ماكونيل يقر: نجم أميركا الى أفول، والشرق يتاهب للهيمنة على العالم

 



المستقبل القريب: عالم تسوده النزاعات

ماكونيل يقر: نجم أميركا الى أفول، والشرق يتاهب للهيمنة على العالم

 
رئيس اجهزة الاستخبارات الاميركية يشير الى انتقال القوة من غرب العالم الى شرقه بصورة لا مثيل لها في التاريخ.

ميدل ايست اونلاين
واشنطن -1نوفبمر 2008 صرح مدير الاستخبارات الوطنية الاميركية مايكل ماكونيل ان العالم يواجه خطرا متزايدا لنشوء نزاعات في السنوات العشرين او الثلاثين المقبلة بينما تجري عملية انتقال لا سابق لها للثروة والقوة من الغرب الى الشرق.

وتوقع ماكونيل خصوصا تزايد الطلب على الموارد المهددة بالنضوب مثل المواد الغذائية والوقود وتنافسا متزايدا في قطاع التكنولوجيا الحديثة وانتشار اسلحة الدمار الشامل.

وقال ماكونيل ملخصا فكرته امام جمهور من المحترفين في مجال الاستخبارات في ناشفيل (ولاية تينيسي، جنوب) ان "ما اتحدث عنه هو خطر محتمل ومتزايد لحدوث نزاعات".

واضاف "حتى 2025، سيكون احتمال وقوع نزاع بين دول وحروب اهلية اكبر".

وتابع ان الظروف في تلك الفترة ستكون ملائمة "لاعتداءات الارهابية واسعة النطاق بمواد كيميائية واسلحة بيولوجية وبدرجة اقل نووية".

واشار الى ظهور عالم متعدد الاقطاب في 2025 يشهد صعود الصين والهند والبرازيل التي ستكون اقتصاداتها مطابقة لاقتصادات الدول الصناعية الغربية.

وقال ماكونيل ان "انتقال الثروة العالمية والقوة الاقتصادية الجاري حاليا من الغرب الى الشرق لا سابق له في التاريخ الحديث من حيث الحجم والسرعة".

واضاف ان العمليات التوسعية والتنافس العسكري اصبحا اقل احتمالا لكن لا يمكن استبعادهما، كما ان من شأن نضوب النفط ان يولد نزاعات بين الدول.

واكد ماكونيل "نرى ان هذه التغييرات الكبيرة لن تؤدي الى انهيار كامل للنظام الدولي الحالي لكن السنوات العشرين المقبلة الانتقالية الى نظام جديد محفوفة بالمخاطر ومليئة بالتحديات".

وتابع ان الصين ستمتلك بحلول 2025 على الارجح ثاني اكبر اقتصاد في العالم وستكون قد اصبحت قوة عسكرية كبرى واكبر دولة مستوردة للموارد الطبيعية واكبر دولة مسببة لتلوث العالم.

وقال ان "الصين مؤهلة لان يكون لها تأثير على العالم في السنوات العشرين المقبلة اكثر من اي بلد آخر".

واضاف ان الهند ستكون ثاني او ثالث اكبر اقتصاد في العالم وستسعى لان تصبح "احد اكبر اقطاب هذا العالم الجديد".

واوضح مكدونيل ان روسيا ايضا ستكون في هذه المجموعة لكن فقط اذا وسعت اقتصادها ونوعته وادخلته في الاقتصاد العالمي الشامل.

وقال ان "التنافس الاستراتيجي سيتمحور على الارجح حول التجارة والتوزع السكاني والوصول الى الموارد الطبيعية والاستثمارات والتكنولوجيا وسيكون هناك نزاع لتحقيق تفوق تقني يشكل مفتاحا لفرض الهيمنة".

وستواجه مناطق في العالم مستقبلا ظروفا اصعب مع ارتفاع الطلب على المواد الغذائية والمحروقات وموارد اخرى.

واكد ماكونيل ان تقديرات الاستخبارات الاميركية تشير الى ان 1.4 مليار شخص في 36 بلدا سيعانون من نقص المياه للشرب والري.

وقال "الآن فكروا في هذا الامر: 1.4 مليار شخص بدون هذه الضرورات الاساسية سيشكلون مصدر توتر في العالم، توتر سيكون على الهيئات العالمية والدول الاكبر احتواؤه".

واضاف "على اساس هذه التقديرات، يتوقع ان يؤدي التغير المناخي الى تفاقم نقص الموارد هذا".

واوضح رئيس اجهزة الاستخبارات الاميركية ان نقص المياه سيكون "مدمرا لعدد كبير من الدول لان الزراعة تشكل جزءا كبيرا من اقتصاداتها ولان كثيرين من مواطنيها يعيشون عند الحد الذي يسمح لهم بالبقاء".

واكد ماكونيل ان الاقتصاد سيشهد انتقالا من النفط بحلول 2025 الى الغاز الطبيعي والفحم، موضحا ان التقنيات الجديدة والاختراعات يمكن ان تؤمن حلولا، لكن التقنيات المتوفرة حاليا "ليست ملائمة لتحل محل هندسة الطاقة التقليدية على النطاق الواسع المطلوب".

وتابع انه اذا لم تتحسن الفرص الاقتصادية والسياسية فان الوضع في الشرق الاوسط سيشهد تحول التطرف المتنامي وتجنيد الشبان في مجموعات ارهابية.

ورأى ماكونيل ان "انتشار التكنولوجيا والمعرفة العلمية بحلول 2025 سيضع بعض اخطر قدرات العالم في متناول منظمات ارهابية ايا تكن قضيتها".

واضاف ان "احد اكبر مصادر قلقنا ما زال ان تتمكن مجموعة ارهابية او اي مجموعة خطيرة اخرى من الحصول على عناصر بيولوجية وبدرجة اقل اشعاعية لتحدث اضرارا اكبر من تلك التي نجمت عن اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر" 2001.


التاريخ: 03/11/2008