كاتب أمريكي : الولايات المتحدة باتت تشهد ما سماه اضمحلالا أخلاقيا وأزمات تصل حد الإفلاس |
|
الجزيرة نت : 21فبراير 2010م انتقد الكاتب الأميركي مارك هيلبرين توجه الولايات المتحدة لإلغاء إنتاج طائرة "رابتور إف 22" -وهي طائرة شبح مقاتلة تعد الأكثر تقدما حتى الآن- وقال إن ذلك يشكل كارثة ومأساة للأمة، في ظل تطور الترسانات العسكرية للصين وروسيا وإيران.
وأشار هيلبرين وهو الباحث في معهد "كليرمونت" ومؤلف العديد من الكتب ومن بينها "جندي الحرب الكبرى" و"الوحشية الرقمية" إلى أن الولايات المتحدة باتت تشهد ما سماه اضمحلالا أخلاقيا وأزمات تصل حد الإفلاس، وأنها بدأت تضعف أمام أعدائها لدرجة تقديمها الاعتذار لهم وأنها بدأت تفقد الإرادة في أن تكون أمة عظيمة.
ومضى إلى أن بلاده استمرت على مدار ثلاث رئاسات سابقة متتالية ومدى جيل كامل في تقليص ترسانتها العسكرية ما أخل بالتوازنات العسكرية مع الآخرين وأن الأمة الأميركية فقدت بوصلتها الإستراتيجية.
كما انتقد هيلبرين الحملات العسكرية والحروب التي تشنها بلاده في الشرق الأوسط ووصفها "بالسكين التي تقطع بالماء"، التي أسفرت عن تشويه صورة البلاد وخلق الأعداء في المنطقة الذين صاروا يكرهون أميركا والأميركيين ويكنون مشاعر العداء ضد مصالح الولايات المتحدة.
ومضى إلى أن الولايات المتحدة وزعت جيشها في مناطق متعددة في العالم، بحيث أتاحت الفرصة والمتنفس لكل من الصين وروسيا وإيران لتطوير ترساناتها العسكرية والإخلال بتوازنات القوة في العالم.
وقال الكاتب إنه لا يجب على الولايات المتحدة أن تنشغل في ما يسمى محاربة وقمع "الإرهاب" على حساب تطوير قواتها العسكرية التقليدية، وأوضح أنه يمكن القيام بأي التزامات إضافية "باليد اليسرى عندما تكون اليد اليمنى تتصف بالقوة".
ومضى هيلبرين إلى أنه إذا لم تقم واشنطن بتطوير ترسانتها العسكرية، فإنها النتيجة أو العقوبة ربما ستكون تساوي القوة مع الجيش الصيني وبروز روسيا لتهدد أوروبا، إضافة إلى بروز إيران النووية التي من شأنها قتل شعبها وتهديد جيرانها وإطلاق القرصنة عبر البحار
وقال الكاتب إن بقاء بلاده على هذا الحال الراكد من شأنه هزيمتها دون حرب، وأوضح أنه إذا لم يمارس الأميركيون لعبة الشطرنج جيدا وبمهارة عالية، فيمكن للملك في الشطرنج أن يبقى ساكنا بلا حراك ومحاصرا تحت إشارة التحذير بالخطر أو يمكن وصفه "بالقوة الناعمة"، وأضاف أن حال "القوة الناعمة" دون وجود "القوة الخشنة" أو الصلبة هو أشبه ما يكون بحال اللحم بلا هيكل عظمي.
وقال هيلبرين إن إلغاء مشروع إنتاج طائرة "رابتور إف- 22" هو خسارة كبرى للبلاد، وأضاف أنه رغم تكلفة إنتاجها الباهظة، فإن الخسارة المالية يمكن تحملها أكثر من تحمل الخسائر العسكرية أو الهزيمة الحربية، وحذر من أن الخسارة الكبرى المتمثلة في دماء أبناء الأمة وبناتها.
وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما ووزير الدفاع روبرت غيتس أكدا أنه لا توجد حاجة لطائرة "رابتور إف 22"، وأن وزارة الدفاع الأميركية "بنتاغون" تسعى للتقليل من إنتاج المقاتلة الباهظة ذات الطراز الفريد عند سقف 187 طائرة، حيث تبلغ كلفة إنتاج الطائرة الواحدة من ذلك الطراز ما يقرب من 150 مليون دولار، لكن المشرعين مصرون على تخفيض الإنتاج