعوبية مقيتة يوظّف لهـا مذهب ظاهره الرفض ، وباطنه الكفر المحـض ، في باطنية زنديقيـة تستحل كلّ المحرمات ، وتهتك كلّ الحرمات في سبيل الوصول إلى الهيمنة الساسانية على الخليج والحرمين .
وما رفعهم شعارات الوقوف في وجه اليهود إلاّ محاولة مكشوفة لسرقة مشروع أمتنا الحضاري بغية استمالة الشعـوب لتنخدع فلا ترى مخططاتهم الخبيثة .
وفي المؤتمـر الذي انعقـد مؤخـرا في تركيا ، كشف الحاضرون الأضواء عن جرائم تقشـعر لها الأبدان ، وتطيش لها العقـول ، إقترفتهــا المخابرات الإيرانية المحتلة لشطر العراق ، وسوريا وتوشك أن تحتل لبنان ، وإقترفتها أذرعتها من فيلق بدر ، جيش الدجال ـ المهدي ـ ، وحزب الله ـ والله برىء منه ـ العراقي ، وغيرهـا من الجيوب الصفوية .
جرائـم إقترفتهــا في الشعـب العراقي الباسـل ، وفق نهج مدروس ومخطط له ، يهدف إلى تفريغ العـراق من كــلّ مقـاوم للمشروع المجوسي العابر إلى أمّتنـا بكلّ خبثــه وأحقاده ، حتى قتل المئات من العقول العراقية المبدعة في جميع المجالات الحيوية ، ولوحقت كـلّ الكفاءات ،
ولولا المجاهدون الأبطال الذين قطعوا كثيرا رؤوس تلك الثعابين ، ولازالوا يلاحقونها في أوكارها لينزلوا بها جزاءها الذي تستحقه ، لما بقي في أرض الرافدين مسلما سنيـا إلاّ أن يكون صريعا ، أو أسيرا ، أو طريـدا .
ومن البائــن أنّ السمة الواضحة لهذه الإبادة الشعوبيـّة الجماعية لسنـّة العراق ، هي أنها كانت تجري بوحشية لــم يعرف حتى المغول مثيلا لها ، حتى بلغـت أنّ طفلا اسمه عمـر ، وضع في الفرن فشووه ، ثم أرسلوه إلى عائلته على صينية !!
وأما هتك أعراض الفتيات الصغيرات ، وثقب الرؤوس ، وقلع العيون ، وصهر الوجوه بالسوائل الحارقة ، فتلك الجرائم اليومية المفضّلـة لجيش الدجال ( المهدي ) وفيلق بدر ، ومن لفّ لفّهمــا .
ورسالة المؤتمـر التي لاتخفى ، وستبلغ العالم الإسلامي فتُحدث فيه صحوة تهـزّ ضميرة بإذن الله ، فتوقظه من سباتــه ، وتضعـه أمام تحـدّ كبير يجب أن يواجهه بشجاعة ، وصراحة ، إنكشاف ،
هـي أنّ الهبّـة الإسلامية العارمـة لصـدّ العدوان الصفوي على أمتنا انطلـقت ولن يوقفها شـيء حتى يرجـع العدوّ الشرقي خائبا وسيفعـل ، كما رجـع العدوّ الغربــي.
فلم يعـد الأمـر يحتمــل التأجيل ، والخطـر أعظـم من أن ينشغل عنه بركوب الأعذار و التأويــل .
ومن لم يتبن له حقيقة هذا الخطـر الصفوي ويريد أن يُرجـف في أمتنا بجهله ، أويتخبط فيها بغفلته وسذاجته ،
أوكان دسيسـة يخون أمّتنــا بعمالته ، فيجب أن يُمـاط اليــوم عن الطريق ، فأشدّ الناس على الأمة ضررا ، الأئمة المضـلون .
فياأيها الصفيون الحاقدون المتآمرون على أمـّة الإسلام ،
ارجعوا عن غيّكم وارتدعوا ،
أو فاستعدوا لكتائب التوحيــد ، وقـد ذقتـم بعض طعـم طعناتها في العـراق ولمّـا يأتــكم نبأه بعــدُ
أقول لهم وقد قرب الجلادُ ** رويدك لاتَوَعَّدنــا نجــادُ
كأنَّ الفرس لم تذْكُر حروبا ** أدارتها سواعدُنـا الشّــدادُ
علوْنا بالمدائنِ في شمـوخٍ ** وكسرى في سلاسله يُقـــادُ
وسعدٌ بالسّواد على جنـودٍ **يدكُّ الفرس منهجـه الرشـادُ
كذا الفاروق يحشدها عليهم ** لرايتها من الحـقّ إنقيــادُ
فمِنْ مُدُنٍ بهـا متزلزلاتٍ ** تساقُ بها من الرعـب العـبادُ
ومن ملكٍ عظيم بات يأوي ** إلـى الإذلالِ تطحنُهُ الجيـادُ
كأنْ لم تعرفْ التاريخ جهْلا ** ولم تعلمْ بمـا فعل العنـــادُ
رويدك يا نجادُ فليس كسرى ** سوى التاريخ لنْ أبداً يُعـادُ
ونحن الله ينصرنا بوعـدٍ ** وعــزّ سوف يعقبـه إزْديـادُ
وأنتم والمجوس إلى إنطفاءٍ ** ونورُ الله يرفعه الجهـــــادُ
حامد بن عبدالله العلي
الكاتب: حامد بن عبدالله العلي التاريخ: 19/12/2006 عدد القراء: 15957
أضف تعليقك على الموضوع
|