أبو مصعب السوري !!..المخابرات الامريكية ترفض الادلاء بمعلومات عن سوري متهم بالانتماء لتنظيم القاعدة اعتقل في باكستان عام 2005 بتهمة التورط في عمليات ارهابية

 

أبو مصعب السوري

3/9/2009م

الناصرة ـ  :علمت 'القدس العربي' من مصادر حقوقية عربية وامريكية انّ وكالة المخابرات المركزية (CIA) ترفض رفضا قاطعا الافصاح عن مكان احتجاز مواطن اسباني، وهو من اصل عربي سوري، كان قد سُلّم للامريكيين في العام 2005 ومنذ ذلك الحين اختفت اثاره.
ووفق المعلومات المتوفرة فانّ مجموعات حقوق الانسان في الولايات المتحدة الامريكية توجهت مؤخرا الى الامم المتحدة طالبةً منها التدخل لالزام الامريكيين على تزويد افراد عائلته بمعلومات عنه. كما طالبت الجمعيات المذكورة بتشكيل لجنة تحقيق في ظروف اختطاف المواطن المذكور، ويدعى مصطفى ست مريم ناصر، المتهم بالانتماء الى تنظيم القاعدة، والذي قامت المخابرات الباكستانية في تشرين الاول (اكتوبر) من العام 2005 بتسليمه الى المخابرات الامريكية، ومنذ ذلك الحين لم يُسمع عنه ايّ شيء.
ولفتت المصادر عينها الى انّ منظمات حقوق الانسان كانت قد توجهت في شهر حزيران (يونيو) الماضي الى وكالة المخابرات المركزية لاستيضاح الامر، فجاء الرد انّ الوكالة لا يمكنها الرد بالنفي او بالايجاب فيما اذا كانت تحتجز ناصر في معتقلاتها. يشار الى انّ ناصر (42) عاما هو مثقف من اصل سوري، يعتبر منظرا في الاسلام، وقام بنشر العديد من الكتب والمقالات العلمية حول الاسلام وحول الجهاد في الاسلام.
وقال ستيفين ووت، مركز الهيئة في منظمة برنامج حقوق الانسان انّ عقيلة السيد ناصر واولاده يريدون ان يعرفوا فيما اذا كان ناصر ما زال على قيد الحياة، لافتا الى انّ التوجهات التي قُدمت للحكومة الامريكية خلال السنوات الاربع الماضية تمّ تجاهلها من قبل السلطات ذات الصلة، الامر الذي دفع العائلة الى التوجه الى المنظمة الدولية، الامم المتحدة، لتحصل على مساعدتها في تحقيق مطلبها.
علاوة على ما ذكر، توجهت منظمات حقوق الانسان الى الهيئة الخاصة في منظمة الامم المتحدة، والتي تعنى بشؤون الاسرى والمفقودين، الذين تمّ اختطافهم او اعتقالهم، خلال الحرب على ما يُسمى بالارهاب العالمي الاسلامي، وحذّرت من انّها ستقوم بمقاضاة الولايات المتحدة وحكومات دول اخرى في الشرق الاوسط، كانت حسب الشبهات متورطة في اختفاء ناصر في العام 2005.
وشددت المصادر على انّه بالرغم من شح المعلومات حول ظروف اختفاء ناصر، الا انّ الدلائل تشير الى انّه اعتقل من قبل المخابرات الباكستانية ضمن خطة (عملية استثنائية) غير قانونية، والتي خوّلت الولايات المتحدة وحكومات اخرى باختطاف واعتقال مواطنين اجانب وتسليمهم لامريكا للتحقيق معهم وتعذيبهم بتهمة الانتماء لتنظيم القاعدة.
واشارت المصادر عينها الى انّه وفق تقارير رسمية امريكية وتقارير اعلامية فانّ الامريكيين حاولوا منذ فترة طويلة القاء القبض على ناصر بتهمة التورط في تنفيذ ما يُسمى بعملية ارهابية، وفي شهر كانون الثاني (يناير) من العام 2005، اي قبل عدة اشهر من اعتقاله اعلنت السفارة الامريكية في باكستان عن جائزة بقيمة خمسة ملايين دولار لمن يزودها بمعلومات توصلها الى القبض على ناصر.
كما اكدت المصادر انّ المركز الامريكي القومي لمكافحة الارهاب اكد رسميا انّه تمّ اعتقال ناصر في تشرين الاول (اكتوبر) من العام 2005، حيث تمّ احتجازه في قاعدة عسكرية امريكية لمدة زمنية غير معروفة، الواقعة في الجزيرة التابعة لبريطانيا دييغو غراسيا في المحيط الهندي.
وزادت المصادر ان وكالة التحقيق الفيدرالية في امريكا (FBI) اكدت انّها لا تحتجز ناصر في ايّ من معتقلاتها، ولكنّها رفضت الادلاء بمعلومات فيما اذا كان ناصر معتقلا في سجن خارج الولايات المتحدة والذي يخضع للامريكيين، زاعمة انّ المعلومات سرية، بالاضافة الى ذلك، رفضت السلطات الامريكية الرد على توجهات زوجته، وهي مواطنة اسبانية تدعى هيلينا مكرينا كروز.
وجاء في رسالة الزوجة الى الامم المتحدة: منذ اربع سنوات وانا اقوم بتربية اطفالي الاربعة، بدون والدهم، انّهم دائما يسألون عنه، لا فكرة لديّ عنه، وبالتالي لا اجد الجواب لارد عليهم، حتى اذا كان ما زال على قيد الحياة او توفي لا اعرف. وتابعت الزوجة: انّ الالم الذي يعتصرني بسبب هذا الامر بات لا يطاق بالمرة، وانا قلقة من ان يعرف اولادي عن المأساة التي نعيشها، وزادت: اذا كان زوجي متهما بمخالفة ما، يجب ان يحاكم في المحكمة، وان لم يفعل شيئا فيجب اطلاق سراحه، لا يحق لاحد ان يتعامل بهذه الطريقة، لقد توجهت الى العديد من الهيئات والسلطات للحصول على معلومات عن مصير زوجي، ولكننّي لم اتلق جوابا من احد وكنت دائما اقابل بالرفض، وبالتالي فاننّي اناشد الامم المتحدة بالتدخل الفوري والسريع لمساعدتي في العثور على زوجي او معرفة مصيره، كتبت الزوجة في رسالتها


التاريخ: 04/09/2009