نيويوك تايمز : مخطط أمريكي بالتواطؤ مع أعداء باكستـان لتدميرها وتفكيك |
|
نيويورك، إسلام آباد - يو بي اي، رويترز، د ب ا - 24نوفمبر 2008م تنتشر في الأوساط السياسية والعسكرية الباكستانية، مخاوف من احتمال أن تكون الولايات المتحدة «متواطئة» مع أعداء باكستان لتدميرها وتفكيكها، والسبب المباشر «خريطة معدلة لجنوب آسيا» تظهر باكستان مبتورة ومصغرة إلى مساحة متطاولة من الأرض تحيطها بها الهند وأفغانستان، لكن بمساحة أكبر.
وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز»، انه تم توزيع هذه الخريطة للمرة الأولى كتمرين نظري في أوساط المحافظين الجدد في واشنطن ووصلت أخيراً إلى أيدي الباكستانيين بمن فيهم مسؤولون في الجيش ما أثار لديهم الاعتقاد بأن ما تريده الولايات المتحدة فعلاً، هو تفكيك باكستان الدولة المسلمة الوحيدة التي تملك أسلحة نووية.
وقال مسؤول حكومي باكستاني، أصر على عدم كشف هويته، «ان أحد أبرز مصادر القلق لدى المخططين العسكريين الباكستانيين هو التعاون بين الهند وأفغانستان لتدمير باكستان». وأضاف: «البعض يعتقد بأن الولايات المتحدة متواطئة في ذلك».
واعتبرت الصحيفة ان هذا الكلام قد يفاجئ الأميركيين، كونه يصدر عن دولة حليفة للولايات المتحدة منذ 50 عاماً، لكن لا يمكن تجاهله نظراً لأن إدارة الرئيس المقبل باراك أوباما تحاول تعزيز التعاون مع باكستان في مكافحة التسلح. وأشارت إلى ان «الخريطة المعدلة» كانت كافية لإعادة تأجيج المخاوف التي تولّدت لدى المسؤولين السياسيين الباكستانيين نتيجة اتفاق التعاون النووي بين الولايات المتحدة والهند.
وقال الجنرال الباكستاني السابق طلال مسعود، «غيرت الولايات المتحدة النظام النووي برمته بهذه الصفقة وهي بذلك تسعى إلى احتواء الصين، الصديق الوحيد لباكستان في المنطقة». وأضاف ان باكستان منزعجة أيضاً من التقدم الذي تحرزه الهند في أفغانستان - حيث تناضل باكستان للحصول على بعض التأثير - من دون موافقة الولايات المتحدة.
في غضون ذلك، هدد شودري نصر علي، الزعيم البارز في المعارضة، بإغلاق طريق الإمدادات إلى أفغانستان إذا ما استمر الجيش الاميركي في شن غاراته الجوية على أهداف داخل باكستان.
وقال الزعيم البرلماني لـ «رابطة باكستان الاسلامية - جناح نواز» لصحافيين المان في إسلام آباد، إنه يتعين على الحكومة التقدم باحتجاج للامم المتحدة ضد انتهاك سيادتها الوطنية إذا ما لم توقف الولايات المتحدة هجماتها. وتابع ان «الوضع الامني المتدهور في باكستان وأفغانستان أثبت فشل الحل العسكري في دحض تمرد طالبان»، موضحا أن «التفاوض هو السبيل الاوحد لتحقيق السلام».
واتهم المسؤول المعارض، الرئيس آصف علي زرداري بأنه «تابع» للادارة الاميركية.
على صعيد آخر، أعادت باكستان فتح مخيمات اقامتها في الثمانينات، لايواء أفغان فروا من الاحتلال السوفياتي لبلادهم، لاستقبال من شردتهم هجمات تستهدف مسلحين اسلاميين في منطقة الحدود الشمالية الغربية.
التاريخ: 25/11/2008