37 دولة تواجه أزمات غذائية والمنظمات الدولية تقرع ناقوس الخطر ..تسونامي الغلاء: 100 مليون معرضون للخطر

 

الخليج الإماراتية13 إبريل 2007م : تصاعدت التحذيرات الناجمة عن ارتفاع الأسعار وعدم قدرة غالبية البشر على الحصول على لقمة العيش، وفيما بدأت المنظمات الدولية تقرع ناقوس الخطر، حذر البنك الدولي من تعرض 100 مليون إنسان للخطر بسبب غلاء الغذاء، وأكدت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن الاحتجاجات وأعمال الشغب في الدول النامية ستتزايد ما لم يتحرك زعماء العالم لمواجهة هذه الظاهرة ، مشيرة إلى أن نحو 37 دولة تواجه أزمات غذائية، وكشفت أرقام رسمية عن أن مصر زادت أسعار الخبز والحبوب بنحو 50% في غضون عام، بينما أعلنت الجزائر أن أمنها الغذائي مضمون لمدة سبع سنوات. وحذرت الأمم المتحدة من كارثة غذائية في القرن الإفريقي خاصة الصومال حيث بات 1،2 مليون نسمة في أشد الحاجة للاغاثة العاجلة.
 وقال مارسيلو جيوجيل مدير إدارة خفض الفقر التابعة للبنك الدولي في أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي “عندما لا يوجد بديل وبرامج مساعدة اجتماعية، يمكن حسب بيانات أولية أن ترتفع معدلات الفقر من ثلاث نقاط مئوية إلى خمس”.

اضاف “مازلنا في مرحلة التحليل الأولي لكل هذا”. وأوضح أن البديل يتمثل في استخدام منتجات زراعية وأغذية مزروعة محليا لا يتم تداولها عالميا وبالتالي قد يكون استهلاكها أرخص.

وتابع ان الدراسات تفيد أن هناك 100 مليون شخص في أنحاء العالم يواجهون الفقر الشديد، ورأى أن هناك عوامل تساهم في تشكل “عاصفة كاملة” بالنسبة لأسعار الغذاء بينها حماية ودعم انتاج الحبوب من أجل انتاج الوقود الحيوي “الذي سحب انتاج السوق لتغذية سوق الطاقة”، وارتفاع تكاليف وقود الديزل والأسمدة التي تستخدم لانتاج الغذاء.

لكن وزير الزراعة الفرنسي ميشيل بارنييه رأى أنه يجب أن يكون لانتاج الغذاء الأولوية عالميا على انتاج الوقود الحيوي مع ارتفاع الأسعار ونمو مخاطر حدوث مجاعة، داعيا إلى مبادرة للاتحاد الأوروبي بشأن الامدادات العالمية. وقال ان “الأولوية المطلقة يجب أن تعطى للانتاج الزراعي للغذاء” وإن بلاده ستكشف عن مقترحات خلال اجتماع المجلس الزراعي للاتحاد الأوروبي غدا الاثنين. وامتنع عن الادلاء بمزيد من التفاصيل بشأن المبادرة الفرنسية.

وفي الاثناء، كشفت ارقام رسمية حصلت عليها وكالة فرانس برس ان اسعار الخبز والحبوب، وهي منتجات غذائية اساسية في مصر، زادت بنحو 50% في غضون عام، في وقت تواجه البلاد توترات اجتماعية سببها الارتفاع الكبير للاسعار.

وأوضحت الحصيلة انه منذ مارس/ آذار 2007 حتى مارس/ اذار ،2008 قفز سعر الخبز بنسبة 48،1%، كما اعلن رئيس الجهاز المركزي للتعبئة العامة والاحصاء اللواء ابو بكر الجندي، مشيرا الى ان اسعار المنتجات الغذائية زادت بما معدله 23،5% خلال الفترة نفسها، وارتفع سعر الزيت 45،2% ومشتقات الحليب 16،3%، وبلغ معدل التخضم على مدى عام 15،8% في مارس/اذار. وانتقل مؤشر اسعار الاستهلاك في مناطق المدن الى 14،4%.

وعلى النقيض من ذلك، قال وزير الزراعة والتنمية الريفية الجزائري سعيد بركات أمس إن الأمن الغذائي في بلاده مضمون على مدى السنوات السبع المقبلة. وأوضح خلال اجتماع مع مسؤولي الغرف الزراعية الولائية، أن الأمن الغذائي لبلاده مضمون إلى غاية العام 2015 حتى في حال حدوث جفاف. وعزا توقعاته إلى تجربة السبع سنوات الماضية بعد سقي واستصلاح نحو 850 ألف هكتار من الأراضي الإضافية بفضل البحث العلمي وتقنيات اقتصاد الماء. كما أعلن بركات أن الحكومة ستشرع، بدءاً من العام الحالي، في شراء القمح بنوعيه الصلب واللين من المزارعين بسعر يقارب الأسعار المتداولة في السوق الدولية بهدف تشجيع الإنتاج.

غير ان جاك ضيوف المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة اعتبر انه رغم توقعات زيادة الانتاج العالمي من الحبوب بنسبة 6.2 في المائة هذا العام، فمن غير المرجح انخفاض أسعار الغذاء مما سيرفع تكاليف واردات الغذاء للدول الأشد فقرا بنسبة تصل إلى 56 في المائة ويجبر الجوعى على الخروج الى الشوارع.

وقال “الحقيقة هي أن الناس يلقون حتفهم بسبب رد فعلهم على الوضع، ومن المؤكد أنهم قد يموتون جوعا إذا لم نقم بالتحرك اللازم. ومن الطبيعي ألا تجلس الناس ساكنة وهي تتضور جوعاً إنهم سيتحركون”.

 وقالت المنظمة إن أعمال الشغب بسبب الغذاء اندلعت بالفعل في العديد من البلدان الإفريقية وفي إندونيسيا والفلبين وهايتي والصومال وبنجلاديش. وأضافت في أحدث تقاريرها عن وضع الغذاء العالمي أن 37 دولة تواجه أزمات غذائية.

التاريخ: 16/04/2008