خطبة عيد الفطر لعام 1428هـ
الشيخ حامد بن عبد الله العلي
نزل الخطبة
الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر
الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، لا إلهَ إلا الله، والله أكبر، الله أكبر ، ولله الحمد.
الله أكبر كَبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرةً وأصيلاً.
الله أكبرُ ما أشـرق صبـحٌ بنور الإسلام ، وأسفَر، الله أكبر ما هلَّ هلال عيـدٍ وأنوَر، الله أكبر ما علا صوت الجهاد وزمجـر.
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
الحمد لله خالقِ الخلق ، أشهد أن لا إله إلا هو ، لــم يخلقهم سدى ، وأشهد أن محمدا صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما كثيرا ، المرسل من اللّـه بالحـق والهـدى
عليه الصلاة والسلام ، وعلى رفيقِه أبي بكر في الغار، وعلى عمر فاتح الأمصار، وعلى عثمان شهيدِ الدار، وعلى عليّ المبشَّر بالقرار في دار الأبرار، وعلى جميع الآل والصّحب الأخيار ،
الحمد لله الذي بلغنا شهر رمضان ، وافسح لنا في الأعمار إلى تمامه ، وأنعم علينا بأعياد نذكر فيها اسمه ،ونكبره على ما هدانا إلى شرائع الرضوان .
ولنتذكــر إذا اجتمعنا فيهــا ، نعمة الله علينا بهذا الدين ، كما قال تعالى (ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون) .
أيها المسلمون، لقد بعَث الله نبيَّنا وسيّدنا محمّدًا بدينٍ هو الهدى الكامـل ، وشريعـة هي الحـق الشامـل ، وهـي غايـة الإحكام ، وهي العدل فـي الأحكام، ، وهي السعـة بلا حَرَج، وهي السعادة بلا لجـج ،
أرشـد الله بها العبـاد بعد ضلالهم ، وجمعهم على الخيـر بعد تفرقـهـم ، وألَّف بين قلوبهم بعد عداوتهم ، وآخى بينهـم في عقيـدة ساميـة ، رابطتها أخوة الإيمان ، وآصرتها آصرة الدين والعمل الصالح والإحسان ،،
فبعــث الله بهذا الديـن ، أمـة وسطا ، عزيزة بإيمانهــا ، مستعلية بربانيـة شريعتها ، مستغنـية بهداية الله ، متـحـدة بأوثق ربـاط ، مستمسكة بالنهج الرشاد ، مجتمعـة تحت رايـة الفلاح والسداد ،
فبسطت على البشـريـّة خيراتهــا ، وانتشرت بركاتهــا ، فانقشـعت ظلمات الجهل والإستبداد ، وأنقـذت الناس من عبادة العبــاد ، إلى عبادة رب العباد ، وحطمـت جميعَ الولاءات الجاهليّة ، والدعاوى العصبية ، والنعـرات العنصرية ، والشعاراتِ القومية ،
إنّ هذه النعمة هي أعظـم نعم الله على الإطلاق ، كيف لا وهي الصراط المسقيم ، والنهج القويم ، وطريق السعادة الأبديـة ، والعزة الدنيوية ،
قال الحق سبحانه (ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا * ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليما)
وقال (ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار *جهنم يصلونها وبئس القــرار) ، قال المفسرون : هي في كلّ من بدل نعمة الله بهذا الدين الموصوف بقوله تعالى : (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) .
أيها المسلمون إن شكـر نعمة الهداية للإسلام ، وإختيار الله لنا لنكون خير أمة أخرجت للناس ، واصطفاءه إيانا لحمل رسالة الأنبياء ، وتفضيلنا بأن جعل صفوة النبييين وخاتمهم نيبّـنا ، وأعظم كتبه منهجنا وشريعتنا .
إنّ شكر هذه النعمة العظيمة لايتحقـق إلاّ بامتثال آيتين من الكتاب العزيـز :
أولها : قول الحق سبحانه : ( أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه كبر على المشركين ما تدعوهم إليه ).
وهي في معنى قوله تعالى : (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون).
والثانية : قوله تعالى : (وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم ).
وإقامة الدين تعني جعله قائما مستمرا ، كما قال ( وله الدين واصبا ) أي دائما ، ثم نهيه عن التفرق فيـه لأنه يناقض جعله قائما مستمرا ، كما قال تعالى ( ولاتكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كلّ حزب بما لديهم فرحون ) .
وهو ما أمر الله تعالى في قوله ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تتفرقوا ) فأمر بإقامة حبل الله الذي هو دينه ، ونهى عن التفرق فيه .
وهذه الآيات تدل دلالة واضحـة على أن هذه الأمة لايجمعها ولن يجمعها إلاّ دينها ، وحينئذ فلن تنال العـزة إلا بأن تتوحـد به وفيه ، وذلك :
،
أولا : بتحكيم شريعة ربها ، لأن ترك ذلك هو أعظم ناقض لإقامة الدين ، ولهذا جمع الله تعالى له أعظم الأوصاف ذما ، وهي خمسة عشر وصفا بإستقراء القرآن الكريم : كافرين ، وظالمين ، وفاسقين ، ومرتدّين ، ومتحاكمين إلى الطاغوت ، ومؤمنين بــه ، ونفي نفيا مقرونا بالقسم بربويته الخاصة المضافة إلى من انزل عليه الشريعة ، نفى عنهم الإيمان ، وسماهم المبدّلين نعمة الله كفرا ، والمتّخذين أربابا من دون الله تعالى ، وجعل إيمان الذين يريدون ـ حتى لو لم يفعلوا ـ التحاكم إلى غير شريعة الله تعالى زعمـا محضــا ، وأنهّم المبتغون حكم الجاهلية ، والمشركون بالله تعالى في الحكم ، وسماهم المنافقين ، والمشاقّين للرسول ، والمتبعين غير سبيل المؤمنيـن ،
وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد قال : ( أبغض الناس إلى الله مبتغ في الإسلام سنة الجاهلية ) خرجه البخاري من حديث ابن عباس رضي الله عنهما ، فكيف بمن يحكم في الناس بحكم الجاهلية ، وكل حكم بغير شريعة الله تعالى ، هـو حكم الجاهلية .
وثانيا : بأن تجمعها راية واحـدة ، هي الخلافة التي تنتظم الأمة بطاعـة نظام سياسي يقيم دينها ، ويؤلـف بين شعوبها ، ويعزها بين الأمـم ، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ( يجب أن يعرف أن ولاية أمر الناس من أعظم واجبات الدين ، بل لاقيام للدّين ولا للدنيا إلا بها)
ولهذا جمع الله تعالى لما أوضح للأمة نهجهـا : بين إقامة الدين بطاعة الله ورسوله ، والانتظام السياسي تحت راية لا تـردّ الناس إلاّ إلــى طاعة الله ورسوله ، كما قال تعالى : (ياأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا) ، فدلّ على أنه لا يقام الدين إلاّ بهذين الأمرين .
شريعة الله مرجعا لكلّ شيء ، ونظام سياسي عادل ، يتّخذها ولايتخذ سواها مرجعا ،
أما الآية الثانية التي يتحقق بها شكر نعمة الله تعالى علينا بهذا الدين ، فهــي الآمرة بالجهاد في سبيل إعلاء كلمة الله تعالى ، وذلك يشمل جميع أنواع الجهاد ، بالنفس والمال ، وجهاد الهوى ، والشيطان ، والكفار ، والمنافقين ، جهاد السنان ، وجهاد اللسان .
هذا ولاريب أن الأمـّة هذا اليوم بأمس الحاجة إلى الجهاد ، ففي الحديث : (ما ترك قوم الجهاد إلاّ عمهم الله بالعذاب ) ، دفاعا عن حياضها ، ورداً لصولات أعداءها ، وقد تكالبت عليها الأمـم ، وتداعت عليها الكلاب الضارية ، تخفـي عداوتها تارة ، وتظهرها فتبدو عارية ، من خارج حصونها ، ومن داخلها ، وقد أجلبت عليها بخيلها ورجلها بباطلها ،
ولهذا كان حقا على الأمّـة أن تعيـن عصائب الجهاد المباركة ، فهـم الطائفـة المدافعة عن عزة الأمة وكرامتها في فلسطين ، والعراق ،وأفغانستان ، والصومال ،وكـلّ مكان ، وأن تقف معهم ، وتدفع عن أعراضهم ، وترد عنهـم باطل الإتهامـات التي يروّجها أعداء الأمـّة ، فيطلقون عليهم أسماء الذم ، وهم لكل مدح مستحقون ،وينعتونهم بأوصاف الباطل ، وهـم بنصر الحق قائمون .
ولم يكتفوا بذلك بل ضربوا عليهم حصارا لتجويعهـم ومنعهم من جهادهـم ، ثـم فرضوا على المسلمين امتثالـه فاستجاب لهم المنافقون ، والذين في قلوبهم مـرض ، وهاهي غـزة ترزح تحت حصار خانـق ، بغية أن تركع للعدو الصهيوني ، غيـر أنها لن تركع إلاّ لله تعالى ، فقد ضرب المجاهدون في فلسطين أعظـم الأمثلة ، ورفعوا رأس الأمـة عاليا ، بما قدموه من جهاد مشـرف ، وسيمضون في طريقهم إلى النصـر بإذن الله تعالى .
وهاهـم المجاهدون في العـراق تسلَّطـت عليهم ألسنـة الغـيّ والغواية بالسـوء ، وأولئك المقاتلون في سبيل الله في أفغانسـتان ، يعابون ، وما نقموا منهم إلاّ إنهم يقاتلون لإخراج المحتـل من بلادهم ، كما المجاهدون في الصومـال الذين احتلت بلادهم أثيوبيا الصليبية الحاقدة .ولاينبغي للمجاهدين في سبيل الله أن يلتفتوا إلى المخذلين من المرتزقة ، الذين تزيوا بزي العلماء وهم جهلاء ، ولبسوا لباس الناصحين ، وهم دخلاء ، فقد أخبر عنهم النبي صلى الله عليه وسلم فجاء في الحديث ( ليأتين على الناس زمان ، قلوبهم قلوب الأعجام ، حب الدنيا ، سنتهم سنة الأعراب ، ماأتاهم من رزق جعلوهم في الحيوان ، يرون الجهاد ضررا ،والزكاة مغرما ) .
وعليهم أن يتقيـّدوا بجهادهم بهداية الشريعة ، فلا يعتدوا ، ولا يطغـوْا ، وأن لا يصيبهم (غرور السلاح ) كما أصاب من أصاب ممـن قبلهـم ، فتستطيل أيديهم على إخوانهـم ، وأن لا يستعجلوا ثمرة جهادهـم ، وأنْ لايتهمــوا ّكل من ينتقدهـم ، فهم وإن كانوا قائمين على ثغــور الإسلام بخيــر الأعمال ، لكنهم قـد يخطئون ، فيعتدون ، وتلتبس عليهم الأمور فيظلمـون.
ذلك أنـّه حتى الإستقامة على الإيمان ، كما هـي أعـظم روح تنبعث بالخيـر ، فهـي قد تأتي بضد مقصودها ، فإذا لم تنضبط بإعتدال الشريعة ، آلت إلى الغلو والطغيان ، ولهذا قال تعالــى ( فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغــوْا ) ، وإن كان لكل شيء آفة ، فآفة الجهاد ، الغـلوّ ، وإذا كان لكلّ داء دواء ، فقيـود الشريعة وميزانهـا العـدل ، دواء الغـلوّ في الدين .
أيها المسلمون ، إن شكر نعمة الله تعالى بهذا الدين ، هي أن نقيمـه في أنفسنا ، وفي أهلنا ، وأوطاننا ، وأنظمتنا السياسية ، ونظم الحكم ، وحياتنا الإجتماعية ، وعلاقاتنا بين الأمـم ، ورابطتنا الأممـيّة ،
وأن نجاهد في سبيـله ، غايتنا أن ندفع أعداءنا عن بلادنــا ، ونعيد إلى أمتنا وحدتها المنشـودة ، وخلافتها المفقودة ، وشريعتها العليـة المحمـودة .
فنسأل الله تعالى أن يلهمنا شكر نعمته ، وحسن عبادتـه ، والغنيمة من كل بر ، والعافية من كل إثم ، والثبات في الأمـر ، والعزيمة على الرشـد ، والنجاة من النار ، والدرجات العلا من الجنـة .
الله أكبر الله أكبر الله أكبر ، الله أكبر الله أكبر الله أكبر
الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له ، وأشهد أن محمدا صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم عبده ورسوله .
أيها المسلمون : إن للعيد بهجة ، فابتهجوا في غير مساخط الله ، وفيه فرحـة فافرحوا في غير كفران لنعمة الله ،
وإنما بعثنا رحمة للناس ، وبهجة للدنيا ، ولنمـلأ الحياة بالخير :
خرج الإمام أحمد من حديث أبي ذر رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم : ( على كل نفس في كل يوم طلعت فيه الشمس صدقة منه على نفسه . قلت : يا رسول الله ! من أين أتصدق وليس لنا أموال ؟ قال : لأن من أبواب الصدقة التكبير ، وسبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، وأستغفر الله، وتأمر بالمعروف ،وتنهى عن المنكر ، وتعزل الشوكة عن طريق الناس ، والعظمة ، والحجر ، وتهدي الأعمى ، وتسمع الأصم ، والأبكم حتى يفقه ، وتدل المستدل على حاجة له قد علمت مكانها ، وتسعى بشدة ساقيك إلى اللهفان المستغيث ، وترفع بشدة ذراعيك مع الضعيف ؛ كل ذلك من أبواب الصدقة منك على نفسك ، ولك في جماعك زوجتك أجر . قال أبو ذر : كيف يكون لي أجر في شهوتي ؟ فقال : أرأيت لو كان لك ولد فأدرك ورجوت خيره فمات ؛ أكنت تحتسبه ؟ قلت : نعم . قال : فأنت خلقته ؟ قال : بل الله خلقه . قال : فأنت هديته ؟ قال : بل الله هداه . قال فأنت ترزقه ؟ قال : بل الله كان يرزقه . قال : كذلك فضعه في حلاله وجنبه حرامه فإن شاء الله أحياه وإن شاء أماته ولك أجر)
كما بعثنا للشـرّ مباعديــن ، وعنه ناهيــن :
وإن أعظم الشـرّ ، الشرك بالله تعالى ، الذي يدعو مع الله إلها آخر ، فلا يستقيم التوحيد الذي هـو العروة الوثقـى إلاّ بالكفر بالطواغيت ، والآلهـة ، والأرباب ، والأنداد ، فلا يعبد شيء منهـا ، ولا يُتَّخــذ حكمــا ، ولا وربـا مع الله تعالى.
ثم إن أكبر الكبائر بعد الشـرك قتل النفس ، بغير حق ، ثم الزنــا ، عافانا الله وكل مسلم ، قال تعالى : (والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما * يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا * إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما) .
وعـن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (اجتنبوا السبع الموبقات
قالوا يا رسول الله : وما هن ، قال الإشراك بالله ، والسحر ، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق ، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم ، والتولي يوم الزحف ، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات) .
وخرج ابن ماجه من حديث ابن عمر رضي الله عنهما ، قال صلى الله عليه وسلم :( خمس إذا ابتليتم بهن ، وأعوذ بالله أن تدركوهن ، لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلاّ فشا فيهم الطاعون ، والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا ، ولم ينقصوا المكيال والميزان إلاّ أخذوا بالسنين ، وشدة المئونة ، وجور السلطان عليهم ، ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلاّ منعوا القطر من السماء ، ولولا البهائم لم يمطروا ، ولم ينقضوا عهد الله، وعهد رسوله ، إلاّ سلط الله عليهم عدوا من غيرهم ، فأخذوا بعض ما في أيديهم ، وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله إلاّ جعل الله بأسهم بينهم ) .
وبعـد :
قدأوصى الصالحون بهذه الوصايا العظيـمة : بتقوى الله تعالى فإنه رأس الأمر كله ، و بتلاوة القرآن و ذكر الله تعالى فإنه ذكر للعبـد ، في السماء و نور لـه في الأرض ، والصمت إلا في خير فإنه مطردة للشيطان ، و عون على أمر دينك ، وقد قيل : إياك و كثرة الضحك فإنه يميت القلب و يذهب بنور الوجه وقالوا : عليكمبالجهاد فإنه رهبانية أمتي ، أحبوا المساكين و جالسوهم ، وانظروا إلى من تحتكم ، و لا تنظر إلى من فوقكم ، فإنه أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عندكم ، صلوا قرابتكم ، و إن قطعوكم ، وقولوا الحق و إن كان مرّا ، لا تخافوا في الله لومــة لائم .
وقالوا في الحكمة : ليحجزك عن الناس ما تعلم من نفسك ، و لا تجد عليهم فيما تأتي ، و كفى بالمرء عيبا أن يكون فيه ثلاث خصال : أن يعرف من الناس ما يجهل من نفسه ، و يستحي لهم مما هو فيه ، و يؤذي جليسه .
اللهم إنـّا نسألك من خير ما سألك منه ، عبدك ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم ، ونعوذ بك من شر استعاذ بك منه عبدك ورسولك محمد صلى الله عليه وسلم ، اللهم إنا نسألك العفو والعافية ، في ديننا ، ودنيانا ،وأهلنا وأموالنا ، اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا ، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا ، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها معادنا ، واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير ، واجعل الموت راحة لنا من كل شـر.
اللهم انصر الإسلام والمسلمين ، وارفع راية الجهاد وانصر المجاهدين ، اللهم انصر المجاهدين في فلسطين ، وارفع الحصار عن غزة الإسلام والمسلمين ، وأمدهم بمدد من عنـدك ، وأيدهم بجند من جندك ، اللهم انصر المجاهدين في العراق ، وأفغانستان ،والصومال ، اللهم اجمع شملهم ، وسدد رميهم ، وانصرهم على عدوك وعدوهـم ،.
اللهم من اعتز بك فلن يذل، ومن اهتدى بك فلن يضل، ومن استكثر بك فلن يقل، ومن استقوى بك فلن يضعف، ومن استغنى بك فلن يفتقر،ومن استنصر بك فلن يخذل، ومن استعان بك فلن يغلب،ومن توكل عليك فلن يخيب، ومن جعلك ملاذه فلن يضيع، ومن اعتصم بك فقد هُدي إلى صراط مستقيم، اللهم فكن لنا وللمسلمين ، وللمجاهدين ، وليا ونصيرا،
اللهم يا منزل الكتاب ، ويا مجرى السحاب ، ويا هازم الأحزاب ، ويا منان ، يا بديع السماوات والأرض ، نسألك اللهم أن تنزل بأسـك الذي لا يرد على القوم المجرمين ، الذين اعتدوا على عبادك المسلمين في كل مكان من الأرض , اللهم زلزل الصليبين والصهاينة ، ومن شايعهم ، اللهم اقطع دابرهم ، ودمر خططهم ، اللهم أحصهم عددا ، واقتلهم بددا ، وفرق شملهم ، وشتت جمعهم ، وردهم عن بلاد الإسلام إلى ديارهم خائبــين .
اللهم يا حى يا قيوم برحمتك أستغيـث أصلح لنـا شأننـا كلـّه , و لا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين آمين آمين آمين. الكاتب: حامد بن عبدالله العلي التاريخ: 09/10/2007 عدد القراء: 14486
أضف تعليقك على الموضوع
|