بيان بشأن المجزرة الصهيونية على قافلة الحريـّة
الحمد لله الذي أمر بموالاة المؤمنين ، والبراءة من أعداء الدين ، والصلاة والسلام على نبيّنا محمد المبعوث رحمة للعالمين ، وعلى آله وصحبه أجمعيـن :
أما بعد : فقد رأى العالم أجمع المجزرة التي اقترفها العدو الصهيوني في قافلة الحرية التي انطـلقت من تركيا لفك الحصار عن أهل غزة ، وكانت تحمـل نشطاء مدنيين من مختلف بلدان العالم ، حرّكهـم شعورهم بالمسؤولية تجاه المأساة الإنسانية الكارثية في غـزة المحاصرة.
حيث هاجم مئات الجنود الصهاينة المدعومين جـوّا ، سفـن الأسطـول ، مستخدمين الرصاص ، والغازات ، مما أوقع عددا من القتلى .
وهذه الجريمة الصهيونية النكراء ماهي إلاّ حلقة من حلقات سلسلة العداء للإسلام الذي يقوده التحالف الصهيوغربي بزعامة أمريكا ، وأحد فصول المؤامرة التي جمعت هذه التحالف الشيطاني مع أنظمة عربية خائنة ، وتستهدف القضاء على المقاومة الفلسطينية ، تمهيدا لتصفية قضية الأمة في فلسطين لصالح الصهاينة المتعدين.
ورغـم بشاعـة هذه الجريمة الصهيونية غيـر أنهـا تترجـم حالة اليأس التي يعيشها هذا الكيان المسـخ ، وتعبـر عن تخبـّطه ، وشعوره بالعـجز التام أمام إعصار المقاومة الفلسطينية ، وفقدانه القدرة على كبح جماحهـا
كما أنها تؤكّـد نجـاح المهـمة التي إنطلقت من أجلهـا قافلة الحريـة ، وتعلن وصول رسالتها إلى العالـم ، والتي تتضمن ما يلي :
أولاً : لفت النظر إلى وحشية الكيان الصهيوني ، وأنه كيان عنصـري ، أسوء بكثير من نظام الفصل العنصري الذي كان في جنـوب أفريقيـا ، وأنه يعيش خارج نطاق القيم البشرية ، ولايستحق البقاء ،
وتعريـة إدعاءاته المزيفة بأنـه شعـب ديمقراطي متحضر مهدد من شعوب متخـلفة .
ثانيـاً : تحميل النظام العربي الرسمي مسؤولية الحصار المجرم الذي يتولى كبره النظام المصري ، إذْ لولا حصاره لغزة ، وإصراره على مواصلة هذه الجريمة النكراء ، لما احتاج أهـل غزة إلى قوافل بحرية تأتي تحت تهديد الصهاينة .
ثالثـاً : فضـح ما يسمى بمؤسسـات المجتمع الدولي ، وعلى رأسها مجلس الأمن ، والأمم المتحـدة ، التي هي رهينة بيد التحالف الصهيوغربي ، إذ تقـف صامتة تجاه الحصار الجائر ، وجرائم الصهاينة ، ولاتتحـرّك إلاّ ضـد المقاومة الشريفة في أنحاء العالم.
رابعـاً : تذكير العالم بمعانة أهل غـزة ، وبضرورة التحرك السريع لرفع الحصار عنهم.
خامسـاً : توجيه المؤسسات الحقوقية العالمية إلى تبنـي مأساة شعب غزة المحاصر.
سادسـاً : رفض سياسة الصهاينة الهادفة إلى فرض الأمر الواقع في حصار غزة ، وإفشـال جعل الحصـار ( حالة عادية ) ، وليس فيه أي إدانة للكيان الصهيونية .
هذا .. وإنَّ الواجـب اليوم نهوض المسلمين في مصر خاصة ، وجميع أهل الإسلام عامة ، واستدعائهم لغيرهم من غير المسلمين ، من محبّي الحق ، والعدل ، والحرية ، لإستنكـار هذه الجريمة الصهيونية في حق قافلة الحرية ،
وللتحـرّك ضدّ الحصـار على غـزة ، والعمل على إفشاله ، وتصعيد الحرب ضـدّه ، وتوجيه المسلمين كلَّهم ليسخِّروا طاقتهم للحيلولة دون تنفيذه ، كلُّ بقدرته ، وعلى قدر جهده.
وتقع على العلماء المسلمين المسؤولية العظمى ، فالفرض الشرعي يحتم عليهم ، تجميع الأمـة على رايـة الجهاد ضـد التحالف الصهيوغربي ، وتوجيههـا نحو عدوها الصهيوني التاريخي ، ووضعـها أمام هذا التحـدّي الأكبـر ، واستنهاض كـلّ طاقاتها لمواجهـته ، ودعـم كلّ فصـائل الجهـاد الإسلامي ، وجهود المقاومة في البلاد المحتـلّة ، وعلى رأسها المقاومة في فلسطين ، ومواجهـة كـلّ جهود التطبيع مع العدوّ الصهيوني ، الرسميّة ، وغير الرسميّـة ،
وتعريـة المخطط الصهيوغربي بإشغــال الأمـّة الإسلامية بحرب نفسهــا ، وذلك بمحاربـة مجاهديهـا ، تحت المصطلــح الزائف المصنوع في دوائر الإستخبارات الصهيونية ( الحرب على الإرهـاب ) !
والأولوية في هذا التحـرّك لجعل الكيان الصهيوني يدفع ثمـن جريمته التي اقترفهـا اليوم في حقّ قافلة الحرية ، لكي لايذهـب هدفها سدى .
هذا وإننا متفائلـون بأنَّ ما فعله الصهاينة سيـرتدّ عليهم ، وستحقّق قافلة الحرية مكاسـب أكبـر بكثير مما لو وصلت إلى غــزة .
وأنَّ الصهاينـة قـد أبتلعوا الطعـم ، ( وسـيعـلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبـون ).
والله المستعان على ما يصفـون ، وهو حسبنا عليه توكلنا ، وعليه فليتوكل المتوكـلون .
حامد بن عبدالله العلي
الكويت الإثنين 17 جمادى الآخرة 1431هـ ، 31مايو 2010م الكاتب: حامد بن عبدالله العلي التاريخ: 31/05/2010 عدد القراء: 11229
أضف تعليقك على الموضوع
|