أمريكا قتـلت بوتـو!!
حصري على هذا الموقع
لقاء مرئي مع العائدين ينشـر لأوّل مرة ..اسمع حكايات عجيبة عن استعمال ضباط التحقيق في غوانتنامو السحـر وكيف أبطله المعتقلون بالقرآن اسمع قصة سامي الحاج مراسل الجزيـرة ، اسمع حكايات لاتخطر على بال ولا تدور في خيال
انقر على هذا البنـر
،
حامد بن عبدالله العلي
،
لــم تكن بنازير بوتو التي تربّت في أحضان جامعة أكسفورد البريطانية ، ذكيّة إلى درجة أن تعرف مدى الغباء الأمريكي ، وأنّ عدد ضحايا هذا الغباء ، آخذٌ بالازدياد ما مـرّ الزمان.
مع أنها لاريب لم تصدّق أنّ أمريكا التي دفعت بها إلى حقل الألغام الباكستاني ، تريدها أنموذجا مثاليا لبرنامج سياسي ديمقراطي ، ومدني ، ينقذ باكستان ، فلم يعـد أحـد اليوم يصدّق مثل هذا الهراء ، فكيف بمن خبرت أنّ السياسة الأمريكية لاتعني سوى التضحية بكلّ شيء على أن تبقى الأطماع الأمريكية والصهيونية في مقام القداسة!
إنما كان غباؤها أنها لم تفهم بعد أن النجم الأمريكي أشد أفولا من أيّ وقت مضى ، فظنّـت أنها يمكن أن تعود إلى زعامتها السياسية بدعم أمريكي ، كما فعلت من قبل ، فجاء الجواب لها ، ولأمريكا ، أنّ الفوضى التي صنعتها هذه الأخيرة بإجرامهـا في العالم ، هي نفسها التي ستبتلعها
وأيـّا كان قاتل بنازير ، فإنّ أمريكا هي قاتلة كلّ من يتعامل معها ضـد نهوض الإسلام ، وعودتـه ، عاجلا أم آجلا ،
إنها ببساطـة لاتريد أن تفهـم أنّ الإسلام قاتل من يحاربه ، وأنـّه لم يعد بالإمكان محاصرته ، لاسيما في بلد مثل باكستان ، ابتدأت نشأته على أساس إسلامي ، فالإسلام في قلوب أهله بمثابة بؤبؤ العين ، وليس أمامه خيار غير أن يحتضن الفكرة الإسلامية ، كيف ؟ وقـد أضحـى أكبر بلد إسلامي من حيث عـدد المدارس ، والجامعات الإسلامية ، حتى بات يستقطب الوافدين من جميع أنحاء العالم الذين يطلبون علوم الشريعـة .
ولايخفى أن أكثر ما يزعج أمريكا هو المدارس الدينية التي تخرج الأجيال الحاملة لمفهوم الإسلام المجاهد الذي يرفض الخضوع للنظام العالمي بقيادة أمريكا ، ومنها تخرجت الحركة المجاهدة في كشمير مثل جيش طيبة ، و غيـرها ، وكذلك حركة طالبان المباركة نصرها الله .
فإذا كانت أمريكا تحسب لهذه المدارس ما تحسب في غير باكستان ، ففي باكستان النوويـة لن يـقر لها قرار حتى تقـضي عليها ،، ولكن هيهـات .
ولهذا لم تـزل تخطـط بخبث للقضاء على هذه المدارس ، وبما أنّ مشرف لـــم يفعل ما يكفي ـ مع أنه فعل الكثير ، ولولا الظروف المحيطة بـه في المؤسسة العسكرية لفعل كل ما يطـلب منه ـ فقد دفعت أمريكا ببوتو لتقـوم بهذه المهمّـة ، ولهذا كانت تصـرّح بأنها ستواجه المدارس الدينية التي تصفها ، كما يصفها الدمية الآخـر كرزاي ( تخرج العنف ، وتفرّخ الإرهابيين ) .
ومما يجـدر ذكره ، أن عدد هذه المدارس يـزيد على 25 ألف مدرسة ، يقتسم غالبها التياران الرئيسان : السلفي ـ أهل الحديث ـ وحركة جيش طيبة الجهادية هي أحد الأجنحـة العسكرية لهذا التيـار ،
والتيار الحنفـي الديوبندي الذي هو المرجعية الفكرية ، والمذهبية لحركة طالبان .
وهي مدارس مجانيّة في الغالـب ، بل هـي تتولى أيضا إطعام الطلاب ، ومنحهـم مصروفا مجانيا ، اعتمادا على الأوقاف التي ترصد لها من قِبل الشعـب الباكستاني ، فهي مستقلة لاتحتاج من الدولة شيئا .
وقد قام حاكم باكستان المتدين السابق الجنرال ضياء الحق بمنح هذه المدارس اعترافا رسميا ، واستعملها لتعزيز توجهه بتحكيم الشريعة قبل أن يتم اغتياله ، ولهذا بقيت قلاعا تحمي الفكر الإسلامي ، ومعسكرات تمـدّ الشعب الباكستاني بالروح الإسلامية ، فهـي المخزون البشر الهائل للدعم الإسلامي المستمر لمشروع أسلمة باكستان ، ولدعـم إسلاميّة أفغانستـان أيضا.
ولأنها كذلك ، فقد تحوّلت أيضا إلى رقم صعب ، وكبير ، في المعادلة السياسية الباكستانية ، بحيث أصبح من المستحيـل أن لايتمحور التجاذب السياسي الباكستاني ، حول التيار الإسلامي الذي يدور حول فلك هذه المدارس .
لقد طارت بوتو وهي تتبرَّج بالعلمانية مقدَّمة نفسها رمزاً لهـا ، وتبشّـر بالنهـج الغربـي خلاصا لباكستان ، وهـي تعـدُ بضرب القبائل الباكستانية الموالية لطالبان ، وإنهاء المدارس الدينية ، وتحجيم المد الإسلامي في باكستان .
وحتى لو كان قاتلها ـ كما يبدو ـ مشرف لأطماعه ، فإنّ دمها قـد سال تحت هذه التصريحات التي وعدت أن تحوّلها إلى برنامج سياسي.
هذه هي قصة مصرع بوتو ، أمـّا الحالة الباكستانية ، فهـي لا تختلف كثيرا ، عن الحالة الفلسطينية ، والأفغانية ، والعراقية ، والصوماليــة ..إلخ ، وكل بلد إسلامي تتدخل فيه أمريكا ، لمحاربة الإسلام حتى في مناهجـه ، ومساجده .
فالعنوان واحـد تقريبـا :
محاولات يائسة غربية بقيادة أمريكية لوضع حـد لروح إسلامية عائدة بقوّة تعبـر الحدود ، وتتجاوز القارات ، وتألـّف بين الأمّـة ، لتعيد صياغة الإسلام في نهضة شاملة ، لن يوقفها شيء دون إعادته إلى المنافسة العالمية فالقيادة الأمميّة.
يقول باترك بيوكانانPatrick J. Buchanan مرشح الرئاسة الأمريكيةللأعوام 92 و 96 و 2000 في مقالة تنبأ بها بعودة الإسلام قوة عالمية ..
عنوان المقالة :
الإسلام فكرة حان وقتها .....
((في سنة 1938 – السنة التي تلبدت السماء بغيوم الحرب (العالمية الثانية) – نظر كاثوليكي بريطانيفيما وراء القارة الأوروبية التي أظلتها غيوم الحرب ليري سحابة أخري في طور التكوين .
فلقد كتب هيلير بيلوك : "لقد بدا لي دائما أنه من المحتمل أن الإسلامسيبعث مرة أخري وأن أولادنا أو أحفادنا سوف يرون عودة الصراع الضروس بين الحضارةالنصرانية وبين أقوي أعدائها لأكثر من ألف عام"
لقد صدقت نبوءة بيلوك ... فبينما تبدوا النصرانية محتضرة في أوروبا فإن الإسلام يظهر ليزلزل القرن الواحدوالعشرين كما زلزل القرون السابقة .
حقا ... إن الإنسان يراقب القواتالأمريكية وهي تناضل في مواجهة المتمردين السنة والجهاديين في العراق ، وتواجه عودةطالبان ... كلهم يتولون الله ، وهنا يحضرني قول فيكتور هوجو : "ليس هناك جيش أقويمن فكرة حان وقتها " .
إن الفكرة التي من أجلها يحاربنا فرقاؤنا لقوية حقا ... إنهم يؤمنون أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسوله وأن الإسلام – الاستسلامللقرآن – هو الطريق الوحيد إلي الجنة وأن مجتمعا سويا يجب أن يحكم بالشريعة – قانونالإسلام ، ولأنهم جربوا طرقا أخري وفشلت فقد عادوا إلي الإسلام .
فما هيالأفكار التي نقدمها ؟
الأمريكان يؤمنون بأن الحرية تحفظ للإنسان كرامتهوأن مجتمعا قائما علي نظام السوق يضمن حياة رغدة للجميع كما حدث في الغرب ويحدث فيآسيا .
منذ عهد أتاتورك اعتنق ملايين المسلمين البديل الغربي ، ولكن اليومعشرات الملايين من المسلمين يرفضونه ويعودون إلي جذورهم ... إسلام أكثر نقاءا .
إن قوة العقيدة الإسلامية لمدهشة حقا .
لقد قاومت العقيدةالإسلامية قرنين من الهزيمة والمذلة ، إذ هزمت الخلافة العثمانية وألغي كمالأتاتورك نظام الخلافة . ولقد صمدت تلك العقيدة أجيالا تحت الحكم الغربي وتغلبت عليمسيرة التغريب من مصر والعراق وليبيا وأثيوبيا وإيران .
لقد تغلب الإسلامبسهولة علي المد الشيوعي ومسيرة الناصرية القومية وأثبت أنه أقوي من قومية عرفاتوصدام ، والآن يصارع القوة العالمية الأخيرة .
إن الدافع لكتابة هذا المقالهو تقرير إخباري ملفت للنظر يوم 20 يونيو في الوشنطن تايمز كتبه جيمس براندونيحذرنا من جبهة جديدة ...
التقرير عنوانه "مداهمة تشعل مخاوف استلاءإسلاميين علي الحكم " يسرد اعتقال 500 إسلامي بتهمة محاولة إسقاط ملكالمغرب ، وإقامة حكومة إسلامية تقطع العلاقات بالغرب الكافر ، وتقضي علي الفقر ، والفساد ،الذي سببه عملاء الغرب في البلاد .
لقد انتصر الإسلاميون في الصومال ، واستولوا علي الحكم ، وهم يسيطرون عليالحكم في السودان ، وكسب الإخوان المسلمون 60% من الدوائر الانتخابية التي جرت فيهاانتخابات في مصر ، وحماس انتزعت السلطة من فتح في غزة والضفة الغربية ، وفيأفغانستان عادت طالبان .
هذه هي حصيلة العام الماضي ... فأين نحن منتصرون ؟
ثم ما هي الجاذبية الكامنة في الإسلام الجهادي ؟
أولا رسالته : فقدفشل كل شيء فلماذا لا نحيي العقيدة والقانون الذي أنزله ربنا ؟
ثانيا: الغضب الإسلامي من الوضع الحالي حيث تمارس الأنظمة الغربية الحاكمة الفسادوالاستئثار بالثروة بينما يعاني الفقراء العوز .
ثالثا: الوجود الأمريكيالواسع الانتشار في بلاد المسلمين الذي يتعلم المسلمون أنه صمم لنهب ثرواتهم التيمنحهم الله إياها ولدعم إسرائيل لمذلتهم وتعذيب إخوانهم الفلسطينيين .
رابعا وأخيرا : تزايد مصداقية الم***ين الإسلاميين لأنهم يظهرون رغبة فيمشاركة الناس فقرهم ولأنهم يقاتلون الأمريكان .
إن ما يتحتم علي الأمريكيينإدراكه هو شيء غير عادي بالنسبة لنا : من المغرب إلي باكستان لم تعد الأغلبية تراناأناس جيدون .
إن أمسكت فكرة الحاكمية الإسلامية بعقول الجماهير الإسلاميةفكيف لأحسن الجيوش علي الأرض أن يوقفها ؟ ألا نحتاج إلي سياسة جديدة ؟))
انتهى المقال ، وهو مترجم من هذا الموقع
وأخيـرا ذهبت بوتو ، وسيذهب مشرف ، كما ذهب أتاتورك ، وكل الطغاة وأذنابهـم ، وسيبـقى الإسلام وسيعـود حاكما بشريعته ، مجاهدا بعزته ، شامخـا بمجـده ، عاليا برسالته ..
قال الحق سبحانه : (وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ * وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ * فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ * وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ)
الكاتب: حامد بن عبدالله العلي التاريخ: 04/01/2008 عدد القراء: 13180
أضف تعليقك على الموضوع
|