|
مميز: لقد قامت إدارة تويتر (X) بإيقاف حساب الشيخ في تويتر hamed_alali
وهذا عنوان حسابه الجديد
hamedalalinew |
|
تحذير الأمّة المرحومة المهديّة ،
من خطر الجيوب المندسّة الصفويّة
حامد بن عبدالله العلي
لعلّ أصدق وصف لما أفضت إليه ساحة الصراع الصفوي الصهيوصليبي ، في المسرح اللبناني ، أنَّ الطرفين تورطا في مأزق ، سيؤدّي إلى مزيد من الفوضى ، ولن تنجلي المعركة حتى تتوسّع إقليميا ، وتصطدم بكلِّ مخزونها .
ولاريب في أنّ تكوينها القدري الإلهي ماضٍ لامحالة إلى حيث يكيد الله به للإسلام وأهله ، إنّما الذي يهمّنا فيه ، حماية الأمّة من الإنجرار بسذاجة إلى المشروع الصفوي ، بما يحمله من خطر بالغ على العقيدة ، وشأنها أعظم .
ودعنا نضع الأحداث في سياقها التاريخي ، إلى واقعنا ، ثم نُلقي الضوء على الواجب الشرعي .
أولا : تسلسل الخلفيّة التاريخيّة إلى الساعة الراهـنة :
عام 1399هـ ، 1979 ميلادي : اندلاع الثورة الصفوية بعودة الخميني على الخطوط الجويّة الفرنسية من باريس إلى طهران ، ونجاح الثورة في السيطرة على الدولة بعد سقوط نظام الشاه .
وضع نظريّة تصدير الثورة موضع التنفيــذ، بدءاً من دول الجوار ، متبنيّة هدف إسقاط النظم الحاكمة في الدول العربية ، وإقامة نظم أخرى موالية ، تأخذ بتوجيهات الثورة الصفوية .
هلع دول الجوار وهي ترى أمريكا ، حليفة الشاه حامي الأمن في الخليج ، تقف عاجزة غير قادرة على إنقاذ من كان يحمي مصالحها في الخليج ، ولكن للأسف لايعتبرون ، وعن غفلتهم لايصحون ، نسوا الله فأنساهم أنفسهم !
اغتنام الإتحاد السوفيتي الفرصة ، في هذا التوقيت لاحتلال أفغانستان ، مقتربا من الحقول النفطيّة العملاقة في الخليج .
توقيع الرئيس المصري السادات اتفاقيه السلام مع الصهاينة ، ممزِّقا الصف العربي ، ومنهيا كلّ مخاوف الصهاينة منـه ، ومُؤذِنا ببدء إنهيار كلّ مشاريع الخلاص القومية التي كانت أوهاما أصـلا !
إزاحة صدام حسين للرئيس العراقي أحمد حسن البكر ، متطلِّعا إلى زعامة العرب ، راميا بطموحه إلى السيطرة على دول الخليج ، فالوطن العربي بأسره .
1980م ، الهجوم الصفوي لاحتلال العراق واندلاع حرب الخليج الأولى.
1981ـ تشكّل مجلس التعاون الخليجي بهدف تكوين قوة إقليمية ، ليكوّن النظام الإقليمي الخليجي من ثلاث قوى رئيسة : العراق ، إيران ، مجلس التعاون الخليجي .
نهاية الأطماع الصفوية في احتلال العراق ، والتوسع لابتلاع الخليج ، بالفشل إثر حرب استمرت 8 سنوات .
هزيمة الإتحاد السوفيتي في أفغانستان على يد المجاهدين ، فميلاد قاعدة الجهاد العالمي.
فشل مجلس التعاون الخليجي على جميع الأصعدة ، وخروجه من معادلة النظام الإقليمي للقوى ، وتحوله إلى مناسبات احتفالية ، واستعراض سياسي باهت .
احتلال النظام العراقي البعثي للكويت ، موفِّرا فرصة تاريخية لواشنطن ، لتوسيع قواعدها العسكرية في الخليج واحتلاله .
الهزائم الثلاث : هزيمة النظام العراقي ، والإتحاد السوفيتي ، والنظام الصفوي ، وفّرت للغرب الصليبي فرصة تحويل الجزيرة العربية إلى مقر دائم لجيوشهم ، لاحتلال منابع النفط ،وحماية الكيان الصهيوني ، وفرض ثقافته.
تهاوي الشعارات النهضوية اللادينية في البلاد العربية ، وتجريد الأنظمة العربية من أي رسالة حضارية ، ودخولها في مرحلة العفن السياسي ، والفساد المالي والإداري ، وتنامي السخط لدى الشعوب العربية .
إنتشار الخطاب الإسلامي في الشعوب الإسلامية ، وتربّعه على عرش التوجيه الفكري والتعبوي.
تحوّل النظام الصفوي إلى الاهتمام ببناء الأحزاب الثوريّة السريّة داخل البلاد العربية ، وتوسيع قدراتها ، وتحويلها إلى بؤر مؤامرات تخطط لتنفيذ المخطط الصفوي التوسّعي ، مستغلاّ خلوّ المنطقة من مشاريع التغيّير النهضويّة ، ومتلبّسا زورا بالخطاب الإسلامي .
الهجوم التاريخي الأسطوري لمجاهدي القاعدة في الحادي عشر من أيلول على نيويورك وواشنطن ، مخلِّفا دمارا ماديا ، ومعنويا ، هائلا هو الأكبر في تاريخ أمريكا .
فقدان مركز قيادة الغرب الصليبي أمريكا لتوازنه بسبب هذا الهجوم ، متزامنا مع تربعّ الأحمق المطاع بوش على سدة الحكم ، وحوله عصابة من الصليبين المتصهينين.
اتخاذ إدارة بوش القرار الأشد حمقا في تاريخ أمريكا باحتلال العراق ،
استغلال الصفويين هذا القرار لاحتلال وسط العراق وجنوبه ، بغية تكوين نموذج دولة للثورة الخمينيّة فيه ، وضمّها إلى إيران ، في أكبر مشروع توسعي فارسي منذ عهد كسرى ، في تحالف خيانة هش مع الصليبيين.
تنامي التيار الجهادي الإسلامي العالمي ، وتوسّعه ، وانتشاره ، وتحقيقه قفزة نوعيّة ، وفرضه نفسه على معادلة الصراع في المشهد العالمي ، وعودته على مستوى السيطرة الفعلية في وزيرستان وأجزاء من أفغانستان ، وصعوده في الصومال ، وانتشاره على نطاق واسع على مستوى الفكر ، والتجنيد في العراق ، وغيرها من البلاد العربية والإسلامية .
تسريع الصفويين برنامجهم النووي، بغية الوصول إلى مستوى الدولة النووية ، لإجبار القوى الكبرى على القبول بمشاركتها مكاسب الهيمنة في المنطقة .
توجّه الغرب الصليبي إلى إعادة التوازن الإقليمي ، بعد نهاية زواج المتعة مع الصفويين ـ التحالف الهش ـ ومواصلة الضغط على إيران ، لمنعها من الوصول إلى السلاح النووي ، والإسراع بخطط تغيير نظام الحكم فيها وفي سوريا .
تفجير النظام الصفــوي لقبّة سامراء لتوفير الذريعة للإسراع في خطط تهجير السنة وإبادتهم لتشيّيع بغداد والجنوب ، وتمهيدها لتكون ساحة معركة مع الأمريكيين .
استغلال النظام الصفوي للقضية الفلسطينية لحشد التأييد الإسلامي في صراع الهيمنة مع الغرب ، وإستكمالا لسعيه في تكوين الهلال الصفوي .
تحريك النظام الصفوي لجيبه في جنوب لبنان ـ حزب حسن نصر ـ في هذا الإطار ولتعزيز موقع حزبه في لبنان ، لعملية عسكرية صغيرة ، تحت شعار المقاومة الإسلامية ، متوقّعـا أن يبقى في دائرة دعائية محدودة ، تخدم سياسته المرحلية فحسب ، في ضمن قواعد اللعبة المحدّدة مع الصهاينة.
حدوث ردّ فعـل دراماتيكي مفاجئ في الأحداث ، كان التحالف الصهيوصليبي قد أعدَّه مسبقا ، لإسقاط أو أضعاف ورقة الجيب الصفوي اللبناني ، من اليد الإيرانية في معادلة الصراع .
فانتهى إلى قرار (مجلس التآمر الدولي) ، الذي يلزم لبنان بحماية حدود الصهاينة ، ومنع استغلال إيران لها عبر حزب حسن نصر في صراعها مع الغرب .
ثانيا : المتوقع :
استمرار الصراع بين المشروعين الصفوي ، والصهيوصليبي ، وإفضاء ذلك إلى مواجهات أخرى تأخذ عدة أشكال ، حتى تنتهي بالصدام المباشر .
ثالثا : الموقف من الأحداث :
المحور الصفوي يكافـح للخروج من مأزق الجيب الصفوي في لبنان ، بأيّ مكسب سياسي ، بعد فشل خطّته .
على مستوى الأنظمة العربية ـ كالعادة ـ مواقف مخـزية ، ونقاط جديدة إلى رصيد العار ، ومطايا للمشاريـع الأجنبيةّ ، أو متفرجين يكتفون بمراقبة شعوبهم لتبقى في حظيرة الذل!
على مستوى مشروع الجهاد : استمرار راية الجهاد على بصيرة ، لإعلاء كلمة الله تعالى ، وتحريض الأمّة على النهضة ، ورد العدوان الصهوصليبي ، لايضرّهم من خذلهم ، ولامن خالفهم .
وعلى مستوى المفكِّرين الإسلاميين :
انقسم المفكَّرون في العالم الإسلامي إلى ثلاثة أقسام :
أحدها : قسم يقــرّون أنّ ثمّـةَ فرق بين التشيّع من حيث هو فكر وعقيدة ، وبين المشروع الصفوي فهو مناقض لمشروع الأمّة ، وخطـر عليها ، ولكنّهم يظنون أنّ الأولويّة للصراع مع العدوّ الصهيوصليبي ، ولهذا فليس هذا وقت حشد التحريض ضد المشروع الصفوي ، فبقاؤه قويا في معادلة الصراع ، خيرٌ للإسلام !
وهؤلاء قد يكون لرؤيتهم وجه ، لو كان للعالم الإسلامي رقم مؤثر وقويّ في معادلة الصراع ، بحيث يمكنه الاستفادة من تجاذب الهيمنة بين المشروعين العدوّين ، وعقد صفقات أو تحالفات ، تجمع بين مصلحة المسلمين ، ودرء الخطر عنهم ، وحماية الإسلام من خطرهما ، على المستوين : الثقافي ، والسياسي .
أما في حالة الضعف على المستويين الثقافي ، والسياسي ، والفراغ الهائل على الصعيد النهضوي ، فإن هذا التوجّه ، ضربٌ من الغفلة ، فهو يقدم خدمات مجانية لمشروع معاد يتربص بشعوب إسلاميّة مكشوفة ، وهذا يعنـي السماح بأن يملأ المشروع الصفوي المعادي ، الفراغ الذي في الأمّة بما يقودها إلى مهلكها ، بسبب التقاعس عن كشف حقيقته ، وتوضيح أهدافه ، وحماية الأمّة من مخططه .
والثاني : قسم يرون المشروع الصفوي في ضمن مشروع الأمّة ، ورصيد لها ، وأنّ نصره واجب ، وإنتصاره انتصار للأمّة ، والعجيب أنَّ غالب هؤلاء كان صوتهم خافتا ، إن لم يكن معدوما ، عندما احتاج المشروع الجهادي السنّي إلى دعم وتأييد !!
وهذا القسم في غاية الخطورة على الأمّة ، ويشكِّل جهلُهم ، أو إمكانُ استغلالهم ، جسرا لهذا المشروع الخطر على أمتنا ، وهم وقود رخيص الثمن ، أو مجاني ، للمشروع الصفوي ، يحرقه في طريقه إلى الوصول إلى أهدافه الخبيثة ، التي لن تنتهي دون مسخ تراث الأمّة ، والقضاء على دينها ، وإعمال السيف في رقاب أبناءها .
ولهذا فالواجب الشرعي متعيّن ، للرد على هؤلاء ، والحذر والتحذير منهم ،والأخذ على أيديهم ، فإنّهم يعبثون بمصير الأمة ، ويعرِّضون قوام هويّتها للخطر ، وشعوبها لتسلّط أشـدّ الأعداء خطورة .
وإن كانوا يجهلون أنّ المسخ الثقافي الذي يحمله مشروع النظام الصفوي في إيران ، أبعد ما يكون حتّى عن التشيّع ، إلى دين باطني ، يحمل بين طيّاته ، أصناف الزندقة ، فضلا عن أنّه يجمع بدع الجهمية ، والقدرية ، والمرجئة ، والخوارج أيضا من جهة الغلوّ في التكفير ، حتى يكفِّرون كل منكر للإمامة ، وهم كلّ العالم الإسلامي السني ،ممزوجا ذلك كلّه بتعصب بغيض ، وأحقاد شعوبيّة مقيته ، وطغيان سياسي ، وإفلاس حضاري ، وقد لاقي الشعب الإيراني النبيل نفسه ، ويلات هذا النظام قبل غيره .
وأن هذا المشروع الخبيث ، لو تسلَّط على رقاب المسلمين ، فربما سيترحمّون على أيّام الإحتلال الصليبي في القرن الماضي ! كما تتنفّس ـ مثلا ـ الأسر العراقيةّ الصُعداء إن علمُوا أنَّ أسيرهم بيد الإحتلال الصليبي على بشاعته ، وليس عند فيلق الغدر ( بدر ) !!
إنْ كانوا يجهلون ذلك كلَّه ، فشفاء العــيّ السؤال ، فإن أصرُّوا بعد ذلك على الوقوف مع مشروع النظام الصفوي ، فهم أهل النفاق الذين قد عُرف خطرُهم على الأمّة ، وإن تزيّنوا بالعمائم ، وتوشَّحوا بالألقاب الشرعيّة !
والثالث : قسم عرفوا حقيقة هذا المشروع الصفوي ، وتبيّن لهم خبثه ، وعظيم خطره ، فهـم يرون أنّ المشروع الصفوي لايقل خطورة عن المشروع الصهيوصليبي ، بل قد يكون أشد خطراً ، وأنَّ مواجهته واجب شرعي ، وفضح مخططاته فرضٌ على من يتولـّى أمر الفكر ، وتبصير المسلمين بأبعاد مؤامرته على أمّتنا من الجهاد الذي لايجوز التخلِّي عنه ، وهو ثغـر تاركه من أشدّ الناس جرما في المسلمين .
فهذا هو الحقّ الذي يجب أن يتمسَّك به من يبتغي الهدى ، ويجب على حملة هذه الشعلة الهادية ، أن يتقدَّموا على ثقة من أمرهم ، ولايهولنّهم صياح المخدوعين بسحر الإعلام ، المبهورين بقرع الطبول الصفوية الفارغة .
ففي الخلاص من النظام الصفوي الجاثم على مقدرات الشعب الإيراني ، فرجٌ على ذلك الشعب ، وشعوب المنطقة ، وحماية لتراث الأمّة مما هـو من أعظم الأخطار .
والفتنة الصفويّة ـ و الله أعلم وكلّ شيء بمشيئته وتقديره ـ قادمة قد ضُرب لها الأجـل، وسيفهم على المسلمين يستعد ليُسَل ، وقرن ثورتهم سيطـل ، وستظهر بوادر ذلك عاجـلا علينا ، وسهامهم ستُوجَّه وشيكا إلينا .
فنهيب بأهل الإسلام أن يكشفوا المندسِّين من الجيوب الصفويّة المتربّصة بالمسلمين شراً في بلاد الإسلام ،
وأن لاينخدعوا بشعاراتهم الزائفة ، ولا يلتفتُوا للمخدوعين بها .
وأن يأخذوا حذرهم ، وأسلحتهم ، ويستعدُّوا لوأْد فتنتهم ، وردِّهم عن مخططهم خائبين ، وحماية المسلمين من طغيانهم ، والإسلام من إفكهم، وكفرهـم ، وضلالهم .
وأن يكونوا مع المجاهدين الصادقين ، فإنّ الله تعالى قال ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ) وهم الذين يجاهدون لإعلاء كلمة الله تعالى ،
أما المنافقون الذين يظهرون الإسلام ،ويبطنون الكيد به وبأهله ، فهم الذين قال الله تعالى عنهم ( هم العدوّ فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون ) .
وقــد أمرنا الله تعالى بجهادهم ، مستعينين بالله تعالى، وعليه متوكلين ، حسبنا الله ونعم الوكيل ، حسبنا الله على جميع أعداءه من الصهاينة ، والصليبين ، والرافضة المنافقين ، والله نعم المولى ، ونعم النصير الكاتب: حامد بن عبدالله العلي التاريخ: 07/12/2006 عدد القراء: 6934
أضف تعليقك على الموضوع
|
تعليقات القراء الكرام
|
|