تَسْمِيَةُ الأَشْياءِ بأَسْماَءِهاَ
إنقر على البنر وحمل نونية البواسل
حامد بن عبدالله العلي
عندما خـلق الله تعالى آدم عليه السلام ،كان أوّل ما علمه ، أسماء كلِّ شيء ، فأبان فضله على الملائكة بهذا التعليم ، وأسجد له ملائكته ،
ذلك أنّـّه من هنـا ، من إصابة الحق في أسماء الأشياء ، منبع العلـم النافع ، ومنها يشـعّ الحـقّ الساطـع .
ولهذا كان أعظم الكفر هـو الإلحاد في أسماء الله تعالى ، إذ هي أقدس الأسماء ، وأجلّها ، وأعظمها ، والعلم بها أعظم العلم النافع للعباد ، فكان الإلحاد فيها ـ وهو الميل بها عن معانيها الحقّـة ـ فيه أعظم الضرر ، والفساد ،
ولهذا أيضـا نهى الله تعالى عن تسمية الأمور بغير أسماءها التي تستحقّـها في كلّ شيء ، كما نهى عن تسمية الشهداء أمواتا .
،
كما كان نبينا صلى الله عليه وسلم أشدّ شيء حرصا على تصحيح الأسماء ، حتى في أدقّ الأمور وأصغرها ، كما قال صلى الله عليه وسلم : (لا يقل أحدكم للعنب الكرم , إنما الكرم الرجل المسلم ) ، وذكر العلماء أنّ المقصد إجتثاث مفهوم الجاهلية الذي يربط بين الخمر المستخرج من العنب وكرم الأخلاق ،مثل قوله صلى الله عليه وسلم : لا يقولن أحدكم : ( خبثت نفسي , ولكن ليقل : لقست نفسي) ، وغيرها من الأمثلة المتعددة .
ولهذا لم يزل العلمــاء يبدءون في العلوم بوضع الحـدّ وتمييزه ، إذْ هـو مدخل كل العلم ، فبــه يٌفهم ، أو يُعجـم
وكان أوّل وأخطـر ، خلاف وقع في الأمّـة ، وقـع في باب الأسماء ، والأحكام ، فضلّت الخوارج ، والمرجئة في الفارق بين أعظم إسمين شرعيين متضادّين ، الإيمان ، والكفـر .
فوقف علماء أهل السنة والجماعة، سدا منيعا يحفظون هذا الباب العظيم من الزلل ، والخطـل .
ومعلومٌ أن أعظم واجب على العلماء تصحيح المفاهيم بتسمية الأشياء بأسماءها ، والقيام على أعظـم ما أمرهم الله تعالى به ،
ومن هذا الباب لازلت عندما أسمع أحدا يخطىء بغيـر قصد ترديد ما يسمعه من وسائل الإعلام من الأسماء الملبّسة ، أنبّهه على ذلك ، بل حتّى في غيرها من الأمور الدقيقة ، كمن يصف المجاهدين ، بـ( الشباب ) ، فأقول له : قل المجاهدون ـ إن كان جهادا شرعيا ـ فالشباب إسـمٌ يوحي بالخفّة ، والطيْش ، لايناسب طليعة نهضـة الأمّة ، وإن كان الشباب هـم مادة الجهاد ، وشعلة الحماس ، فذاك شأن آخر .
ومن هذا الباب أيضا ، أنـّه ينبغي أن لايُخلط بين رايـة الجهاد ، والإمامة الشرعية ، فالإمامة والدولة في الإسلام إسـمٌ شرعي له ضوابطه ، وشروطـه تختلف عن راية الجهاد ، والخلط بينهما ، ضـربٌ من الإحداث في الدين .
وفي هذا العصـر ، الذي وصفه النبي صلى الله عليه وسلـم بـ ( السنوات الخدّاعات ) ، عظم التلبيس بتسمية الأمور بغير أسماءها ، وجعل الأسماء الخدّاعة ، قوالب المعاني الباطلة المناقضة للحقّ ،
ومن الأمثلة على ذلك : الوحـدة الوطنية ، الإرهاب ، حوار الأديان ، المجتمع الدولي ، التجارة الحرة ( العولمة ) ، ( إسرائيل ) ، الديمقراطية ، حقوق الإنسان ، الإنفتاح على حضارة العصـر ..إلــخ
ولهذا يوضع في المنابر الإعلامية التي توجـّه وعـي الجمهور ، أبالسة التلبيس الإعلامي الذين يشرف عليهم إخوانُهم من شياطين التلبيس السياسي ، ليسمّوا الأحداث بعناوين مضلّلة ، وينثروا بين ما يلقـى من الأنباء ، أسماء خداعة ، من نفخهم ، ونفثهم ، وهمزهم ، مصاغـة بمكـر عجيب ، فتتلقى ذلك العقول التائهـة ، فتضل بها ضلالا مبينا .
وحتى يتبيـّن البون الشاسع بين واقعنا المليء بتسمية الأمور بغير أسماءها ، والحقيقـة ، فلنتخيـّل نشرة أخبار تعيد وضع المعاني في قوالبها الحقّـة ، وأسماءها الملائمة ،
فحينئذ ستكون ، كما يلي :
1ـ تعرضت الحملة الصليبيّة في الآونـة الأخيــرة ، في أرض الرافدين لنكسة كبيرة بعد سقوط عدّة مروحيّات ، ومصرع عدد كبير من جنودها المرعوبين من بسالة المجاهدين .
2ـ إستطاع المجاهدون من جميع الفصائل في أرض الرافدين توجيه ضربات قاصمة لعدّة قواعد صليبية في طول البلاد وعرضها ،
وعلماء الإسلام يصدرون بيانا يدعو المجاهدين للتآلف ويحذرهم من الفرقـة ،
كما يتضمن البيان أن جميع القواعد الأجنبية في بلاد الإسلام باطلة شرعا ، وهي جزء من الإحتلال ، وهي سبب بقاء جيوش الكفرة في بلاد الإسلام ، والمتعاونون معها خونة لدينهم وأمّتهـم ، بما يترتب على ذلك من أحكام ، وشدّد البيان النكير على علماء التلبيس الذين يجعلونها قواعد مستأمنة ، ذات معاهدات شرعية ، ونعتهم بالخيانة ، والكذب على الله تعالى .
3ـ ميليشيات الإحتلال الصفوي الخميني في بلاد الرافدين تواصل جرائمها البشعة في حقّ المسلمين لاسيما في بغداد ، لإحكام سيطرتها عليها ، وحكومة الإحتلال التي تُقاد من طهران تدعمها سرا وعلانية ، والإحتلال الصليبي يكتفي بمراقبة تلك ا لجرائم تارة ، ويرعاها ، ويشعل أوارها تارة ، وفق مخطّط مرسوم .
4ـ الفتنة الدحلانية الخبيثة بقيادة عباس المتصهين ودحلان الخائن ، تواصل إشعال الفتنة في فلسطين ، وإشغال الفلسطينين بالإقتتال الداخلي بمؤامراتها المدعومة صيهونيا ، وصليبيا من قبل أمريكا وأوربا ، والكيان الصهيوني يؤججها .
ونداءات من الأمّة وعلماءها بتوجيه الحراب إلى العدوّ الصهيوني ، والكفّ عن إهراق الدم الفلسطيني المحــرّم .
5ـ النظام العربي المتعفّن المبدّل للشريعة ، الفاقد للشرعيـّة ، والعائق الأكبر لنهضة الأمـّة ، والقائم على حرب الإسلام ، وإعانته لأعداء الأمة ، مسـتمر بإستبداده ، وظلمه ، ومحاصرته لدعم المجاهدين ، ومنعه إغاثة المسلمين تحت الإحتلال ، وتضييقه على العلماء والدعاة ، وعبثه بقيم الأمـّة ، وهدمه لثوابتها ، وتحت ستار مفهوم الوطنية الزائفة المناقض للشريعة يزيد الأمـّة تمزيقـاً ، وعلماء السوء يواصلون إضفاء الشرعية عليه ، بوسائل التلبيس ، والتدليس ، والتعمية ، والإضلال .
6ـ المجاهدون الطالبانيون ، وإخوانهم من مجاهدي القاعدة ، يواصلون فتوحاتهم ،وإنتصاراتهم في بلاد الأفغان ، وحلف الناتو الصليبي يُمنـى بخسائر فادحـة ، وبعد خمس سنوات من غزوه أفغانستان لم يحقق شيئا من أهدافه ، وحكومة باكستان المستاءة من تعاون حكومة كرزاي وسادتها الأمريكان مع الهند العدوّ اللدود لباكستان ، لاتستطيع إيقاف الدعـم الباكستاني الشعبي الصاعد في تأييد حركة طالبان ، وتدفقه عبـر الحدود ، بالمال ، والرجال ، والسلاح .
7ـ المجاهدون الصوماليون يعيدون ترتيب صفوفهم لإنطلاق مشروع جهادي في الصومال ، طويـل الأمـد على الطراز العراقي .
8 ـ المجاهدون الشيشانيون يواصلون جهادهم ضد قوات الإحتلال الروسية البوتينية.
9ـ الحملة الصليبية لتقسيم السودان ، وإضعافه ، ونهبه ، تحت دعاوى إنقاذ دارفور ، تواجه ضعفا من حكومة السودان المتخاذلة ، والعلماء يفتون بوجوب جهاد أي قوات أجنبية تدخل السودان.
10ـ الصفيّون الخمينيون ينشرون أحزاب الفتنة الصفوية ، في جزيرة العرب لاسيما البحرين واليمن ، وفي الشام ، لاسيما لبنان ، ويهيئون أنفسهـم ، لبث أحقادهم على المسلمين وإحداث الفتـن ، وأنباء عن مؤامرة صليبية خفية تدعم هذا المخطط الخبيث في الخفاء ، للإنتقام من المسلمين ، وإبقاء بلادهم في حالة فوضى .
هذا هو الموجز ، وإليك التفاصيــل وتقارير مراسلينا في مواقع الأحداث ..
ونسأل الله تعالى أن يرينا الحـق حقا ، ويرزقنا إتباعه ، ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه آمين . الكاتب: حامد بن عبدالله العلي التاريخ: 03/02/2007 عدد القراء: 17634
أضف تعليقك على الموضوع
|