انتقلت الأخبار إلى حساب التويتر حيث ننشر هناك على حساب الشيخ ما يستجـد والله الموفق  |  انتقلت الأخبار إلى حساب التويتر حيث ننشر هناك على حساب الشيخ ما يستجـد والله الموفق  |  انتقلت الأخبار إلى حساب التويتر حيث ننشر هناك على حساب الشيخ ما يستجـد والله الموفق  |  انتقلت الأخبار إلى حساب التويتر حيث ننشر هناك على حساب الشيخ ما يستجـد والله الموفق  |  انتقلت الأخبار إلى حساب التويتر حيث ننشر هناك على حساب الشيخ ما يستجـد والله الموفق  |  أنظروا هؤلاء الذين يشتمون عرض النبي صلى الله عليه وسلم ، في شمال شرق إيران يزورون مقابر عليها الشواهد : أعضاء تناسلية وعلى بعض الأضرحة صورة الخميني !!  |  فيلم غربي يفضح عنصرية الصهاينة  |  المرجع (الحسني الصرخي) واقتتال أتباع المرجعيات الشيعية في جنوب العراق - ظاهرة جديرة بالاهتمام والتحليل..!   |  بربكم ماذا أقول للإمام الخميني يوم القيامة؟ هذا ما قاله عدنان الأسدي وكيل وزارة الداخلية لضباط شرطة شيعة خدموا وطنهم بإخلاص....!!!  |  (حسن نصر اللاة) يقول: مايحدث في حمص المنكوبة هو مجرد فبركات إعلامية..! - تفضل شوف الفلم يا أعمى البصر والبصيرة.. تحذير: مشاهد مؤلمة  |  شهادة شاهد عيان شارك في مذبحة حماة  |  
 الصفحة الرئيسية
 قـسـم الـمـقـــالات
 خـزانــة الـفـتاوى
 الــركـن الأدبــــي
 مكتبة الصـوتيـات
 مكتبة المـرئـيـات
 كـُتـاب الـمـوقــع
 مشاركات الـزوار
 مكتبـة الأخـبـــار
 مكتبـة المـوقـــع
 تحـت الـمـجـهــر
 خدمات عامة
 راســلــنــــــا
 محرك البحث
 مميز: لقد قامت إدارة تويتر (X) بإيقاف حساب الشيخ في تويتر hamed_alali وهذا عنوان حسابه الجديد hamedalalinew

    خطبة عيد الأضحى لعام 1431هـ

حفظ في المفضلة
أرسل الموضوع
طباعة الموضوع
تعـليقـات الـزوار


خطبة عيد الأضحى لعام 1431هـ
نزل الخطبة mp3 هنـا
الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ،
الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر كبيرا ، والحمد لله كثيرا ،
 
الله أكبر الله أكبر لا إله إلاّ الله ، الله أكبـر ، ولله الحمد
 
الحمد لله الذي أنزل علينا الكتـاب شِرعـة ومنهاجًـا ، وأنزل فيه أحسن الحديث آيـاتٍ ، وحِجَاجـا ، فجعل به هذه الأمـّة خيرَ الأُمـم مصلّيـن ، وصائمين ، ومزكِّيـن ، ومجاهـدين ، وعُمـَّارا ، وحُجَّاجـا ،
 
 سالكين إلى بيت ربهم لعبادة ربهِّـم مسالك ، وفِجاجًـا ، قد اشتقات قلوبهم لبيته العتيـق تأويبـا ، وإدْلاجـا ، فقطعـوا إليه مفـاوزَ ، وفِجـاجا ، فزادوا بقربـه فرحـا ، وإبتهاجـا .
 
أشهد إنْ لا إله إلاَّ هو وحده لاشريـك له ، سبحانه العليُّ القديـر ، وأشهـد أنَّ محمدا عبده ورسوله البشير النذير ، اللهمّ صلّ ، وسلِّم ، وبارك عليه ، وعلى آله ، وصحبه ، ذوي السبق الكبيـر ، والرأي المنيـر ، والفضل الذي ليس له نظيـر .
 
أيها المسلمون لم يشرع الله تعالى لنا الحج لنقف على مبانيه ، دون معانيه ، ولا لنؤدي شعائره ، وننسى أسراره ومشاعره ، فالحجُّ مدرسة الأمة العظمى ، وعنوان بعثها الأسمـى.
 
وهذه بعض دروسه الجليلة ، ومراميه النبيله :
 
ففي الرحلة إلى الحج ، درسٌ وأيُّ درس ، فهو درس عن الهجرة إلى الله تعالى ، والجهاد في سبيل الله ، فالراحل إلى حـجّ بيت الله تعالى ينتقل عن كلِّ المحاب الدنيوية ، فيدع الوطن ، والأهل ، والعيال ، والدرهـم ، و الدينـار ، ويطوي الفيافي ، والقفار ،
 
فيجاهـد هواه ، وشيطانه ، وحبَّ الدنيا ، في الله تعالى ، راحـلاً إلى الله تعالى ، مُؤثـراً مرضاة ربـّه  على كلِّ ما سواه ، فيتربَّى بذلك على أن لايزاحم حبَّ الله تعالى شيءٌ آخر في قلبه ، ولايقـدِّم على مرضاة الله تعالى أيـَّا من متاع الدنيا ، ولهذا يقول الله تعالى للملائكة مباهيا بالحجيج : (انظــروا إلى عبادي هؤلاء جاءوني شعثا غبرا) رواه الحاكم وغيره.
 
كما أنّ في رحلـة الحجـاج المسلمين من كلِّ فج عميق ، إلى بيت الله تعالى ، الذي رفعـه ودعا إليه أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام ، وشرع الله حجَّه على شريعة سيّد الأنبياء محمّد صلى الله عليه وسلم ، مجتمعين ثـمَّ على عقيدة واحدة ، تربطهم علاقة التوحيـد الموحـِّدة ، متجاوزين جميع الحدود السياسية الوطنية ، والأوضاع العنصرية البشرية ، والعلاقات الجغرافية الوضعيّة ،
 
فيهـا أعظـم درس على أنّ هذه الأمـّة ، لاتعترف بغير رابطة الإيمان جامعـة بينها ، ولا بِسَوى أخوّة الإسلام علاقة تجمعـها ، كما أمرهم نبيُّهم صلَّى الله عليه وسلم قائلا ( وكونوا عباد الله إخوانا ) رواه مسلم ، وقال صلى الله عليه وسلم : ( ومن دعى بدعوة الجاهلية فهو من جُثِّى جهنـم ، وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم ، فادعو بدعـوى الله الذي سماكم المسلمين ، المؤمنين ، عباد الله ) أخرجه الترمذي وغيره .
 
وفي التلبية التي يردِّدها الحجـّاج درس التوحيد الأعظم ، وشعار الأمَّة الأكبر الأفخـم ، الذي يعلو على كلِّ شعار ، ويسمو على كلِّ فخار ، فالتلبية بالتوحيـد بكلمة لا إله إلا الله وحده لاشريك له ، والإقرار له بالنعـم ، والإعتـراف له سبحانـه بالحمـد العام ، والمـلك التام ، إعـلانُ ما أعلنه إبراهيم عليه السلام الذي قال الله تعالى عنه ( هو سماكم المسلمين من قبـل ) ، ( قال أسلمت لربِّ العالمين ).
 
 ذلك أنَّ هذه الأمّـة لايشخّص حضارتها ، ولا يميّـز ثقافتها ، اسم كإسـم الإسلام ، وهو الإستسلام لله تعالى بعبادته وحده ، والإنقياد لشريعته وحده ، والرضا بأحكامه وحده ، فله وحده العبادة ، وله وحده الملك ، وله الحمد كلُّه ، وله الأمر ، والنهـي ، وله الطاعة المطلقة ، قال تعالى : ( ألا له الخلقُ والأمـرُ ) وقال تعالى : ( وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله ) ، وقال : ( إن الحكم إلاّ لله ، أمر ألاّ تعبدوا إلاّ إياه ) ، وقال تعالى ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ).
 
وفي مسير الحجاج بين بيت الله تعالى الذي وُضع على سرِّة الأرض ، ومن تحته دُحيـت ومُـدَّت ، الأرض التي خُلق منها البشـر ، وإليها يعودون ، ومنها يخرجون ، مسيرهـم من هذا البيت بعد الطواف حوله لخالقهـم ، إلى أرض عرفة التي أخـرج الله تعالى فيها البشرية من ظهر أبيهم آدم، فنثـرهم ، وكلَّمَهـم قُبُـلا ، فأشهدهم على أنفسهم ألست بربكـم ، ثم عودتهـم إلى بيته المعظَّم يطوفون به تارة أخـرى ، بعد رمي الجمرات متبرئين من عدوّ البشر إبليس لعنـه الله ، مقدّمين القرابين إلى الله تعالى بالهدي ، والأضاحي ،
 
في هذا المسيـر العجيب ذي المشـهد المهيب ، والحجـَّاج متجرِّدون من الدنيا ، كأنهم في لباس الأكفـان ،
 
فيه درس في تذكـُّر رحلة الحياة ، وتاريخ البشرية ، ونهايـة التاريخ .
 
وأنَّ تاريخ الإنسان بغير التوحيد لا معنى له ، فمنه بدأ ، وإليه يعود ، فالأرض التي خلق منها الإنسان مقـرَّة لله تعالى بالتوحيــد إذ ( قال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين ) ، وكـذا الإنسان الذي خلق منها ، لاقيمة له إن لم يبدأ حياته بالتوحيـد ، ويسيـر إلى ربِّه بـه حتى يلقـاه .
 
 فيتذكر أنه شهد لربه بالتوحيد عند بدأ الخليقة ، ثم يعـود تارة أخرى إلى بيته المعظم فيشهد له بالتوحيـد خاتمـاً بـه حياته في لقـاء ربـِّه .
 
ولهذا كانت كلمة لا إله إلا الله تعالى ، أعظم كلمة في الوجود ، كما قال نوح عليه السلام في وصيته لابنه : ( آمرك بلا إله إلاّ الله ؛ فإنّ السماوات السبع ،  والأرضيين السبع لو وُضعت في كفـّة ، ووُضعت لا إله إلاّ الله في كفـّة ، رجحت بهن لا إله إلاّ الله ، ولو أنّ السماوات السبع ، والأرضين السبع كن حلقة مبهمة ؛ قصمتهنّ لا إله إلاّ  الله ) خرَّجه أحمد وغيره .
 
وفي إجتماع الأمّـة في مشاعر الحـج لذكر الله تعالى ، في عرفة ، ومزدلفة ، وليالي منى ، يجهـرون بالتلبية ، والتكبيـر ، وبذكر الله تعالى ، إيذان من الله تعالى لهذه الأمة ، أنها على هذا المبدأ يجـب أن تكون إجتماعاتها العظمـى ، وعليه يفترض أن تكون مؤتمراتـها الكبـرى .
 
ولو كانت الأمـّة الإسلاميّة تتّخـذ من الحجّ مؤتمـراً عامـاً يتشاور فيه إمام المسلمـين مع ولاته ، وقادة جيوشــه ، وعلماء الإسلام ، في شؤون الأمـّة العامـّة ، لإخراجها من محنتها ، وإعادتها إلى عزّتـها ، وإرجاعـها إلى تفوقـها الحضـاري ، لما جاءهـم حج آخـر إلاّ وقد حرروا الأقصى ، وطردوا رجس الإحتلالات من بلاد الإسلام قاطبـة ، وألحقوا الهزيمـة بكلِّ أعداء أمتنا.
 
ولعادت إليهم رايتهم مرفوعـة أبيـّة ، وبلادهـم من كلّ عدوّ نقيـّة .
 
الله أكبر الله أكبر الله أكبر
الله أكبر الله أكبر الله أكبر
الله أكبر لا إله إلا الله ، الله أكبـر الله أكبر ولله الحمد
 
الحمد لله الذي فضّلنا على الخـلق بدين التوحيـد ، وأمرنا أن ننصره بلسان الحقّ ، وقوّة الحديـد ، وأسبـغ عليـنا النّعَـم ، ووعد شاكـرها بالمزيـد ، وتوعّد كافرهـا بالعذاب الشديـد ، 
 
ونشهد أنْ لا إله إلا الله شهادةً نلقى بها الله يوم  إنفاذ الوعـد ، وتحقيـق الوعيـد ،
 
ونَشهد أنّ سيّدنا محمـدا عبدُه ،  ورسوله المؤيَّد بالوحي ذي العصمـة ، الهـادي بالحـقّ لخيـر أمـّة ، صلى الله عليه ، وعلى آله ، وصحبه ، نجوم الهدى ، ورجوم العـدا ، وليوث الرّدى ، وغيوث الندى ، صلاة وسلامًا دائمـين أبـدا ،  إلـى أن يُبعث الناس غـدا .
 
أيُّهـا المسلمون يحيق بالعالم الإسلامي اليوم شـرَّان ، ويمكـر به عدوَّان ، عدوُّ خطيـر ، وآخـر أخطـر ، عدوُّ خارجي خبيث ، وعدوُّ داخلي أخبـث.
 
فالعدوُّ الخارجي هو العدوُّ الصهيوصليبي الذي يهدد أقدس بقاع الأرض بعد الحرمين ، ويخطط لهدم أولى القبلتين ، ويحتل أرض الرافدين ، وبلاد الأفغـان ، ويعيث في بلاد الإسلام كلَّها فساداً ، وإفسـاداً ، فينجِّس أرضها بالقواعد العسكريـّة ، ويحـوِّل مقدراتها إلى مدد لخططه الخبيثة الشيطانيّة .
 
فهو يتآمر على السودان ليقسّمها ، ويقيم في جنوبها دولة للصهاينة ، ويخطّط ليفعل مثل ذلك في اليمن ، وباكستـان ، وغيـرها ، فلم يدع ارضا للإسلام إلاَّ وباض فيها وفرخ ، فالعالم الإسلامي من خبث هذا العدو يئنُّ ويصـرخ .
 
وليس لهذا العدو حلُّ إلاَّ بالجهاد ، وباستنزافه بالجلاد ، حتى عن خبثه يرعـوي ، وعن كيـده ينزوي ، فكونوا أيها المسلمون عونا للمجاهدين ، وممدا لهـم ضدّ أعـداء الدين .
 
قال تعالى : ( أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا ، وإنَّ الله على نصرهم لقدير ).
 
ولاتلتفـوا إلى قول المرجفين ، ودعاية المثبطين ، وتخذيل المخذّلين ، الذين يسمُّون الجهاد في سبيل الله فتنة ومفسـدة ، والذلِّ لأعداء الله تعالى حكمة ومصلحة ، فهؤلاء هم أذناب المستعمر ، وأعوان الكافـر المستـكبر ، قاتلهم الله أنىّ يؤفـكون.
 
ومثل هذا العدوُّ في الخطـر ، بل هو أشد منه خطورة ، العدوُّ الصفوي المتآمر مع أعداء الأمـّة عليها في كلِّ عصـر .
 
وأما العدوُّ الداخلي فهم الذين يحاربون ديننا وهـم من بني جلدتنا ، ويتكلَّمون بلساننا ، من المنافقين المفسدين في الأرض ، وهم الذين جاء وصفهم في الحديث الشريف : دعاة على أبواب جهنـم ، كما روى حذيفة رضي الله عنها ، قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : ( قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر ؟ قال: نعم دعاة على أبواب جهنم ، من أجابهم إليها، قذفوه فيها ، قلت: يا رسول الله صفهم لنا، قال هم من جلدتنا، ويتكلّمون بألسنتنـا ) .
 
وهؤلاء هم العلمانيُّون الذين يسمُّون أنفسهم ( ليبراليين ) ، وتعرفونهم بثلاث صفات ، فاعـرفوهم ، وأحذروهـم :
 
إحداهـا : أنهـم ليس لهم هـم إلاَّ محاربة الدين وأهله ، فتارة يحاربون الشريعة ، ويشوِّهـون أحكامها ، وتارة يحاربون القرآن ويغلقون معاهد تحفيظه ، وتارة يلاحقون الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكـر ، وتارة يلبسون الحق بالباطل ، بتشجيع كلّ من يفتي بالشذوذ لإظهار الإسلام في صورة مستقبحة ، بغيـة صدّ الناس عنه .
 
والثانية : أنهم أشدُّ الناس سعيا في بـثّ ما يفسد أخلاق الناس ، وينشـر الرذائل ، ويحارب الفضائـل ، ويعارض العفة ، فهم مالكوا قنوات العهر واللّخانة ، وهم تجـَّار التخـنُّث والمجانـة .
 
والثالثة : أنهـم لايعجبهم إلاّ ما يأتي من سادتهم الغـربيين ، الذين إتخذوهم أولياء من دون الله ، وجعلوا أفكارهم شريعة يتبعونها دون شريعة الله تعالى .
 
 ويردِّدون كالببغاوات ما يقوله أعداء الإسلام في رجوع المسلمين إلى دينـهـم ، فيسمُّون التمسُّك بالدين تشدُّدا ، والتحلِّي بالعفِّـة تخلُّفـا ، والجهاد في سبيل الله إرهابـا وتطرُّفا !
 
ولهذا تجد أولياءهم من شياطين الغرب يحبُّونهم ، ويقربـونهم ، ويكرمونهـم ، ويزيـد قدرهم عند سادتهم من كفرة الغرب ، كلَّما زادوا في حربـهم على الإسلام ، وشرائعـه العظـام ، فيستدعونهـم إلى العواصم الغربية ، ويعطونهم الهدايا ، ويعلقون على صدورهم المريضة ، الأوسمـة العريضة !!
 
وقد عظم شرُّهـم ، واستطـار ضررُهم ، لما رأوْا إنتشار الصحوة الإسلامية في بلاد الإسلام ، والعودة الدينيّة تنتشـر بين الأنـام ، فأوحت إليهم شياطينهـم أن حاربـوا هذه الصحوة بإغـلاق قنواتها الفضائية ، ومنع الفتوى الإسلامية ، وحظـر مراكز تحفيظ القرآن الكريم ، وإرهاب المصلحين ، وسجن العلماء ، والدعاة بتلفيـق التهم الباطـلة .
 
ليخلُو لكم الجـوّ فتفسدوا الناس ، وتلبِّسوا عليهم دينهـم أيمّا التباس .
 
ولكن هيهات أن يتمَّ لهم كيدُهم ، فسنّة الله تعالى فيمن يمكر بهذا الدين معلومة لكـلّ ذي بصــر ، وهي أنـّه يملي له ثمّ يأخـذه أخذَ عزيز مقـتدر .
 
 أفلا يتدبرون قوله تعالى : ( قَدْ مَكَرَ الذينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فأَتيَ اللهُ بُنْيانهَمْ مِنْ القواعِدِ فَخَرَّ عليهم السَّقفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وأتاهُمْ العذابُ مِنْ حَيثُ لايشْعُرون‏ )
 
وقوله تعالى : ( إنَّ الذين يحادُّون الله ورسولَه كُبتوا كما كُبت الذين من قبلهم وقدْ أنزلنا آياتٍ بيناتٍ وللكافرينَ عذابٌ مهين )
 
وقوله تعالى : ( يريدون لِيطفئوا نورَ الله بأفواهِهِم ..والله مُتمُّ نورِهِ ولوْ كرهَ الكافرون )
 
هذا .. ونسأل الله تعالى أن يخزيهـم ، ويرينا فيهـم آياته ، ويجعلهم عبرة لمن يعتـبر.
 
الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر لا إلا إلاّ الله
الله أكبر الله أكبر ولله الحمد
 
أيًُّهـا المسلمون : قـد شرع الله تعالى ذبح الأضاحي هذه الأيام المباركة ، وقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم ( من وجد سعة فلم يضحّ فلا يقربنَّ مصلاّنا ) رواه أحمد و ابن ماجه وصححه الحاكـم.
 
وصحَّ أن الشاة تجزئ عن الرجل وأهل بيته في الأضحية ، كما تجزئ البدنة عن سبعة ، والبقرة عن سبعة ، ولا يجزئ من الضأن إلاّ ما تـمّ له ستة أشهر، ولا من المعز إلاّ الثنيّ وهو ما تم له سنة ، ولا من الإبل إلاّ ما تم له خمس سنين ، ولا من البقر إلاّ ما تم له سنتان ،
 
 ويستحب أن يتخيّرها سمينة صحيحة لاعيب فيها ، ولا تجزئ المريضة البيّن مرضها، ولا العوراء ، ولا العجفاء ، وهي الهزيلة ، ولا العرجاء البيّن ضلعها ، ولا العضباء التي ذهب أكثر أذنها أو قرنها ، وتجزئ الجمّاء ، والخصي 
 
ومن السنة نحر الإبل قائمة معقولة اليد اليسرى ، والبقر والغنم على جنبها الأيسر متوجهة إلى القبلة  ، ويقول عند الذبح : (بسم الله) وجوباً ، ويستحب أن يزيد( الله أكبر)  ، اللهم هذا منك ولك ،
 
 ويُستحب أن يأكل ثلثاً ، ويهدي ثلثاً ، ويتصدق بثلث ، لقوله تعالى: (فَكُلُواْ مِنْهَا وَأَطْعِمُواْ ٱلْقَـٰنِعَ وَٱلْمُعْتَرَّ) ولا يعطي الجزار أجرته منها.
 
ووقت الذبح بعد صلاة العيد باتفاق ، ويومان بعده ، واختلف العلماء في اليوم بعدهما ، والصواب أنه يجزىء أيضا .
 
كما يشرع التكبير في هذه الأيـام ، أما التكبير المقيـّد لغير الحاج فيبدأ من  يوم عرفة إلى آخر عصر أيام التشريق ، وأمـّا الحاج فيبدأ من ظهر يوم النحر ، وأمـّا التكبير المطلق فيكون في عشر ذي الحجة كلها ،
 
أيّها المسلمون ، اعلموا أنّ السعـادة في العيـد ، ليست لمن لبس فيه الجديد ، وتفاخـر فيه بالمال الطارف والتليـد ، وتقلب بالعيش الرغيـد ، وقامت عليه الخـدم والعبيـد.
 
لكنّها في شكر النعـم بالطاعـات ، والاستعداد ليوم المعاد بالباقيـات الصالحـات ، وبفعل المعـروف ، وترك المنكـرات.
 
وذلك كلُّه مجمـوع في اسم التقوى ، ولهذا فهـي وصية الله للأولين والآخرين ، وهي اسم جامع لكلِّ ما يرضي الله تعالى ، ويجنـِّب العبد سخط ربـِّه.
 
وقد قال تعالى : ( ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكـم وإياكم أن اتقوا الله ) ، وقال : ( ولباس التقوى ذلك خير ) وقال سبحانه : ( وتزوَّدوا فإنَّ خير الزاد التقوى ) .
 
فالتقوى هي سر الأسرار ، وجوهـر أعمال الأبرار ، ولباب إجتهاد الأخيـار .
 
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد
 
يا عباد الله ، اعلموا أن الله تعالى بيده الأمر كلُّه ، وإليه يرجع الأمر كلُّه ، علانيته وسـرُّه ، فمن عرف الله تعالى ، وعامله معاملة العبد الضعيف المذنب ، للسيد الكامل المنعـم ، نال سعادة الدنيا والآخـرة .
 
وقد ذكر بعض العلماء مجموعا مما جاء في الأخبار ، مساقا في مسـاق الأثـر الإلهي :
 
( إنـِّي والجن والإنس في نبإ عظيم ، أخلق ويُعبد غيري ، وأرزق ويشكر سواي ، خيري إلى العباد نازل ، وشرهم إلـىّ صاعد ،  أتحبَّب إليهم بنعمي ، وأنا الغني عنهم ، ويتبغَّضون إلـيّ بالمعاصي ، وهم أفقر شيء إلـيَّ ،
 
 من أقبل إلـيّ تلقّيته من بعيد ، ومن أعرض عني ناديته من قريب ،  ومن ترك لأجلي أعطيته فوق المزيد ، ومن أراد رضاي أردت ما يريد ، ومن تصرف بحولي ، وقوتي ألنت له الحديد ،
 
 أهل ذكري أهل مجالستي ، وأهل شكري أهل زيادتي ، وأهل طاعتي أهل كرامتي ،  وأهل معصيتي لا أقنطهم من رحمتي ، إن تابوا إلي فأنا حبيبهم  ، فإني أحب التوابين ، وأحب المتطهرين ، وإن لم يتوبوا إلي فأنا طبيبهم ، أبتليهم بالمصائب لأطهرهم من المعايب .
 
ومن آثرني على سواي آثرته على سواه ،  الحسنة عندي بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف ،  إلى أضعاف كثيرة ،  والسيئة عندي بواحدة فإن ندم عليها ، واستغفرني غفرتها له ، أشكر اليسير من العمل ، وأغفر الكثير من الزلل ، رحمتي سبقت غضبي ، وحلمي سبق مؤاخذتي ، وعفوي سبق عقوبتي ،  أنا أرحم بعبادي من الوالدة بولدها)
 
هذا وأكثروا من الصلاة على الحبيب المصطفى ، والشفيع المجتبى ، محمّد صلى الله عليه وسلم ، فقد أمركم الله بذلك فقال سبحانه : " إن الله وملائكته يصلّون على النبيّ يا أيها الذين آمنوا صلّوا عليه وسلّموا تسليما " ، اللهم صلّ ، وسلم ،وزد ، وبارك على عبدك ورسولك نبينا محمد ، وعلى آل بيته ، وعلى الصحابة أجمعين ، وخصّ منهم الخلفاء الأربعة الراشدين ، أبا بكر وعمر وعثمان وعليّ ، والتابعين ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين . 
 
 اللهم أعزّ الإسلام ورد المسلمين إلى دينهـم  ، وقاتـل أعداء الدين ، الذين يصدُّون عن سبيلك ، ويكذبون رسلك ،  لاسيما الصهاينـة والصليبيين ، ومن والاهم من المنافقيـن .
  
اللهم من أراد أمة الإسلام بسوء ، فرد كيده في نحره ، واكفف عن المسلمين شـره
 
اللهم طهـِّر بلاد الإسلام لاسيما الأقصى وفلسطين ، من رجس اليهود المعتدين ، والصليبيين المستكبرين .
 
اللهم انصر المجاهدين في فلسطين ، وحرر حصارهم ، ورد أسراهم إلى أهلهم وديارهـم  ، وانصـر المجاهدين في العراق ، وأفغانستان ، وكل بلاد المسلمين  .
 
اللهمّ فـرّج عن أهل غـزّة حصارهم ، وارفع عنهم بلاءهم ، وأمدهـم بمددٍ من عندك ، تربط به على قلوبهـم ، وتثبّت أقدامهم ، اللهمّ وانصرهم على عدوّك وعدوّهم ، واجعل على الصهاينة وإخوانهم الصليبين المجاعـه ، والزلازل ، والكوارث ، تباعا تباعـا.
  
اللهم اجعلنا هداة مهتدين ، صالحين ببررة ، غير ضالين ولا مضلين ، اللهم أحفظنا بالإسلام قائمين ، واحفظنا بالإسلام قاعدين ، واحفظنا بالإسلام راقدين ، ولا تشمت بنا الأعداء ،  ولا الحاسدين يارب العالمين ، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، آمين ، آمين ، آمين  ، 

الكاتب: حامد بن عبدالله العلي
التاريخ: 14/11/2010
عدد القراء: 23081

أضف تعليقك على الموضوع

الاسم الكريم
البريد الإلكتروني
نص المشاركة
رمز الحماية 7294  

تعليقات القراء الكرام
 

اعلانات

 لقاء الشيخ حامد العلي ببرنامج ساعة ونصف على قناة اليوم 28 نوفمبر 2013م ـ تجديد الرابـط .. حلقة الشريعة والحياة عن نظام الحكم الإسلامي بتاريخ 4 نوفمبر 2012م
 خطبة الجمعة بالجامع الكبير بقطر جامع الإمام محمد بن عبدالوهاب بتاريخ 8 ربيع الآخر 1433هـ 2 مارس 2012م ... كتاب حصاد الثورات للشيخ حامد العلي يصل لبابك في أي مكان في العالم عبـر شركة التواصل هنا الرابط
 كلمة الشيخ حامد العلي في مظاهرة التضامن مع حمص بعد المجزرة التي ارتقى فيها أكثر من 400 شهيد 13 ربيع الأول 1433هـ ، 5 فبراير 2012م
 لقاء قناة الحوار مع الشيخ حامد العلي عن الثورات العربية
 أفلام مظاهرات الجمعة العظيمة والضحايا والشهداء وكل ما عله علاقة بذلك اليوم

جديد المقالات

 بيان في حكم الشريعة بخصوص الحصار الجائر على قطـر
 الرد على تعزية القسـام لزمرة النفاق والإجرام
 الدروس الوافيـة ، من معركة اللجان الخاوية
 الرد على خالد الشايع فيما زعمه من بطلان شرعية الثورة السورية المباركة !!
 خطبة عيد الأضحى لعام 1434هـ

جديد الفتاوى

 شيخ ما رأيك بفتوى الذي استدل بقوله تعالى" فلا كيل لكم عندي ولا تقربون " على جواز حصار قطر ؟!!
 فضيلة الشيخ ما قولكم في مفشّـر الأحلام الذي قال إن الثوب الإماراتي من السنة و الثوب الكويتي ليس من السنة ، بناء على حديث ورد ( وعليه ثاب قطرية ) وفسرها بأنه التفصيل الإماراتي الذي بدون رقبة للثوب !!
 أحكام صدقة الفطر
 أحكام الأضحية ؟
 بمناسبة ضرب الأمن للمتظاهرين السلميين في الكويت ! التعليق على فتوى الشيخ العلامة بن باز رحمه الله في تحريم ضرب الأمن للناس .

جديد الصوتيات

 محاضرة الشيخ حامد العلي التي ألقاها في جمعية الإصلاح ـ الرقة عن دور العلماء كاملة
 محاضرة قادسية الشام
 محاضرة البيان الوافي للعبر من نهاية القذافي
 نظم الدرر السنية في مجمل العقائد السنية للشيخ حامد العلي الجزء الأول والثاني
 إلى أم حمزة الخطيب الطفل الشهيد الذي قتله كلاب الطاغية بشار بعد التعذيب

جديد الأدب

 فتح غريان
 مرثية محمد الأمين ولد الحسن
 مرثية الشيخ حامد العلي في المجاهد الصابر مهدي عاكف رحمن الله الشهيد إن شاء الله المقتول ظلما في سجون سيسي فرعون مصر قاتله الله
 قصيدة ذكرى الإنتصار على الإنقلاب في تركيا
 قصيدة صمود قطـر


عدد الزوار: 46776498