مساعد أمين عام الهيئة العامة نائب رئيس إدارة الدراسات والبحوث بالمحكمة العليا بالرياض يقدم استقالته احتجاجا على تقشي الفساد بالقضاء واتساع دائرة الظلم خاصة في ملف الموقوفين !

 

قدم مساعد أمين الهيئة العامة نائب رئيس إدارة الدراسات والبحوث في المحكمة العليا بالرياض، القاضي “نايف بن على القفاري” استقالته إلى الملك السعودي يوم أمس الاثنين 11 مارس الجاري في خطاب مطول امتدّ على 3 صفحات، تضمن نقدا لاذعا لجهاز القضاء ووزارة العدل. وأوضح القفاري بأنه قدم استقالته نظراً “لسوء الوضع القضائي ولأداء القيادة العدلية المحبط والمخيب للآمال” وأضاف: “المحزن أن دائرة الظلم اتسعت على الموقفين حتى بدأت تندرج الى اهاليهم الذين يراجعون لرفع الظلم عن ذويهم.. ثم اتسعت حتى شملت نسائهم”!. واشار القاضي المستقيل الى أن “ملف المعتقلين طال ويوشك ان يدمر السعودية” وأضاف بأن المواطنين “ازداد غليانهم بسبب مزاحمتهم في معاشاتهم وأرزاقهم، فالرشوة في نمو سريع ومظاهر أخرى كان من آخرها الضريبة التي فرضت على التجار، والتي أحدثت امتعاضًا عريضًا في كافة المناطق”. وشن القفاري هجوماً غير مسبوق على وزير العدل د. محمد العيسى: “الذي يمقته غالبية القضاة لإدارته الفاشلة وتصرفاته اللامسؤولة وكتبوا اليكم والى ولاة عهدكم بشأنه كتابات فردية وأخرى جماعية وكانوا ولا زالوا يطلبون عزله لرأب الصدوع التي شرخها في الجهاز العدلي”. وسبق للقاضي القفاري أن أصدر خطاباً في أعقاب وفاة وزير الداخلية السابق نايف بن عبد العزيز كشف فيه معاناة المعتقلين وتفاقم قضيتهم وحذر النظام السياسي من عواقب عدم حل ملف المعتقلين: ” أنا اليوم لا أكتب بصفتي القضائية؛ بل كفرد ينتمي إلى أسرة منها معتقل! وبيوت أقاربه وجيرانه وأصدقائه لا تخلو من معتقل.. أرى أثر احتقان أهالي المعتقلين وأشاركهم فيه، وأعيش معهم مُوجِبَاتِ الاحتِقَان وأراها عياناً لا تُنقل إليَّ بواسطة.. ترددت على سجون المباحث (عليشة/ الملز/ الحائر) وتردد والدي وإخوتي على الوزارة التي تُشرف عليها فما وقفنا إلا على ما يسوء”!. وأضاف في خطابه التحذيري: ثمان سنوات.. مات فيها أقارب أدنون وولد آخرون.. كبر الصغار على احتقان.. وشاب الكبار على احتقان.. سنوات من قهر الرجال عاشها المعتقلون وأسرهم معهم.. ولا زال ملفّهم ترتفع درجة حرارته مع كل لحظة يتغافل فيها النافذون عن إغلاقه برفع الظلم عن المظلومين، حتى وصل فيما أحسب إلى درجة من الغليان عالية! يُخْشَى أن يعقبها انفجار”!. وأشار بأن “الذي صار في صحارى مول هو بداية شرر كالقطر ويُوشِك إِن استَمرَّ التغافل أن يكون شرراً كالقصر، ثم بركان هائل يبدأ بأعزة أهلها قبل أذلتهم. وحينها لا تنفع فتوى مفتي، ولا تهدأة داعية له قبول شعبي.. صدقوني فأنا النذير العريان”!. وكان قد سرد في خطابه عشرات التغريدات لأهالي المعتقلين الذين أظهروا الفرح والسرور بموت نايف بن عبد العزيز وأدرج على حسابه صور احتفالاتهم الفرائحية بمناسبة موته.
التاريخ: 12/03/2013