الملف الأول للأزمة الإيرانية |
|
مقتل ندا آغا يتحول إلى رمز للمحتجين على قمع النظام الإيراني
احتجاجات جديدة ودعوات لمحاكمة موسوي
الجزيرة نت : تجددت المظاهرات في شوارع طهران أمس الاثنين وأطلقت شرطة مكافحة الشغب القنابل المدمعة على المئات من أنصار مرشح الانتخابات الخاسر وفقا للنتائج المعلنة مير حسين موسوي الذين تحدوا تحذيرات الحرس الثوري بقمع أي مظاهرة جديدة.
وتجمع ظهر الاثنين قرابة ألف من أنصار موسوي بميدان هفت تير في طهران للتنديد بما يسمونه تلاعبا بنتائج الانتخابات الرئاسية التي جرت يوم 12 من الشهر الحالي وأعلن المرشح المحافظ محمود أحمدي نجاد فائزا فيها.
وحاصر نحو 500 من قوات الأمن مدعومين بقوات من الباسيج (مليشيا أمنية خاصة تابعة للحرس الثوري) المتظاهرين وأطلقوا القنابل المدمعة لتفريقهم كما اعتقلوا حوالي 60 منهم حسب شهود عيان.
وأضاف الشهود أن قوات الباسيج الذين انتشروا بكثافة -راجلين وعلى الدراجات النارية- في ميادين ومنعطفات الشوارع مدججين بالعصي والهري والسلاسل الحديدية، طاردوا المحتجين واعتقلوا المزيد منهم.
وروى شاهد عيان لرويترز أنه رأى من شرفة منزله مجموعة محتجين تردد شعارات وهي تتعرض للضرب على أيدي الباسيج الذين أخرجوا المحتجين من منزل قريب احتموا فيه. وقال الشاهد "الباسيج عدوانيون حقا.. انتابني الفزع من أن يقتحموا منزلي أيضا"
يذكر أن وسائل الإعلام الأجنبية ما زالت ممنوعة من تغطية الاضطرابات. وقد أطلق النداء للتجمع عبر الإنترنت من خلال موقع تويتر حدادا على سيدة تدعى ندى وهي متظاهرة لقيت حتفها يوم السبت برصاصة في الصدر كما أظهر شريط بث بشكل واسع على مواقع الإنترنت.
ويأتي التجمع الأخير كتحد لتهديد الحرس الثوري الإيراني بسحق أي احتجاجات جديدة دعا إلى مواصلة تنظيمها موسوي. وجاء في بيان للحرس الثوري "خلال الموقف الحساس الحالي سيتعامل الحرس بحزم وبأسلوب ثوري مع مثيري الشغب ومن ينتهكون القانون".
وكان مناصرو موسوي الذي شغل منصب رئيس الوزراء في الفترة ما بين 1981 و1989 اعتلوا أمس أسطح المنازل وراحوا يهتفون "الله أكبر" معلنين تحديهم للسلطات، وهو أسلوب استخدم خلال الثورة الإسلامية عام 1979.
ودعا موسوي -الذي أظهرت النتائج الرسمية حصوله على المركز الثاني بعد أحمدي نجاد في وقت متأخر مساء الأحد- أنصاره إلى تنظيم احتجاجات جديدة ضد "الأكاذيب والتزوير" في الانتخابا
وردا على هذه الدعوات، قال رئيس اللجنة القضائية بالبرلمان الإيراني علي شاهروخي إنه تجب محاكمة موسوي بسبب دعوته إلى "احتجاجات غير مشروعة وإصداره بيانات استفزازية"، حسبما نقلت عنه وكالة أنباء فارس شبه الرسمي
وقال التلفزيون الإيراني إن عشرة أشخاص قتلوا وأصيب أكثر من 100 آخرين في مظاهرات نظمت في طهران يوم السبت في تحد لتحذير وجهه مرشد الجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي.
وترفض السلطات اتهامات بالتزوير، وقد نفى مجلس صيانة الدستور بإيران -وهو من أهم المؤسسات الحاكمة في إيران- تصريحات للمتحدث باسمه تحدث فيها عن وقوع تجاوزات في الانتخابات.
وكانت الإذاعة الإيرانية نقلت عن عباس علي كودخدائي قوله مساء الأحد "بناء على المعلومات الأولية فإن 50 بلدة بها هذه المشكلة". وأضاف "ومع ذلك فإن العدد الإجمالي للأصوات في هذه الدوائر لا يتجاوز ثلاثة ملايين وبالتالي فلن يكون له أي تأثير على الانتخابات".
ومن جهته كرر المرشح المعتدل الخاسر أيضا مهدي كروبي يوم الاثنين دعوته إلى إعادة الانتخابات الرئاسية. وقال في خطاب إلى مجلس صيانة الدستور "بدلا من إضاعة الوقت في إعادة فرز بعض صناديق الاقتراع، الغوا الانتخابات
*****
برلين ـ 'القدس العربي':40 ثانية فقط هي مدة الفيلم الذي التقطه هاتف محمول والذي يظهر وفاة شابة ايرانية تدعى ندى على يد قناصة في طهران أثناء المظاهرات التي شهدتها ايران اثر الاعلان عن النتائج التي طعن بها كثيرون ودفعت بالاتحاد الاوروبي الى التدخل ومطالبة ايران باعادة فرز الاصوات كما جاء على لسان المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل .
واظهر الفيلم صورا لشابة ايرانية (27 سنة) ترتدي الجينز تصرخ بين المتظاهرين قبل ان يطلق عليها الرصاص ويصيبها في صدرها، لتقع الفتاة مضطرجة بدمائها بينما احد الاشخاص (يعتقد انه والدها) يصرخ بالقرب منها ندى ابقى معي، لا تموتي، وبالرغم من محاولات الانقاذ الا ان الفتاة تسلم الروح في أقل من دقيقتين، لينتشر الفيلم بسرعة في ارجاء ايران، وعند المساء يصل الفيلم الى عائلة في هولندا مع رسالة تشرح ما حدث، لتصل الصور الى الاعلام الاوروبي.
واحدثت هذه الصور صدمة في المانيا وتم بث الفيلم مرارا في محطات التلفزة، وكتبت العديد من الصحف عن الحادثة واعتبرت بان هذه الصور الصادمة لفتاة تموت بين يدي والدها لأنها أرادت التعبير عن رأيها ستكون هي النقطة الفاصلة. واعتبرت صحيفة 'دي فيلت ان صور ندى وهي تسلم الروح أعطت للثورة الايرانية وجها واسما وبأن هذه الصور والتي تظهر وحشية النظام ضد متظاهرين مدنيين أرادوا تحقيق الديمقراطية في مجتمعهم ستصبح رمزا ودافعا لتحرك الايرانيين واستعادة حريتهم.
صحيفة 'كولنر تسايتونغ' عقبت على الحادث بقولها بان هذه الصور تثبت مدى وحشية النظام الإيراني ومدى معاناة الشعب الايراني، وقالت الصحيفة ان ندى وهي طالبة فلسفة في جامعة طهران لم تعتقد بانها ستصبح رمزا حين ارادت أن تدافع عن حريتها، واعتبرت الصحيفة بأن خروج المتظاهرين صارخين 'ندى هو اسمي' يدل على أن ندى أصبحت فعلا أيقونة الثورة الايرانية.
صحيفة 'دي تسايتونع' انتقدت قمع ايران للمتظاهرين وقالت يبدو أن قيادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية والتي وصلت أيضا للحكم عن طريق الثورة وصلت لطريق مسدود، فلم يعد امامها سوى قمع المتظاهرين. وقالت ان خامنئي والرئيس المفضل له أحمدي نجاد فقدا تقريباً تأييد كافة المرجعيات الشيعية، ان ملايين الايرانيين من بسطاء الشعب وحتى كبار الشخصيات في قمة هرم السلطة اتخذوا مواقف داعمة للمعارضة.
من ناحيتها علقت صحيفة 'باديشه تسايتونغ' بأن الرئيس الأمريكي باراك أوباما والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وآخرين عبروا بشكل واضح بإن القيادة الإيرانية تنتهك بشدة مبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان. وامتدحت الصحيفة موقف الغرب بعدم انحيازه الى طرف معين منذ البداية وان الانتقاد انحصر فقط بالاساليب حتى لا يعطون النظام الحاكم في إيران الفرصة لتشويه صورة الحركة الاحتجاجية واعتبارها مُسيَّرة من الخارج.
***
الرابطة العراقية : ندى هي فتاة ايرانية جامعية تبلغ من العمر 21 عاما.. كانت متوقفة مع والدها في أحد أحياء طهران تراقب التظاهرات التي عمت ارجاء العاصمة مطالبة بإعادة الانتخابات التي تم تزويرها لصالح المرشح سيء الصيت: أحمدي نجاد.
وفي لحظة ما انطلقت رصاصة قناص من أحد رجال الحرس الثوري الايراني (الباسيج) صوب رأس هذه الفتاة المسكينة فسقطت على الأرض مضرجة بدمائها.. حينها اندفع والدها والناس من حولها محاولين انقاذها دون جدوى.. بينما سجلت كاميرات الموبايل اللحظات الأخيرة في حياة هذه البريئة التي اختطفت روحها الشابة عمائم الظلام والحقد.. وحفاظا على مشاعر قراء الرابطة الكرام نمتنع عن عرض الفلم ونكتفي بصور منه فحسب.
وينتشر خبر الشهيدة (ندى) في أرجاء إيران لتصبح معلما ورمزا لايران الجديدة الشابة المنتفضة بوجه نظام الحقد والكراهية الذي يمارس استبداده تحت عباءة التفويض الالهي وتمثيل الامام الغائب وغيرها من السفاهات والخرافات التي أعدت بعناية لتدمير الأمة الاسلامية جمعاء.. ويدخل اسم (ندى) في كل بيت ايراني ويتداوله الجميع، بينما ينتشر فلم مقتلها بين أجهزة الموبايلات بتقنية البلوتوث والتي أتقنها الشباب الايراني بالاضافة الى استعمال المدونات على مواقع الانترنت لنشر ما كان الملالي يودون إخفاءه..
هذا وينتشر بين الايرانيين اليوم تسمية جديدة لأحمدي نجاد وهي (أحمغي نجاس).. أي الأحمق النجس...!
أما نحن في واقعنا العراقي فقد سقط لدينا منذ 6 أعوام من دخول عملاء الاحتلال ولاعقي أحذيته وأغبياء العمل السياسي في ظل الاحتلال.. سقط عندنا ألف وألف ندى، بين قتيلة ومغتصبة ويتيمة وأرملة وثكلى.. لكن نساء العراق لا بواكي لهم، وقبل أن نلوم غيرنا علينا أن نتساءل لماذا لم نحرص على عراقنا ونتظاهر له كما يحرص الايرانيون على ايرانهم؟ حري بنا أن نقف متأملين معتبرين ونحن نشاهد حشود الشباب الايراني تملؤ شوارع طهران.. لأننا في العراق يوم أن ننتفض فلن تبقى عمامة وسدارة وربطة عنق خدمت المحتل وجاءت فوق دبابته إلا وطردت من أرضه الطاهرة شر طردة.. وإن غدا لناظره لقريب