الجيش الحر يستخدم فناجين القهوة والسماد لصنع القنابل والصواريخ !! |
|
وكان لدى ابو فراد شحنة ناسفة اخرى محلية الصنع في جيب سترته -عبارة عن انبوب معدني اسود مع فنجان قهوة من الخزف مثبت بأعلى الانبوب بسلك. ويستخدم الفنجان كفتيل قنبلة
صحيفة زمان الوصل : في خضم معركة بشوارع حلب صاح مقاتلون من المعارضة "قنبلة قنبلة قنبلة!". انبطح الجميع على الارض وسدوا آذانهم بأصابعهم. لكن العبوة المعدنية الصدئة التي يبلغ طولها نحو قدم والتي ألقوها على مبنى تختبىء بداخله قوات الجيش السوري لم تنفجر.
قال أبو فراد وهو قائد ميداني بالمعارضة كان يرتدي نظارة طيار ومازال يرتدي زي الجيش السوري الذي صرف له قبل ان ينشق وينضم الى صفوف المعارضة منذ ثلاثة اشهر "البطاريات منتهية وغير صالحة للعمل."
واقامت المعارضة السورية التي تحتاج بشدة لاسلحة وذخيرة مصانع تنتج تشكيلة واسعة من القنابل محلية الصنع والمقذوفات التي يمكن ان يستخدمها المقاتلون في معركة ضد القوات الحكومية الافضل تسليحا.
وكان لدى ابو فراد شحنة ناسفة اخرى محلية الصنع في جيب سترته -عبارة عن انبوب معدني اسود مع فنجان قهوة من الخزف مثبت بأعلى الانبوب بسلك. ويستخدم الفنجان كفتيل قنبلة.
ونزع أبو فراد فنجان القهوة وانحنى ثم القى القنبلة نحو المبنى الذي يتواجد فيه الجنود. وبعد بضع ثوان وقع انفجار مدو.
وفي مجمع مزارع خارج حلب يقوم معارضون بتقطيع ولحام قطع معدنية لصنع قنابل. وفي منزل خارج المجمع شوهدت 12 اسطوانة معدنية جاهزة لتعبئتها بمتفجرات.
وقال صانع القنابل أبو غجان وهو يرفع صاروخا معوجا يقول انه عثر عليه في حقل "ما نفعله هو عندما يبدأ الجيش السوري مهاجمة المدينة نتحرك في المكان ونبحث عن صاروخ لم ينفجر. ونحفر ثقبا في الرأس ونخرج مادة تي. ان. تي".
وقال انه تعلم هذه الحرفة من شبكة الانترنت.
وأضاف وهو يسير في مصنعه ليلا لتجنب لفت انتباه المزارعين في الجوار "نعاني من نقص شديد في المادة المتفجرة المناسبة ولذلك فاننا نضع خليطا من المخصبات الزراعية لصنع الباقي."
ويتسم صانع القنابل ابو غجان بالهدوء والحرص وهو يعلم ان الجيش سيدفع مبلغا كبيرا للحصول على احداثيات مصنع القنابل حتى يمكنه ارسال طائرات مقاتلة لقصفه.
ويمكن تفجير القنابل البدائية الصنع عن بعد باستخدام هاتف نقال. وقام ابو غجان بصنع صواريخ محلية الصنع يقول انه يمكن إطلاقها لمسافة خمسة كيلومترات.
والصواريخ التي يبلغ طولها متر لها رأس محشو بالمتفجرات مع اداة تفجير في نهايتها وأجنحة صغيرة لتواصل التحليق في خط مستقيم.
وقال "انها جيدة. نحن نستخدمها في اطلاق النار على ثكنات الجيش".
وافتقار المعارضين لاسلحة حديثة مصدر ألم مشترك بينهم حيث يقولون ان الدول الغربية التي دعت الى سقوط الرئيس بشار الاسد تحتاج لعمل المزيد لكي يتحقق ذلك بتزويدهم بالاسلحة.
وتقول الدول الغربية انها تزود المعارضين فقط بالمعدات غير الفتاكة مثل اجهزةاللاسلكي. وتحدثت دول خليجية مثل السعودية وقطر عن الحاجة الى تسليح المعارضين ويعتقد أنهما قدمتا أسلحة وذخائر.
لكن أيا كانت الاسلحة التي تقدم للمعارضة فانها لا تصل بالسرعة الكافية لتباري الترسانة الضخمة لدى الحكومة.
وفي بداية الحرب كان لدى الجيش السوري نحو 5000 دبابة وعدد مماثل من العربات المدرعة و3500 قطعة مدفعية و240 طائرة تستخدم في الهجوم البري و85 مقاتلة وأكثر من 140 طائرة هليكوبتر وفقا لبيانات المعهد الدولي للدراسات الاستراتيحية ومقره لندن.
ويقول العديد من المعارضين انهم انضموا الى المعركة باستخدام بنادق رش تستعمل في الصيد وقاموا في وقت لاحق بالاستيلاء على بنادق هجومية من جنود حكوميين قتلوا في الاشتباكات. وتبين القنابل المحلية الصنع التي في حوزتهم مدى اصرارهم لكن في شوارع حلب لم يتضح مدى فاعليتها.
وفور ان القى ابو فراد قنبلته على المنزل تعرض المعارضون لوابل من النيران. واصابت ثلاث قذائف مورتر المبنى الذي يقع في الطرف الاخر من الشارع على مسافة تقل عن عشرة أمتار.
ثم أمكن سماع صوت جنازير دبابة تتحرك في الشارع التالي. وأطلقت الدبابة قذيفة اخترقت المبنى الذي يختبىء به مقاتلو المعارضة. وملأت سحب الدخان المكان.
ومع انتشار الدخان نظر المعارضون حولهم لمعرفة ان كان زملاء لهم قد اصيبوا في حين راح آخرون يبحثون عن أي قذائف أخرى لم تنفجر لاستخدامها في صنع قنابل.
التاريخ: 01/09/2012