قال هذه القصيدة بعد إذاعة أخبار عن عزم قس أمريكي متعصب إقامة إحتفال لحرق المصحف هنـا
بيان بشان جريمة حرق المصحف الشريف في أمريكا
( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا قَيِّمًا لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلاَلآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلاَّ كَذِبًا)
( وقالوا اتَّخذَ الرَّحمنُ ولداً لقدْ جئتمْ شيئاً إدَّا تكادُ السَّمواتُ يتفطَّرْنَ منهُ وتنْشقُّ الأَرْضُ وتَخرُّ الجِبالُ هدَّا أنْ دَعَوْا للرّحمْنِ وَلَداً )
نشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له ، ولا ندّ له ، ولا ولدّ له ، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ، ونشهد أنَّ محمدا صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم عبده ورسوله ، وأنَّ عيسى عبدالله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم ، وروح منه ، عليه وعلى أمه المطهرة البتول من الله أتـمَّ السـلام ، والإكـرام .
الأب أربان الثاني مفجر الحروب الصليبية في مجمع كلير مونت عام 1095 م : ( أيها الجنود المسيحيون . . . اذهبوا وخلصوا البلاد المقدسة من أيدي الأشرار ، اذهبوا واغسلوا أيديكم بدماء أولئك المسلمين الكفار ) !!
نشيد الحملة الصليبية الإيطالية لإحتلال ليبيا :
أتمي صلاتك..
لا تبك، بل أضحكي وتأملي،
أنا ذاهب إلى طرابلس،
فرحاً مسروراً
سأبذل دمي في سبيل سحق الأمة الملعونة
سأحارب الديانة الإسلامية
سأقاتل بكلِّ قوتي لمحو القرآن
وبعد :
فقد أعلن راعي كنيسة دوف التنصيرية في فلوريدا المجرم الصليبي الحاقد تيري جونز عن تخصيص يوم غـدٍ السبت يوما للإحتفال بحرق المصحف الشريف ، داعيا الجميع إلى المشاركة في هذا الإحـتفال !
ولاريب أن هذه الجريمة النكراء ليست معزولة ، بل هي جزء من حملة إعلامية صليبية حاقدة تُشنّ على الإسلام من سنوات ، وهي آخذة بالتصعيد الخطير في الآونة الأخيرة
فلم تكن الحملة الحاقـدة التي شنتها غالب الصحافة في بريطانيا علي الإسلام ، وشريعته السمحاء ، العام الماضـي ، بعد المحاضرة المنصفـة التي ألقاها الأسقف روان وليامز رئيس الكنيسة البروتستانتية البريطانية، وأثنى فيها على أحكام الشريعة ، ودعا إلى الاستفادة منها.
ولا عودة أكثر من ستين مطبوعة دنماركية ، منها الصحف الدنمركية الرئيسة ، إلى نشـر الصور المسيئة لنبي الإسلام عليه الصلاة والسلام ، ثم دسّها تحت أبواب منازل المسلمين في الدنمرك ، وذلك قبل سنتين ، ثم يوم أمس أهدت رئيسة ألمانيا هدية لراسم الصوء المسيئة في إستفزاز واضح للأمة الإسلامية !
،
ولا تصاعد صوت النائب الهولندي المتطرف غيرت ويلدرز ، وازدياد وقاحته ، حتى دعا إلى تجريد المسلمين في هولندا من جنسياتهم ، وطردهم ، وأنتج فيلما ليعرض على أربع محطات تلفزيونيه ، يشوه صورة الإسلام ويحرض ضده .
ولا ذلك المؤتـمر الذي عقده قياديون يمثلون 15 حزبا متطرفـا أوروبيا في مدينة انتويرب البلجيكية ، ثم إصدارهم ميثاقـا يحذر من أسلمة أوربا ، ويحرض ضـد بناء المساجد ، بعد أن وصفها بأنها 600 مسجـد في أوربا هي أوكار التطرف
ولا تصريحات البابا بنديكت الحاقدة عن الإسلام ، والتي أثارت ردود فعل واسعة ، ووصفها وزير سويسري بقوله ( تصريحات مفيدة ، وذكية ،وضرورية ) !
ولا ما قالته المرشحة النمساوية سوزانا فيتنر عن حزب الحرية عن المسلمين بأنهم (مغتصبو أطفال) ، محذرة من تحولهم إلى نصف عدد سكان النمسا خلال العشرين ، أو الثلاثين عاماالمقبلة , ثـم وصفها الهجرة الإسلامية بأنها (أصبحت موجات تسونامي جديدة تهدد بابتلاع مدن الغرب المسيحي) .
ولا تردّد الإهانات العنصرية ضد المسلمين على نطاق واسع في أنحاء أوربا ، وتطوّرها من لفظ : (المهاجر القذر)، إلى (العربي القذر) ، إلى عبارة (المسلم القذر) .
ولا تلك الدراسة البحثية الصادرة في الولايات المتحدة ، التي توصلت إلى أنه وجد من خلال 350 عنواناً من الروايات الشعبية، انتشرت منذ سنة1970 لغاية 1997، انه تم تصوير الإسلام والمسلمين بصورة سيئـة، وتبرزهم بوصفهم إرهابيين، ومتوحشين ، وشهوانيين، وفاسدين .. الخ
وتقول هذه الدراسة إن هذه الكتب تغطي 80% من مجموع الكتب ذات الطبعات الرخيصة ، والبيع السريع، وتباع هذه الكتب في غير المكتبات مثل المطارات، ومحطات القطار، والصيدليات، والمتاجر العادية، وباعت الصحف المنتشرين في المدينة، وحتى في محطات بيع الوقود، لتصل الى الجمهور الواسع فتأثر فيه.
ولا قبل هذا كله : تطاول القس الأمريكي الحاقد جيمي سوجارت على الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ، ومطالبته بطرد جميع طلاب الجامعات المسلمين الأجانب في الولايات المتحدة، و بالتمييز ضد المسافرين المسلمين في المطارات ، وبتعقبهم، ووصفهم تهكما بأنهم (يرتدون حفاظات أطفال على رؤوسهم )!
ولا ماقاله القس بات روبنسون المريض من الإسلام نفسيا ، لإحدى المحطات التلفزيونية ، واصفا المسلمين بأنهم أسوء من النازيين ، وشتمه القبيح في مقام سيد المرسلين ، على قناة فوكس الأمريكية ،
ولا ما تّفوه بـه صديق الرئيس بوش القس الحقود جيري فولويل ، وكذا القس فرانكلين غراهام وهو المقرب من الرئيس بوش، وكذا ما افتراه جون آشكروفت وزير العدل الأمريكي على دين الإسلام ، من إتهامات ، وألفاظ وقحـة ، لاتصدر إلا من مرضى بالعنصرية .
ولا ما قام به سابقا ـ على سبيل المثال ـ معهد الفنون الحديثة في بريطانيا ، وهـو مؤسسة غير ربحية مسجلة في بريطانيا ، تحصل على مساعدة مالية من مجلس الفنون البريطاني ومعهد الفيلم البريطاني ومؤسسة راين، ومن أهدافه توفيـر المكان للتعبير عن وجهات النظر المتعددة
ما قام به من استضافة عدد من الكتاب ، والأدباء العرب لإلقاء محاضرات أو المشاركة في ندوات .
أما الذين استضافهم هذا المعهد فمنهم : محمد شكري صاحب كتاب " الخبز الحافي " ، الرواية الممنوعة في معظم البلاد العربية وتسخر من الإسلام ، وكذلك عبد الرحمن منيف صاحب رواية " مدن الملح " التي هي مثل رواية الخبز الحافي ، كما يبدي هذا المعهد اهتماما خاصا بكل المعادين للإسلام ، فيجري لقاءات مع نوال السعداوي ، وحنان الشيح ، وعائشة جبار وغيرهم .
ولا إستضافة الغرب عموما ، لكلِّ من أعلن ردّته شاتما الإسلام ، من أمثال سلمان الرشدي الذي قال في شأنه ذلك الوزير البريطاني الذي ينتمي لحزب المحافظين : ( يجب إعادة فتح بريطانيا للانجليز، ويجب طرد المسلمين إلى ديارهم إذا كانوا لا يستطيعون أن يعيشوا في بلد يسمح فيه لسلمان رشدي بحرية التعبير عن آرائه )!
،
ولا أهانة المصحف الشريف ، وإلقائه في القمامة في سجون غوانتنامو ، وأبو غريب كما شهد بذلك المفرج عنهم من تلك المعتقـلات
ولادخول آلاف المنصّرين ، ومئات المؤسسات التنصيريـة ، مع القوات الصليبية الغازية إلى العراق وأفغانسـتان ، وسعيهم الحثيث لتخريب عقيدة الإسلام.
ولا محاربة الجمعيات الخيرية الإسلامية ـ تحت كذبة مسمِّى الإرهاب ـ التي تنشر الدعوة الإسلامية في الأرض مما شل جهود المنصرين وأصابهم بخيبة الأمـل .
لم يكن ذلك كله إلاَّ وفق مخطط منظـِّم جاء مرادفا للحملة الصليبية التي حلت جيوشها في عاصمة الخلافة والحضارة الإسلامية بغـداد ، وعاصمة الجهاد الإسلامي كابـل ، وتزامنت مع تصعيد تهويد القدس , وبناء المستوطنات ، وإشتداد الحملة في محاربة الجهاد الفلسطيني
وما ذلك كله إلاّ إمتداد للحملات الصليبية الغابرة في التاريخ ، وليس يختلف شيء سوى أنها اليوم ترتدي أردية الزيف والخداع ، وتختفي وراء شعارات سياسية كاذبة.
وإنَّ الواجب على العالم الإسلامي اليوم أن يقوم بفريضة الإنتصار للدين التي هي أعظم فريضة في الإسلام ، وذلك بمواجهة هذه الحملة الإعلامية الحاقدة على مقدسات المسلمين عبر القنوات التالية :
أولا : دعم موجـة الجهاد الإسلامي التي تنتشـر في الأمة الإسلامية ماديا ، وإعلاميـا ومعونيـا بشجيع ثقافته ، ونشـر ثقافة المقاومة التي من أهم ركائزها تبصير المسلمين بخطط الغربي الصهيوصليبي لمحاربة الحضارة الإسلامية ،
كما يجب التركيز على إلحاق الهزيمة بفكر الإنهزام ، وثقافة الإنبطاح ، وسياسة الذل التي تنتهجها الأنظمة العربية وملحقاتها الدينية من ( شيوخ البلاط ) ،
فالجهاد هو شوكة الإسلام ، ورادع أعدائه ، ومعـزُّ أوليائه .
ثانيا : عدم الإنخـداع بأي موقف غربي يكتفي بالتنديد ، ذلك أنَّ هذه الجرائم التي تهين مقدساتنا علنا ، ليست حوادث معزولة كما ذكرنا ، بل هي منهجٌ شامل ، وسياسة مدروسـة ، كما أن تذرعهم بالحرية ليس سوى كذبة كبيرة ، فهم يقومون بمصادرة كلِّ الحريات ، وإسكات الأفواه ، والأخذ على الأيدي ، بوسائل تتجسَّس على كلِّ شيء في بلادهم ، إذا كان ذلك ضدهم ، فإن جاء الهجوم على الإسلام تذرعوا بالحرية ! ومن الواضح أن جريمة إحراق المصحف هي إعلان حرب على الأمة الإسلامية.
ثالثا : التحرك في جميع الوسائل المتاحة لردع العدوّ ، وتأديبه ، والتنكيل به ، جراء جرائمه ، وعدوانه ، وبغيه على أمتنا العظيـمة .
ويدخل فيه هذا أيضا التحرك ضد المتطاولين على ثوابت الإسلام كمكانة الصحابة الكرام ، وامهات المؤمنين ، كما فعل الزنديق التي تنقَّص عائشة رضي الله عنها ، وأمهات المؤمنين ، والصحابة الكريم برعايـة وحمايـة الحكومة البريطانية الصليبية .
قال الحق سبحانه : ( قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ )
والله أكبـر ولله الحمد ، وهو حسبنا عليه توكلنا وعليه فلتوكل المتوكـلون
حامد بن عبدالله العلي
عيد الفطر السعيد ، غرة شوال ، 1431هـ
الكاتب: حامد بن عبدالله العلي التاريخ: 09/09/2010 عدد القراء: 8625
أضف تعليقك على الموضوع
|