أخبار النصرة يوم 18 فبراير |
|
وتضاربت أعداد القتلى والجرحى في المواجهات. فبينما نقل مراسل الجزيرة في طرابلس عن بيان رسمي للقيادة الشعبية في بنغازي قوله إن 11 شخصا سقطوا بين قتيل وجريح، أشار موظف في القنصلية الإيطالية إلى مقتل ما لا يقل عن تسعة أشخاص وجرح 55 آخرين في الاشتباكات.
وجاءت المواجهات بعدما حاول المحتجون إحراق مقر القنصلية الإيطالية. وقال مراسل الجزيرة إن عددا من المتظاهرين تسللوا إلى داخل القنصلية وأضرموا النار في جزء من المبنى إضافة إلى إحراق عدد من السيارات بينها سيارات للشرطة وسيارة تابعة للقنصلية، مشيرا إلى أن الهدوء عاد إلى المنطقة.
وتأتي المظاهرة التي انطلقت عقب صلاة الجمعة على خلفية إعلان وزير الإصلاح المؤسساتي الإيطالي روبيرتو كالديرولي نيته ارتداء قميص يحمل الرسوم المسيئة والتي أججت مشاعر الغضب في العالم الإسلامي. وقد طلب رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني من الوزير تقديم استقالته.
وقد أصدرت القيادة الشعبية في بنغازي بيانا أدانت فيه حرق القنصلية الإيطالية واعتبرته عملا غير مسؤول ولا يعبر عن الشعب الليبي. كما كلفت القيادة فتح تحقيق بالطريقة التي تعاملت بها الشرطة مع الحادث.
تظاهرات مستمرة
في غضون ذلك استمرت الاحتجاجات بأنحاء متفرقة من العالم على الرسوم المسيئة للنبي الكريم. فقد نظم آلاف المسلمين مسيرة بشوارع العاصمة التنزانية دار السلام في أول مظاهرة من نوعها بالبلاد منذ بدء أزمة الرسوم.
وحمل المحتجون لافتات كتب عليها "يجب أن نقتل أولئك الذين يهينون النبي محمد".
وفي هونغ كونغ ردد أكثر من ألفي شخص من الجالية المسلمة هتافات، ولوحوا بلافتات خلال احتجاج على رسوم الكاريكاتير المسيئة.
وهذه المسيرة هي الأولى من نوعها التي ينظمها مسلمون بهونغ كونغ منذ سنوات, وقال المنظمون إن الجالية شعرت بالإهانة نتيجة للرسوم التي نشرت أول مرة بالدانمارك في سبتمبر/ أيلول لكن أعيد نشرها بالعديد من الدول الأوروبية.
على صعيد آخر دعت منظمة مراسلون بلا حدود إلى إطلاق سراح سبعة صحفيين سجنوا في بلدان عربية بسبب إعادة نشر الرسوم التي أثارت غضب المسلمين.
وقالت صحفيون بلا حدود إن 12 صحفيا على الأقل يخضعون للمحاكمة في خمس دول بسبب نشر الرسوم الساخرة، بينهم سبعة سجنوا بالفعل في كل من الجزائر وسوريا واليمن.
كما أشارت المنظمة إلى أن 13 صحيفة تم إغلاقها مؤقتا أو بشكل دائم في الجزائر والمغرب والأردن واليمن وماليزيا وإندونيسيا، لإعادتها نشر الرسوم الكاريكاتيرية.
استدعاء سفراء
في تطور آخر أغلقت الدانمارك سفارتها في باكستان واستدعت سفيرها "للتشاور" وذلك على خلفية الاحتجاجات المتزايدة على الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم.
في المقابل أعلنت الخارجية الباكستانية أيضا استدعاء سفيرها في كوبنهاغن جوادا قريشي "للتشاور" بدون إضافة أي تفاصيل.
وقد استدعت الوزارة أيضا رؤساء البعثات الدبلوماسية الأوروبية الآخرين، لبحث الأزمة المتفاقمة جراء الرسوم واستمرار الاحتجاجات.
جاء ذلك في وقت شهدت فيه عدة مناطق باكستانية مزيدا من المظاهرات والمصادمات العنيفة مع قوات الشرطة, على خلفية تلك الرسوم المهينة.
وقد عرض أحد خطباء المسجد في باكستان أمس الجمعة مكافأة قدرها مليون دولار لمن يقتل رسام الكاريكاتير الدانماركي صاحب الرسوم المسيئة.
************
طرابلس، ليبيا (CNN) -- لقي 11 شخصاً حتفهم في تظاهرات حاشدة في ليبيا مساء الجمعة أحرق خلالها المتظاهرون القنصلية الإيطالية احتجاجاً على الرسومات الكاريكاتورية الساخرة من شخص النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، الني نشرتها صحيفة دنماركية وعدداً من الصحف الأوروبية، وفق ما كشفت مصادر.
وأشار مسؤول في السفارة الإيطالية إلى سقوط "أعداد كبيرة" من الجرحى خلال الاحتجاجات التي شهدتها مدينتي "بنغازي" وسبها."
وقال السفير الإيطالي لدى ليبيا، فراسيسكو بروبيانو، إن تظاهرة "بنغازي"، ثاني أكبر مدن ليبيا، التي بدأت سلمية، سرعان ما تحولت لاحتجاجات عارمة أضرم خلالها المتظاهرون النار في قنصلية بلاده.
وتم إجلاء العاملون في القنصلية بسلام، وفق بروبيانو.
وفيما برر السفير الإيطالي إحراق القنصلية كونها البعثة الدبلوماسية الغربية الوحيدة في بنغازي، قال متظاهرون إنها تعبير عن الغضب من ارتداء وزير الإصلاح الإيطالي روبيرتو كالديرولي مؤخراً لتي شيرت يحمل واحدة من الرسوم الكاريكاتورية الساخرة
وطالب رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو بيرلسكوني كالديرولي بالإستقالة.
وأعتبر المتظاهرون، في بيان مكتوب، نشر الرسوم الساخرة في الدنمارك "عملاً عدوانياً مباشراً."
وفي مدينة "سبها" حث المتظاهرون عقب صلاة الجمعة في بيان احترام العقائد والمقدسات الدينية .
وقالت وكالة الأنباء الرسمية الليبية، الجماهيرية، إن الضحايا سقطوا إثر اندلاع مصادمات بين المتظاهرين وقوات الأمن.
وطالب المدعي العام الليبي فتح تحقيق في كيفية تعامل الشرطة مع المسيرات الحاشدة، وفق الجماهيرية.
وقالت الوكالة إن الحكومة الليبية "تدين بشدة" إحراق القنصلية الإيطالية وأن قوات الأمن فلحت في منع العديد من المهاجمين من التسلل إلى داخل المبنى الذي أضرمت فيه النيران كما أُحرقت العديد من المركبات خارجه.
ويذكر أن الرسوم المسيئة للنبي محمد، نشرت لأول مرة في صحيفة دنماركية في شهر سبتمبر/أيلول الماضي، ثم أعادت عدة صحف أخرى نشرها تحت ذريعة حرية التعبير والصحافة، وذلك بعد تصاعد الاحتجاجات ضدها وما رافق ذلك من عنف في بعض الأحيان، في الدول الإسلامية، نظراً لأن الإسلام يحظر تصوير الأنبياء جميعاً، وليس النبي محمد وحده.
وكان نشر الرسوم المسيئة للنبي قد أثار احتجاجات وتظاهرات في العديد من الدول الإسلامية، وأدت التظاهرات في بعض الأحيان إلى حدوث تجاوزات، حيث قام متظاهرون في دمشق بإحراق السفارتين الدنماركية والنرويجية، فيما قام متظاهرون في بيروت بحرق القنصلية الدنماركية، وفي إيران وإندونيسيا، هاجم المتظاهرون مقر السفارة الدنماركية.
فيما تواصلت التظاهرات والاحتجاجات المنددة بنشر الرسوم في مناطق مختلفة من العالم حتى يومنا هذا، حيث خرجت تظاهرات حاشدة في كراتشي بباكستان، وكذلك في هونغ كونغ، إضافة إلى أراضي السلطة الفلسطينية.
وأغلقت السفارة الدنماركية في إسلام أباد الجمعة أبوابها بشكل مؤقت، في أعقاب تصاعد الاحتجاجات التي تشهدها باكستان ضد الرسوم المسيئة للنبي محمد.(المزيد)
وفي تطور آخر، أفادت مصادر في وزارة الخارجية الباكستانية بأن الحكومة استدعت الجمعة سفيرها لدى الدنمارك.
وقد شهدت مدينة كراتشي في جنوب باكستان الجمعة إضرابا عاما احتجاجا على الرسوم.
وعلى صعيد متصل، طالبت جماعة دولية معنية بحرية الصحافة الجمعة بإطلاق سراح سبعة صحفيين محتجزين في ثلاث دول فوراً، وذلك بعد أن عمدت سلطات تلك الدول إلى سجنهم بتهمة إعادة نشر الرسوم المسيئة للنبي محمد
وقالت منظمة "صحفيون بلا حدود" إن الصحفيين السبعة مسجونين في اليمن وسوريا والجزائر، وأن هناك 12 صحفياً آخر من خمس دول أخرى تجري محاكمتهم بالتهمة نفسها.(التفاصيل)
***********
مصرع 15 في مظاهرات في نيجيريا احتجاجا على الرسوم ـ الجزيرة
أوقف وزير الأمن العام في ليبيا نصر مبروك عن العمل وأحيل إلى التحقيق غداة التظاهرة العنيفة أمام القنصلية الإيطالية في بنغازي التي قتل فيها عشرة أشخاص على الأقل.
وقررت أمانة المؤتمر الشعبي العام (البرلمان الليبي) "إيقاف وزير الأمن العام نصر مبروك وكل من له علاقة بالحادث وبالمسؤولية عن الأمن في بنغازي وإحالتهم إلى التحقيق".
ودانت الأمانة "الاستخدام المفرط للقوة والمعالجات غير المناسبة التي تجاوزت حدود الواجب من قبل الشرطة" في محاولتها لإيقاف المتظاهرين المحتجين على نشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول (صلى الله عليه وسلم) في أوروبا وعلى تصريحات لوزير إيطالي مناهضة للمسلمين.
وقد أضرم المتظاهرون النار في الطابق الأول من مبنى القنصلية الإيطالية وأحرقوا عددا من السيارات بينها سيارات للشرطة وسيارة تابعة للقنصلية.
مسؤولية المظاهرات
وقد حملت مؤسسة القذافي للتنمية وزير الإصلاحات الدستورية الإيطالي روبرتو كالديرولي مسؤولية التظاهرة ضد القنصلية الإيطالية في بنغازي.
وقالت مؤسسة القذافي التي يرأسها سيف الإسلام نجل القذافي في بيان إن "تصريحات كالديرولي العنصرية الحاقدة كانت بمثابة الدافع الباعث على القيام بردود أفعال مصدرها الاستفزاز وجرح المشاعر وإهانة المقدسات".
وأضافت أنها "تحمل هذا الوزير والحكومة الإيطالية وزر ما نجم عن ردود الأفعال هذه من أحداث مؤسفة وضحايا أبرياء".
ودعت المؤسسة "الحكومة الإيطالية إلى أن تتخذ وبشكل فوري ما يتطلبه الموقف من إجراءات ضد هذا الوزير العنصري الحاقد وذلك بما يكفل الاعتذار للمسلمين وفي حالة عدم قيامها بذلك فإن علاقاتها ومصالحها مع ليبيا سوف تشهد مرحلة حرجة وحاسمة وتصبح عرضة لإعادة النظر والتقييم
استقالة
وبسبب الضغوط الداخلية والخارجية أعلن الوزير الإيطالي -الذي يعتبر أحد قادة رابطة الشمال المناهضة للأجانب بزعامة أومبرتو بوسي- اليوم استقالته من الحكومة الإيطالية.
وقد طالبه بالاستقالة رئيس الحكومة سيلفيو برلسكوني معتبرا أن تصرفه حسب ما جاء في بيان "مخالف لموقف الحكومة وبكل تأكيد مع أي دور مؤسساتي". كما طالب كل قادة الأحزاب الأخرى المشاركة في الحكومة باستقالة الوزير المذكور.
وكان الوزير الإيطالي قد أكثر في الأسابيع الأخيرة من الهجمات على الإسلام وقال في مقابلة تلفزيونية إنه سيرتدي قميصا قطنيا يحمل الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم).
ولم يبد الوزير الإيطالي في وقت سابق اليوم أي مؤشرات للندم على تصريحاته وأكد بأنه لا يشعر بالمسؤولية عن الاحتجاجات ولا يأسف لمقتل الضحايا نافيا أن يكون ما حدث في ليبيا له علاقة بتصريحاته عن القميص
وتعد اشتباكات بنغازي الأحدث في سلسلة أعمال العنف المصاحبة للاحتجاجات بالعالم الإسلامي على الرسوم المسيئة التي نشرتها صحيفة يولاندس بوستن الدانماركية في سبتمبر/أيلول الماضي، وأعادت نشرها صحف أوروبية أخرى
وتعرضت سفارات الدانمارك في جاكرتا وطهران ودمشق وبيروت لهجمات، واستهدفت احتجاجات عنيفة أيضا البعثات الدبلوماسية لدول غربية أخرى.