|
مميز: لقد قامت إدارة تويتر (X) بإيقاف حساب الشيخ في تويتر hamed_alali
وهذا عنوان حسابه الجديد
hamedalalinew |
|
خطبة عيد الفطر عام 1424الطاغوت العالمي يتهاوى وأمة الإسلام تبعث فالحقوا بالركب
حامد بن عبدالله العلي
الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا ، وسبحان الله بكرة وأصيلا .
الله أكبر وله الحمد كله ، وله الملك كله ، وإليه يرجع الأمر كله ، علانيته ، وسره ، لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له وهو على كل شي قدير .
والصلاة والسلام على إمام المرسلين، وقائد الغر المحجّلين ، محمد بن عبدالله البشير النذير ، المبعوث بالدين الظاهرالمنشور ، والعمل الصالح المبرور ، والجهاد القائم المنصور .
والحمد لله نحمده ، ونستعينه ، ونستغفره ، ونتوب إليه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلامضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وإن أصدق الكلام كتاب الله تعالى ، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه سلم ، ، وإن شر الأمور محدثاتها ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار .
الحمد لله الذي شرع لنا شرائع الإسلام ، وعلّمنا فرائض الإيمان بصائر للأنام ، وأتم لنا عدة الشهر لنكبّر الله على ما هدانا ، ونعظمّه على ما علّمنا من الخير والفلاح وأولانا ، ولنجاهد لينعم بخيرات هذا الدين العظيم كل العباد ، ويهتدوا لما فيه من الصلاح والرشاد .
أما بعـــــد :
فيا أيها المسلمون ، إن المتأمل في الصورة الكبيرة للمشهد العالمي ، يرى بوضوح أن الإسلام مبعوث قريبا لا محالة ، فهو ينتظر نصرا مؤزرا ، وتمكينا ورفعة يعز الله بهما أمته ، ويعلي كلمته ، ويغيظ أعداءه ، ويظهر دينه ، ويخزي بهما شياطين الإنس و الجن .
ألا تروننا في كل عيد يمر علينا ، والمسلمون يواجهون عدوهم ، بقلوب أشد إيمانا ، وسواعد أمضى قوة ، وإصرار أكبر مما مضى ، ويجنّـد الله تعالى لهذا الدين ، رجالا لا يهابون الموت ، يقدمون عليه إقدام ليوث الغاب ، ويزحفون على الأعداء من كل باب ،
هذا .. وعلى هذه البشارة العظيمة ، آيات كثيرة ، أعظمها :
أن أعداء الإسلام يكادون يبلغون غاية مكرهم ، ومنتهى كيدهم ، وأوج طغيانهم ، وقد سلكوا كل سبيل ليصدوا عن سبيل الله ، فاستكملوا سبل الطغيان السبع ، التي لا تكتمل في جمع الباطل إلاّ وتؤذن بقرب نهايته ، وهي كما نراها في واقعنا لاتخفى منها خافية :
** الأولى : السعي لإطفاء نور الله تعالى بأنواع المكر والكيد ،، وقد قال تعالى (يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ) .
وقال تعالى ( وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال ) ، وها نحن نرى مكرهم الكبار ، لا ينكف الليل ، ولا النهار ، ينفقون فيه الأموال ، ويهلكون من العدد ، والعتاد الثقال .
** الثانية : الافتراء على الله تعالى زاعمين أن الله تعالى أمرهم بإجرامهم في الأرض ، وحربهم للإسلام كما قال تعالى عن أسلافهم (وَإِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءنَا وَاللّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء أَتَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ) .
وقد سمعنا كيف أن بوش وعصابته ، يصرحون أنهم مبعوثون من الله ، وأن السماء تقودهم في حربهم هذه الشاملة على أهل الإسلام .
** الثالثة : قتل الموحدين ، ومطاردة خيار عباد الله المجاهدين ، وسفك دماء المسلمين ، كما قال تعالى عن سلفهم فرعون ( قال سنفتّل أبناءهم ونستحي نساءهم وإنا فوقهم قاهرون) .
** الرابعة : رمي التهم الباطلة على أهل الحق والجهاد ، بأنهم المفسدون في الأرض ، الخوارج عن الصراط المستقيم ، كما قال تعالى على لسان فرعون ( إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد ) .
** الخامسة : إكراه أهل الإسلام على قول الكفر ، والرجوع عن الحق ، كما فعل أسلافهم قال تعالى ( إنهم إن يظهروا عليكم يرجموكم أو يعيدوكم في ملّتهم ولن تفلحوا إذا أبدا ) ، وكما فعل الطاغوت في أصحاب الأخدود .
** السادسة : سب دين الإسلام ، والسخرية منه ، والتطاول على نبي الأمّة ، والاستهزاء بشعائر دين الله تعالى الذي ارتضاه ، كما قال قائلهم من كبار قادة الصليبيّة يصف دين الإسلام بأنه دين الشيطان ، وان المسلمين يعبدون صنما ، واتهموا محمدا صلى الله عليه وسلم بأنه "إرهابي" ، وتابعهم أذنابهم من المنافقين ، فسلّطوا أقلامهم الحاقدة ، وإعلامهم المفسد يفترون على هذا الدين العظيم ، ويسخرون بالقائمين به ، ويصفونهم بأقبح الأوصاف .
السابعة : نشر الظلم والفسوق والفحشاء في الأرض ، فيستعبدون عباد الله تعالى ، ويسطون على الشعوب ، ويسرقون ثروات الأمم ، وينشرون فيها العهر والفواحش ، وقد قال تعالى : ( و الكافرون هم الظالمون ) ، وقال : ( وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيه فحق عليها القول فدمرناها تدميرا ) .
وإذا رأيتم هذه السبع العظام ، قد اجتمعت في أمة من اللئام ، فاعلموا أن الله تعالى قد أذن بخراب تلك الديار ، وإهلاك أولئك الأشرار .
ذلك أن الله تعالى قال ( إنهم يكيدون كيدا وأكيد كيدا فمهّل الكافرين أملهم رويدا ) ، وقال تعالى ( وكأين من قرية أمليت لها وهي ظالمة ثم أخذتها وإلي المصير ) وقال تعالى ( وإن من قرية إلا نحن مهلكوها قبل يوم القيامة أو معذبوها عذابا شديدا كان ذلك في الكتاب مسطورا ) ، أي : ما من قرية ظالمة إلا سيحل عليها عذاب الله ، فلا يتخلف ذلك قطعا ، ولامبدل لكلمات الله .
غير أن الله تعالى قد أخبر أن هزيمة أعداء هذا الدين الأصلييــن ، وأشد الناس عداوة له ، من اليهود والصليبيين ، إنما تكون على أيدي من يختارهم من أولياءه المجاهدين ، كما قال تعالى (أَلاَ تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّواْ بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُم بَدَؤُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ إِن كُنتُم مُّؤُمِنِينَ * قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ * وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللّهُ عَلَى مَن يَشَاء وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) .
وإنما يمنحهم الله تعالى أولياءه من المؤمنين هذا الشرف العظيم ، ويبلغهم هذا الفضل العميــم :
إذا جمعوا سبع صفات أيضا :
أحدهما : الإيمان واليقين بموعود الله تعالى قال تعالى ( وما زادهم إلا إيمانا وتسليمـــــا ) . ( فلا تطع المكذبين ودوا لو تدهن فيدهنون ) ، ( فاستمسك بالذي أوحينا إليك ) .
الثانية : الإخلاص بالقيام لله تعالى ، ابتغاء ما عند الله والدار الآخرة ، والتجرد من شوب الدنيا ، ومن ابتغاء زهرتها ، قال تعالى ( إن تنصروا الله ينصركم ) ، وقال تعالى ( وقاتلوا في سبيل الله ) , (الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ) , ( فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا ) وإنما علم فيها الإخلاص ، وقال : ( وترجون من الله مالا يرجون ) .
الثالثة : الصبر والصدق ، قال تعالى : ( والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون ) .
الرابعة : التوكل على الله تعالى وحده لا سواه ، قال تعالى ( قالوا ربنا أفرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين ) , وقال ( ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين ) ، وقال تعالى ( ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين ) .
الخامسة: الإعداد كما أمر الله تعالى (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم ) ، وذلك يشمل الإعداد المعنوي والمادي ، ورأس ذلك تقوى الله تعالى ، وطاعته في السر والعلن ، فالله تعالى مع المتقين ، ومع المحسنين ، وقد ذكر الأمرين في آيات الجهاد في قوله تعالى ( فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم واتقوا الله واعلموا أن الله مع المتقين ) ، وقال ( والذين جاهدو فينا لنهدينكم سبلنا وإن الله لمع المحسنين ) .
وفي قوله : ( ترهبون به عدو الله وعدوكم ) بيان أن معرفة خطط العدو ، وقوته ، ومقابلة كيده بكيد يدافعه ، فرض على المؤمنين ، كما أن الإعداد المعنوي يشمل وضوح الهدف ، وتكامل المشروع ، وسلامة الخطط .
السادسة : وحدة الصف قال تعالى : ( ولاتنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ) .
السابعة : مواصلة الجهاد إلى آخر رمق ، والثبات في أحلك الأوقات ، والمحافظة على علو الهمة ، في كل الملمّات ، قال تعالى (وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُواْ لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا اسْتَكَانُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ) .
وقال تعالى (أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ ).
هذا وقد مضت سنة الله تعالى أن يقذف في عاقبة الأمر بالحق على بالباطل ، فيدمغه فإذا هو زاهق .
وانه سبحانه لا يزال يزيد على صف أهل الحق البلاء حتى يمحّصهم فيعدّهم للنصر ، ويزيد أهل الباطل في طغيانهم حتى يمحقهم بالمؤمنين الممَّحصين ، ( وليمحّص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين ).
غير أن هذا لايجري في زمن قصير ، ولا بجهاد يسير ، وليس تحديد زمن النصر ، ولا أهله الذين يختارهم الله له ، إلينا ، وليس شيء من ذلك وكل إلينا ، بل هو إلى الله تعالى وحده ، سبحانه ، يتخذ من شاء من الشهداء في سبيله ، ويعز من شاء من جنده ، ويصطفي إليه من شاء من أولياءه ، (وربك يخلق ما يشاء ويختار ماكان لهم الخيرة ) .
والخلاصة أنكم إذا رأيتم الشرور السبعة قد اكتملت في صف شياطين الإنس والجن من أهل الكفر والباطل .
وتلك الصفات الخيّرة السبعة قد استكملها أولياء الله تعالى ، من أتباع الرسل ، فاعلموا أن النصر قريب ، و بزوغ الفجر لن يخفى على مستريب ، وأن الله تعالى سيتجلّى بنصره على عباده ، وسيعقب جهادهم تمكينا ، ويثيبهم على صبرهم نصرا مبينا .
ونحن نرى صورة مشهد الصراع العالمي واضحة للعيان ، لا تحتاج إلى إشارة بالبنان ، فهذا عدو الإسلام الأكبر المعسكر الصليبي المتحالف مع الصهاينة ، قد جاء بكل غرور الطغاة ، بعد انتهاء الحرب الباردة ليحقق حلمه في احتلال جديد لبلادنا ، ونهب خيراتنا ، فحلّت جيوشه في أفغانستان ، والعراق ، إلى جانب احتلال فلسطين الذي لم يزل ، وهيمن على سياسات بلادنا ، حتى انقادت له طوعا أو كرها ، وهو يتطلع إلى تحقيق ثلاثة أهداف هي أخبث ما تكون أهداف الكافرين :
أحدها : فرض عقيدة وأحكام ملته الملحدة المادية الصليبية الصهيونية ، بإحداث تغييرات سياسية وتشريعية وقضائية جديدة يفرضها على الدول ، ليقضي بها على الصحوة الإسلامية ، والروح الجهادية ، وما تبقى من أحكام الشريعة الإسلامية ، ومظاهر الإسلام .
الثانية : تحويل البلاد العربية كلها إلى سوق لإنعاش اقتصاده ، وضمان تفوّقه ، وإلى مرتع لنشر الفحش والفواحش .
الثالثة : جعل سياسات الدول كلها مرتهنة بنظام دولي جديد يهمن عليها ، تحت إرهاب القواعد العسكرية ، وسياسة الحروب الاستباقية الهجومية ضد أي دولة تفكر أن تخرج من قبضة هذا النظام العالمي الجديد .
وهو يجند من أجل تحقيق أهدافه الخبيثة ، سياسات وأجهزة وإعلام الدول ، بل يسخر حتى الهيئات الإسلامية ، ومجالس الفتيا الشرعية الرسميّة ، فقد غدت تسير في ركاب هذا المشروع الصليبي الصهيوني الشيطاني ، وتحاكي نفس ألفاظه ، وتردد كالببغاء نفس عباراته ، وتنفخ في نفس بوقه ، كما رأينا ذلك مؤخرا على وسائل الإعلام ، بالإكراه تارة ، وبالإغراء تارة ، وبالخداع والوعود الزائفة تارة .
فالمعركة إذاً قد وضحت صفوفها المتقاتلة ، وقد بانت راياتها المتقابلة ، بارزة للعيان ، تواجه فيها أهل الجهاد والإيمان ، مع عبدة الصليب وإخوانهم اليهود ، من أهل الكفر والطغيان .
فلايغرنكم سقوط المتساقطين ، ولا شبهات المفتونين ، ولا تخبط المتهوّكين ، فهذا سنة ماضية ، فلايصل إلى نهاية مرحلة المواجهة ، إلا ّمن لم يشرب من نهر فتنة الدنيا من مرض الشهوات ، ولا تلوث قلبه من داء الشبهات ، وهم الأقل عددا ، غير أنهم أشد المؤمنين في التوحيد والإخلاص تجردا ، وأعظمهم في الصبر والاصطبار جلـَداً ، ( فمن شرب منه فليس مني ومن لم يطعمه فإنه مني إلا من اغترف غرفة بيده ، فشربوا منه إلا قليلا منهم ) .
وهذا وسيستمر تمحيص صف المؤمنين ، وظهور قرن المنافقين ، وتهاوي المتشككين ، وتقاعس المثبطين ، إلى أن يأذن الله تعالى بساعة النصر المبين ، فلا تستوحشوا من قلة السالكين ، ولا تغتروا بكثرة الهالكين ، فإن هذا كله جزء من طبيعة المعركة نفسها .
فاعقدوا العزم على مواجهة أهداف الطاغوت الاكبر ، وأولياءه وأنصاره الممكّين لخططه في بلاد المسلمين ، فنحن أيها المسلمون أمة الجهاد ، قد عقد لواءه نبينا صلى الله عليه وسلم ، وقال : ( جعل رزقي تحت ظل رمحي ، وجعل الذل و الصغار على من خالف أمري ) .
نؤمن أن الجهاد هو سبيل عزنا الممهّد بالمكاره والبلاء ، وسقيا شجرة نصرنا المروية بالأشلاء والدماء ، كما نؤمن أنه ذروة سنام هذا الدين العظيم ، وهو باق إلى آخر الدهر ، لا يسقطه خيانة الزعماء ، ولا جزع المنقادين لطواغيت العصر ، الرازحين تحت القهر ، المرقّعين لأئمة الكفر والجور.
فاعدّوا العـدّة ، لجهاد طويل ، ما بقي منه أعظم أثرا ، وأشد على الكفار خطرا ، ستصول فيه فرسان الإسلام صولة الأبطال ، فتدكّ فيه معاقل الكفر دكا دكا ، كما تدك الجبال ، وتمضي فيه الأجيال إثر الأجيال .
الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، ولله الحمد ، الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا ، ولا إله إلا الله .
------------
الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر
الحمد لله الذي فرض على عباده التقوى ، وجعلها خير زاد ، والصلاة والسلام على نبينا محمد المبعوث رحمة للعباد ،
اعلموا عباد الله تعالى أن التقوى اعظما ما أمر الله تعالى به ، قال تعالى ( ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله ) .
والتقوى هي أن تلتزم طاعة الله تعالى في كل أحوالك ، وتجتنب معصيته في حركاتك وسكناتك وليلك ونهارك ، إيمانا واحتسابا ، وابتغاء وجهه الأعلى وثواب الآخرة ،
التقوى هي أن تجاهد نفسك في ذات الله تعالى كما في الحديث ( أفضل المؤمنين إسلاما من سلم المسلمون من لسانه ويده ، وأفضل الجهاد من جاهد نفسه في ذات الله ، وأفضل المهاجرين من جاهد نفسه وهواه في ذات الله ) خرجه ابن نصر في الصلاة .
وإن هذا الدين العظيم تتداول عليه مراحل القوة والضعف ، غير أن العبد مأمور في كل حال بالتقوى ، فهي وظيفة الوقت ، من أتى به فقد أدى ما عليه .
إن كانّ في مرحلة الغربة ، فكل مسلم مأمور حينئذ بالتقوى ، بأن يتمسك بما أنزل الله تعالى ، حتى لو أصبح غريبا ، لا أن يدفع عن نفسه وحشة الغربة ، بالتنازل عن شيء من دين الله تعالى، أو تحريفه ، أو تغييره ، قال تعالى (فَلَوْلاَ كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُوْلُواْ بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مَا أُتْرِفُواْ فِيهِ وَكَانُواْ مُجْرِمِينَ ) .
وإن كان في مرحلة الجهاد بأن تيسرت سبله وكان له عليه أعوان ، فكل مسلم مأمور أيضا بالتقوى ، بأن يصبر ، ولا يجزع ، وأن يبقى في صف المؤمنين حتى النصر ، ويتبرأ ويطهر قلبه من ولاء الكافرين ، قال تعالى : ( أم حسبتم أن تتركوا ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة والله خبير بما تعملون ) .
وإن كان في مرحلة التمكين الجزئي أو الكلي ، فكل مسلم مأمور أيضا بالتقوى بأن يستعمل ظهور الإيمان وأهله في عز الإسلام وشريعته ، و إقامة العدل ، ونشر العمل الصالح ، وبسط الرحمة في الأرض ، وإشاعة الأمان لأهلها .
فالتقوى هي أعظم أمر في كل حين ، ولهذا قال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ) .
فطوبى لعبد استصحب التقوى في كل عمره ، حتى أتته منيته ، وهو من متصف بهذه الصفة العظيمة الجليلة .
ألا فاسمعوا وصية نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم : ( اضمنوا لي ستا من أنفسكم أضمن لكم الجنة ، اصدقوا إذا حدثتم ، وأوفوا إذا وعدتم ، وأدوا إذا ائتمنتم ، واحفظوا فروجكم ، وغضوا أبصاركم ، وكفوا أيديكم ) رواه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم من حديث عبادة رضي الله عنه .
وقال : ( اعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك ، واعدد نفسك في الموتى ، وإياكم ودعوة المظلوم فإنها تستجاب ، ومن استطاع منكم أن يشهد الصلاتين العشاء والصبح ولو حبوا فليفعل ) خرجه الطبراني في الكبير من حديث أبى الدرداء .
فعليكم بتقوى الله في السر والعلن ، اجمعوا همكم كله عليها ، فلا يضر العبد ما ترك مما سوى ذلك ، ولا يبلغ العبد حقيقة التقوى حتى يحب لأخيه المسلم ما يحب لنفسه ، فيألم لمصاب إخوانه المسلمين في الأرض كلها كما في الحديث ( المؤمن من أهل الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد ، يألم المؤمن لما يصيب أهل الإيمان ، كما يألم الرأس لما يصيب الجسد) رواه أحمد من حديث سهل بن سعد .
فاللهم الزمنا كلمة التقوى ، واجعلنا أحق بها وأهلها ، واجمع عليها قلوبنا ، واجعلها خاتمة أعمارنا ، وخير زادنا في القدوم عليك .
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات ، والمؤمنين والمؤمنات ، الأحياء منهم والأموات ، واللهم اجمع على التوحيد والجهاد كلمة أهل الإسلام والإيمان ، وانصرهم على أهل الشرك و الكفران ، وانصر المجاهدين في فلسطين ، والعراق ، وأفغانستان ، وفي كل مكان .
اللهم قاتل الصليبين والصهاينة ، وردهم عن بلاد المسلمين ، واخزهم كما أخزيت أسلافهم الأولين ، اللهم منزل الكتاب ، ومجري السحاب ، وهازم الأحزاب ، اهزم كفرة أهل الكتاب ، الذين يقاتلون أولياءك ، ويكذبون رسلك ، ويصدون عن سبيلك ، اللهم اجعل الدائرة عليهم ، واخزهم ، وانصرنا عليهم ، واشف صدور قوم مؤمنين آمين ، والحمد لله رب العالمين .
الكاتب: حامد بن عبدالله العلي التاريخ: 07/12/2006 عدد القراء: 6676
أضف تعليقك على الموضوع
|
تعليقات القراء الكرام
|
|