خطبة عيد الأضحى لعام 1431هـ
الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ،
الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر كبيرا ، والحمد لله كثيرا ،
الله أكبر الله أكبر لا إله إلاّ الله ، الله أكبـر ، ولله الحمد
الحمد لله الذي أنزل علينا الكتـاب شِرعـة ومنهاجًـا ، وأنزل فيه أحسن الحديث آيـاتٍ ، وحِجَاجـا ، فجعل به هذه الأمـّة خيرَ الأُمـم مصلّيـن ، وصائمين ، ومزكِّيـن ، ومجاهـدين ، وعُمـَّارا ، وحُجَّاجـا ،
سالكين إلى بيت ربهم لعبادة ربهِّـم مسالك ، وفِجاجًـا ، قد اشتقات قلوبهم لبيته العتيـق تأويبـا ، وإدْلاجـا ، فقطعـوا إليه مفـاوزَ ، وفِجـاجا ، فزادوا بقربـه فرحـا ، وإبتهاجـا .
أشهد إنْ لا إله إلاَّ هو وحده لاشريـك له ، سبحانه العليُّ القديـر ، وأشهـد أنَّ محمدا عبده ورسوله البشير النذير ، اللهمّ صلّ ، وسلِّم ، وبارك عليه ، وعلى آله ، وصحبه ، ذوي السبق الكبيـر ، والرأي المنيـر ، والفضل الذي ليس له نظيـر .
أيها المسلمون لم يشرع الله تعالى لنا الحج لنقف على مبانيه ، دون معانيه ، ولا لنؤدي شعائره ، وننسى أسراره ومشاعره ، فالحجُّ مدرسة الأمة العظمى ، وعنوان بعثها الأسمـى.
وهذه بعض دروسه الجليلة ، ومراميه النبيله :
ففي الرحلة إلى الحج ، درسٌ وأيُّ درس ، فهو درس عن الهجرة إلى الله تعالى ، والجهاد في سبيل الله ، فالراحل إلى حـجّ بيت الله تعالى ينتقل عن كلِّ المحاب الدنيوية ، فيدع الوطن ، والأهل ، والعيال ، والدرهـم ، و الدينـار ، ويطوي الفيافي ، والقفار ،
فيجاهـد هواه ، وشيطانه ، وحبَّ الدنيا ، في الله تعالى ، راحـلاً إلى الله تعالى ، مُؤثـراً مرضاة ربـّه على كلِّ ما سواه ، فيتربَّى بذلك على أن لايزاحم حبَّ الله تعالى شيءٌ آخر في قلبه ، ولايقـدِّم على مرضاة الله تعالى أيـَّا من متاع الدنيا ، ولهذا يقول الله تعالى للملائكة مباهيا بالحجيج : (انظــروا إلى عبادي هؤلاء جاءوني شعثا غبرا) رواه الحاكم وغيره.
كما أنّ في رحلـة الحجـاج المسلمين من كلِّ فج عميق ، إلى بيت الله تعالى ، الذي رفعـه ودعا إليه أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام ، وشرع الله حجَّه على شريعة سيّد الأنبياء محمّد صلى الله عليه وسلم ، مجتمعين ثـمَّ على عقيدة واحدة ، تربطهم علاقة التوحيـد الموحـِّدة ، متجاوزين جميع الحدود السياسية الوطنية ، والأوضاع العنصرية البشرية ، والعلاقات الجغرافية الوضعيّة ،
فيهـا أعظـم درس على أنّ هذه الأمـّة ، لاتعترف بغير رابطة الإيمان جامعـة بينها ، ولا بِسَوى أخوّة الإسلام علاقة تجمعـها ، كما أمرهم نبيُّهم صلَّى الله عليه وسلم قائلا ( وكونوا عباد الله إخوانا ) رواه مسلم ، وقال صلى الله عليه وسلم : ( ومن دعى بدعوة الجاهلية فهو من جُثِّى جهنـم ، وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم ، فادعو بدعـوى الله الذي سماكم المسلمين ، المؤمنين ، عباد الله ) أخرجه الترمذي وغيره .
وفي التلبية التي يردِّدها الحجـّاج درس التوحيد الأعظم ، وشعار الأمَّة الأكبر الأفخـم ، الذي يعلو على كلِّ شعار ، ويسمو على كلِّ فخار ، فالتلبية بالتوحيـد بكلمة لا إله إلا الله وحده لاشريك له ، والإقرار له بالنعـم ، والإعتـراف له سبحانـه بالحمـد العام ، والمـلك التام ، إعـلانُ ما أعلنه إبراهيم عليه السلام الذي قال الله تعالى عنه ( هو سماكم المسلمين من قبـل ) ، ( قال أسلمت لربِّ العالمين ).
ذلك أنَّ هذه الأمّـة لايشخّص حضارتها ، ولا يميّـز ثقافتها ، اسم كإسـم الإسلام ، وهو الإستسلام لله تعالى بعبادته وحده ، والإنقياد لشريعته وحده ، والرضا بأحكامه وحده ، فله وحده العبادة ، وله وحده الملك ، وله الحمد كلُّه ، وله الأمر ، والنهـي ، وله الطاعة المطلقة ، قال تعالى : ( ألا له الخلقُ والأمـرُ ) وقال تعالى : ( وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله ) ، وقال : ( إن الحكم إلاّ لله ، أمر ألاّ تعبدوا إلاّ إياه ) ، وقال تعالى ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ).
وفي مسير الحجاج بين بيت الله تعالى الذي وُضع على سرِّة الأرض ، ومن تحته دُحيـت ومُـدَّت ، الأرض التي خُلق منها البشـر ، وإليها يعودون ، ومنها يخرجون ، مسيرهـم من هذا البيت بعد الطواف حوله لخالقهـم ، إلى أرض عرفة التي أخـرج الله تعالى فيها البشرية من ظهر أبيهم آدم، فنثـرهم ، وكلَّمَهـم قُبُـلا ، فأشهدهم على أنفسهم ألست بربكـم ، ثم عودتهـم إلى بيته المعظَّم يطوفون به تارة أخـرى ، بعد رمي الجمرات متبرئين من عدوّ البشر إبليس لعنـه الله ، مقدّمين القرابين إلى الله تعالى بالهدي ، والأضاحي ،
في هذا المسيـر العجيب ذي المشـهد المهيب ، والحجـَّاج متجرِّدون من الدنيا ، كأنهم في لباس الأكفـان ،
فيه درس في تذكـُّر رحلة الحياة ، وتاريخ البشرية ، ونهايـة التاريخ .
وأنَّ تاريخ الإنسان بغير التوحيد لا معنى له ، فمنه بدأ ، وإليه يعود ، فالأرض التي خلق منها الإنسان مقـرَّة لله تعالى بالتوحيــد إذ ( قال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين ) ، وكـذا الإنسان الذي خلق منها ، لاقيمة له إن لم يبدأ حياته بالتوحيـد ، ويسيـر إلى ربِّه بـه حتى يلقـاه .
فيتذكر أنه شهد لربه بالتوحيد عند بدأ الخليقة ، ثم يعـود تارة أخرى إلى بيته المعظم فيشهد له بالتوحيـد خاتمـاً بـه حياته في لقـاء ربـِّه .
ولهذا كانت كلمة لا إله إلا الله تعالى ، أعظم كلمة في الوجود ، كما قال نوح عليه السلام في وصيته لابنه : ( آمرك بلا إله إلاّ الله ؛ فإنّ السماوات السبع ، والأرضيين السبع لو وُضعت في كفـّة ، ووُضعت لا إله إلاّ الله في كفـّة ، رجحت بهن لا إله إلاّ الله ، ولو أنّ السماوات السبع ، والأرضين السبع كن حلقة مبهمة ؛ قصمتهنّ لا إله إلاّ الله ) خرَّجه أحمد وغيره .
وفي إجتماع الأمّـة في مشاعر الحـج لذكر الله تعالى ، في عرفة ، ومزدلفة ، وليالي منى ، يجهـرون بالتلبية ، والتكبيـر ، وبذكر الله تعالى ، إيذان من الله تعالى لهذه الأمة ، أنها على هذا المبدأ يجـب أن تكون إجتماعاتها العظمـى ، وعليه يفترض أن تكون مؤتمراتـها الكبـرى .
ولو كانت الأمـّة الإسلاميّة تتّخـذ من الحجّ مؤتمـراً عامـاً يتشاور فيه إمام المسلمـين مع ولاته ، وقادة جيوشــه ، وعلماء الإسلام ، في شؤون الأمـّة العامـّة ، لإخراجها من محنتها ، وإعادتها إلى عزّتـها ، وإرجاعـها إلى تفوقـها الحضـاري ، لما جاءهـم حج آخـر إلاّ وقد حرروا الأقصى ، وطردوا رجس الإحتلالات من بلاد الإسلام قاطبـة ، وألحقوا الهزيمـة بكلِّ أعداء أمتنا.
ولعادت إليهم رايتهم مرفوعـة أبيـّة ، وبلادهـم من كلّ عدوّ نقيـّة .
الله أكبر الله أكبر الله أكبر
الله أكبر الله أكبر الله أكبر
الله أكبر لا إله إلا الله ، الله أكبـر الله أكبر ولله الحمد
الحمد لله الذي فضّلنا على الخـلق بدين التوحيـد ، وأمرنا أن ننصره بلسان الحقّ ، وقوّة الحديـد ، وأسبـغ عليـنا النّعَـم ، ووعد شاكـرها بالمزيـد ، وتوعّد كافرهـا بالعذاب الشديـد ،
ونشهد أنْ لا إله إلا الله شهادةً نلقى بها الله يوم إنفاذ الوعـد ، وتحقيـق الوعيـد ،
ونَشهد أنّ سيّدنا محمـدا عبدُه ، ورسوله المؤيَّد بالوحي ذي العصمـة ، الهـادي بالحـقّ لخيـر أمـّة ، صلى الله عليه ، وعلى آله ، وصحبه ، نجوم الهدى ، ورجوم العـدا ، وليوث الرّدى ، وغيوث الندى ، صلاة وسلامًا دائمـين أبـدا ، إلـى أن يُبعث الناس غـدا .
أيُّهـا المسلمون يحيق بالعالم الإسلامي اليوم شـرَّان ، ويمكـر به عدوَّان ، عدوُّ خطيـر ، وآخـر أخطـر ، عدوُّ خارجي خبيث ، وعدوُّ داخلي أخبـث.
فالعدوُّ الخارجي هو العدوُّ الصهيوصليبي الذي يهدد أقدس بقاع الأرض بعد الحرمين ، ويخطط لهدم أولى القبلتين ، ويحتل أرض الرافدين ، وبلاد الأفغـان ، ويعيث في بلاد الإسلام كلَّها فساداً ، وإفسـاداً ، فينجِّس أرضها بالقواعد العسكريـّة ، ويحـوِّل مقدراتها إلى مدد لخططه الخبيثة الشيطانيّة .
فهو يتآمر على السودان ليقسّمها ، ويقيم في جنوبها دولة للصهاينة ، ويخطّط ليفعل مثل ذلك في اليمن ، وباكستـان ، وغيـرها ، فلم يدع ارضا للإسلام إلاَّ وباض فيها وفرخ ، فالعالم الإسلامي من خبث هذا العدو يئنُّ ويصـرخ .
وليس لهذا العدو حلُّ إلاَّ بالجهاد ، وباستنزافه بالجلاد ، حتى عن خبثه يرعـوي ، وعن كيـده ينزوي ، فكونوا أيها المسلمون عونا للمجاهدين ، وممدا لهـم ضدّ أعـداء الدين .
قال تعالى : ( أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا ، وإنَّ الله على نصرهم لقدير ).
ولاتلتفـوا إلى قول المرجفين ، ودعاية المثبطين ، وتخذيل المخذّلين ، الذين يسمُّون الجهاد في سبيل الله فتنة ومفسـدة ، والذلِّ لأعداء الله تعالى حكمة ومصلحة ، فهؤلاء هم أذناب المستعمر ، وأعوان الكافـر المستـكبر ، قاتلهم الله أنىّ يؤفـكون.
ومثل هذا العدوُّ في الخطـر ، بل هو أشد منه خطورة ، العدوُّ الصفوي المتآمر مع أعداء الأمـّة عليها في كلِّ عصـر .
وأما العدوُّ الداخلي فهم الذين يحاربون ديننا وهـم من بني جلدتنا ، ويتكلَّمون بلساننا ، من المنافقين المفسدين في الأرض ، وهم الذين جاء وصفهم في الحديث الشريف : دعاة على أبواب جهنـم ، كما روى حذيفة رضي الله عنها ، قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : ( قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر ؟ قال: نعم دعاة على أبواب جهنم ، من أجابهم إليها، قذفوه فيها ، قلت: يا رسول الله صفهم لنا، قال هم من جلدتنا، ويتكلّمون بألسنتنـا ) .
وهؤلاء هم العلمانيُّون الذين يسمُّون أنفسهم ( ليبراليين ) ، وتعرفونهم بثلاث صفات ، فاعـرفوهم ، وأحذروهـم :
إحداهـا : أنهـم ليس لهم هـم إلاَّ محاربة الدين وأهله ، فتارة يحاربون الشريعة ، ويشوِّهـون أحكامها ، وتارة يحاربون القرآن ويغلقون معاهد تحفيظه ، وتارة يلاحقون الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكـر ، وتارة يلبسون الحق بالباطل ، بتشجيع كلّ من يفتي بالشذوذ لإظهار الإسلام في صورة مستقبحة ، بغيـة صدّ الناس عنه .
والثانية : أنهم أشدُّ الناس سعيا في بـثّ ما يفسد أخلاق الناس ، وينشـر الرذائل ، ويحارب الفضائـل ، ويعارض العفة ، فهم مالكوا قنوات العهر واللّخانة ، وهم تجـَّار التخـنُّث والمجانـة .
والثالثة : أنهـم لايعجبهم إلاّ ما يأتي من سادتهم الغـربيين ، الذين إتخذوهم أولياء من دون الله ، وجعلوا أفكارهم شريعة يتبعونها دون شريعة الله تعالى .
ويردِّدون كالببغاوات ما يقوله أعداء الإسلام في رجوع المسلمين إلى دينـهـم ، فيسمُّون التمسُّك بالدين تشدُّدا ، والتحلِّي بالعفِّـة تخلُّفـا ، والجهاد في سبيل الله إرهابـا وتطرُّفا !
ولهذا تجد أولياءهم من شياطين الغرب يحبُّونهم ، ويقربـونهم ، ويكرمونهـم ، ويزيـد قدرهم عند سادتهم من كفرة الغرب ، كلَّما زادوا في حربـهم على الإسلام ، وشرائعـه العظـام ، فيستدعونهـم إلى العواصم الغربية ، ويعطونهم الهدايا ، ويعلقون على صدورهم المريضة ، الأوسمـة العريضة !!
وقد عظم شرُّهـم ، واستطـار ضررُهم ، لما رأوْا إنتشار الصحوة الإسلامية في بلاد الإسلام ، والعودة الدينيّة تنتشـر بين الأنـام ، فأوحت إليهم شياطينهـم أن حاربـوا هذه الصحوة بإغـلاق قنواتها الفضائية ، ومنع الفتوى الإسلامية ، وحظـر مراكز تحفيظ القرآن الكريم ، وإرهاب المصلحين ، وسجن العلماء ، والدعاة بتلفيـق التهم الباطـلة .
ليخلُو لكم الجـوّ فتفسدوا الناس ، وتلبِّسوا عليهم دينهـم أيمّا التباس .
ولكن هيهات أن يتمَّ لهم كيدُهم ، فسنّة الله تعالى فيمن يمكر بهذا الدين معلومة لكـلّ ذي بصــر ، وهي أنـّه يملي له ثمّ يأخـذه أخذَ عزيز مقـتدر .
أفلا يتدبرون قوله تعالى : ( قَدْ مَكَرَ الذينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فأَتيَ اللهُ بُنْيانهَمْ مِنْ القواعِدِ فَخَرَّ عليهم السَّقفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وأتاهُمْ العذابُ مِنْ حَيثُ لايشْعُرون )
وقوله تعالى : ( إنَّ الذين يحادُّون الله ورسولَه كُبتوا كما كُبت الذين من قبلهم وقدْ أنزلنا آياتٍ بيناتٍ وللكافرينَ عذابٌ مهين )
وقوله تعالى : ( يريدون لِيطفئوا نورَ الله بأفواهِهِم ..والله مُتمُّ نورِهِ ولوْ كرهَ الكافرون )
هذا .. ونسأل الله تعالى أن يخزيهـم ، ويرينا فيهـم آياته ، ويجعلهم عبرة لمن يعتـبر.
الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر لا إلا إلاّ الله
الله أكبر الله أكبر ولله الحمد
أيًُّهـا المسلمون : قـد شرع الله تعالى ذبح الأضاحي هذه الأيام المباركة ، وقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم ( من وجد سعة فلم يضحّ فلا يقربنَّ مصلاّنا ) رواه أحمد و ابن ماجه وصححه الحاكـم.
وصحَّ أن الشاة تجزئ عن الرجل وأهل بيته في الأضحية ، كما تجزئ البدنة عن سبعة ، والبقرة عن سبعة ، ولا يجزئ من الضأن إلاّ ما تـمّ له ستة أشهر، ولا من المعز إلاّ الثنيّ وهو ما تم له سنة ، ولا من الإبل إلاّ ما تم له خمس سنين ، ولا من البقر إلاّ ما تم له سنتان ،
ويستحب أن يتخيّرها سمينة صحيحة لاعيب فيها ، ولا تجزئ المريضة البيّن مرضها، ولا العوراء ، ولا العجفاء ، وهي الهزيلة ، ولا العرجاء البيّن ضلعها ، ولا العضباء التي ذهب أكثر أذنها أو قرنها ، وتجزئ الجمّاء ، والخصي
ومن السنة نحر الإبل قائمة معقولة اليد اليسرى ، والبقر والغنم على جنبها الأيسر متوجهة إلى القبلة ، ويقول عند الذبح : (بسم الله) وجوباً ، ويستحب أن يزيد( الله أكبر) ، اللهم هذا منك ولك ،
ويُستحب أن يأكل ثلثاً ، ويهدي ثلثاً ، ويتصدق بثلث ، لقوله تعالى: (فَكُلُواْ مِنْهَا وَأَطْعِمُواْ ٱلْقَـٰنِعَ وَٱلْمُعْتَرَّ) ولا يعطي الجزار أجرته منها.
ووقت الذبح بعد صلاة العيد باتفاق ، ويومان بعده ، واختلف العلماء في اليوم بعدهما ، والصواب أنه يجزىء أيضا .
كما يشرع التكبير في هذه الأيـام ، أما التكبير المقيـّد لغير الحاج فيبدأ من يوم عرفة إلى آخر عصر أيام التشريق ، وأمـّا الحاج فيبدأ من ظهر يوم النحر ، وأمـّا التكبير المطلق فيكون في عشر ذي الحجة كلها ،
أيّها المسلمون ، اعلموا أنّ السعـادة في العيـد ، ليست لمن لبس فيه الجديد ، وتفاخـر فيه بالمال الطارف والتليـد ، وتقلب بالعيش الرغيـد ، وقامت عليه الخـدم والعبيـد.
لكنّها في شكر النعـم بالطاعـات ، والاستعداد ليوم المعاد بالباقيـات الصالحـات ، وبفعل المعـروف ، وترك المنكـرات.
وذلك كلُّه مجمـوع في اسم التقوى ، ولهذا فهـي وصية الله للأولين والآخرين ، وهي اسم جامع لكلِّ ما يرضي الله تعالى ، ويجنـِّب العبد سخط ربـِّه.
وقد قال تعالى : ( ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكـم وإياكم أن اتقوا الله ) ، وقال : ( ولباس التقوى ذلك خير ) وقال سبحانه : ( وتزوَّدوا فإنَّ خير الزاد التقوى ) .
فالتقوى هي سر الأسرار ، وجوهـر أعمال الأبرار ، ولباب إجتهاد الأخيـار .
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد
يا عباد الله ، اعلموا أن الله تعالى بيده الأمر كلُّه ، وإليه يرجع الأمر كلُّه ، علانيته وسـرُّه ، فمن عرف الله تعالى ، وعامله معاملة العبد الضعيف المذنب ، للسيد الكامل المنعـم ، نال سعادة الدنيا والآخـرة .
وقد ذكر بعض العلماء مجموعا مما جاء في الأخبار ، مساقا في مسـاق الأثـر الإلهي :
( إنـِّي والجن والإنس في نبإ عظيم ، أخلق ويُعبد غيري ، وأرزق ويشكر سواي ، خيري إلى العباد نازل ، وشرهم إلـىّ صاعد ، أتحبَّب إليهم بنعمي ، وأنا الغني عنهم ، ويتبغَّضون إلـيّ بالمعاصي ، وهم أفقر شيء إلـيَّ ،
من أقبل إلـيّ تلقّيته من بعيد ، ومن أعرض عني ناديته من قريب ، ومن ترك لأجلي أعطيته فوق المزيد ، ومن أراد رضاي أردت ما يريد ، ومن تصرف بحولي ، وقوتي ألنت له الحديد ،
أهل ذكري أهل مجالستي ، وأهل شكري أهل زيادتي ، وأهل طاعتي أهل كرامتي ، وأهل معصيتي لا أقنطهم من رحمتي ، إن تابوا إلي فأنا حبيبهم ، فإني أحب التوابين ، وأحب المتطهرين ، وإن لم يتوبوا إلي فأنا طبيبهم ، أبتليهم بالمصائب لأطهرهم من المعايب .
ومن آثرني على سواي آثرته على سواه ، الحسنة عندي بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف ، إلى أضعاف كثيرة ، والسيئة عندي بواحدة فإن ندم عليها ، واستغفرني غفرتها له ، أشكر اليسير من العمل ، وأغفر الكثير من الزلل ، رحمتي سبقت غضبي ، وحلمي سبق مؤاخذتي ، وعفوي سبق عقوبتي ، أنا أرحم بعبادي من الوالدة بولدها)
هذا وأكثروا من الصلاة على الحبيب المصطفى ، والشفيع المجتبى ، محمّد صلى الله عليه وسلم ، فقد أمركم الله بذلك فقال سبحانه : " إن الله وملائكته يصلّون على النبيّ يا أيها الذين آمنوا صلّوا عليه وسلّموا تسليما " ، اللهم صلّ ، وسلم ،وزد ، وبارك على عبدك ورسولك نبينا محمد ، وعلى آل بيته ، وعلى الصحابة أجمعين ، وخصّ منهم الخلفاء الأربعة الراشدين ، أبا بكر وعمر وعثمان وعليّ ، والتابعين ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
اللهم أعزّ الإسلام ورد المسلمين إلى دينهـم ، وقاتـل أعداء الدين ، الذين يصدُّون عن سبيلك ، ويكذبون رسلك ، لاسيما الصهاينـة والصليبيين ، ومن والاهم من المنافقيـن .
اللهم من أراد أمة الإسلام بسوء ، فرد كيده في نحره ، واكفف عن المسلمين شـره
اللهم طهـِّر بلاد الإسلام لاسيما الأقصى وفلسطين ، من رجس اليهود المعتدين ، والصليبيين المستكبرين .
اللهم انصر المجاهدين في فلسطين ، وحرر حصارهم ، ورد أسراهم إلى أهلهم وديارهـم ، وانصـر المجاهدين في العراق ، وأفغانستان ، وكل بلاد المسلمين .
اللهمّ فـرّج عن أهل غـزّة حصارهم ، وارفع عنهم بلاءهم ، وأمدهـم بمددٍ من عندك ، تربط به على قلوبهـم ، وتثبّت أقدامهم ، اللهمّ وانصرهم على عدوّك وعدوّهم ، واجعل على الصهاينة وإخوانهم الصليبين المجاعـه ، والزلازل ، والكوارث ، تباعا تباعـا.
اللهم اجعلنا هداة مهتدين ، صالحين ببررة ، غير ضالين ولا مضلين ، اللهم أحفظنا بالإسلام قائمين ، واحفظنا بالإسلام قاعدين ، واحفظنا بالإسلام راقدين ، ولا تشمت بنا الأعداء ، ولا الحاسدين يارب العالمين ، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، آمين ، آمين ، آمين ، الكاتب: حامد بن عبدالله العلي التاريخ: 14/11/2010 عدد القراء: 23350
أضف تعليقك على الموضوع
|