|
مميز: لقد قامت إدارة تويتر (X) بإيقاف حساب الشيخ في تويتر hamed_alali
وهذا عنوان حسابه الجديد
hamedalalinew |
|
ماذا حدث للشريعة.. أيها ( النواب الإسلاميوين ) ؟!
حامد بن عبدالله العلي
الاسلام الذي هو قانون الله ، نجده واضحا في الطبيعة من حولنا ، فبأمر الله وحده تسير الجبال والبحار والكواكب والنجوم وتهتدي في مساراتها ، فهي خاضعة لأمر الله خالقها كما تخضع ( ولله المثل الاعلى ) الشخصيات في رواية من الروايات فهي لاتنطلق ولاتفعل إلا ما يقرره الكاتب ، وهكذا فكل ذرة في هذا الكون حتى الجماد منه هو أيضا مسلم ، ولكن الانسان مستثنى من هذه القاعدة ، فقد منحه الله حرية الاختيار ، فله أن يسلم لأمر الله ، أو يضع قانونه لنفسه ويسير على دينه الذي يرتضيه ، وقد اختار مع الأسف الطريق الثاني في معظم الأحوال ) المفكر الفرنسي ديبورا بوتر .
إذا كان لكل فكر قضية جوهرية يعدها رسالته الاولى التي يجاهد من أجل تحقيقها ، فقضية الحركة الاسلامية الجوهرية هي عودة الشريعة الاسلامية لتكون منهج الحياة ، وعصب المجتمع الاسلامي ، وإنما تكمن جوهرية هذه القضية فيما يلي :
أولا : علاقتها المسيسة بالتوحيد الذي هو أصل الاسلام ، ففي القرآن نقرأ هذه الآية التي تلخص رسالة جميع الرسل بقوله تعالى : ( ولقد بعثنا في كلِّ أمِّةٍ رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ) ، ونقرأ معها هذه الآية ( يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ) والطاغوت هو كل ما تجاوز به العبد حده من معبود أو متبوع أو مطاع ، ومن ذلك أن يبيح العبد لنفسه نصبها حاكمة مع الله تعالى لاخاضعـة لأحكام الله ، وكذلك من أباح لنفسه اتخاذ غير الله مشرعا مع الله ينقض بتشريعاته شريعة الله ، وقد اتخذ ذلك الغير طاغوتا معبودا،وجعله إلها وندا لله تعــــالى ، قال الحق سبحانه : ( وجعلوا لله أندادا ليضلوا عن سبيله قد تمتعوا فإن مصيركم إلى النار ) فالتشريعات المناقضة لشريعة الله ، ليست سوى أنداد تضل عن شريعة الله تعالى التي هي سبيله وصراطه المستقيم الذي وضعه نورا وهدى للناس .
ثانيا : من القطعيّات التي استفاضت بها نصوص القرآن والسنة أن أعظم أسباب شقاء البشريّة وضلالها وانحرافها وفساد أحوالها هو مخالفتها لشريعة ربها قال الله تعالى ( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ) ( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ) ،( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكى ) ولاحل لشقاء البشرية إلا بالإيمان والتقوى وامتثال الشريعة الإلهيّة ( ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون ) ، وفي الحديث القدسي يقول الله تعالى : ( يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم ) ، وهدايته قد كملت في شريعته التامة الهادية لكل فلاح وخير ، وطرح أي حلول لاتنطلق من هذا المبدأ ، لاتزيد أزمات الإنسان إلا شدة ، ولاتزيده إلا ضلالا وتيها ، ولهذا كان من صميم فكر الحركة الإسلامية أن إقصاء الشريعة الإسلامية هو السبب الرئيس لكل المصائب التي حلت بالعالم الإسلامي ، ولانجاة لها إلا بتصحيح هذا الوضع الخاطيء بإعادة الشريعة إلى موضعها الصحيح .
ثالثا : من المباديء الأساسية للحركة الإسلامية أن الإنتماء الإسلامي للشعوب الإسلامية لايتحقق كما يجب أن يتحقق ، مع بقاء الشريعة الإسلامية مبعدة عن التطبيق في الحيـــاة ، ذلك أن الاستلاب الحضــاري الذي أصاب المسلمين و أخذ ـ ولازال ـ يبتلع الهوية الاسلامية في المجتمعات الاسلامية ، إنما بدأ من ضرب شمولية الإسلام بإبعاد تطبيق الشريعة وتكريس فصــــل الدين عن الحيــاة .
وبعــد ،،، فقد تقدم 23 نائبا في مجلس الأمة 71م ، و22 نائبا في مجلس 75م ، و46نائبا في مجلس 81م ، و41نائبا في مجلس92م ، و36نائبا في مجلس 96م ، تقدموا باقتراح تعديل المادة الثانية ، لكي تكون الشريعة الاسلامية هي الحاكمة على التشريعات في الكويت ، ثم جاء مجلس 99 فماذا حدث للشريعة ؟
يقول الامام ابن القيم رحمه الله تعالى ( ثم أخبر الله تعالى عن هؤلاء بأنهم إذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول أعرضوا عن ذلك ، ولم يستجيبوا للداعي ، ورضوا بحكم غيره ، ثم توعدهم بأنهم إذا أصابتهم مصيبة في عقولهم وأديانهم وبصائرهم وأبدانهم وأموالهم بسبب أعراضهم عما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم وتحيكم غيره والتحاكم اليه كما قال تعالى ( فان تولوا فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم ) اعتذروا بأنهم إنما قصدوا الاحسان والتوفيق ، أي بفعل ما يرضى الفريقين ويوفق بينهما كما يفعله من يروم التوفيق بين ماجاء به الرسول صلى الله عليه وسلم وبين ما خالفه ، ويزعم أنه بذلك محسن قاصد الاصلاح والتوفيق ، والايمان إنما يقتضي ألقاء الحرب بين ما جاء به الرسول وبين كل ما خالفه طريقة وحقيقة وعقيدة وسياسة ورأي فمحض الايمان في هذا الحرب لا في التوفيق وبالله التوفيق ) إعلام الموقعين 3/50 .
الكاتب: حامد بن عبدالله العلي التاريخ: 06/12/2006 عدد القراء: 6667
أضف تعليقك على الموضوع
|
تعليقات القراء الكرام
|
|