كتاب أمريكي جديد : مصر على أعتاب ثورة جديدة .

 



واشنطن، (وكالة أنباء أمريكا إن أرابيك) – صدر كتاب جديد في الولايات المتحدة يتنبأ بثورة جديدة في مصر تخسر فيه امريكا هيمنتها على أكبر دولة عربية وعلى الشرق الاوسط، ويصف الكاتب فيه المجتمع المصري بانه بدء في "التحلل والذوبان ببطء" تحت عاملين "تؤامين هما ديكتاتورية عسكرية قاسية و سياسة امريكية فاشلة في الشرق الاوسط".   

الكتاب، الذي حصلت وكالة أنباء أمريكا إن أرابيك على نسخة منه يوم صدوره، اسمه "داخل مصر: ارض الفراعنة على شفا الثورة" يقول كاتبه الصحفي الانجيلزي جون برادلي ان مصر اصبحت في انتظار "ثورة مضادة" لثورة الضباط الاحرار.
 
ويصف الكتاب، الذي راجعته وكالة أنباء أمريكا إن أرابيك، مصر بانها "اكثر دولة عربية بها قسوة يشيع فيها التعذيب والفساد...وتحاول فيها عائلة (الرئيس المصري محمد حسنى ) مبارك الكفاح من اجل حل ازمة الخلافة. بينما الإسلاميون، الذين تم تأديبهم، ينتظرون في الكواليس بفارغ الصبر من اجل فرصة للحصول على السلطة".
 
ويأتي الكتاب، الذي اطلعت عليه وكالة أنباء أمريكا إن أرابيك في واشنطن، والذي نشرته دار نشر بالجريف ماكميلن في 242 صفحة. صدر هنا في الولايات المتحدة يوم الجمعة 25 ابريل/نيسان.
 
هذا وقد قام روبرت بير، وهو عميل سابق للمخابرات المركزية الامريكية (سي أي ايه) بمدح الكتاب وقال عنه :"مصر هي قطعة الدومينو التالية في الوقوع. وكما يجري القول، فانه حيث تذهب مصر سيذهب باقي الشرق الاوسط".
 
وقال عميل الاستخبارات الامريكية روبرت بير ان الكتاب يصيب قلب الحقيقة ويشرح "لماذا كيف ان احد الاعمدة التي تستند عليها الهيمنة الامريكية للمنطقة (وهي مصر) على وشك الانهيار".
 
ويقع الكتاب في ثمانية فصول يتحدث فيها عن الاخوان المسلمين وفصل عن المسيحيين ومعهم الصوفيين في مصر وفصل عن البدو وسيناء وفصل كامل عن التعذيب وفصل آخر عن الفساد وفصل اطلق عليه عنوان "ضياع الكرامة في مصر" واخير فصل اطلق عليه اسم "مصر بعد مبارك".
 
هذا ويتصدر الكتاب عبارات قليلة للمؤلف المصري علاء الاسواني صاحب رواية عمارة يعقوبيان بالانجليزية يقول فيها ان جون برادلي هو كاتب يبحث عن الحقيقة في بلاد عربية يحكمها ديكتاتوريين وان "كتاباته جريئة وضرورية من اجل فهمنا للحقيقة خلف الصورة المزيفة الحكومية لمجتمعاتنا".
 
ويكتب المؤلف عن لقاءات له في مقهى يسمى "الندوة الثقافية" بالقرب من مبنى الجامعة الامريكية في القاهرة يجمع الليبرالين المفكرين المصريين.
 
ويذهب الكاتب في كتابه الى وصف المعارضة المصرية بانها "متواطئة" مع النظام الحاكم في"تخبطه بلا هدف".
 
وعن مستقبل مصر يقول الكاتب برادلي انه على رغم من بعض النجاحات الاقتصادية الا ان توزيعها تم على من ارتبطوا بالنظام فقط دون ان يصل ذلك لباقي الشعب مما ادى "زيادة الحنق" بين المصريين.
 
ويشير الكاتب الى رؤيته في زياراته المتكررة لمصر كيف مثلا ان عدة ملايين من الثروة المصرية تنفق لانشاء المصارف وتقديم المياه للقرى السياحية والفنادق الفاخرة التي يستخدمها السياح الاجانب والاغنياء المصريون فقط "في حين يموت الالاف المصريين كل عام نتيجة تلوث المياه التي تصل لهم".
 
ويقول الكاتب عن الجانب السياسي:" الحزب الاساسي لنظام الحاكم (الحزب الديمقراطي) ليست له صلات حقيقية بالناس وليس له حتى وجود حقيقي خارج المدن الكبرى."
 
ويضيف :"وباختصار فان نظام مبارك ليس له الخصائص التي ابقت السوفيت او الحزب الاشتراكي الصيني في الحكم. فالحزب ليس له سبب في الوجود غير ان يتعلق بالحكم, وبناء عليه فانه مع غياب أي نوع من الشرعية فان ما يبقيه في الحكم هو التخويف...والترهيب...حيث يتم بث الجبن في المجتمع من أعلاه لاسفله".
 
ويبدي الكاتب اعجابه بتحمل المصريين لكنه يرى ان كثير من العوامل تؤثر فيهم الان منها، على حد وصف الكاتب، العولمة. ومن العوامل التي ذكرها الكاتب "الغضب الشعبي لرؤيته العناصر التي تقلد الغرب في المجتمع وهي تسرقه تحت مسمى تحرير الاقتصاد وفتح البلاد للاستثمار الأجنبي".
 
وقال :"كل هذا يذكرنا بايران خلال الايام الاخيرة للشاه".
 
وقال الكاتب ان الولايات المتحدة تلعب دورا اساسيا في رسم السياسات الداخلية المصرية الحالية "تماما كما تحكم الانجليز في الخزانة المصرية وتدخلوا في قرارات الحكومة...وكان لهم وجود عسكري".
**

ثورة الخبـز في مصر

القدس العربي : أعلنت حركة كفاية في بيان صادر عنها أمس الخميس تأييدها لدعوة شباب (الفيس بوك) بشأن تنظيم عدد من الاحتجاجات بمناسبة بلوغ الرئيس مبارك الثمانين من العمر.
وأشارت الحركة إلي أنها تري في ذلك اليوم تاريخا أسود بالنسبة للمصريين جميعاً حيث اجتمع عليهم بعد سبعة وعشرين عاما من الحكم الديكتاتوري الفقر والجوع والمرض والاضطهاد بكافة أشكاله وانتهي بهم إلي عظيم البؤس والانحطاط والتبعية .
وفي تصريحات خاصة لـ القدس العربي! أكد د. عبد الحليم قنديل الناطق بلسان الحركة أن كفاية تؤكد عزمها علي إدارة حملة عصيان شامل بهدف الإنهاء الشعبي لحكم الديكتاتور وعائلته.
وأضاف بأن كفاية تواصل في الوقت الراهن مع القيادات والأحزاب والقوي المعارضة التشاور من أجل إقامة ائتلاف السادس من إبريل والذي سيضم كفاية وأحزاب الكرامة والعمل والغد جناح أيمن نور بالإضافة لتجمع عمال من اجل التغيير وفصائل عمال المحلة وموظفي الضرائب العقارية.
وعلمت القدس العربي أن المفاوضات لن تشمل الأحزاب والقوي التي نددت بإضراب السادس من نيسان (إبريل) مثل التجمع والوفد والإخوان المسلمين.
وفي سياق متصل تجاوز عدد الشباب الذين اعلنوا المشاركة في إضراب الرابع من ايار (مايو) ما يزيد عن مائة وعشرين ألف شاب قام العديد منهم بوضع اقتراحات جديدة علي موقع (الفيس بوك) من أجل تنفيذها في ذلك اليوم.
ومن تلك الاقتراحات تقديم أغنية ذات مغزي بمناسبة ميلاد الرئيس مستوحاة من أحد الأفلام القديمة بالإضافة لمطالبة الجماهير بارتداء الملابس السوداء في إطار الإحتفال بتلك المناسبة.
كما دعا العديد من الشباب المواطنين لرفع الأعلام السوداء فوق المنازل وعدم الخروج من البيوت كي يعرف العالم أن الحركات الشعبية المعارضة لحكم مبارك في ازدياد مضطرد.
وقد استجاب أهالي محافظة دمياط للدعوي حيث أكد فريق التجمع الشعبي لمواجهة مصنع (أجر يوم) الكيميائي والذي يرفض أهالي المدينة إقامته علي أرضها المشاركة في الإضراب المزمع يوم الرابع من ايار (مايو).
علي صعيد آخر تقوم حالياً العديد من الأجهزة الحكومية وعلي رأسها المؤسسات الأمنية ببذل قصاري جهدها لإحباط الإضراب المرتقب في محاولة الغرض منها إفشاله علي المستوي الجماهيري.
وفي هذا السياق قام رموز بارزون في الحزب الحاكم بدفع مئات الشباب من أجل محاولة اختراق موقع (الفيس بوك) بهدف شن حملات مضادة للإضراب المرتقب وحض الجماهير علي رفض الأفكار الداعية للاحتجاب والاعتكاف في المنازل في الرابع من ايار (مايو).
كما قامت إدارة الشركات والمؤسسات الكبري بإطلاق التحذيرات من أجل منع الموظفين من الغياب في ذلك اليوم المرتقب.
وبالرغم من أن الأجهزة الأمنية تسترد أنفاسها هذه المرة حيث لا توجد مخاوف من استجابة شعبية كبيرة بسبب امتحانات نهاية العام الدراسي بالنسبة للعديد من المدارس والتي تتصادف مع موعد الإضراب، إلا أن الهواجس تمتد في مؤسسات أخري سيادية حيث ينظر بتقدير بالغ واحترام عميق لليوم الذي سيتم فيه الرئيس عامه الثمانين وبالتالي فإن أي أفكار هزلية يقوم بها شباب (الفيس بوك) أو غيرهم من أعضاء القوي الوطنية قد تؤدي لما لا يحمد عقباه حيث اشتهر عن الشعب المصري تجاوبه الشديد مع أي دعاوي الغرض منها نقد كبار المسؤولين بأسلوب ساخر.
وفي تصريحات خاصة لـ القدس العربي أكد الدكتور عبد الأحد جمال الدين زعيم الأغلبية في مجلس الشعب أن المواطن المصري ينظر ليوم عيد ميلاد الرئيس مبارك باعتباره أهم الأعياد والمناسبات السارة في حياته لذا فالشعب ينتظر تلك المناسبة بطلوع الروح من أجل أن يسعد ويمرح.
ووصف جمال الدين الذين يدعون لارتداء الملابس السوداء في تلك المناسبة بأنهم فئة ضالة وفاشلة جمع بين أفرادها خيبة الأمل والحقد علي مصر التي تعيش رفاهية غير مسبوقة علي مدار تاريخها.


التاريخ: 03/05/2008