مراسل الديلي ميرور: حركةطالبان يسيطون على مساحات شاسعة ويتحركون بحريةوالاجانب هم الخائفون! |
|
نشر الخبر 14 مارس 2006م أوردت صحيفة «ديلي ميرور»، أن مراسلها كريس هيوز الذي يزور أفغانستان لاستطلاع الوضع قبل وصول القوات البريطانية التي من المفروض أن تتوجه إلى أفغانستان في يونيو المقبل، وجد أن جماعة «طالبان» ما زالت تسيطر على مناطق عديدة ولا يقيم أتباعها في مخابئ تحت الأرض، إنما يعيشون في شكل عادي بين الناس من دون خوف، فيما لا يقدر الأجانب على التحرك بحرية في أفغانستان وإن فعلوا ذلك يجب أن يتخفوا بزي أفغاني وبحاجة لحراسة أمنية طوال الوقت.
وذكرت أن هيوز أول صحافي يدخل إلى المخبأ الذي بناه زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن لصديقه الملا عمر تحت الأرض على مقربة من قندهار، حيث عثر ضمن الدمار الذي شاهده في الموقع على أطراف بشرية، فيما لاحظ أن المخبأ احتوى على كل وسائل الراحة المطلوبة، وكان مزوداً بالمياه الحارة والباردة وحماماته مبلطة، وأضاف أن المخبأ «يشكل ببنيته القوية وتعقيداته رمزاً للقدرات الفنية العالية التي يتمتع بها مهندسو تنظيم القاعدة» على نحو مثير للإعجاب.
وتابعت الصحيفة أن الموقع الذي تعرّض للقصف المباشر من الجو في أعقاب تفجيرات نيويورك وواشنطن عام 2001 استعمل على ما يبدو مخبأ للملا عمر ومعه نحو 100 من أتباعه، ويعتقد أن بن لادن نفسه كان موجوداً في المخبأ لحظة تعرّضه للهجوم, ووفقاً للمراسل تشير بقايا جثث القتلى في الموقع إلى أن نزلاءه فرّوا في حالة من الفزع تاركين وراءهم القتلى والجرحى، حيث تحول الموقع إلى مأوى للثعابين السامة.
ونقل هيوز عن المواطنين المقيمين على مقربة من الموقع أنه رغم القصف الذي تعرض له المخبأ، ما زالت المنطقة برمتها خاضعة لسيطرة «طالبان», وقال صاحب دكان قريب «طالبان تحكم هذه المنطقة في الليل, لم يتغير شيء سوى أنهم توقفوا عن العيش في مخابئ سرية, إنهم مقيمون بيننا وليسوا خائفين».
واعلن هيوز أن الموقع لا يظهر للعيان عن بعد لكونه مبنياً على عمق 100 قدم تحت الأرض، سوى أن في الموقع حفرة ضخمة خلّفها القصف الجوي الذي تعرّض له, وفقط لدى الاقتراب من الموقع يمكن ملاحظة المدخل الصغير إلى المخبأ والبوابة الفولاذية التي تخفي وراءها مجموعة من الأنفاق تفضي إلى المخبأ الذي لم يتضرر كثيراً من القصف الذي تعرّض له بفضل سماكة جدرانه الأسمنتية المسلحة والجسور والقناطر الحديد التي وضعت بالأساس لتسليح الموقع من أجل الصمود أمام أي قصف بالقنابل والصواريخ.
أما الأنفاق فهي منخفضة ويبلغ ارتفاعها نحو مترين فقط، لدرجة لا تسمح حتى لبن لادن ذي القامة الطويلة السير منتصباً بداخلها, وبعد السير على مسافة 50 ياردة داخل النفق الرئيسي، يتشعب إلى شعبتين، واحدة إلى اليسار والأخرى إلى اليمين, ويفضي النفق من اليمين بعد السير قليلاً إلى مجموعة غرف أشبه بالكهوف جميعها مكيفة ومزودة بالكهرباء من مولدات خاصة بها، ويبدو أن هذه الغرف استعملت كمهاجع للنوم.
واحدة من هذه الغرف يبدو أنها تأثرت قليلاً بالقصف الصاروخي، حيث يشاهد أثر الاختراق فوق السجاد المفروش على أرضية الغرفة إلى جانب بقايا جهاز كمبيوتر محطم, أما الحمامات فمبنية على الطريقة الشرقية ومبلطة بالبلاط الصيني ومزودة بالمياه العذبة والمياه الحارة موصولة بشبكة عصرية من أنابيب المياه والصرف الصحي.
ووفقاً للتحقيقات التي جرت في الموقع، اتضح أنه أقيم عام 1997، وأشرف على بنائه بن لادن نفسه وساعد في إشادته شخصياً حفاظاً على السرية التي أحيط بها المخبأ، الذي أقيم فيه ممر خاص للهروب منه بسرعة في حال تعرُّضه إلى الخطر, وأضاف هيوز أن بن لادن والمهندسين العاملين معه استفادوا في بناء هذا المخبأ من التجربة التي خاضوها أيام الحرب ضد السوفيات في أفغانستان والأنفاق والمخابئ العديدة التي أقاموها خلال تلك الفترة.
وذكر هيوز أنه اكتشف وجود نشاط واسع لـ «طالبان» في المناطق التي زارها, وعلم أن الحركة خصصت جوائز مالية قدرها 600 دولار لقاء كل غربي يتم اختطافه وتسليمه لها و400 لقاء كل أفغاني متهم بالتعاون مع الغربيين, وقال إنه وجد أن من المستحيل للأجانب التنقل بحرية في قندهار، حيث قضى أسبوعاً كاملاً في معسكر محاط بأسوار مرتفعة من الأسلاك الشائكة وأبراج ودوريات حراسة مسلحة على مدار الساعة, ومع ذلك ذمر أنه شاهد سقوط صواريخ على مقربة من الموقع أطلقها أتباع «طالبان» وسمع انفجار عدد من القنابل اليدوية، ولم تتوقف أصوات الرشاشات طوال الليل، في ما يبدو أنها حرب حامية بين القوات الأجنبية والمتمردين.
كذلك قال إنه والنزلاء الآخرين الذين وُجدوا في المعسكر كانوا يتسللون من بناء إلى آخر منعاً لتعرضهم للإصابة, ولدى مغادرة المعسكر كان يُطلب منهم التخفي بلباس أفغاني للتمويه, ونقل عن أحد الأفغانيين العاملين في المعسكر أنه حذر الأجانب من سطوة رجال «طالبان» وقال إنهم يسعون لاختطاف الأجانب ولا يتورعون عن إعدامهم وحز رقابهم بالسكين.
ونقل هيوز عن رجل أمن كندي في المعسكر، أنه لدى مشاهدة أي أجنبي في المنطقة يجري تبليغ أنصار «طالبان» بالأمر حالاً، فتجري الترتيبات السريعة لاختطافه, وقال إن عمليات اختطاف الأجانب أصبحت تجارة رائجة في أفغانستان وتختلط فيها الدوافع السياسية بالدوافع المادية لدى أفراد عصابات من اللصوص وعالم الجريمة.
*********
الجزيرة نت : تبنت حركة طالبان الأفغانية قتل أربعة جنود أميركيين في انفجار عبوة ناسفة استهدفت دوريتهم بولاية كونر المحاذية للحدود الباكستانية شرقي البلاد، ومحاولة اغتيال رئيس مجلس الشيوخ صبغة الله مجددي.
ونقلت وكالة رويترز عن القيادي بطالبان الملا عبد المنان قوله إن مسلحي الحركة نفذوا الهجوم على القوات الأميركية في كونر بجهاز للتحكم عن بعد.
وقد أكد الجيش الأميركي مقتل أربعة من جنوده في الانفجار، مشيرا إلى أن الدورية كانت تقوم بعمليات تطهير للطريق لإبقائها مفتوحة. وقال القائد الأميركي الجنرال بنجامين سي فريكلي "إن المتطرفين الذين نفذوا هذا الهجوم يشكلون خطرا كبيرا وتهديدا للشعب الأفغاني".
من جانبه قال حاكم الولاية أسد الله وفاء إن الانفجار نجم عن تفجير عبوة ناسفة عن بعد، متهما "أعداء أفغانستان" بالمسؤولية عن الهجوم.
ويمثل الهجوم أكبر خسارة يمنى بها الجيش الأميركي في يوم واحد منذ عدة شهور، ويرفع عدد الجنود الأميركيين الذين قتلوا في أفغانستان هذا العام إلى 11 على الأقل. في حين بلغت خسائر القوات الأميركية منذ غزو أفغانستان أواخر عام 2001 نحو 220 قتيلا.
كما تبنت طالبان أيضا خطف أربعة ألبان ومثلهم من الأفغان العاملين بشركة ألمانية أمس بمنطقة في ولاية هلمند جنوب البلاد. وقال المتحدث باسمها قاري محمد يوسف إن الثمانية بحالة صحية جيدة، وسيبتُّ زعيم الحركة الملا محمد عمر في أمرهم.
محاولة اغتيال
ويأتي الهجوم على القوات الأميركية، في أعقاب هجوم بسيارتين مفخختين استهدفتا موكب رئيس مجلس الشيوخ الأفغاني والرئيس الأسبق صبغة الله مجددي الذي أصيب بحروق طفيفة في يده ووجهه في الانفجار الذي أسفر عن مقتل خمسة أشخاص بينهم منفذاه.
ونقلت وكالة رويترز عن القائد العسكري في طالبان الملا داد الله قوله إن مقاتلي الحركة وراء محاولة اغتيال مجددي.
واتهم مجددي بمؤتمر صحفي بكابل عقب نجاته الاستخبارات الباكستانية بتدبير هذه المحاولة في كابل صباح اليوم. وقال إن السلطات تلقت مؤخرا معلومات بتسلل ستة أشخاص إلى أفغانستان لاغتياله، في إطار خطة وضعتها الاستخبارات الباكستاني
وأوضح أن ذنبه الوحيد هو العمل على تحقيق السلام والرخاء لبلاده، كما اتهم الرئيس الباكستاني برويز مشرف بأنه لا يريد تحقيق الأمن والاستقرار بأفغانستان
وقد نفت المتحدثة باسم الخارجية الباكستانية تسنيم أسلم اتهامات مجددي، ووصفتها بأنها مزاعم غير منطقية ولا أساس لها من الصحة وتؤثر سلبا على علاقات الدولتين.
وأفاد مراسل الجزيرة بأن استهداف مجددي جاء بعد رئاسته لما يسمى لجنة المصالحة الوطنية التي تسعى بشكل أساسي لدمج مقاتلي طالبان السابقين بالمجتمع.
ويعتقد أن ذلك جعل مجددي هدفا لطالبان التي تتهم اللجنة بتشجيع الانشقاق داخل الحركة التي أطاح بها الغزو الأميركي نهاية عام 2001 من حكم البلاد. واتهم مصدر بالشرطة عناصر من تنظيم القاعدة بتنفيذ الهجوم بمساعدة من طالبان
وكان مجددي من أبرز قيادات المجاهدين الأفغان ضد الاحتلال السوفياتي السابق بثمانينيات القرن الماضي، وتولى رئاسة البلاد لشهرين بعد رحيل السوفيات وسقوط النظام الشيوعي عام 1992. وانتخب نهاية ديسمبر/كانون الأول رئيسا لمجلس الشيوخ (ميشرانو جيرغا)
ويتوقع المراقبون أن تشعل اتهامات مجددى الحرب الكلامية بين إسلام آباد وكابل التي كشفت حكومتها مؤخرا أنها قدمت معلومات استخباراتية لباكستان، تؤكد وجود زعيم طالبان الملا محمد عمر بالأراضي الباكستانية إضافة لمعسكرات تدريب
وانتقدت حكومة إسلام آباد بشدة هذه التصريحات ووصفت المعلومات بأنها قديمة، مستنكرة بشدة الكشف عنها
*******
التاريخ: 25/12/2006