خشية العواقب موقع جوجل العالمي يوقف اعلان مسيء للعرب |
|
نجح نشطاء على شبكة الإنترنت في الاستفادة من حملة المقاطعة الشعبية العربية والإسلامية للمنتجات الدانماركية في وقف إعلان على موقع جوجل لشركة سيارات ألمانية شهيرة كان يصور العربي على أنه إرهابي ويتهم المقاومة الفلسطينية ضمنا بالإرهاب.
وقالت الناشطة إيمان بدوي لـ "إسلام أون لاين.نت" إنها ومجموعة من نشطاء الإنترنت نجحوا في وقف الإعلان، بعدما أنذروا الموقع بأنهم سيشنون حملة مقاطعة، على غرار ما حدث مع المنتجات الدانماركية نتيجة الإساءة للنبي عليه الصلاة والسلام، إذا لم توقف الإعلان.
والإعلان الذي تم منعه كان منشورا في صفحة إعلانات الفيديو على موقع "جوجل" منذ عدة أسابيع، وهو عبارة عن فيلم فيديو دعائي قصير لسيارة تنتجها شركة فولكس فاجن، ويظهر فيه رجل ذو ملامح شرقية عربية يضع حول رقبته كوفية صغيرة تشبه الكوفية الفلسطينية الشهيرة.
ويمر هذا الشاب بالسيارة أمام مقهى يجلس فيه بعض الناس في هدوء. ويركز الفيلم على منظر أم تحمل رضيعا يحمل وجهه علامات البراءة، ثم ينتقل المشهد إلى قائد السيارة الذي يقوم بتفجيرها عبر زر صغير أمام المقهى بهدف قتل رواده.
وبدلا من أن تنفجر السيارة المفخخة وتتبعثر شظاياها يحدث الانفجار داخلها فقط ويموت الشاب ذو الملامح الشرقية العربية ولا يصيب رواد المقهى مكروه، حيث تمتص السيارة الصغيرة - موضوع الإعلان - الانفجار ولا يحدث لها أي شيء لتظهر عبارة: "الهندسة الألمانية تتحدى التكنولوجيا العربية" والمقصود هنا بالتكنولوجيا العربية السخرية من العمليات الاستشهادية.
وتقول إيمان بدوي: "استفزنا جدا هذا الإعلان فقمنا بالبحث عن البريد الإلكتروني الخاص بقسم الفيديو بموقع جوجل وأرسلت لهم فورا رسالة اعتراض بالإنجليزية قلت فيها: لقد وصلنا رابط لموقعكم ونحن نرفض ما فيه ولا نقبله.. نحن العرب كنا دائما نعد موقعكم من المواقع الجيدة والمحترمة والنزيهة ولا نريد لهذه الصورة أن تتغير.. أنا شخصيا كنت لن أعترض على هذا الإعلان لو لم يحمل هذا العنوان المستفز".
وأضافت الرسالة: "أطالبكم بإزالة هذا الرابط خلال الأربع وعشرين ساعة القادمة.. أما بالنسبة لشركة فولكس المنتجة للسيارة بولو فسوف نقود حملة كبيرة لمقاطعتها حتى تتعلم احترام الآخرين.. لن نفعل هذا معكم إذا حذفتم هذا الرابط واتخذتم كافة الإجراءات التي تمنع حدوث ذلك مجددا والإساءة لنا، حيث إننا لم نسئ لأحد على الإطلاق".
وتضيف أنهم ظلوا يتفاوضون مع الموقع قرابة ثلاثة أسابيع دون جدوى حيث استمر الإعلان في الظهور، ووصلتها في هذه الأثناء رسالة من الموقع تشكرها "على لفت نظرنا لهذه المشكلة"، وتشير إلى أن إدارة الموقع "سوف نتابع الموضوع محل الشكوى وننظر إذا كان يتطابق مع شروطنا وسياستنا".
وعندما استمر نشر الإعلان، عادت الناشطة لترسل "رسالة أخيرة" مستفيدة من زخم حملات المقاطعة ضد الإساءة الدانماركية تقول فيها: "حسنا لم تمر 24 ساعة فقط بل مر 24 يوما وأرى أنكم لا تبالون بالموضوع.. لقد أرسلت لكم أطالب بأقل شيء وهو تغيير هذا العنوان القبيح ولم أتلق أي رد....!!! حسنا... كما تعلمون فهناك حملة ضخمة للغاية هذه الأيام على مستوى العالم العربي والإسلامي ضد الصحيفة (جيلاندس بوستن التي نشرت رسوما كاريكاتورية مسيئة للرسول) والحكومة الدانماركية.. أعتقد أنني سأنتهز هذه الفرصة وهؤلاء الناس في قمة الغضب فعلا وأرى ما يمكن عملة معكم.. شكرا على عدم ردكم وعدم اهتمامكم، ولكن لا تقولوا إنني لم أحذركم".
ولم تكتف بهذا، وإنما وضعت لهم، لتأكيد مصداقية التهديد، رابطة عريضة بالتوقيعات ضد الدانمارك يتم فيه جمع التوقيعات بشكل كبير للغاية "لأريهم فقط ماذا يمكننا عمله".
وهنا وصلها الرد سريعا من إدارة الإعلانات في "فيديو جوجل" التي قالت: "شكرا على إخطارنا عن محتوى الفيديو محل الاعتراض على صفحة فيديو جوجل.. لقد رأينا أن هذا الفيديو يخالف شرطا أو أكثر من شروط سياسة موقعنا وقد تم بالفعل إزالته تماما من عندنا.. نشكركم على أن استقطعتم من وقتكم وكتبتم لنا".
ودعت الناشطة بدوي زملاءها إلى إرسال رسائل شكر لموقع جوجل على هذا الموقف، مشيرة إلى أن لجوجل موقف آخر يحسب له وهو رفضه طلب الحكومة الأمريكية التجسس على زائريه ومتابعة من يدخلون ويبحثون عن أشياء محددة.
http://www.islamonline.net/Arabic/news/2006-02/05/article07.shtml
..