حائزان على «نوبل» للاقتصاد يحذّران من عودة أزمة المال : سنعود إلى القاع مجددا |
|
وكالات ـ 11/7/2010م حذر اثنان من علماء الاقتصاد الحاصلين على جائزة نوبل من خطر عودة الركود الى الاقتصاد العالمي، قائلين ان وقف خطط انعاش الاقتصاد التي صرفت معظم أموالها حول العالم سيعيد النظم المالية الى القاع مجدداً.
وقال بول كروغمان «نحن نعيش ثالث أزمة مالية لها تداعيات عالمية بعد عامي 1873 و1929، واذا استمرت الأمور كما هي على مستوى القرارات السياسية دون أن نشهد حصول انعطافة كاملة فسنكون قد وضعنا أسس التعرض لأزمة جديدة».
ورأى كروغمان أن هناك حاجة ماسة لانفاق المزيد من الأموال الحكومية لانعاش الاقتصادي، قائلاً ان استمرار الأمور على ما هي عليه سيؤدي الى حال من «الركود التضخمي» حيث تتراجع الأسعار ويزداد التضخم دون أن يقدم المستهلكون على شراء ما يحتاجونه من السلع والخدمات بانتظار حصول المزيد من التراجع في الأسعار.
واوضح كروغمان أنه كلما مر الوقت في ظل الوضع الراهن ازدادت مصاعب العلاج بسبب تكدس أعداد العاطلين عن العمل في كل عام من جهة، وعدم قدرة الذين تركوا وظائفهم لسنوات على المنافسة للعودة الى أعمال من المستوى نفسه من جهة أخرى.
من جهته، قال الحائز على نوبل للاقتصاد، جوزيف ستيغلتز «من المبكر جداً أن نقوم بوقف برامج الدعم الاقتصادي، أو حتى خطط دعم المصارف... لم ننجح بعد في جعل الاقتصاد يقف على أسس صلبة، واذا استمرت السياسات التي تهدد النظام المالي فاننا أمام خطر حقيقي للوقوع في هوة موجة ثانية من الركود».
وأعرب ستيغلتز عن قلقه حيال احتمال أن يكرر العالم الخطأ الذي ارتكبه الرئيس الأميركي السابق، هيربرت هوفر، عندما أوقف الانفاق الحكومي عام 1929، وتسبب في انتشار رقعة الركود الى العالم كله قائلاً: «أفضل أن نطلق على السياسات السائدة في العالم حالياً تسمية السياسة الهوفرية».
ودعا ستيغلتز الحكومة الأميركية الى خفض الانفاق على التسلح وتقديم المزيد من الأموال لخطط انعاش الاقتصاد والحد من الضرائب، قائلاً ان النتائج البعيدة الأمد لخطوة من هذا النوع ستكون ايجابية على صعيد خفض الدين.
ولكن آراء ستيغلتز وكروغمان لم تلق موافقة جميع خبراء الاقتصاد، اذ قال نيل فيرغسون، أستاذ الاقتصاد في جامعة هارفرد، ان على واشنطن العمل على خفض الدين العام لدفع سائر دول العالم النامية الى القيام بخطوة مماثلة خشية وقوع حالات افلاس دولية، على غرار ما جرى في اليونان.
وأضاف فيرغسون «علينا خفض النفقات وزيادة الضرائب كما يحصل في أوروبا... الأزمة المالية هي المرحلة الأصعب في الركود وان لم تقم الولايات المتحدة بمواجهتها فسنكون خلال عامين أمام مأزق شبيه بما تعانيه أوروبا ومنطقة اليورو».