|
مميز: لقد قامت إدارة تويتر (X) بإيقاف حساب الشيخ في تويتر hamed_alali
وهذا عنوان حسابه الجديد
hamedalalinew |
|
أمريكا المهزومـــة
حامد بن عبدالله العلي
يتوقع المتفائلون بنصر سريع لأمريكا في أفغانستان أن تبدأ الحملة بقصف مواقع تنظيم القاعدة ومناطق تجمع قوات طالبان ومراكز القيادة الاتصالات التابعة لها ، وسيكون هذا الهجوم الجوي الصاروخي مساندا لعمليات القوات الخاصة التي ستنقل في ظلمة الليل مدججة بأسلحة خفيفة ولكنها فتاكة لقتل أو اعتقال بن لادن وكبار مساعديه .
وتتأمل أمريكا أن الشعب الأفغاني الذي التف حول طالبان بسبب ما حققته من الأمن ، سيبدأ بالتفرق عنه بعد أن يقتنع بأن الحركة جلبت له الحصار والدمار وليس الأمن ،وسيسرع هذا بانهيار الحركة في ميدان المعركة ، وقد أعدت أمريكا بديلا من الزعامات الأفغانية العميلة لها وقوات تابعة لها لتكون المقدمة ، لتطمئن الشعب الأفغاني أن مجيء الأمريكان ليس احتلالا ، بل هو لمعاقبة المجرمين المعتدين ، وإنقاذ البلاد من حكم طالبان المتشدد ، واستبداله بحكم متعاون ومنفتح على العالم ، يحقق الرخاء للشعب الأفغاني ، ولو بعد فترة انتقالية تكون البلاد تحت إشراف الأمم المتحدة مثل البوسنة والهرسك .
وبهذه البساطة ستنتهي القصة كلها ، في شهور إن لم تكن أسابيع فقط ، وأما السنوات الطويلة فهي لملاحقة خلايا أتباع القاعدة المنتشرة في ستين دولة ، بعد القضاء على الرأس المدبر ، ، وشفاء غيظ الأمريكيين ، واعادة ثقته في قيادته ، ولاضير أن تطول حملة الاعتقالات والعمليات الصغيرة هنا وهناك في العالم إلى أجل غير مسمى ، فهي حملة تبقي الإرهابيين في حالة الهروب المستمر والتخفي مما يعيقهم أيضا عن ترتيب صفوفهم لضربات انتقامية ، بالإضافة إلى ترويع غيرهم من الانضمام إليهم وهكذا تستأصل أمريكا الإرهاب من العالم ، ثم يعيش بعد ذلك في أمن وأمان وينعم الجميع في ظل قيادة أمريكا بالحرية والعدل والامان والاطمئنان ، ويعيش الناس عيشة سعيدة !!
بينما يقول المشككون في هذا التفاؤل ، أن المسألة ليست (رامبو) في أفغانستان ، فقد فشلت القوات الأمريكية في مهمات عديدة كانت أسهل بكثير من هذه المهمة ، فقد أخفقت في إنقاذ الرهائن في إيران ، وفي الثمانينات فشلت في لبنان ، وفي التسعينات في الصومال .
ثم أوجاع أمريكا الحقيقية ستظهر بعد إلقاء القبض على بن لادن ـ لاسمح ا لله ـ ، فهو إن بقي سجينا في أمريكا سيتحول إلى رمز الثورات العدائية والحملات الإرهابية لجميع الساخطين على سياسة أمريكا غير العادلة في العالم ، وإن أعدم سيكون الرمز الشهيد الخالد وهي مشكلة أعوص .
ثم إن خلايا ابن لادن التي تسمى تنظيم القاعدة ، ليست مجموعة من المخابيل ، إن فيهم خبراء عسكريين وطيارين مدربين ، ولهم باع طويل في أعمال قتالية بالغة الدقة والفعالية ، وعلى أتم الاستعداد لتضحيات تفوق الخيال ، ثم إن استمرار الضغط على باكستان للوقوف ضد أفغانستان قد يحولها إلى أول دولة نووية تنزلق إلى حرب أهلية ، إضافة إلى أن الدول العربية التي ستتعاون بشكل كامل مع أمريكا، لضرب دولة إسلامية وتشريد وقتل الآلاف من المسلمين ، دون حتى انتظار واشنطن لتقدم الدليل القاطع على تورط ابن لادن ، ستخسر هيبتها وسيادتها وتستجلب كراهية شعوبها ، وستتعرض لهجمات إرهابية مما يزعزع تلك الأنظمة ، ويدخل الشرق الأوسط في مزيد من التوتر علاوة على ما هو عليه الآن ، وبالتالي تكون أمريكا لم تصنع شيئا سوى إعادة انتشار لإرهاب أشد شراسة في جميع أنحاء العالم ، وخلق التوتر في جميع أنحاء المعمورة ، وهو عمل أشد فظاعة من الإرهاب نفسه.
ويقول هؤلاء أن أمريكا مهزومة على كل حال ، فهي مهزومة حتى الآن لأنها لم تستطع ـ في ضوء عجز تام عن تقديم أدلة على تورط ابن لادن ـ تبرير حملة عسكرية بهذا الحجم على بلد إسلامي ليس له أي تاريخ في محاربة أمريكا ، وهي مهزومة أيضا إن ارضخت أفغانستان لحكومة موالية لأمريكا لن يجتمع عليها الشعب الأفغاني ، لأنها ستوجد بؤرة توتر في أفغانستان وباكستان تولد مزيدا من العداء لها.
وهي مهزومة إن أصرت على الاستمرار في دعم إرهاب الكيان الصهيوني الذي قتل 140طفلا منذ عام ، إضافة إلى الآلاف من الأبرياء في تاريخ الاحتلال ، بعد أن قادت حملة صارمة لاجتثاث ما تطلق عليه الإرهاب الإسلامي فقط ، لان هذا يعني المزيد من موجات العداء في العالم الإسلامي لأمريكا .
وماهي الهزيمة سوى أن يفقد المحارب تحقيق هدفه الرئيسي والذي أعلن أنه القضاء على الإرهاب ، وماهي الهزيمة سوى أن تنتقم أمريكا بوحشية أشد مما فعله الإرهاب فيها ، فتكون أسوء من الإرهاب ، وهل هذا يعني سوى أن ابن لادن انتصر في الحقيقة من اللحظة التي استطاع أن يجعل أمريكا تقدم على حملة عسكرية سيسقط فيها أعداد مهولة من الضحايا الأبرياء من غير دليل سوى الاشتباه ! فتكشف عن وجهها القبيح أمام جميع العالم بعامة وأمام المسلمين بخاصة ، كما استطاع أن يدخلها في نفق مجهول النهاية تذوق ويلاته حتى بعد أن يقتل في جبال قندهار ؟؟!!
وهل مفهوم النصر في حضارة الغرب التي قال عنهــــا رئيس الوزراء الإيطالي ( يجب أن نكون على وعي تام بتفوق حضارتنا ) الوطن الكويتية 27/9/2001م هو الانتقام الأعمى بالقتل فقط ، أم تحقيق أهداف أسمى للبشرية؟!
الكاتب: حامد بن عبدالله العلي التاريخ: 06/12/2006 عدد القراء: 6457
أضف تعليقك على الموضوع
|
تعليقات القراء الكرام
|
|