ادعموا بيان علماء اليمن
وأعلنوا الجهاد
حامد بن عبدالله العلي
ليست الوليمة الجديدة التي دعت إليها بريطانيا على (صحن اليمن ) هذه المـرّة ، في وقت لاحق هذا الشهر ، ببدعة جديدة على تاريخ بريطانيا الصليبيّة ، فبريطانيا كانت دائما أمُّ المؤامرات التي تدفع بالسيوف المدقوق عليها الصليب في دبر أمريكا فتنطلق هذه كالثور الهائـج ، يحطـّم كلَّ شيء أمامه لإرضاء أحقاده الصليبية .
وكانت الحالة الإسلامية في اليمن دوما مصدر قلق مستمر للغرب الذي أصبح شغله الشاغل ، إشعال الفتن في كلِّ أرض لله يستيقظ فيها الإسلام ، من باكستان إلى غزة ، ومن اليمن إلى العراق .
ولاريب أنَّ بريطانيا لن تجمع العرب المستحمرة ـ هذا قسم ثالث مولـَّد بعـد سقوط الخلافة ، وكان التقسيم ثنائيَّا قبله : المستعربة ، و العاربة ـ مع الحُمـُر المستعربة ، ودول أخرى ، في لندن ، ليدقوا (نواقيس لنـدن) هناك على اليمـن ، من أجل عيون الشعب اليمني ، ولإنقاذ شعب عربي من ثلاثية الإستبداد ، والفقر ، والتخلف ، التي هي الصنعة الوحيدة التي تحسنها الأنظمة العربية ، لا لن تفعل ذلك ، كيف والغرب أصلا لايألوا جهدا في إبقاء العالم الإسلامية في هذه الدوامة ، بل هذا من أهمّ أهدافه الإستراتيجية ؟!
فنحـن لـم ننس المؤتمر الدولي الماضي عام 2006م ، الذي حضره دول مجلس التعاون الخليجي ، وصندوق النقد الدولي ، والبنك الدولي ، وممثلون عن الدول الصناعية ، ووعدوا اليمن بمساعدات بالمليارات ، لإنقاذه من هاوية الدولة الفاشلة ، ثم تبخرت كلَّ الوعود .
إنما هذا الجمع (غير المبارك) في لنـدن ، من أجـل أن يضفي شرعية للتدخل الصهيوغربي في اليمن ، والعبث فيه ، وتحويله إلى مسـرح جديـد لسياساتهم الخبيثة ، سياسة التجزئة ، والهيمنة ، و(التحميـر) !
فالغرب تماما مثل الصهاينة ، تطابق تام بينهما في النظرة إلى (الآخر ) ، لاسيما إن كان هذا ( الآخر ) هو المنتمي إلى الحضارة الإسلامية ، لا يأتي معه إلاَّ بالإبادة ، والتهجير ، و الغصب ، والتدميـر ، منذ ما فعل في الهنود الحمر ، وشعب إستراليا الأصلي ، مرورا بفيتنـام ، إلى ما فعله في أفغانسـتان ، العراق ، ثـم فلسطين ، أكبـر مثال في التاريخ لنزعة الحلف الصهيوغربي الإبادية المتوحشة .
وكلُّ المصائب واللعنات التي حلت على العالم منذ تشكلَّت شخصية الغرب في العصر الحديث كالفاشية ، والنازية ، والشيوعية ، والعنصرية ، والإمبريالية ، جاءت من الغرب ، وهو صاحـب أكبر سجل إجرامي لإبادة المدنيين في الحروب من 40 مليون في الحرب العالمية الثانية ، إلى مليون ونصف في العراق ، وأكبر سجل إجرامي للإغتصاب في الحـروب 70 ألف إمرأة في البوسنة ـ على سبيل المثال ـ وأكبر حامي لعصابة الشر الصهيونية التي لم تدع نوعا من أنواع الجرائم على الإنسانية إلاَّ وإقترفته في فلسطين منذ عقود وإلى أجل لايعلمه إلاّ الله .
هذا التحالف الصهيوغربي الذي يطلق الصواريخ في وزيرستان على أي موقع يشتبه بوجود مجاهدين للتحالف الصهيوغربي فيه ، حتى لو مات بسبب القصف من مات من النساء والأطفال ، ويفعل مثل ذلك في أفغانستان ، كما في العراق ، وفلسطين !
وكان ولا يزال يتغاضى عن التخريـب الإيراني في اليمن ، بل يغطيه ليسـتمر ، ليحقق أهدافه الخبيثة في التقسيم .
هذا الغـرب هو الذي يريد أن يعقـد مؤتمراً لليمن ، ليخيط له ثوبا إستعماريا جديدا ، يمارس به نزعته الإجرامية في التدمير ، وليبيد الحالة الإسلامية في اليمن ، ويعيث فيها فسادا.
وقد أحسن علماء اليمن فيما ذكروه في بيانهم المبارك الذي صدر مؤخـرا يدين هذا المؤتـمر الخبيث ، ويكشف حقيقته ، إذ قالوا : (مؤتمر لندن الذي دعت لعقده بريطانيا ، أواخر الشهر الحالي ، ما هو إلاّ للنيل من أمن البلاد ، ووحدتها ، واستقرارها ، وانتهاك لسيادتها بذرائع واهية ، ومغلوطة ، لتكرار ما حصل في العراق وأفغانستان ، وباكستان .
كما ورد في بيانهـم :
وجوب الرفض الكامل لأيّ تدخل خارجي سياسي ، أو أمني ، أو عسكري في شؤون اليمن ، وقضاياه الداخلية ، ووجوب المحافظة على سيادته من أيِّ انتهاك يمس ديننا ، أو استقلالنا، أو وحدة أراضينا.
ورفض أيِّ وجود ، أو اتفاقية ، أو تعاون أمني ، أو عسكري ، مع أي طرف خارجي يخالف الشريعة الإسلامية ، ويضر بمصلحة البلاد ، ولا بد في حال عدم المخالفة ، والضرر من مصادقة مجلس النواب ، والشورى ، وأهل الحل، والعقد من العلماء والمشايخ ، والوجهاء.
والرفض المطلق لإقامة أي قواعد عسكرية في الأراضي اليمنية ، أو مياهها الإقليمية.
وتجريم ما حدث من قتل ، وسفك لدماء الأبرياء في أبين ، وشبوة ، وأرحب ، وتجريم أي قتل خارج القضاء الشرعي ودون محاكمة عادلة.
والدعوة إلى تشكيل لجنة من العلماء ، والقضاة ، والخبراء ، والمختصين للنظر في هذه الحوادث وأسبابها ، وآثارها ، والعمل على إيجاد الحلول الشرعية لها.
ودعوة جميع اليمنيين رئيسا ، وحكومة ، وشعبا ، وكافة القوى المؤثرة ، والفاعلة إلى الاحتكام إلى كتاب الله ، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، والعمل على توحيد الصفوف ، وجمع الكلمة لتقوية الجبهة الداخلية بتحقيق العدل ، ورفع المظالم ، ورد الحقوق إلى أهلها ، والاستجابة للمطالب المشروعة ، من أي طرف كان
وختم البيان بهذه الخاتمة المهمة : ( وفي حال إصرار أي جهة خارجية على العدوان وغزو البلاد ، أو التدخل العسكري ، أو الأمني ، فإنَّ الإسلام يوجب على أبنائه جميعا الجهاد لدفع عدوان المعتدين )
ولاريب أنَّ هذا الموقف الشرعي ينسحب على كلِّ البلاد الإسلامية ، بكلِّ مافيه ، وكلُّ من يجادل في أنَّ التحالف الصهيوغربي يشنُّ حربا صليبية على أمتنا من باكستان إلى الصومال مرورا بالعراق ، بهدف تدمير حضارة الإسلام ، وأنَّ مقاومة هذه الحرب ، فرضٌ على المسلمين ، فهو المطموس على بصيرته ، المغموس في رجس النفاق ، المرتكس فيه .
وأنَّ الواجب على جميع العلماء ، والدعاة ، والمؤسسات الإسلامية ، والهيئات العلمية الإسلامية ، في العالم الإسلامي ، الوقوف مع علماء اليمن ، ودعمهم ، وتأييدهـم ، فيما أصدوره من بيان ، وماوقفوه من موقف مشرف .
والله المستعان ، وهو حسبنا ونعم الوكيل ، نعم المولى ، ونعم النصير
الكاتب: حامد بن عبدالله العلي التاريخ: 20/01/2010 عدد القراء: 30461
أضف تعليقك على الموضوع
|