غورباتشوف يحذّر الولايات المتحدة من فيتنام أخرى في افغانستان .. واشنطن بوست : الحرب على طالبان فشلت والحركة تملك مهارة عالية في إمتصاص الضربات وتجديد النشاط بسرعة وتستبدل فقدان القادة في غضون أيام فقط |
|
28 أكتوبر 2010م ـ لندن - حذّر رئيس الاتحاد السوفيتي الأسبق ميخائيل غورباتشوف من استحالة تحقيق النصر في أفغانستان، ودعا الولايات المتحدة إلى سحب قواتها من هناك إذا ما ارادت تجنب فيتنام أخرى.
وكان غورباتشوف أمر بسحب القوات السوفياتية من افغانستان قبل أكثر من 20 عاماً وبعد 10 سنوات من دخولها إلى هناك.
وأشاد غورباتشوف في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) الأربعاء بقرار الرئيس باراك أوباما بدء سحب القوات الأميركية العام المقبل من أفغانستان، لكنه شدد على أن الولايات المتحدة "ستجد صعوبة في الخروج من هذا الوضع".
وقال "إن أوباما كان على حق حين قرر سحب قواته مهما كان ذلك صعباً لأن النصر مستحيل في أفغانستان"، مشيراً إلى أن الاتحاد السوفياتي "كان توصل إلى اتفاق مع إيران والهند وباكستان والولايات المتحدة قبل سحب قواته من أفغانستان".
واضاف "كنا نأمل أن تلتزم الولايات المتحدة بالاتفاق الذي توصلنا إليه بأن أفغانستان ينبغي أن تكون محايدة ودولة ديمقراطية تقيم علاقات جيدة مع جيرانها ومع كل من الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي".
وقال غورباتشوف "إن الاميركيين اعلنوا دائماً أنهم يؤيدون ذلك لكنهم في الوقت نفسه كانوا يدربون المقاتلين الذين يروعون اليوم أفغانستان ومناطق اخرى في باكستان".
واضاف "سيكون الموقف بسبب ذلك أكثر صعوبة بالنسبة للولايات المتحدة للخروج من هذا الوضع".
ورأى رئيس الاتحاد السوفيتي الأسبق أن ارسال نصف مليون جندي إلى افغانستان "لن يجدي نفعاً، وأن افضل ما يمكن لمنظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) أن تأمل في تحقيقه هومساعدة البلاد على الوقوف على قديمها واعادة بناء نفسها بعد الحرب لأن البديل سيكون فيتنام أخرى".
ــــــ
الجزيرة نت : قالت صحيفة واشنطن بوست إن الحملة العسكرية الضارية التي تشنها الولايات المتحدة حاليا على حركة طالبان في أفغانستان بهدف شل حركتها قد فشلت حتى الآن، ولم تفلح سوى في إلحاق هزائم عابرة بها أو بممارسة ضغوط على قادتها لإجبارهم على الجنوح إلى السلم.
وأضافت الصحيفة قائلة إن الضربات الجوية المتزايدة والعمليات العسكرية الخاصة أعاقت تحركات طالبان وأصابت خلاياها المحلية بأضرار.
غير أن مسؤولين في الجيش والمخابرات الأميركية اعترفوا بمهارة عناصر الحركة في امتصاص الضربات، وأنهم يبدون واثقين من قدرتهم على الصمود إلى ما بعد شروع الولايات المتحدة بسحب قواتها من أفغانستان في يوليو/تموز القادم.
وقال مسؤول كبير بوزارة الدفاع (البنتاغون) من العاكفين على تقييم الحرب في أفغانستان، إن ما سماه بالتمرد ما زال يحتفظ على ما يبدو بمرونته، وإن حركة طالبان ظلت باستمرار تظهر قدرة على "استعادة قوتها وتجديد نشاطها" في غضون أيام من نجاح القوات الأميركية في إلحاق هزيمة بها.
وذكرت الصحيفة أن من بين أهداف الحملة العسكرية المتمثلة في استهداف المستويات الوسطى من قادة طالبان هو إرغام الحركة على الجلوس على مائدة التفاوض مع الحكومة الأفغانية من أجل التوصل إلى السلام.
وقد أحدثت خطة الإدارة الأميركية لإجراء مراجعة إستراتيجية للحرب في ديسمبر/كانون الأول القادم، سجالا اتسم بالمراوغة بين قادة عسكريين أميركيين -يسعون لتمديد خطة تعزيز القوات الأميركية في أفغانستان- والمشككين، الذين يبحثون عن حجج لتقليص الدور الأميركي هناك تدريجيا.
وكان الجنرال ديفد بترايوس –القائد الأعلى للقوات الأميركية بأفغانستان- أعلن نجاح العمليات الأخيرة، مشيرا إلى أن الجيش يعتقد بأنه سيكون قادرا على إحراز تقدم ذي مغزى بحلول موعد مراجعة الإستراتيجية في ديسمبر/كانون الأول.
ومن بين الحقائق التي وصفتها الصحيفة بالمقلقة أن طالبان تقوم باستبدال قادتها المأسورين أو المقتولين في غضون أيام في كثير من الأحيان.