انتقلت الأخبار إلى حساب التويتر حيث ننشر هناك على حساب الشيخ ما يستجـد والله الموفق  |  انتقلت الأخبار إلى حساب التويتر حيث ننشر هناك على حساب الشيخ ما يستجـد والله الموفق  |  انتقلت الأخبار إلى حساب التويتر حيث ننشر هناك على حساب الشيخ ما يستجـد والله الموفق  |  انتقلت الأخبار إلى حساب التويتر حيث ننشر هناك على حساب الشيخ ما يستجـد والله الموفق  |  انتقلت الأخبار إلى حساب التويتر حيث ننشر هناك على حساب الشيخ ما يستجـد والله الموفق  |  أنظروا هؤلاء الذين يشتمون عرض النبي صلى الله عليه وسلم ، في شمال شرق إيران يزورون مقابر عليها الشواهد : أعضاء تناسلية وعلى بعض الأضرحة صورة الخميني !!  |  فيلم غربي يفضح عنصرية الصهاينة  |  المرجع (الحسني الصرخي) واقتتال أتباع المرجعيات الشيعية في جنوب العراق - ظاهرة جديرة بالاهتمام والتحليل..!   |  بربكم ماذا أقول للإمام الخميني يوم القيامة؟ هذا ما قاله عدنان الأسدي وكيل وزارة الداخلية لضباط شرطة شيعة خدموا وطنهم بإخلاص....!!!  |  (حسن نصر اللاة) يقول: مايحدث في حمص المنكوبة هو مجرد فبركات إعلامية..! - تفضل شوف الفلم يا أعمى البصر والبصيرة.. تحذير: مشاهد مؤلمة  |  شهادة شاهد عيان شارك في مذبحة حماة  |  
 الصفحة الرئيسية
 قـسـم الـمـقـــالات
 خـزانــة الـفـتاوى
 الــركـن الأدبــــي
 مكتبة الصـوتيـات
 مكتبة المـرئـيـات
 كـُتـاب الـمـوقــع
 مشاركات الـزوار
 مكتبـة الأخـبـــار
 مكتبـة المـوقـــع
 تحـت الـمـجـهــر
 خدمات عامة
 راســلــنــــــا
 محرك البحث
 مميز: لقد قامت إدارة تويتر (X) بإيقاف حساب الشيخ في تويتر hamed_alali وهذا عنوان حسابه الجديد hamedalalinew

    تفريــغ خطبة عيد الأضحى لعام 1432هـ ـ إشراقة حضارتـنا العادلة بدعم ثوراتنا الشامـلة

حفظ في المفضلة
أرسل الموضوع
طباعة الموضوع
تعـليقـات الـزوار


خطبة عيد الأضحى لعام 1432هـ
 
الله اكبر ، الله أكبر ، الله أكبر
الله أكبر الله أكبر الله اكبر
الله أكبر الله أكبر الله أكبر
الله أكبر لا إله إلا الله ، الله اكبر ولله الحمد
 
الله أكبر كبيراً ، و الحمد لله كثيراً ، وسبحان الله بكرة وأصيلا
 
الله أكبر كلَّما لبَّى الحاج واستغفـرْ ، وأرْخى دمعَـه في مناسك الحـجّ داعياً واستعبـرْ ، وذبح المضحّي ، وسمَّى وكبـّرْ ، وجاهدت الأمـَّة كلَّ حاكـمٍ طغـا ، واستكـبر .
 
والحمد لله الذي شرع الحـجَّ على أحسن المعاني ، وأجلّ التصوير ، وقرَّر فيه عقيدة التوحيـد ، وشريعة الإسلام أفضـل التقرير ، وجعله شعاراً عظيما ، يجمـع أمّـة الجهـاد ، والتغيـير .
 
الحمد لله على نعمة الكثيرة ، وألطافه الكبيرة ، لاسيما نعمة إنطـلاق مشروع التحريـر ، وإطـلاق نهضـة الإسلام العظمى ، لتعبـّر عن رسالة أمّتنا أوضـح التعبيـر .
 
وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحده لاشريك له ، وأشهد أنّ محمدا صلى الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين ، وأصحابه البررة المتقين ، وسلَّمَ تسليما كثيراً ، عبده ، ورسوله ، وخيرته من خلقه ، بلّغ الرسالة ، وأدَّى الأمانة ، حتى أتاه اليقين من ربِّه .
 
الله اكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلا الله
الله أكبر الله أكبر ولله الحمد
 
أيها المسلمون في كلِّ مكان ، أيّتها الأمّة المحمديّة المجيـدة ، أيها المؤمنون بأنهّم خيـر أمـةٌ أخرجت للناس بدين ، الهدى ، ونهـج السـداد ، لتخرج العباد من عبادة العباد ، إلى عبادة رب العباد .
 
يا خيـر الناس للناس ، يطلُّ علينا هذا العيد العظيم ، ليس كإطلالة ما مضى من الأعياد ، فقد أشرقت شمسُهُ ، والأمـّة تجاهد الطغيان ، وتثور على الإستبداد ، وتعلـن إصرارها على خلع عقود الذلّ بالبذل ، والتضحيـة ، والجهـاد ، لتنطلـق نحـو غـدٍ يضيء بالحرية ، ويمتلأ بالعدالة ، ويشـعُّ بالحكم الرشـاد .
 
أيتها الأمة الإسلامية العظيمة ، إنّ الحج مدرسة الإسلام العظمى ، ومعهده الأسمى ، وإنَّ أعـظم درسٍ في هذه المدرسة ، وأعلـى معرفـة يحتويها هذا المعهد:
 
هـو :  
 
أن تجرَّد الإنسان من العبوديـّة لغيـر الله ، ليكون حُـراً ، عزيـزاً ، تُصان حقوقُه ، وتُعلى كرامـتُه ، تجـرُّده هذا : هو أفضل أحواله ، وأعلى نوالـه ، وأبهـى معانـي وجوده بجماله .
 
وإنَّ هذا لهـو مغزى الحـجِّ كلِّه ، من التلبية _ حيث يعلن الحاج أنـَّه عبد لله تعالى وحده ، لايملكه سواه ، ولايسلِّم ناصيته لغيره ، ولايخضـع خضوعا تامّا إلاّ لحكمـه _ إلـى جميع مشاعـر الحج ، وشعاراته ،
 
 ومن أول إنطلاقة الحجيـج ، مخترقيـن كلّ العوائق الوضعية التي تحول بينهم وبين ربّهـم ، متجاوزيـن كلِّ العلائـق الأرضيـة ، غير عبوديتهم لله خالقه ،
 
 إلى أن يصلوا إلى بيت الله تعالى ، فيحيطون بـه جميعا ، إحاطـةً تساويهم ببعضهم ، أمام مبدأ الإيمان العظيـم ، في مشهد هو أجلّ مشاهد التجمعات الإنسانية على وجه الأرض ، وأزكاها ، وأسماها ، مبدأ ، وهدفـا ، وقيماً ، وغايـات .
 
يحتشدون أمام بيت الله تعالى ، ولايمكن لقوة أرضيّه ، ولا لسلطة بشريـّة ، أن تقـف دون هذه الأمـّة ، وإعلانها في هذا الحشد البشري الحضاري الهائـل ، إعلانـها كلَّ عام ، هذا الأصـل العظيـم ، أصل التجرُّد من العبودية لغير الله تعالى ، هذا الأصـل العظيـم القائم على رفض الطغيان ، والكفرِ بإستعباد الإنسان للإنسان .  
 
وإنَّ هذا لهـو أصلُ دينِ الإسلام ، ولبُّ عقيدة الإيمان ، وجوهر هويـّة الأمّة المحمديـّة ،
 
فهي أمـَّةٌ تربـِّي أفرادها على مواجهة الطغيـان من أوَّل درس ، وتبـذر في نفوسهم إبـاء الحريـّة من أوِّل الغرْس ، كما قال تعالى : ( والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها ، وأنابوا إلى الله لهم البشرى ، فبشّر عبادي ، الذين يستمعون القول فيتَّبعون أحسَنهَ ، أولئك الذين هداهم الله ، وأولئك هم أولوا الألباب ) .
 
وتأمَّلوا ما في هذه الآية من المعاني الجليلة ، والعبر الجميلة ، فقد لخّصـت أشمل صفات هذه الأمـّة ، فهم الذين لايخضعـون للطغـاة ، ولا يقبلون استعباد الحاكمين البغاة ، بل ينيبونَ إلى الله تعالى وحدَه ، ويخضعون بالطاعة المطلقة لله تعالى دون سواه .
 
 ولهذا تحـرَّرت عقولهُم ، وتنوَّرت ألبابهُم ، فهم عندما يستمعون القـول ، لايقبـلون منـه إلاّ الأحسن ، فيأبون الإنقياد الأعمى ، ويأنفون من أن يكونوا إمّعـات ، أو قطعـاناً يسيـِّرها حاكمٌ فاجـر ، أو طاغيـة جائر ، أو سلطة مستبد غادر !
 
ذلك أنَّ أصنـام اليوم ، ليسوا أوثانا من حجر ، بل هم طغاة من البشر ، نصبوا أنفسهم على العباد أربابا ، وجعلوا الشعوب أملاكا يسترقّونهـا ، وصيَّروا الأوطان أموالاً يملكونها ، وحوَّلـوا ثروات الأمّـة كنوزاً يستأثرون بها ، ثم يورّثون ذلك كلَّه في أصلابهـم !
 
ثـم يحكمون بالموت ، أو الإعتقـال على من ينكر عليهم طغيانهم ، ويسلّطون زبانيتهم بالعذاب على من يجرؤ على محاسبتهم !
 
وقد بقيت الأمّة الإسلامية عقوداً طويلة ، وهـي تعيش تحت هذا الظلم الطاغي ، والجور الباغي .
 
حتَّى قضى الله تعالى ، بتبـدّل الأحوال ، وبتغيـير يجري فيما يأتي _ بإذن الله _ من الأجيـال ،
 
فأذِنَ لأمّتنا العظيمة أن تحقـِّقَ ما أخرجها الله تعالى من أجله ، فقذف في قلوب أبنائها عزيمة الأسـود ، وإباء الجـدود .
 
 فقامـت _ بعد طول انتظـار _ هذه الثورات المباركة التي تنتشـر في بلادنا ، وقد أخذت تحطم أغلال العبودية ، وتكسِّـر قيود الإستبداد .
 
 نعـم ثارت أمَّتنا العظيـمة ، ثورة الأحـرار ، بأهداف البـررة الأخيـار ،
 
ثارت بعـد أن عرفت أنَّ العبودية لغير الله تعالى ، تنشئ في نفوس الشعوب الذلَّة ، وقد أرادها الله كريمة ، ( ولقدْ كرَّمْنا بني آدَمْ ) ،
 
 وتملأ الحياة بالظلم ، والنكـد ، وقد أرادها الله لتكون مليئـة بالعدل ، والسعادة ، ( إنّ الله يأمرُ بالعدلِ والإحسانِ وإيتاءِ ذي القُـرْبى ) ،
 
 وتربـِّي الأمّـة على المهانة ، وقد أرادها الله عزيـزة ( ولاتهنُوا ، ولاتحزنوُا ، وأنتـم الأعـلونَ إنْ كنـتُم مُؤمنِين ) .
 
وتحـوِّل شعوبنا من شعوبٍ حيـّةٍ مبدعة ، مهمّـتها إشعال الحياة بالخير ، وإثمارها بالمنافع لبني البشر ، ليرى الناس إشراقة حضارتنا الإسلامية العظيمـة ،
 
إلـى آلات فائدتها الوحيدة أن تعمل لتستمر سلطة الطغيان الفاسد المستبدّ ، ثم يورثها ، إلى أجل غير مسمَّى !!
 
وهـو طغيـانٌ ، جميعُ مـنْ حولَـه ليس لهم وظيفة ، سـوى النفـخ بنفـاقٍ لاينقطع ، في صورتـه !
 
وما هي إلاّ صـورة طغيـانٍ زائـف متسلّط على الشعب ، صورة اللصّ الأكبـر الناهـب للثـروة ، والذي سطـا على كلِّ حقوق الأمّـة ، وعلى رأسها حقُّها في السلطة ، ثمّ على جميع مقدَّراتـها ، ووزّعها بينه ، وبين أسرتِه ، وعصابة قصرِه ، وزبانيتِه !!
 
وقـد نفـخ الشيطان في منخريْه ، فأوهمه أنه الربُّ المهيمن على كلِّ شيء ، فوضع صورته كالصنـم في كلِّ مكان ، فوق رؤوسِ الشَّعب ، ليذلَّ بها رقابهم ، وطبعها حتى على ما يتبايعون به فيما بينهم ، ليوهمهم أنـَّه يرزقهم كما يرزق الربُّ عبيده !! _ تعالى الله عما يقول الظالمون علوَّا كبيرا _ ، وادَّعى لهـم أنـَّه يعلم كلّ حركاتهم ، ويطلع على كلّ أقوالهم ، ويراقب كلَّ أسرارهم ، بجهاز مخابراته ! متلبِّسا بربوبية مزيّفـة ، متشبِّها بالهيـّة كاذبة .
 
وقد نصب حوله كهنوت بلحـىً مستأجرة ، مهمّـتها أن تُخضـِّعُ الناس لطغيانه ، وتذلهـُّم لسلطانه ، فهم لاينطقون إلاّ بـ : اسمعـُوا وأطيعوا للطغـاة ، وإلاّ دخلتم النيران ، وصرتم إلى الجحيـم ، والخسران !!
 
نعـم .. ثارت الأمّة على هؤلاء الطغـاة ، وعلى نفوسهـم المريضة ، وعلى ( مافياهم ) مصاصي دماءِ الشعوب ، وعلى جلاوزتهم المنتشرين ، إنتشار جنود فرعون.
 
 ثارت أمـّتنا العظيـمة حتى أغرق الله الطغـاة ، كما أغرق فرعون ، وجنـوده ، فهرب بعضهم ، وحُبس بعضهم ، وقُتـل بعضهم ، والبقيـة تنتظـر بأس الله ، وما بأسه ببعيد عن القوم الظالميـن .
 
وقد صدق عليهم قولُ الحق سبحانه : ( ومَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أُولَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ ، وَيَقُولُ الأشْهَادُ هَؤُلاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ ، أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ * الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا ، وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ * أُولَئِكَ لَمْ يَكُونُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ ، وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ يُضَاعَفُ لَهُمُ الْعَذَابُ ، مَا كَانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَمَا كَانُوا يُبْصِرُون * أُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ ، وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ * لاَ جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الآخِرَةِ هُمُ الأخْسَرُونَ ) .
 
وصدق الله العظيم : ( لم يكونوا معجزين في الأرض ) ، فأحاط الله بهم ، بعد أن فرق عنهم جمعهم ، وما كانوا به يستكبرون ، و ( ما كانوا يستطيعون السمع ، وما كانوا يبصرون ) ، فقد غيَّب عقولهَم الطغيان ، فأصمَّهـم ، وأعمى أبصارهم .
 
ولهذا نـرى بقيتهـم ، يسمعون بمن هلك من الطغـاة ، كيف هلك ، وكأنهم لايسمعـون ، وينظـرون إلى من هوى ، كيف هوى ، وكأنهـم لايبصـرون.
 
وانظروا إلى كلِّ من طاغية الشام ، واليمن ، بعد هلاك شين الفاجرين ، وفرعون مصر ، وجرذ ليبيـا ، كيف غاب عقلُهما ، وذهبت مداركُهما ، وهما يريان بأس الله إليهما يقتـربْ ، وعقاب الله عليهـما مُرْتقَــبْ .
 
 ونحن بهذا المقـام لنحيّي بتحية الإجلال المعظـَّمة ، والتبجيـل المفخـَّمة ، لشعب سوريا الأبيّ البطـل ، الذي قـدَّم التضحيات التي تفوق الوصفّ ، وصَبَـرَ صبْـرَ الأشاوس في مقدم الصفّ ،
 
وهو يأبى أن يتزحـزح عن نيل الحريّة ، ويرفض أن يتنازل عن حقـِّه ، ولو ذاق طعـم المنيـّة .
 
وهو يعلم أنَّ شعوب الأمة تتطلع إليه ، وأنها تعتـمد _ بعد الله تعالى _ عليه ، ليستمر قطار الربيع العربي ، وتبقى جذوة الثورات مشتعلة في قلب العروبة الأبـي.
 
ولاتعجبوا فهم أهلُ الشام ذوو الفضل في الكتاب المجيـد ، وبالسنة المشرفة بالصحاح والمسانيد ، وهـم أحفاد صلاح الدين ، بل أبي عبيدة بن الجراح ، وخالد بن الوليـد
 
والعجب والله مما يُسمَّى لجنة جامعة الدول العربية التي أمهلت سفاح الأطفال بشار النعجة _ لابشره الله إلاّ بما يسوؤه _ ليمعنَ في سفك دماء أطفال سوريا ، ويقتل أبناءها ، ويهلك الحرث ، والنسل .
 
وإنّ هذا لأكبر دليل على حاجة الأمة إلى استمرار الثورات حتى تسقط كلّ هذه الهيئات البائسة التي قامت على النظام العربي الآيل للسقـوط .
 
وبمثل تحيـِّتنا لأهل الشـام، نحيـِّي أهل اليمن ، أهل الحكمة ، والإيمان ، ومدد الخيـر في الأمّة من قديم الزمان ، وهـم أصل عروبتها ، ومعـدن عزّتنا ، وأنصار الدين ، وأخيار المسلمين ، فبارك الله فيهم ، وفي ثورتهـم ، حتى تؤتي أكلها ، فتقيـم حكما راشدا ، ووطنا عزيزا قائـدا .
 
وبهذا المقام أيضا ، في هذا اليوم العظيم ، يوم عيد الأضحى المبارك ، ندعو جميع شعوبنا الإسلامية أن تمـدّ يدَها للشعبين السوري ، واليمني ،
 
فلتدعم شعوبنـا الثورتين ، ولتؤيد النضالين ، ولتحِـْط برعايتها هذين الشعبيْن الأبييَّن ، فقـد طال عليهما ليلُ الظالمين ، واشتدّ بأس المجرمين .
 
هذا وإنَّ من أعظم الواجبـات العصرية العامـّة ، والفرائض الوقتية الهامـة ، بذل جميع الجهـود لكي تستمر الثورات في بلادنا حتى تنعـم بغـدٍ مضيءٍ بالخيرات ، مليءٍ بالمسرات ، يحتـوي على هذه الأهداف النيـِّرات :
 
أحدها : إزالة جميع أنظـمة الطغيـان التي تحكم شعوبنا بالخوف ، والإرهاب ، وتستبـد على الشعوب ، وتسرق ثروات الأمة ، وتعبـث بهويّتها ، وتستلب إرادتهـا، إلى أن لايبقى في بلادنا ( بوليس أمن الدولة ) يتحكَّم سـرَّا في الشؤون العامة ، والخاصة ، وتوابع القصر الذين يشاركون زعيمه بنهب الأمة ، وعلماء السُّوء المنافقون الذين يضلّلون الأمة عن حريتها ، ويعبدونها للطواغيـت .
 
والثاني : إحـلال ثقافة الحرية ، والكرامة ، والحقوق _ وعلى رأسها حق السلطة للشعب _ ومناخات العزّة ، بكلّ صورهـا ، عزّة الشعب بإختيار حاكمه ، ومحاسبة السلطة ، وإسقاطها إنْ هـي حادت عن أهداف الأمـة ،
 
إحلال هذه الثقافة العالية الكريمـة ، محلِّ ثقافة الأمة الأمعة ، والتبعية العمياء ، والطاعة الغبيّة ، والإنقياد القطيعي ، هذه الثقافة المتخلّفة التي كانت تُبثّ خلال عقود الإستبداد ، وعبـر أبواقه المنافقـة .
 
الثالـث : إزاحـة الأمة عـن موقف ( الدفاع عن النفس من خانة المتهم )  ، الذي فرضه أعداء الأمّة عليها تحت الشعار الزائف : ( الحرب على الإرهاب ) ، إلى موقف الهجوم على أسباب تخلّف الأمّة ، وضعفها ، وهوانها ، وتفرّقها ، وتسلّط التحالف الصهيوغربي عليها ، وزحف العدوّ الصفويّ إليها !
 
وأعظـم تلك الأسباب تسلط الطغاة الذين أوضعوا خلالها يبغونها الفتنة ، 
 وغيَّبوا إرادتها ، وضيعوا كرامتها ، وفرقوا عوامل قوتها ، ومزّقـوا أوطانها ، وجهلوا شعوبها ، وافسدوا أبناءها ، وبناتها .
 
حتى صارت نهبا لكلِّ ناهب ، وسَلَبا لكلّ سالب ، ومرتعـا لكلِّ راغب ، وملعبا لكلّ لاعـب .
 
قال الحق سبحانه : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ ، وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ ، وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ ، فَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ ، وَآتُوا الزَّكَاةَ ، وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ ، هُوَ مَوْلاَكُمْ ، فَنِعْمَ الْمَوْلَى ، وَنِعْمَ النَّصِيرُ)  
 
فاللهمّ أبرم لهذه الأمة عوداً لدينها حميداً ، ونصراً على أعدائها مجيداً ، وحُكما عادلا رشـيدا .   
 
الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله
الله اكبر الله أكبر ولله الحمد
 
الله أكبر الله أكبر الله اكبر ، الله اكبر الله أكبر الله أكبر
الله أكبر الله أكبر والحمد لله
 
الحمد لله الذي علَّمنا سنن الهدى ، وجنَّبنا طرق الردى ، ونوَّر قلوبنا بنور القرآن ، وفهمـنا شرائع الإيمان ،
 
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له ، وأشهد أنّ محمَداً صلى الله عليه ، وعلى آله ، وصحبه أجمعين ، عبده ، ورسوله .
 
يا عباد الله ، عليكم بهذه السبع فإنها مفاتيح السعادة في الدارين ، ومنارة الهدى للسعادتين : قراءة القرآن بالتدبر ، والتفهّم لمعانيه ، والتقرب إلى الله بالنوافل بعد الفرائض ، فإنها موصلة إلى أعلى درجات المحبة الإلهية ، ودوام الذكر على كلّ حال ، فإنَّه مفتاح السبق إلى الله في كلّ مجال ، وإيثار محابِّ الله على محابِّكَ عند مغلبات الهوى ، ومطالعة القلب لأسماء الله وصفاته ، ومجالسة المحبين الصادقين ، ومباعدة كلِّ سبب يحول بين القلب وبين الله تعالى .
 
أيّها المسلمون ، اعلموا أنّ السعـادة في العيـد ، ليست لمن لبس فيه الجديد ، وتفاخـر فيه بالمال الطارف ، والتليـد ، وتقلَّب بالعيش الرغيـد ، وقامت عليه الخـدم ، والعبيـد.
 
لكنّها في شكر النعـم بالطاعـات ، والاستعداد ليوم المعاد بالباقيـات الصالحـات ، وبفعل المعـروف ، وترك المنكـرات.
 
وذلك كلُّه مجمـوع في اسم التقوى ، ولهذا فهـي وصية الله للأولين والآخرين ، وهي اسم جامع لكلِّ ما يرضي الله تعالى ، ويجنـِّب العبد سخط ربـِّه.
 
وقد قال تعالى : ( ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكـم وإياكم أن اتقوا الله ) ، وقال : ( ولباس التقوى ذلك خير ) وقال سبحانه : ( وتزوَّدوا فإنَّ خير الزاد التقوى ) .
 
فالتقوى هي سر الأسرار ، وجوهـر أعمال الأبرار ، ولباب إجتهاد الأخيـار .
 
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد
 
يا عباد الله ، اعلموا أن الله تعالى بيده الأمر كلُّه ، وإليه يرجع الأمر كلُّه ، علانيته وسـرُّه ، فمن عرف الله تعالى ، وعامله معاملة العبد الضعيف المذنب ، للسيد الكامل المنعـم ، نال سعادة الدنيا والآخـرة .
 
وقد ذكر بعض العلماء مجموعا مما جاء في الأخبار ، مساقا في مسـاق الأثـر الإلهي :
 
( إنـِّي ، والجن ، والإنس ، في نبإ عظيم ، أخلق ، ويُعبد غيري ، وأرزق ، ويشكر سواي ، خيري إلى العباد نازل ، وشرهم إلـىّ صاعد ،  أتحبَّب إليهم بنعمي ، وأنا الغني عنهم ، ويتبغَّضون إلـيّ بالمعاصي ، وهم أفقر شيء إلـيَّ ،
 
 من أقبل إلـيّ تلقّيته من بعيد ، ومن أعرض عني ناديته من قريب ،  ومن ترك لأجلي أعطيته فوق المزيد ، ومن أراد رضاي أردت ما يريد ، ومن تصرف بحولي ، وقوتي ألنت له الحديد ،
 
 أهل ذكري أهل مجالستي ، وأهل شكري أهل زيادتي ، وأهل طاعتي أهل كرامتي ،  وأهل معصيتي لا أقنطهم من رحمتي ، إن تابوا إلي فأنا حبيبهم  ، فإني أحب التوابين ، وأحب المتطهرين ، وإن لم يتوبوا إلي فأنا طبيبهم ، أبتليهم بالمصائب ، لأطهرهم من المعايب .
 
ومن آثرني على سواي آثرته على سواه ،  الحسنة عندي بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف ،  إلى أضعاف كثيرة ،  والسيئة عندي بواحدة فإن ندم عليها ، واستغفرني غفرتها له ، أشكر اليسير من العمل ، وأغفر الكثير من الزلل ، رحمتي سبقت غضبي ، وحلمي سبق مؤاخذتي ، وعفوي سبق عقوبتي ،  أنا أرحم بعبادي من الوالدة بولدها)
 
أيًُّهـا المسلمون : قـد شرع الله تعالى ذبح الأضاحي هذه الأيام المباركة ، وقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم ( من وجد سعة فلم يضحّ فلا يقربنَّ مصلاّنا ) رواه أحمد و ابن ماجه وصححه الحاكـم.
 
وصحَّ أن الشاة تجزئ عن الرجل وأهل بيته في الأضحية ، كما تجزئ البدنة عن سبعة ، والبقرة عن سبعة ، ولا يجزئ من الضأن إلاّ ما تـمّ له ستة أشهر، ولا من المعز إلاّ الثنيّ وهو ما تم له سنة ، ولا من الإبل إلاّ ما تم له خمس سنين ، ولا من البقر إلاّ ما تم له سنتان ،
 
 ويُستحب أن يتخيّرها سمينة صحيحة لاعيب فيها ، ولا تجزئ المريضة البيّن مرضها، ولا العوراء ، ولا العجفاء ، وهي الهزيلة ، ولا العرجاء البيّن ضلعها ، ولا العضباء التي ذهب أكثر أذنها أو قرنها ، وتجزئ الجمّاء ، والخصي 
 
ومن السنة نحر الإبل قائمة معقولة اليد اليسرى ، والبقر والغنم على جنبها الأيسر متوجهة إلى القبلة  ، ويقول عند الذبح : (بسم الله) وجوباً ، ويستحب أن يزيد ( الله أكبر)  ، اللهمّ هذا منك ولك ،
 
 ويُستحبّ أن يأكل ثلثاً ، ويهدي ثلثاً ، ويتصدق بثلث ، لقوله تعالى: (فَكُلُواْ مِنْهَا وَأَطْعِمُواْ ٱلْقَـٰنِعَ وَٱلْمُعْتَرَّ) ولا يعطي الجزار أجرته منها.
 
ووقت الذبح بعد صلاة العيد باتفاق ، ويومان بعده ، واختلف العلماء في اليوم بعدهما ، والصواب أنه يجزىء أيضا .
 
كما يشرع التكبير في هذه الأيـام ، أما التكبير المقيـّد لغير الحاج فيبدأ من  يوم عرفة إلى آخر عصر أيام التشريق ، وأمـّا الحاج فيبدأ من ظهر يوم النحر ، وأمـّا التكبير المطلق فيكون في عشر ذي الحجة كلها  
 
هذا وأكثروا من الصلاة على الحبيب المصطفى ، والشفيع المجتبى ، محمّد صلى الله عليه وسلم ، فقد أمركم الله بذلك فقال سبحانه : " إن الله وملائكته يصلّون على النبيّ يا أيها الذين آمنوا صلّوا عليه وسلّموا تسليما " ، اللهم صلّ ، وسلم ،وزد ، وبارك على عبدك ورسولك نبينا محمد ، وعلى آل بيته ، وعلى الصحابة أجمعين ، وخصّ منهم الخلفاء الأربعة الراشدين ، أبا بكر وعمر وعثمان وعليّ ، والتابعين ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين . 
 
 اللهم أعزّ الإسلام ورد المسلمين إلى دينهـم  ، وقاتـل أعداء الدين ، الذين يصدُّون عن سبيلك ، ويكذبون رسلك ،  لاسيما الصهاينـة والصليبيين ، ومن والاهم من المنافقيـن .
  
اللهم من أراد أمة الإسلام بسوء ، فرد كيده في نحره ، واكفف عن المسلمين شـره
 
اللهم طهـِّر بلاد الإسلام لاسيما الأقصى وفلسطين ، من رجس اليهود المعتدين ، والصليبيين المستكبرين .
 
اللهم انصر المجاهدين في فلسطين ، وحرر حصارهم ، ورد أسراهم إلى أهلهم وديارهـم  ، وانصـر المجاهدين في العراق ، وأفغانستان ، وكل بلاد المسلمين  .
 
اللهمّ فـرّج عن أهل سوريا حصارهم ، وارفع عنهم بلاءهم ، وأمدهـم بمددٍ من عندك ، تربط به على قلوبهـم ، وتثبّت أقدامهم ، اللهمّ وانصرهم على عدوّك وعدوّهم ، واجعل الدائرة على طاغية الشام تدور ، واجعل عاقبة أمره إلى الهلاك والثبور ، وأرنا فيه عجائب قدرتك ، اللهم شتت شمله ، ومزق ملكه ، وحطم عرشه ، واجعله ياربّ عبرة لمن يعتبـر .
 
اللهم بارك في ثوراتنا ، وبلغ شعوبنا مناها منها، وحقق لها آمالها فيها ، حتى يقـام في بلادنا كلِّها من أقصى شرقها ، إلى أقصى غربها ، العدالة في الحكم ، والكرامة في الشعوب ، والأمانة في الولايات .
 
اللهم أجـز عن الإسلام والمسلمين ، أهل تونس ، وأهل مصر ، وأهل ليبيا ، على جهادهم ، وما أضاؤوا في الأمة من نبراسهم ، وما دفعوا فيها من أمل الحرية ، وما بثوا فيها من عزيمـة جهاد الطغـاة .
  
اللهم اجعلنا هداة مهتدين ، صالحين ببررة ، غير ضالين ولا مضلين ، اللهم أحفظنا بالإسلام قائمين ، واحفظنا بالإسلام قاعدين ، واحفظنا بالإسلام راقدين ، ولا تشمت بنا الأعداء ،  ولا الحاسدين يارب العالمين ، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، آمين ، آمين ، آمين 
تنبه : تسجل هذه الخطب وتبث عبر الأنترنت فحسب

الكاتب: حامد بن عبدالله العلي
التاريخ: 05/11/2011
عدد القراء: 9057

أضف تعليقك على الموضوع

الاسم الكريم
البريد الإلكتروني
نص المشاركة
رمز الحماية 6135  

تعليقات القراء الكرام
 

اعلانات

 لقاء الشيخ حامد العلي ببرنامج ساعة ونصف على قناة اليوم 28 نوفمبر 2013م ـ تجديد الرابـط .. حلقة الشريعة والحياة عن نظام الحكم الإسلامي بتاريخ 4 نوفمبر 2012م
 خطبة الجمعة بالجامع الكبير بقطر جامع الإمام محمد بن عبدالوهاب بتاريخ 8 ربيع الآخر 1433هـ 2 مارس 2012م ... كتاب حصاد الثورات للشيخ حامد العلي يصل لبابك في أي مكان في العالم عبـر شركة التواصل هنا الرابط
 كلمة الشيخ حامد العلي في مظاهرة التضامن مع حمص بعد المجزرة التي ارتقى فيها أكثر من 400 شهيد 13 ربيع الأول 1433هـ ، 5 فبراير 2012م
 لقاء قناة الحوار مع الشيخ حامد العلي عن الثورات العربية
 أفلام مظاهرات الجمعة العظيمة والضحايا والشهداء وكل ما عله علاقة بذلك اليوم

جديد المقالات

 بيان في حكم الشريعة بخصوص الحصار الجائر على قطـر
 الرد على تعزية القسـام لزمرة النفاق والإجرام
 الدروس الوافيـة ، من معركة اللجان الخاوية
 الرد على خالد الشايع فيما زعمه من بطلان شرعية الثورة السورية المباركة !!
 خطبة عيد الأضحى لعام 1434هـ

جديد الفتاوى

 شيخ ما رأيك بفتوى الذي استدل بقوله تعالى" فلا كيل لكم عندي ولا تقربون " على جواز حصار قطر ؟!!
 فضيلة الشيخ ما قولكم في مفشّـر الأحلام الذي قال إن الثوب الإماراتي من السنة و الثوب الكويتي ليس من السنة ، بناء على حديث ورد ( وعليه ثاب قطرية ) وفسرها بأنه التفصيل الإماراتي الذي بدون رقبة للثوب !!
 أحكام صدقة الفطر
 أحكام الأضحية ؟
 بمناسبة ضرب الأمن للمتظاهرين السلميين في الكويت ! التعليق على فتوى الشيخ العلامة بن باز رحمه الله في تحريم ضرب الأمن للناس .

جديد الصوتيات

 محاضرة الشيخ حامد العلي التي ألقاها في جمعية الإصلاح ـ الرقة عن دور العلماء كاملة
 محاضرة قادسية الشام
 محاضرة البيان الوافي للعبر من نهاية القذافي
 نظم الدرر السنية في مجمل العقائد السنية للشيخ حامد العلي الجزء الأول والثاني
 إلى أم حمزة الخطيب الطفل الشهيد الذي قتله كلاب الطاغية بشار بعد التعذيب

جديد الأدب

 فتح غريان
 مرثية محمد الأمين ولد الحسن
 مرثية الشيخ حامد العلي في المجاهد الصابر مهدي عاكف رحمن الله الشهيد إن شاء الله المقتول ظلما في سجون سيسي فرعون مصر قاتله الله
 قصيدة ذكرى الإنتصار على الإنقلاب في تركيا
 قصيدة صمود قطـر


عدد الزوار: 48228545