الرد على مفتي سوريا الذي اصطف مع الظلمة هنـا
بيان إطلاق الثورة السورية
إنّ بشّار علا في الأرضِ وجعَل أهلَها شيعا !
حامد بن عبدالله العلي
ليس ثمة نظام عربي أعظم إجراما في الأمـّة من النظام السوري ، ولم تجتمع بلايا في نظام سياسي كما اجتمعت فيه ، ولم يخن الإسلام ، والعروبة أحد كخيانته ، وقـد ختم خياناته التي استمرت عقودا ، يحكم فيها أهل الشام الأباة بالحديد والنار ، بنظام الرعب ، ودولة المخابرات ، ختمهـا بمجزرة راح ضحيتها أكثـر من مائة شهيد من أهل درعا الذين ثاروا على طغيان بشار ، وزمرته الفَجَـرة .
ورغم ذلك كلِّه ، ورغم مجازره في شهداء الثورة السورية المباركة التي انطلقت بإذن ربـِّها ، لايزال يحلم هذا النظـام ، بأنْ يبقـى متسلِّطا على الشعب السوري البطل إلى الأبد !!
هيهـات .. فماذا بقي من دين الأنبيـاء والمرسلين ، ونهج العدل ، وقيم الحـقّ في السماء ، وأعراف الخير في الأرض ، لم ينتهكـه هذا النظام المجرم ؟!!
وهي سبـع خطايـا ، كلُّ واحدة منها تكفي للخروج عليه ، وإسقاطه :
إحداها : أنه يحكم بطائفيةٍ نتنة ، وعصبيةٍ قذرة ، فقـد سلَّط الطائفة النصيرية التي ينتمي إليها رأس النظام ، على الأغلبية المسلمة السنيّة ، فسامت المسلمين سوء العذاب ، واستضعفتْهم ، تذّبح أبناءهم ، وتستحيي نساءَهم ، طيلة عقود!
وهذه النِّحلة النصيرية ، هي نحلة الباطنية التي وصفها علماء الإسلام ( ظاهرها الرفض ، وباطنها الكفر المحض ) ، فهم يعتقدون _ تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا _ أنّ عليا رضي الله عنه خالق السموات والأرض ـ حتى إنَّ طائفتهم تُسمـَّى في بعض البلاد ( العلي إلهية ) !! ـ ويعتقـدون أيضا أنَّ عليـَّا خلق محمداً صلى الله عليـه وسلم ! وأنَّ محمداً خلق سلمان الفارسي !
ويقدّسون الخمرة ، ولايعرفون صلاة المسلمين ، ولا جمعتهم ، ولايغتسلون من جنابة ، ويصلُّون في بيوتهم صلاةً يتلون فيها خزعبـلات ما أنزل الله بها من سلطان ، ولديهم قداسات مثل قداسات النصارى ! وأعياد أهل الصليب هي أعيادهم كعيد القديسة بربارة ، وعيد الصليب ، وعيد الميلاد !
فلاجرم أعانهـم المستعمر ليتسلَّطوا على شام الإسلام ، ودَعَم بقاءَهم طيلة هذه الأعـوام !
ويحتلفون بعيد استشهاد الخليفة الراشد الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، يفرحون فيه فرحا عظيـما !!
وجميع عقائد الرافضة فيهم بأضعاف معادة ، وكلّ طامات الشيعة عليهم وزيادة ، حتى زعموا أنَّ الصلوات الخمس ماهي إلاَّ علي والحسن والحسين وفاطمة _ رضي الله عنهم _ ومحسن ! ومحسن هذا هو السر الأعظـم ، والناموس الأفخم !! ، وأنك إذا ذكرت هذه الخمسة أغناك ذكرهم عن الصلوات ، والوضوء ، والغسل من الجنابات !
وهكذا تدين هذه النحلة بهذه الخرافات المريضة ، والضلالات العريضة ، فلا عجـب قال عنهم شيخ الإسلام : ( هؤلاء القوم المسمون بالنصيرية _ هم وسائر أصناف القرامطة الباطنية _ أكفر من اليهود ، والنصارى ، بل وأكفر من كثير من المشركين ، وضررهم أعظم من ضرر الكفار المحاربين مثل التتار ، والفرنج ، وغيرهم.. وهم دائماً مع كلّ عـدوّ للمسلمين ) .
والعجب والله كلَّ العجب أن تتسلَّط هذه الطائفة التي احتوت عقائدها على كلّ هذا الكفريات الصلعاء ، والداهيـات الدهـياء ، ثـمَّ يرضى بحكمها بالعصبية ، وتسلِّطها بالعنصرية ، أهلُ الشام ، وأباة العروبة ، وحماة الإسلام !!
الثانية : أنه يحكم الشعب السوري بنظام الحزب الواحد ، من بقايا نظم التخلُّف في القرن الماضي ، كمثل نظام شاوشسكو وأضرابه ، ويُطبِق بهذا الحزب الواحد على مقدرات الشعب ، ورقبة الأمة السورية ، يتصرف كما يشاء ، يستأثر بما يريد ، ويستبقى ويبيـد !!
الثالثة : أنه في الحقيقة نظام إستخباراتي بشع في صورة الدولة ، وعصابة بوليس متوحش في ( ديكور ) نظام سياسي ، وخلايـا تجسُّس على الشعـب في هيئة حكومة !
فما يديـر كلَّ شيء من وراء تلك الصورة ، وذلك الديكور ، وهاتيك الهيئة ، هي أجهزة الأمن السرية ، وهذه الأجهزة متضخمة إلى درجة مهولة ، ومنتشرة إلى حـدود غير معقولة ، والطامة الكبرى أنها مطلقة اليد بما تحمل هذه الكلمة من معنى ، ومرسلة على الشعب تفعل فيه ما تشاء ليعْنـى .
الرابعة : أنَّ هذا النظام الإستخباراتي الذي هو الحاكم الفعلي ، مباحٌ له كلُّ وسائل التعذيب ، وجميع أدوات الترهيب ، وما شاء من آلات إخضاع الشعب بالقوة ، ولهذا فإنّ ما يجري في الشعب السوري من القمع الوحشي بإنتهـاك الحقوق _ بلا مبالغـة و الله _ لايجري مثله في كلّ الأقطار العربية ، بل كـلّ العالم ،
وإذا دخلت _ أعاذك الله من جهنم ومن هذه التي سأصفها _ سراديب التعذيب في النظام السوري ، سـوف تـرى ، أعاذك الله من أن ترى ؟!
ترى الثمانية ! وما أدراك ما الثمانية :
الدولاب ، والفلقة ، وبساط الريح ، والشبح ، و العبد الأسود ، والكرسي الألماني ، و الكرسي السوري المطوَّر عن الكرسي الألماني ، والغسَّالة !!
وكلُّ واحدة من هذه ، هـي أدوات تعذيـب رهيبـة ، كأنها صورة مصغّرة من جهنـّم الدنيـا ، ولا يعرف مثلها إلاّ في القرون الوسطى !
فالدولاب هـو ضرب المواطن السوري وهو معلق حتى يتحول جسده العاري إلى اللون الأحمر ! والفلقة جلد القدمين بالـ(كيبلات) حتى تتقطع ! وبساط الريح أشبه بالصلب على خشبة ثم الصعق بالكهرباء ! والشبح تعليقه وهو مشدود وثاق الذراعين إلى الخلف وضربه حتى يُغمى عليه ! والعبد الأسود شد وثاق المواطن السوري إلى آلة متحركة فيدخل سيخ في دبر المواطن السوري ! والكرسي الألماني يشد الضحية حتى يمزق فقرات ظهره ! والكرسي السوري المطوَّر! زيدت فيه شفرات معدنية لمزيد من العذابات ! والغسالة آلة يدخل فيها المواطن يده فتتمزق !
هذا إضافة إلى ما في تلك السراديب من الإغتصاب ، والحرق ، وإطفاء السجائر ، وإستعمال الأحماض على الجروح ، وتشريط وجه الضحية بالشفرات ، والنفخ بالهواء في الدبر ، وتعليق الضحايا بالمرواح وضربهم وهم تدور ! والتعذيب بالماء الحار ، والبارد ، وإسماع الضحايا عويل المعذبين ، وصراخهم ، وتعذيب الضحايا أمام بعضهم ، وهم عراة ، سواء الرجال والنسـاء ! والحرمان من النوم .. إلـخ
أما شتم الله _ تعالى الله عما يقول الكافرون علـوَّا كبيراً _ وسبّ الدين ، و التطاول على العرض ، وإسماع الضحايا ما يزيد عذابهم الجسدي عذابا معنويا لايوصف ، فلكلِّ ضحية منه نصيب ، ولا تخلو منه وجبة تعذيب !
وهذا التعذيب الوحشي الذي يدل على أنَّ هذا النظام مصاب بمرض نفسي ، وليس من جنس البشر ، ولا يصلح أن يحكم بني آدم ، هـو نظام ممنهـج ، وأساس يُنهـج ، وعليه وحده فحسب ، وعلى إنتشار سمعته الرهيبة بين الشعب ، يعتمـد النظام في بقاء تسلطه ، وإستمرار حكمه !!
الخامسـة : أنّ هذا النظام قـد أفقـر الشعب السوري ، وعبث في ثرواته لأطماع أسـرة بشار ، وحزبه ، فصار الشعب رغم أنـّه يعيش على بقعة غنية بالخيرات ، وأرض مليئة بالبركات ، من أفقـر الشعوب العربية ، وأعظمها معاناة في حياته اليوميـة ، وانتشـرت البطـالة ، وعمت الرشوة والفسـاد ، وضاع حق الفقير ، والضعيف ، و الملهـوف ، وتكدست الثورة بيد الملأ من قوم فرعون ، وأجهزة إستخباراته ، وقارون الذي يمثله لصوص القطر السوري المحتمين بالنظام !
السادسة : أنَّ هذا النظام قمع الحريات ، وكمم الأفواه ، وخنق الإبداع ، بل قـتله ، وعطـَّل الفكـر ، وأخمـد حراك الشعب السياسي ، الذي يطوِّر الحياة السياسية لما فيه صالح الشعب .
وحـوَّل كـلَّ طاقات هذه الشعب المبدع العظيـم ، إلى سُخـرةٍ مسخـَّرة للنظـام ، فمن انتقده زجَّ به في السجون التي وصفت هولها ، ومن عارضه قذف به في غياهـب المعتقـلات التي بيَّنـت _ آنفـا _ حالهـا !
ولهذا خرج من الشام آلاف المعارضين المخلصـين ، وهـرب منها مئات الآلاف من المبدعيـن ، لمجرد أنهم يخالفـون فرعـون وحزبـه ، ويعارضون طريقة حكمه لشعبه!
ومن بقي منهم بقي رهين خوفه داخل القطـر ، محكوما بالقهر ، تحت سياط الظلم ، والجـور !
السابعة : أنه أكذب نظام على وجه الأرض ، ولا يزال مما امتهنه من الكذب ، و النصـب ، والدجل ، والنفـاق ، يستغفل شعبه ، والعالم ، فنشر مؤخـرا صور بنادق أحضرها من أوكـار إستخباراته ، ورُزم عملة جاء بها من بؤر بوليسه السري ، ويريد إقناع الناس أنَّ الذين ثاروا فـي درعا ، مرتزقة !!
تبا لهذه العقول التي تحكم بلادنا العربية ، ولازالت تفكر بطرق متخلّفة ، ولم تع حتى الآن ما وصـلت إليه البشرية من تطوُّر ، وما آلت إليه وسائلها من تغيُّر ، بحيث لـم تعد تنطلي عليها وسائل الإستخبارات الغبية القديمة !
وهو نظام بقي يكذب أكثر من أربعة عقود ، يكذب على شعبه ، بأنه دولة المؤسسات ، والقانون ، والحقوق ، والعدالة ، والحق أنـه ليس فيه من هذه أدنى قطمير ،
ويكذب على العرب في أنه نصير قضاياها ، وإنما يتاجر بها في الظاهر فحسـب ، فقد حافظ على الهدوء التام بصورة عجيبة مع جبهة الكيان الصهيوني طيلة فترة حكمه !!
ثـمَّ يقف بكلِّ ما أوتي من إمكانات مع الفرس الحاقدين على العروبة في الحقيقة ، وقد فتح لهم أبواب القطر السوري على مصاريعها ليعيثوا فيه فسادا ، ولينشروا شعوبيتهم ، وتحريفهم للإسلام ، وشتمهم للصحابة ، ولتاريخ الأمـة !
ثـمَّ ما فعله في لبنان ، وفي سنّة لبنان _ ولايزال _ من الجرائم التي تقشـر منها الأبدان ، ما يفـوق الوصـف ، ويعجـز عنه البيان !
ويكذب على المسلمين في أنـَّه يحترم دين الإسلام ، وهو يحارب مظاهر التدين ، ويسعى جاهدا لطمس معالمها في سوريا.
وعلى صعيد قضايا الأمة لم نسمع منـه إلاّ شعـارات فارغة ، يطبِّل بها ليتخذها ذريعة ليبقـى فـي حكمه الطاغيـة ، وفي إستعباده لمسلمي الشام ، وإستنزافـه لمقدارتها !
وبعـد :
أيها الشعـب السوري البطـل :
بعد إنقلاب 1966م ، سيطر الضباط النصيريون على مقدراتكم ، ومنذ ذلك الحين وهم يحكمون البلاد بالفشل الذريع على كـلّ الأصعـدة ، وبوسائل دموية ، وبمؤامرات خبيثة ، وبالاغتيالات السرية ، حتى تسلط حافظ الأسد ، فكرس القمع بأبشع صوره ، وعزف على الإنقسامات الإجتماعية ، والسياسية ، وبنـى جهاز إستخبارات متوحش بإدارة عنقودية مستنسخة من أكثر الأنظمة البوليسية توحشـا ، وعـدَّد وجوه هذه الجهـاز بعناوين مختلفة ، وكلُّها تصب في النهاية في جهاز واحد مقاليده بيد الحلقة الضيقة حول الرئيس ، يتحكـَّم في كلِّ شيء ، ويطوِّعـه بالرعـب ، ويبقيه تحت حرابه.
ثم ورث بشار الأسد ما تركه له أبوه من تركة الطغيـان ، ومعلوم أنَّ إرهاب النظامين المصري ، والتونسي ، لم يصل إلى عشر ما في النظام السوري من إرهاب ، بل يبدو نظام حسني مبارك منارة حريـّات بالنسبة للنظام السوري ! ومع ذلك فقد ثار الشعبان التونسي والمصري على الطغيـان .
أليـس هذا كلُّـه يدلُّ على أنـه قـد آن الأوان ليهـبَّ الشعب السوري كلَّه ، ويحـدث التغييـر الأعظـم في سوريا ، ويطلـق الثورة الكبرى في الشـام .
ليقيـمَ راية العـدل ، والحق ، وليعيد الأمور إلى نصابها ، وليحرر الشعب السوري من هذا النظـام الفرعوني المتسلِّط ، وليخلص الشام من حكم هذه العصابة المجرمة التي بلغت جرائمها عنان السـماء .
ألم يحـن الوقـتُ ليحاسَب هذا النظام على ما اقترفه ، وليتحمَّل مسؤولية ما كسبت يداه .
وهـل ثمة خلاص إلاّ بثورة غضب عارمة ، تزلزل الأرض من تحت نظام العنصرية ، والقمـع ، البغي ، والظلم ، والعدوان .
أيها الشعب السوري البطـل :
لقد هـبَّت رياح التغيير على عالمنا العربي ، و السعيد من إغتنمها فاستعرض لها شراعه ، فارفعوا أشـرعة الثـورة السورية ، فستجـري بإذن ربها إلى بـر الحرية ، والعدالة .
وقد غـدا واضحا أنَّ العالم لـم يعد يحتـمل هذه الأنظمة المتوحشـة لتحكم البشر فيه ، ولم يعـد يطيق هذه الصيغ المتخلِّفـة القمعية للحكم لتتسلط على الشعوب في هذا العالم المعاصـر المتطـوِّر .
وسيقف شرفـاء العالم كلُّه مع ثورتـكم ، وستهتف لها شعـوب الأرض الحرَّة.
أيها الشعب السوري البطـل :
في تراثنا الإسلامي العظيم ، قـد أجمع العلماء أنـَّه لم يأت في الفضائل _ بعد مكة والمدينة _ ما جاء في فضال الشـام ، وما بارك الله على أرض كما بارك عليها ، وما نطـق الوحي بثناء كما أثنـى عليها .
فكونوا أهلا لهذا التفضيل ، واستعلـوا بهذا الثناء ، والبسـوا هذا الرداء ، وأحدثوا التغييـر الشامل التي تنتظره منكـم الأمـّة ، وأنتم أهل لذلك.
ولقد تدرَّعت درعـا بالتوكـُّل على الله تعالى ، ثم بعزيمـة الأسـود ، فأطلقت ثورتها ، وقمـتم ثائرين معها اليوم في دمشـق الأمجـاد .
فيا حلـب الأباة ، وياحمص العزيمـة ، ويا حمَـَاةَ الليوث ، ويا ديرَ الزور التي يقطنها نمور العروبة ، وصقور الإسلام ، وياطرسوس الأنفة ، ويا قامشلي العـزّ ، ويارقـّة المجـد ،
يا شعب الشام الأبطـال ،
كلُّكمْ ليـثٌ أبيُّ ثائـِــرٌ ** من بنِـي الأحْرارِ مِنْ جَدِّ أبي
فهِبُوا الرُّوحَ إلى الشَّـام فدىً ** وارفعوا الشَّام مكانَ السُّحُب
.
(إنّ فرعونَ علا في الأرض ، وجعل أهلها شيَعا ، يستضعف طائفة منهم ، يذبّح أبناءهم ، ويستحيي نساءهم ، إنه كانَ من المفسدين ، ونريدُ أن نمـنّ على الذين استُضعفوا في الأرض ، ونجعلهم أئمةً ، ونجعلهم الوارثين )
.
وعلى الله توكّلـوا ، وهو حسبنا ، وعليه توكّلنا ، وعليه فليتوكّـل المتوكـّلون
الكاتب: حامد بن عبدالله العلي التاريخ: 25/03/2011 عدد القراء: 44359
أضف تعليقك على الموضوع
|