تدميــر ألـ G8
حامد بن عبدالله العلي
لئن كان ثمة استثناء للحكمة التي تقول : المتهم بريء حتى تثبت إدانته ، فهي أنّ أيْ نظام عربي متَّهم حتى تثبت براءته ، دعوكم من هؤلاء الذين يدينون تفجيرات الجزائر وغيرها ، ثم لايجرؤون على أن يدينوا ما أصاب أمّتنا من كوارث لم تعرفها في تاريخها ، بسبب هذه الطغمة المستبدة المتسلّطة على شعوبنا ، الممسوخة ، لا أقول من كلّ فضيلة ، فحرامٌ أن يُذكروا والفضيلة في سياق ، بل من كلّ فطرة إنسانيّة .
دعوكـم من أبواق التنديد التي لاتحسن سواه ، فكلّ ما يصيب شعوبنا من يأس ، وإحباط ، ومآس ، سببها النظام السياسي في كلّ بـلد ، فوالله هو الجاني الأوّل ، والأخيــر .
لكن مهْــلا ،، لم يعـد العالم منفصلا عن بعضه ، كما كان فيما مضى ، فالحقّ أن جميع مصائب العالم إنما تجتمع خيوط أسبابها ، لتأوي إلى أوكار أكابر مجرميه ، مجموعة الثمان ، ألـ G8 الذين طغـوْا في البلاد ، فأكثروا فيها الفسـاد ، فصبّ الله عليهم سوط عذاب ، في الحادي عشر من أيلول فلم يتّعظـوا.
اجتمعوا أوّل ما اجتمعوا عام 1975 في باريس ، عندما أصباهم الذعر إثر أزمة الطاقة العالمية ، فالآن ماهـي ثمرة اجتماع هؤلاء الشياطين ؟ : ثلاثين ألف فقير يموت في العالم بسبب الفقر ، هذه هي الوجبة اليومية المعتادة ، أمّا قتلى حروب البحث عن الثروات ـ العراق آخـر مثال ـ ، وهجمات السطو على أسواق المال، فالملايين هنا أرقام غير مهمة أصـلا !
نعـم ،، هؤلاء المجرمون ألـ G8، الذين يجتمعون في أفخر المنتجعات ، ويتقاسمون ثروات العالم بالنهب ، ويغتصبونها بالحروب العسكرية ، أو الإقتصادية على الدول الفقيرة ، هـم حماة الأنظمة السياسة التي تقدم لهم لحوم شعوبها وأحلامها ـ ثروات البلاد ومقدراتها وقرارها السياسي ـ على موائدهم الفاخـرة في قصور أمريكا وأوربا ، وليس النظام الجزائري سوى أنمـوذج واحـد فحسـب .
صدق جان زيغلر عندما وصف أحـد أذرعة هؤلاء المجرمين بإختصار : ( إن معظم موظفي الصندوق ـ صندوق النقد اللص العالمي الأكبر ـ يقطنون في الضواحي الفخمة لواشنطن ، وفي جورج تاون ، بالنسبة إلى الكبار ، وفي قرى فرجينيا القريبة بالنسبة إلى الكوادر الوسطى ، وهم يعيشون في ما يشبه الإتحاد الوثيق مع موظفي وزارة المالية الأمريكية ، ويرتشفون كوكتيلات نهاية الأسبوع في نوادي فرجينيا ، وهم يلعبون رياضة الغولف ، وفي صباح الأحـد يقوم موظفوا المالية ، ومرتزقة الصندوق ، مصطحبين معهم زوجاتهم ، بجولة التسوق في الأسواق الكبرى ..إنهم يسافرون مصطحبين معهم حواسيبهم المحمولة ، ومخططات التحليل النموذجية الجاهزة ، وينامون في فنادق فخمة ، ولايمضون في البلد إلاّ أياما معدودات ، ولايجتمعون إلاّ بقادة مختارين ، أمّا الفلاحون المحليّون ، والمرفوضون من شحّاذين ، وأولاد الشوارع ، فإن المرتزقة ـ مرتزقة ألـ G8 ـ لايرونهم أبدا ، اللهم إلاّ من خلال الزجاج الملوّن لسيارات الليموزين التي تقدّمها لهــم الحكومة المحليّة). سادة العالم الجدد211
لاوالله ، بل صدق دي .بي . عندما قال لجون زيغلر : ( النازيون والفاشيون ، على الرغم من جرائمهم الضخمة لايهاجمون إلاّ مجموعات بشرية محددة ، وكانوا ينكرون إنسانية هذه المجموعات ويدمرونها بالقتل الجماعي ، لكنّ الليرالية الجديدة تهاجم الإنسانية جمعاء ، وفي غضون عدة عقود ، سوف يقدم هؤلاء الرجال الذين يحكمون العالم حسابا خطيرا عما يفعلون ) . المصدر السابق 218
تـُرى ماذا سيقول دي .بي . عن تفجيرات الجزائر ، إذا كانت هذه مقارنته بين الفاشيين ، والنازيين ، وبين ألـ G8 ؟!
غير أن المعضلة هنا هي أن هؤلاء الذين يحكمون العالم ، قــد قدموا الحساب الخطير الآن ، ولكن من يحاسبهم ، بل من يدمّرهم قبل أن يدمّروا البشرية ؟!
إنهم لعنهم الله ، ولعن الطواغيت العربية التي تدور في فلكهم ، يسحقون الشعوب ، بالفقـر ،و التخلّف ، والفساد ، والبطالة ، والعبث بقيم الإنسان وفضائله ، إنهم يفجـّرون كوكب الأرض بكلّ أنواع الفساد ، ويزرعون فيه كلّ أنواع الألغام ، ويودعون فيه كلّ الأمراض ، ثم يولولون علينا عند حدوث تفجيرات مثل تفجيرات الجزائــر .
إنّ من أصغر النماذج لتلاميذ مجرمي ألـ G8 ، هـم جنرالات الجزائر ، وما أدراك ما جنرالات الجزائر !
على حساب المرضى والبؤساء الذين يموتون في مستشفيات الخراب في الجزائر ، وعلى حساب اليتامى الذين يمرضون فيموتون في شوارعها البائسة وهي دولة نفطية ، وعلى حساب رجال ونساءيبيعون شرفهم للقمـة العيش في بلد تبلغ ثورته الخارجية أكثر من 50مليار ، وعلى حساب 12 مليون فقير في الجزائر ـ أكثر من ثلث الشعب ـ وعلى حساب مستقبل أمة ، وأحلام شعب ، وحياة الملايين ، تتقلب مافيا الجنرالات ، خالد نزار، عبد المالك قنايزية، العربي بلخير، محمد لامين مدين، محمد العماري، أحمدبوسطيلة، كمال عبد الرحيم، إسماعيل العماري، صادق كيتوني،محمد غنيم،عبد الحميدجوادي،محمد بتيشن،بن عباس غزيل، محمد التواتي ، تاغريرت عبد المجيد، فوضيل الشريف،سعيد باي، حسن بلجلطي ، وغيرهم ، ،، تتقلـب هذه المافيا في نعيم الملايين من أموال التبييض ، وأموال النهب ، وأموال الشعب ، ومقدّرات الأمّـة ، ويعيش الشعـب الجزائري مسحـوقا مضطهدا ، يُسـام سوء العــذاب .
أو تظنّون أن شياطين ألـ G8 ، لايعلمون عن هذا شيئا ، أم ترون أنهم لايدرون عن فساد كلّ الأنظمة العربية ، وسحقها لشعوبها ، سحق العقول ، والثروات ، والكيان الإنساني ، والهوية ؟! ، وهم يلقون عليهم دروس النفاق في الديمقراطية ، وحقوق الإنسان ، وحرية الشعـوب ؟!
بلى والله يعلمـون ، ولكـنْ لتسحق كلّ الشعـوب ، إذا كانت بنوك ألـ G8 متخمة ، وشوارعها الفخمة نظيفة ، وأسواقها الكبرى فيها كلّ ما يشتهون !
فيا أيها الشعوب الإسلامية دمّروا الطغيان ، وإلاّ فإنه سيدمّركم ، ويا شعوب العالم دمـروا ألـ G8 ، وإلاّ فإنه سيدمر العالم على رؤوس ساكنيه . الكاتب: حامد بن عبدالله العلي التاريخ: 13/04/2007 عدد القراء: 20971
أضف تعليقك على الموضوع
|