من مصدر سرِّي !!..هذه قرارات القمّة العربيّة قبـل إنعقادهـا !!
حامد بن عبدالله العلي
نحن المجتمعون في هذه القمّة ، إذ نرى ما آل إليه حال شعوبنا من التردّي على جميع المستويات .
وإذ نستشعر مسؤوليتنا الجليلة أمام الله تعالى أوّلا ، ثم أمام أمّتنا .
وإذ نشهد العالم وقد سيطر على مقاليده الطغاة ، فهم يسعون لمزيد من التمزيق لأمتنا ، وإلحاقها وجميع مقدراتها ، بمشروع طغيانهم العالمي.
وقد أمعنوا في التآمر ضدّنا ، في كلّ مكان ، ومن كلّ جهة ، في العراق لإضعافه وتقسيمه ، وفي أفغانستان ، وباكستان ، وفي السودان ، والصومال ، بل في كلِّ عواصم العالم العربي ، لهم مخطِّط جديد لمزيد من الإضعاف ، والتجزئة ، والتقسيم ، والإستلاب ، والإلحاق
ومع الكيان الصهيوني حوَّلوا الشعب الفلسطيني إلى شعب مسجون في أقسي من سجون النازية ، والفاشية ، فهو يتعرض للإبادة الجماعية البشعة كلِّ يوم ، فيهراق دمُه ، وتصادر أرضه ، ويُسرق مسقبله ، ويعيش تحت حصار قاتل .
والقدس تئنّ تحت مؤامرات الإبتلاع الشامل ، وأمّتنا ـ بسبب الضعف والتفرق ـ عاجزة عن إنقاذها، و الأقصى الذي غـدا يهتـزُّ من الحفـريات تحت أساساته حتى إنه ليكاد ينهار .
وإذ نرى شعوبنا قد أصبحت في آخر الأمم ، وقد انتشر فيها الجهل ، والفقر ، والتخلّف ، مما اضطر كثـير منهم إلى الهجرة إلى الخارج ، ليُلاقـوا الموت غرقا ، أو العيش في اضطهاد عنصريّ ، تستهدفهم مؤسسات التنصير ، والتغريب ، ومسخ الهويّة ، بينما بلادهم مليئة بالخيرات ، والبركات ، والنعـم.
وقد جاءت الإحصائيات مخيفة ، تبشـّر بمستقبل مظلم لشعوبنا ، وهي ذات دلالة رمزية بالغة الخطورة ،
وهذه بعض الأمثلة العابرة : فالحصيلة الشهرية من الرسائل الخلوية التي تظهر على الشريط المتحرك على شاشات القنوات الفضائية العربية الهابطة تقارب 8 ملايين دولار ! وتكاليف إنتاج الفيدوكليبات الخاصة بأغاني التعري والفن الهابط في العالم العربي بلغت أكثر من 16 مليار دولار سنويا ! ومجموع الدخل السنوي للخادمات في البيوت العربية هو 35 مليار دولار ! ومجموع ما تنفقه المرأة العربية على مستحضرات التجميل في السنة الواحدة 2 مليار دولار ! منها مليار ونصف للمرأة الخليجية ، ومع هذا فمجموع ما تنفقه الدول العربية مجتمعة على البحث العلمي 1.7 مليار دولار سنويا فقط ، أي 3% من الناتج القومي الإجمالي لكلّ الدول العربية مجتمعة ! بينما في الكيان الصهيوني وحده يبلغ الإنفاق على البحث العلمي 4.7% وفق إحصائيات اليونسكو لسنة 2004م !
وعدد الأمييّن في العالم العربي جاوز ألـ 100 مليون ! وبينما يقرأ المواطن الأمريكي في السنة 11 كتابا ، والأوربي 7 كتب في المتوسط ، لايتجاوز ما يقرأه المواطن العربي في السنة في المتوسط ربع صفحة .
،
وقد فقد العالم العربي في الأزمة المالية العالمية 2.5 تريليون دولار ، بسبب وجود استثماراتهم في الخارج ، واتباعهم النظام الرأسمالي الربوي الغربي الفاسد.
وهذا كلُّه وجارتنا غزة ، تعيش في جوع ، ويموت مرضاهم بلا علاج ، وطغاة العالم يمنعوننا من نصرتهم ، بل يعينون الصهاينة عليهم.
،
وهذا سوى ما يضيع من الناتج القومي في نهب ثروة الأمّـة، بسبب الفساد العام ، فسيطو الحكام ومن يدور في فلك السلطة ، على أموال الشعوب ، ويسرقون المليارات كلَّ يوم جهاراً نهاراً ، بلا حسيب ولارقيب.
،
وأمـّا نُظُم الحكم فينخرها الفساد ، ويعشعش فيها الظُّلم ، وتديرها الإستخبارات السرية ، ولهذا فهي تكرِّس ثقافة القطيع ، وتحيط الشعوب بسور الخوف ، وتزرع فيهم رهاب المعارضة ، ودع عنـك ما حُرموه من حـقِّ تداول السلطة الذي يقطع الطريق على الإستبداد ، وحق الشعوب في الإختيار الذي يُثمـر الإبداع ، وحكم المؤسسات المقاوم للفساد ، وتساوي الناس أمام القانون الذي يعزز الأمن السياسي ، والإقتصادي ، والإجتماعي ، فقد حُرموا أيضا من أدنى حقوقهم ، حتى حق الإحتجاج على الظلم ، والتعبير عن الرفض ، فكأنهم مواطنون بلا حقوق البتّة ، بل الأجنبيّ في بلادهم ، المتآمر عليها ، يملك الحقوق دونهـم ، فهو سيد في بلادهم ،وهم عبيد!
،
وقد بلغ الحال بشعوبنا أنَّ بعضها لم يعد يأمن حتى على أعضاءه في داخـل جسده ، فغدت الأعضاء ـ بعدما سُرق الوطن والثروة والحقوق ـ تُسرق في المستشفيات بسبب المتاجرة بالأعضاء البشرية !
،
وبينما يتسابق العالم في توفير أسباب القوة ، وتجهيز الجيوش بأحدث الأسلحة ، حتى القنابل النووية ، وتطوير التكلنوجيا الحديثة من ادناها ، إلى إطلاق الأقمار الصناعية ، أُشغلت شعوبنا ، بـ( الستار أكاديمي ) و( شاعر المليون ) و( مزاين الإبل ) ..إلخ !
،
ولهذا أصبحت شعوبنا تهتف بإسم ( شافيز ) و( أردغان ) ، ساخطة على حكّامها ، مبغضة لنظمها السياسية ، التي كانت تقول ولا تفعل ، واليوم لا تقول ولا تفعل!
،
وبينما تعظِّم الدول ، وتبجِّـل عباقرة الإختراع ، وجهابذة المعرفة ، نهملهم نحن ، بل نحاربهم حتى يهاجروا من بلادنا ، ونرفع قدر العهّار ، والعاهرات ، بإسم الفن !
،
وتمَّ العبث حتَّى بالدّين ، وتسخير الفتوى الشرعية ، لأهواء السلطة ، حتى صار عامّة العلماء ، هُزؤا للمستهزئين ، بسبب مواقفهم المتناقضة مع عقيدتهم وشريعتهم ، بل بلغ حال الفتوى من الإنحطاط أن صار جهاد المحتل محرمـاً ، والرضوخ له طاعة ، والإعتراض على ظلم السلطة جريمة وبلوى ، والسكوت عن ذلك طاعة وتقوى ، والدعوة إلى وضع الرقابة الشعبية على الحكام وتصرفاتهم من الموبقات ، وتركهم ينهبون ، ويُسخِّرون مكتسبات الأمة لشهواتهم، من الأعمال الصالحات!
،
والأدهى والأمر ، وبسبب تحوُّل منطقتنا إلى أكبر منطقة فراغ في العالم ، ولأنَّنـا تخلينا عن مشاريع النهضة الحضارية ، والإصلاح الشامل ، وإنشغلنا بشهوات الحكم ، طمع الصفيون فينا ، فأصبحت بلادنا مرتعا للإختراق الإيراني ، متخذين من دعمهم الدعائي للقضية الفلسطينية (حصان طرواده) يدخلون به إلى داخل قلاعنا ، وفتحت لهم الشام أبوابها ، فنشروا المذاهب الباطنية الرديئة ، ووظّفوها سياسيا لصالح الأطماع الصفوية التوسعيـة ، وكذلك فعلوا في اليمن ، و الخليج ، والمغرب العربي ، وملؤوا بلادنا بالأحزاب الإستخباراتية التي تحضِّر للإنقلابات ( الفاطمية) !
،
إذ نشهد هذا الدمار الشامـل المفـزع لأمـّتنا ، ونرى خطره العظيم على حاضرها ومستقبلهـا ، فقـد :
قرَّرنا ما يلـــي :
أولا : أن نطـلق مشروعا ، حضاريّا ، نهضويّا ، شاملاً ، على جميع المستويات ، يتّخذ الإسلام هويّته الأولى ، وإطاره الثقافي العام ـ سامحاً بالتعدّد والتنوّع داخله ـ والحضارة الإسلاميّة مثاله المحُتذى ، والإنتماء لها وشيجته الكبرى ،
وذلك للنهوض بأمّتنـا سياسيّا ، وإقتصاديّا ، وثقافيّا ، واجتماعيّا ، وعسكريّا ،
ولتوحيدهـا ، ليعود دورها العالمي المنافس ،لا التابع ، مستقلةً ، قويةً ، عزيزة.
ثانيا : يبدأ ذلك بالإصلاح السياسي الجذري ، ولسوف ندَعْ ـ من اليوم ـ هذه الأمِّة ، ومن تختاره لقيادتها ، ونتنحـَّى ،
كما نخلِّي بينها وما يضعه نخبهـا من نظمٍ جديدة ، توفّر جميع أسباب القوّة ، والتقدّم ، بالتدريج الذي يكفل النجاح ، مستفيدة من كلّ وسائل العصر المفيدة.
ثالثا : نعلن تشكيل هيئة عليا من العلماء والمفكرين ، لتعمل على بثِّ ثقافة الحرية السياسية ، والثقافية ، والإعلامية ، والتشجيع على الإبداع ، و البحث العلمي ، وتغرس قيم الفضيلة ، والكرامة ، والعزّة ، وتحارب مظاهر الميوعة ، والإنحلال الأخلاقي ، و الهبوط القيمي المنتشر في أمِّتنـا .
كما تعمل على توفير أسباب الوحدة بين اقطار أمّتنا ، دولا ، وشعوبا ، في إطـار الجامعة الإسلاميّة ، وتحارب كلَّ ما يعيق هذه الوحدة ، من نعرات قوميّة ، أو حزبيّة ، أو قبليـّة ، أو عنصريّة ، أو وطنيّة تجزيئيّة.
رابعا : نبدأ بإعلان فكّ الحصار عن غزّة فـوراً ، ومدّ العون الشامل للمقاومة الفلسطينية ـ وجميع الحركات المقاومة للإحتلال الأجنبي ـ لتطويق مخططات الصهاينة على الأقصى ، والقدس ، وفلسطين ، ولإنطلاق مشروع التحرّر الشامل ، ريثما يكتـمل مشروع نهضتنا .
كما نبدأ بتطويق الإختراق الإيراني لأمِّتنـا ، فطرده من بلادنا ، من العراق أولا ، وذلك بالتعاون مع كلِّ شريف حـرِّ فيها ، ثم من كلِّ البلاد الإسلامية ، ونعيد ميزان القوى إلى نصابه ، بحيث يحقـِّق الردع الشامل لأطماع النظام الإيراني ، ويوقفه عند حدّه .
خامسـا : نشجـِّع من اليوم ثقافة المقاومة ، وندعم حركات التحرُّر من الإستبداد العالمي ، ونحارب خطاب ، ونهج الخضوع للأجنبي ، ونتحالف مع القوى العالمية التي تنشد الهدف نفسه ، ليعاد تشكيل خارطة العالم السياسية على أساس الحق ، والعدل ، والرحمـة ، وإلغاء الهيئات العالمية التي غدت ألعوبة بيد طغاة العالم يستعبدون بها البشرية .
هذا ونسأل الله تعالى أن يأخذ بأيدينا مع شعوبنا ، لتحويل هذه القرارات إلى واقع حيِّ ، ونعلن أنَّ كلَّ ما يخالف هذا النهج الوارد في هذه القمة ، فنحن منه براء إلى يوم الدين .
الموقِّعون :
قادة الدول العربية ، في قمة ...
بتاريخ ...
والله الموفق .
!!!!!!!!
الكاتب: حامد بن عبدالله العلي التاريخ: 28/03/2009 عدد القراء: 12004
أضف تعليقك على الموضوع
|