"بناء الهيكل الثالث" سياذن ببدء حرب مقدسة

 

العديد من حملات جمع التمويل تعد بتغيير العالم، ولكن قلة لديها القدرة على تغييره تمامًا مثل هذه الحملة، فهي تدعو إلى “بناء الهيكل الثالث”، وجمعت مؤخرًا أكثر من 100 ألف دولار على موقع Indiegogo لجمع التبرعات.

والهدف من الحملة هو تصميم وبناء “الهيكل اليهودي الثالث” كاملًا مع الكهنة، والذبائح الحيوانية، والطقوس الدينية.

ولكن المشكلة الوحيدة التي تواجه هدف هذه الحملة، هي الموقع. حيث إن منظمي الحملة، وهم جماعة دينية تسمى معهد الهيكل ومقرها القدس، يريدون بناءه حيث تواجدت المعابد اليهودية الأولى والثانية ذات مرة قبل آلاف السنين، وقبل أن يقوم البابليون والرومان بتدميرها.

هذه المنطقة تسمى “جبل الهيكل” عند اليهود، و”الحرم الشريف” عند المسلمين، وهي واحدة من أكثر المناطق المتفجرة في الشرق الأوسط. حيث كانت موقعًا للحروب المختلفة منذ أيام الصليبيين ووصولًا إلى الانتفاضة الفلسطينية الثانية.

واليوم، هناك اثنان من المواقع الأكثر أهمية في الإسلام، وهما قبة الصخرة والمسجد الأقصى، يقفان في هذه المنطقة. والموقع قد أصبح ليس فقط رمزًا دينيًا مهمًا لليهود والمسلمين، ولكن أيضًا رمزًا وطنيًا هامًا لبعض الإسرائيليين وكثير من الفلسطينيين.

واليهود لم يسيطروا على الحرم القدسي الشريف لآلاف السنين، وبدلًا من ذلك قاموا بالصلاة بالقرب من الحائط الغربي، والذي فيه آخر بقايا المعبد. وحتى بعد تولي إسرائيل السيطرة على المنطقة، جنبًا إلى جنب مع الضفة الغربية في عام 1967، قررت البلاد ترك الموقع تحت السيطرة الأردنية، خوفًا من إثارة حرب دينية أوسع.

والموقع اليوم هو محجوز للمسلمين إلى حد كبير. وفي الساعات القليلة التي يفتح فيها الموقع أبوابه للزوار خلال أيام الأسبوع، يحظر على غير المسلمين التعبد هناك لمنع إثارة الشغب الديني. ويخضع الزوار من اليهود الأرثوذكس لحراسة الشرطة الإسرائيلية، ومن يقوم منهم بالصلاة هناك يتم القبض عليه فورًا.

وفي الثمانينات الميلادية السلطات الإسرائيلية بمجموعة من المتطرفين اليهود لقيامهم بالتآمر من أجل نسف المسجد الأقصى واستعادة “جبل الهيكل” بالقوة. ومنذ ذلك الحين، بدأت عدة جماعات، بما في ذلك معهد المعبد، بالعمل لتغيير الوضع الراهن. والحكومة الإسرائيلية تحظر الآن العديد من الأفراد المرتبطين مع هذه الجماعات حتى من الاقتراب من الموقع خوفًا من استفزاز المسلمين.

وحاول معهد الهيكل، والذي تأسس في عام 1984، خطابيًا على الأقل، أن ينأى بنفسه عن العديد من الجماعات المتشددة. ويقول منظمو الحملة إن إعادة بناء الهيكل اليهودي الثالث سوف تبشر بعصر من السلام والوئام على جميع من في الأرض، وليس اليهود فقط.

وقال الحاخام حاييم ريتشمان، المدير الدولي لمعهد الهيكل، في رسالة بالبريد الإلكتروني: “نحن نبحث باستمرار عن طرق لنشمل أكبر عدد ممكن من الناس في مهمتنا لإعادة بناء الهيكل المقدس”. وأضاف: “هذا ليس أمرًا مرتبطًا بمجموعة واحدة. ولكنه أمر مرتبط بإعادة توحيد الروح البشرية”.

ويبدو أن رسالة ريتشمان هذه قد لاقت صدًى جيدًا عند المانحين، حيث قدموا له أكثر من 1 مليون دولار. بعض التقارير تقول بأن بعض هذا التمويل يأتي أيضًا من الحكومة الإسرائيلية، والتي تتعاون مع المجموعة بطرق مختلفة.

والآن، وبعد أن انتهت حملة معهد الهيكل لجمع التبرعات على موقع Indiegogo، فلم يبق سوى أن نرى كيف يمكن لهذه الجماعة، وسلميًا كما تقول، أن تحقق هدفها بإعادة بناء الهيكل اليهودي في مكان اثنين من أهم مواقع الإسلام.

وفي غضون ذلك، قال ريتشمان إنه وزملاؤه ما زالوا يبحثون بنشاط عن الأبقار الحمراء، والتي من المفترض أن رمادها “يحمي كهنة الهيكل ضد نجاسة الموت”.

فوكاتيف
التقرير ـ عن الوطن تغرد خارج السرب


التاريخ: 01/10/2014