كواليس القمة : بعض الرؤساء لم تعجبهم نبرة معاذ الخطيب ...

 

الدوحة ـ "القدس العربي" ـ من بسام البدارين: تجاهل رئيس القمة العربية أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وهو يفرض كرئيس للقمة وقائع التمثيل السوري الجديد الملاحظة "المناكفة" التي طرحها رئيس الوفد العراقي خضير الخزاعي بعنوان المادة الثامنة من ميثاق الجامعة العربية والذي ينص على أن كل دولة عضو تحترم نظام الحكم في الدولة الأخرى. ملاحظة الخزاعي محددة الإتجاه وتستهدف حصريا إظهار جملة تكتيكية ناعمة معارضة لمسألة نقل مقعد سورية الشاغر في مؤسسة القمة العربية للمعارضة السورية. لكن رئيس القمة مرر الملاحظة ولم يعلق عليها وخلال لحظات فقط مباشرة بعد معانقة الخزاعي وتسلم الرئاسة منه إستدعى رئيس الإئتلاف السوري المعارض معاذ الخطيب للجلوس في المقعد الذي طالما جلس عليه الرئيس بشار الأسد وفي الدوحة كما ألمح الخزاعي بعد جلسة الإفتتاح. دخل الخطيب بوقار ووسط ثمانية من أركان الإئتلاف يتقدم على رئيس الوزراء المؤقت غسان هيتو وجلس في المقعد المثير للجدل أمام علم الإستقلال السوري وبعد جلوسه بدقائق ومباشرة بعد الإستماع للأمين العام للجامعة العربية طلب منه أمير قطر إلقاء خطابه بإعتباره رئيسا للوفد. هذا المشهد رسمه القطريون بإسناد قوي جدا وصلب من مصر والسعودية عبر الكواليس مساء الإثنين وفجر الثلاثاء فتم إنقاذ قمة الدوحة بتحقيق البند الأول واليتيم المهم على جدول الأعمال وهو نزع شرعية نظام الأسد، الأمر الذي تطلب عمليا إبعاد الملف الفلسطيني قليلا وترك تفاصيله إلى قمة عربية مصغرة إقترحتها قطر في القاهرة تناقش حصريا عملية السلام وتتوجه بوفد وزاري للقوى الدولية دعما للفلسطينين مع تفعيل قرارات سابقة بتخصيص مليون دولار لدعم القدس. المحلل السياسي الأردني سلطان الحطاب قدر بأن إنجاح النقلة الجديدة المثيرة في المسألة السورية تطلب عمليا ترحيل الملف الفلسطيني إلى قمة مصغرة. الإنطباع العام طوال وقت تحضيرات القمة العربية كان يشير بوضوح لبند أساسي ومفصلي على جدول الأعمال هو تمكين المعارضة السورية من تمثيل بلادها في مؤسسات الجامعة العربية.. فورا بعد تسلم أمير قطر لرئاسة القمة بدا أن التفاصيل البروتوكولية بين يدي الدولة المضيفة التي تحكمت بمسار النقاشات. بإجماع المراقبين تقدم الخطيب بعبارات عاطفية وبملاحظات لم تعجب كثير من الزعماء العرب خصوصا تلك المتعلقة بدعوتهم لإحترام شعوبهم وكرامتها والإفراج عن المعتقلين وإستعرض بالكثير من التفاصيل الوضع الداخلي في بلاده وطلب مالا وسلاحا ودعما سياسيا ومنطقة حظر طيران لحماسة الشعب السوري. إستنادا إلى مصادر وراء ستارة الإجتماع المغلق للقادة العرب لم تعجب طريقة الخطيب في الخطابة بعض الأطراف وتحديدا في الجزائر والعراق وحتى لبنان وإلى حد ما الأردن لكن قبل ذلك خفت حدة الضغط الجزائري والعراقي بعد دخول الرئيس المصري محمد مرسي بقوة على الخط مع ولي العهد السعودي لمساندة قطر في تمكين الخطيب من الجلوس على المقعد وبالتالي رسم السيناريو الذي شاهده العالم. في الأثناء وبعد جلسة الإفتتاح مباشرة كان العاهل الأردني يستدعي مرافقيه من رؤساء تحرير صحف بلاده في وقفه سريعة لعدة دقائق تخللها إشارات عن الوضع السوري المعقد وحاجة الأردن للمساعدة في مسألة إستيعاب اللاجئين وقلقه الشديد من تعقيدات الوضع في الساحة السورية إضافة للقلق على تأثر لبنان بما يجري وسيجري في سورية. ضمنيا الرسالة واضحة المعالم في هذه الوقفة الملكية الأردنية وتظهر بلغة غير مباشرة قلق الأردن من تداعيات الوضع الجديد الذي فرضته قمة الدوحة على جميع الأطراف وسط تسريبات من الوفد الأردني تقول بأن نظام بشار الأسد سيبدأ قريبا التصرف على أساس أنه جريح ولن يكون من الممكن التفاهم معه او الحديث عن تسوية سياسية بعد التصعيد اللافت في قمة قطر العربية.
التاريخ: 26/03/2013