بيان الدعوة إلى الإنتفاضة الثالثة
إنتفاضة الـدم
والعمليَّات الإستشهادية
الحمد لله الذي فرض علينا محاربة الطغيـان ، وجعله ذروة سنام الإيمان ، والصلاة والسلام على المبعوث بالقرآن والسنان ، وعلى آله وصحبه أهل الجهاد لشياطين الإنس والجان ، وبعـد :
فقد اقتحم قطعان من الصهاينة باحة المسجد الأقصى هذا اليوم ، وقامت قوات من الجيش الصهيوني بإغلاق بواباته ، وبوابات البلدة القديمة ، فحوَّلت مدينة القدس المحتلة إلى ثكنة عسكرية ، ومنعت المسلمين من دخولها ، وذلك لتهيئة المسجد الأقصى المبارك ، لدخول قطعان المتطرفين اليهود فيما يسمى عيد ( بوريم ) أو عيـد ( المساخر ) ، وذلك في مسـار خطيـر يستهدف ربط المقدسات الإسلامية ، بالأعياد اليهودية ، إثـر قرار ضمها إلى قائمة ( التراث اليهودي ).
ولاريب أنَّ هذا العدوان الجديد يجري في سياق مخطط صهيوني متكامل ، تتسارع وتيرته بصورة كارثية في الأعوام الأخيرة ، ويدور على ثلاثة محاور :
أحدها : مشروع تهويد القدس بما فيه من توسيع المستوطنات ، والإستيلاء على الأراضي ، ومصادرة الأحيـاء الفلسطينية ..إلخ
الثاني : تكثيف الحفريـّات ، وعمليات التنقيب ، تحت وحول المسجد الأقصى ، وسرقة ما حوله من آثار إسلامية ، وتغيير المعالم الإسلامية في القدس ومنطقـة المسجـد الأقصـى.
الثالث : ضم المقدسات الإسلامية إلى الآثار اليهودية ، تمهيدا لمصادرتها ، وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك ، فمخططهم يستهدف في النهايـة هدمـه ، وإقامة معبدتهم مكانه.
هذا وقد شجَّـع الصهاينة على المضي في هذا المخطـط الخطـر عدة أمور :
أحدها : تواطؤ السلطة الأوسلوية ، سلطة عباس دايتون ، مع الصهاينة في تغطية مخطّطهم ، وذلك بإستعمال أجهزة أمن السلطة لتضيّيق الخناق على رموز المقاومة الإسلامية في الضفة ، بسجنهم ، وملاحقتهم ، وعزلهم ، وحماية الصهاينة من عملياتهم ، وبإصرارها على رفض خيار المقاومة ، بل محاربته ، وإمتصاص غضب الشعب الفلسطيني بمبادرات وهمية ، كاذبة ، وخبيثة ، مثل صلاة فيَّاض بالمسجد الإبراهيمي ، وإلقاءه خطابا أجوفا يندد بضمه إلى الآثار الصهيونية ، في الوقت الذي تقوم فيه قواته بملاحقة الشباب الفلسطينيين الذين انتفضوا ضد القرار الصهيوني.
الثاني : حصار غزة الإجرامي ، ومحاربة خط المقاومة فيها ، ومنع الأنظمة العربية _ يقودها النظام المصري _ لدعم الشعوب الإسلامية لخيار المقاومة لغزة ، والحيلولة دون نجدتهم لإخوانهم ، ودون فك الحصار عنهم .
الثالث : منع المنابر الإسلامية الكبرى ، في أعظم مساجد الإسلام ، وغيـرها من المنابر المؤثـرة ، وكذلك منـع وسائل الإعلام الرسمية _ وملاحقة غير الرسمية _ ، وغيرها من وسائـل التأثيـر ، منعهـا من التركيز وبطريقة منهجية على الخطر الصهيوصليبي على مقدسات المسلمين ، من أجـل تعبئة المسلمين للقيام بواجبهم في حماية المسجد الأقصى من كيد اليهود ، ونصرة إخوانهم في غزة خاصة ، وفلسطين عامة ضد الصهاينة أعداء الأمَّة الإسلاميَّة .
الرابع : ملاحقة العمل الخيري الإسلامي عامّة ، الذي يدعم الجهاد الفلسطيني خاصـَّة ، ومراقبـته ، والتضيّيــق عليه ، وتجفيف منابع النهضة الإسلامية التي هي مـدد الأمـّة للجهاد الفلسطيني.
الخامـس : التعاون مع الحملة الصليبية المستتـَرة بشعار : ( الحملة الدولية لمكافحة الإرهاب ) في محاربة الجهاد ، وتشويه صورته ، وملاحقة دعاته ، ورموزه ، وسجنهم ، فثمة آلاف السجناء من قادة الجهاد الإسلامي باللسان ، والسنان ، في سجون الأنظمة العربية ، وذلك لمنعهم من التأثير على الشعوب الإسلامية لكي تدافع عن مقدساتها ، وكذلك التحالف مع الحملة الصليبية العالمية لإحلال ثقافة الإنهزام والخنوع ، بدل ثقافة المقاومة ، وتمكين تلك الحملة الصليبية من إقامة قواعدها العسكرية ، والإستخباراتية الحامية للكيان الصهيوني في بلاد الإسلام ، وديار المسلمين .
غيـر أنَّ هذا المخطـط الصهيوني الخبيث سيبوء بالفشل ، ويرتد كيد الصهاينة عليهم ، إذا قامت الأمة بواجبها في حشد الطاقات للتحريض على :
إنطلاق الإنتفاضة الثالثة ،
إنتفاضـة الدم ،
إنتفاضة العمليات الإستشهادية ،
فهي وحدها التي ستوقف هذا الزحف الصهيوني الخطيـر على مقدساتنا ، وهي وحدها التي ستطيـر بكل المؤامرات التي تراكمت من إنعقاد مؤتمر أوسلو ، مؤتمر الخزي ، والذل ، والعار ، وتحولها والسلطة الدايتونية التي تحيكهـا، إلى ركام في مزبلة التاريخ .
وهي وحدها التي سترسم طريق النصر بلون الدم ، وتعيد مجد الأقصى معطراً برائحة مسـك الشهداء ، وتعيـد بناء ما هدمته يد الخيانة في القضية الفسطينية بلبنات من أشـلاء الفدائيين الأبطـال ، وأجساد الفدائيـات الماجـدات.
فيا أيها العلماء ، والدعاة ، والمجاهدون ، ويا أبطال الإسلام ، رجالاً ، ونساءً ، شيبـاً ، وشبَّانـا ، انهضوا بهـذا الواجب اليوم قبل الغـد ، وحطِّموا قيود الذل ، وأطلقـوا صيحة الجهاد ، واحشدوا الأمة للدعوة لهذه الإنتفاضة ، على كلّ لسان ، وفي كلّ مسجـد ، وعلى كلِّ منبـر ، واجمعوا لها المال ، متحدّين كلّ من يمنعكم من ذلك ، وافضحوا كل من يقف في وجوهـكم ، واحثوا في وجوه علماء السوء الذين يعارضونكـم التراب ، واضربوا رؤوسهـم بالنعال .
وخطِّطوا لدخول الكيان الصهيوني ، والمشاركة في الجهـاد بالنفس ، والمال ، وأشعلـوها ناراً تحرق في لظاهـا كل ما بنته اليهود .
فليس بعد تهديد مقدَّساتنا تهديـد ، وليس بعد ضمِّ مساجدنا لآثار الصهاينة جريمة تستوجب الجهـاد بالنار والحديد .
قال الحق سبحانه : ( واقتلوهم حيـث ثقفتمـوهم ، وأخرجوهم من حيث أخرجوكم )
وقال : ( أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإنَّ الله على نصرهم لقدير ) .
هذا البيان ، وعلى الله البلاغ ، وهو حسبنا عليه توكلنا وعليه فليتوكل المتوكـلون
حامد بن عبدالله العلي
14 ربيع الأول 1431هـ ، الموافق 28 فبـراير 2010م الكاتب: حامد بن عبدالله العلي التاريخ: 28/02/2010 عدد القراء: 45303
أضف تعليقك على الموضوع
|