كيف سيتآمر المالكي ومن خلفه إيران الفرس لاجهاض ثورة الكرامة العراقية.. وكيف يمكننا أن نحبط مكرهم وكيدهم..!

 

كيف سيتآمر المالكي ومن خلفه إيران الفرس لاجهاض ثورة الكرامة العراقية.. وكيف يمكننا أن نحبط مكرهم وكيدهم..!
الرابطة العراقية/خاص:

لا يخفى على أحد ان المالكي وحزبه ومن خلفهما إيران الفرس لم يكونوا يتوقعون ردة الفعل التي نشاهدها اليوم بعد أن حاولوا تكرار سيناريو طارق الهاشمي مع رافع العيساوي، ولربما تمت حسابات مثل هذه الخطوة الغبية بافتراض أن صمت سنة العراق في حالة الهاشمي سوف يتواصل مع العيساوي ثم غيره فغيره حتى يتم إقصاء جميع السياسيين المحسوبين على السنة وإجبار من تبقى منهم أن يدور في فلك المالكي وحزب دعوته.

إن حالة (الانفجار) التي نشهدها اليوم لدى الشارع السني العراقي تأتي نتيجة تراكمات عشرة أعوام من الاقصاء والتهميش والاستهداف والتغول الشيعي والاستهتار الطائفي بحق الأرواح والمقدسات. وتشتمل قائمة الانتهاكات اليومية حملات الاعتقال الجماعي للأحياء والمناطق ذات الغالبية السنية، وممارسات التعذيب الشنيعة التي يقوم بها ضباط تحقيق معظمهم من الشيعة، والاعدامات بالجملة في محاكمات صورية بعد انتزاع اعترافات تحت التعذيب، ومنع عشرات الآلاف من المعتقلين السنة من العرض على القضاء رغم فساده، ويأتي على رأس هذه الانتهاكات حالات الاغتصاب المتكررة بحق زوجات أو شقيقات أشخاص معتقلين أو مطلوبين لدى حكومة المالكي..!

وفي الوقت الذي نفرح ونبتهج جميعا برؤية مئات الآلاف من المتظاهرين في مدن عديدة من العراق وقد كسروا حاجز الصمت والخوف وانطلقوا يصرخون بمظالمهم ومعاناتهم ومطالبهم المشروعة، فنحن على يقين تام أن غرفة عمليات مالكية-إيرانية قد تشكلت منذ اليوم الأول للسعي لاحباط (ثورة الكرامة) وإجاهضها وإفراغها من محتواها، وفيما يلي قراءة تحليلية لما يمكن أن تقوم به حكومة المالكي من إجراءات مضادة للثورة:

1.
التشويه:
الاجراء الأول الذي قامت به حكومة المالكي من خلال المتحدثين باسمها من نواب طائفيين تقطر كلماتهم سما وحقدا هي محاولة (تشويه) صورة ثورة الكرامة كما يلي

وصفها بأنها (طائفية) تريد العودة الى الاقتتال الطائفي، وقد تعمدوا الكذب في نقل خطاب أحد النواب وصف فيه عملاء إيران بالخنازير وقالوا بأنه يصف (الشيعة) بالخنازير. طبعا هم يدركون أن هذا النائب سوف ينفي هذه التهمة ويثبت خلافها وربما يقاضيهم، ولكنهم يستثيرون بذلك المشاعر الشيعية ضد الثورة، مثل هذه المشاعر سوف تصدق الادعاء ولن تصدق تكذيب الادعاء.. وبذلك يتحقق المطلوب.

وصفها بـ(البعثية) لأن كثيرا من المتظاهرين يرفعون علم العراق قبل الاحتلال.. ومرة أخرى هم يعلمون تماما أن المتظاهر لايحمل هذا العلم لأنه بعثي، بل لأن العلم الجديد هو صنيعة الاحتلال والحكومة التي نصبها، ولكن هؤلاء الخنازير الفرس يوجهون رسالتهم الى (شيعة) العراق لتأجيجهم وإخافتهم من عودة البعث ومنع تعاطفهم مع هذه المظاهرات بل ومعاداتها والكيد لها اذا اقتضى الأمر.

وصفها بأنها مدعومة أو مخترقة من قطر والسعودية وتركيا، ومن الجيش السوري الحر الذي رفع البعض أعلامه في التظاهرات.. ورغم يقيننا أن هذه المظاهرات كانت عفوية تماما وأن هذه الاتهامات لن تزيد المتظاهرين الا حماسة، إلا أنها ومرة أخرى رسالة موجهة الى شيعة العراق لتأليبهم وتحشيدهم ضد هذه الانتفاضة المباركة.

2.
الاهمال والعزل:
لمنع هذه الانتفاضة الشعبية من تحقيق أهدافها قد يلجأ المالكي الى أسلوب (إهمالها) وعزلها طالما أنها لم تقترب من بغداد.. فإهمالها لعدد من الأيام أو الأسابيع دون أن تحقق شيئا سيجعل الملل يدب في المتظاهرين شيئا فشيئا، وقد تساهم الظروف الجوية المتقلبة من برد وأمطار في تقليل هذه الحشود وفقدانها لعزيمتها وإصرارها ومن ثم تفرقها بعد إطلاق وعود كاذبة. كما سيسعى الى (التطويق الموضعي) للمظاهرات لكي لا تمتد وتتواصل مع بعضها البعض، لكنه لن يلجأ الى مواجهة مباشرة ستزيد المتظاهرين إصرارا وعزيمة.

3.
الممطالة والتسويف:
بالاضافة الى سياسة الاهمال والعزل فسوف يلجأ المالكي قطعا الى سياسة المماطلة والتسويف في التعامل مع مطالب المتظاهرين، وسيطلب منهم إرسال وفد يمثلهم ليقابل المالكي أو مندوبين عنه في المنطقة الخضراء، وقد وضعوا من الآن شروطا ان حكومة المالكي لن تستجيب لمطالب تسميها (غير قانونية) أو (غير دستورية)، أي لن تقوم بإطلاق سراح السجناء أو إيقاف مسلسل الاعدامات لأنها تدعي أن القضاء عادل ومنصف، وهي تنكر وقوع التعذيب أثناء التحقيق، وتعتبر كافة السجينات مدانات بالارهاب.. ماذا بقي للتفاوض إذا؟ سيطمح المالكي من خلال اتباع هذه السياسة الخبيثة لشق صف المتظاهرين وإشعارهم بعدم الجدوى من اعتصاماتهم.

4.
إختلاق حوادث خطيرة:
إذا أثبتت التظاهرات جديتها وتوسعها فلن يتورع المالكي ومن خلفه إيران الفرس عن التخطيط لموضوع بمستوى كبير يقنع شيعة العراق أن الثوار السنة يريدون قتلهم أو تدمير أضرحتهم، ولن ننسى كيف نجح المالكي في إخماد انتفاضة ساحة التحرير في 25 شباط 2011 بكذبة المائة يوم ثم اختلاق مسرحية (عروس التاجي) والتي صدقها النصف الشيعي من العراق بشكل يكاد يكون مطلقا، وتم شغل المجتمع بهذه القضية المختلقة والتي انتهت بإعدام 15 بريئا. فليس هناك ما يمنع أن تفتعل مسرحية أخرى كأن تلقي ميليشيات المالكي القبض على مجموعة من (الثوار) في طريقهم لتفجير أحد المراقد.. بل لن يتورعوا عن إحداث تفجير لأحد المراقد لكي تثور ثائرة الشيعة وتتوعد المتظاهرين بالانتقام..!

5.
الاختراق:
سيحاول المالكي من غير شك أن يخترق التظاهرات من خلال شراء ذمم بعض شيوخ العشائر مثلا وإحداث مشكلة داخلية، ولن يتورع عن الاستعانة بـ(القاعدة) المدعومة إيرانيا لاحداث تفجيرات، أو لاصدار فتاوى مبكرة برفع السلاح أو غيرها من (الفتاوى) التي تهدف الى إحداث الارتباك.. بل حتى ما يقوم به التيار الصدري من التظاهر بدعم وتأييد مطالب الثوار هو جزء من مخطط التخذيل لأن الأحزاب الشيعية لا تؤمن إلا بمبدأ (نصرة المذهب) مهم بلغ عداؤهم وكراهيتهم للمالكي أو لغيره..

6.
استخدام القوة العسكرية:
قد يلجأ المالكي الى فرض إرادته بإرسال قوة عسكرية كبيرة بذريعة (فتح طريق بغداد عمان) بعد اتهام المعتصمين بأنهم يتسببون بالاضرار بمصالح العراق الاقتصادية، وإذا نجح هذا الاجراء فسترابط هذه القوة في تلك المنطقة لمنع تجمع الاعتصام مرة أخرى
.........................................

الاجراءات المضادة لمكر المالكي وأسياده الفرس:

1.
سياسة التشويه: من العبث أن نسعى أو نحاول إرضاء أو إقناع شيعة العراق أو غيرهم بأن هذه المظاهرات ليست طائفية، وأنها لكل العراقيين، وهي لن تستهدفهم أو تؤذيهم من قريب أو بعيد.. لأن قراءة الواقع الشيعي العراقي تبرهن أن كثيرا منهم عرضة لتأثير مراجعهم ومعمميهم ولوسائل الاعلام الطائفية. بل ليس مهما على الاطلاق أن يناصر شيعة العراق هذه المظاهرات أو يعادونها، فابطال الأنبار وصلاح الدين والموصل قادرين لوحدهم بعد توفيق الله على رسم خارطة العراق الجديد من زاخو وحتى الفاو. ونصيحتي هي أن نستعمل أساليب التشويه التي يتهموننا بها لتقوية الصفوف وكيل المزيد مما يكرهون.. فلا نرفع الا علم العراق قبل الاحتلال ذو الثلاثة نجوم، ونرفع مزيدا من أعلام الجيش السوري الحر لأننا نؤمن أن قضيتنا واحدة وعدونا واحد، ونرفع مزيدا من شعارات التهديد للمالكي بأن مصيره سيكون كمصير بشار، ولا نخجل من الفخر بأننا نطالب بحقوقنا كسنة، وندفع عن مظالمنا كسنة.. ما الخجل والعيب في ذلك؟

إن عدم التردد أو الخوف أو الخجل مما نرفع من شعارات هي رسالة واضحة اللهجة بأننا غير مستعدين للسقوط في فخ (المفاوضات) وأنصاف الحلول حتى تحقيق أعلى سقف لمطالبنا.. وهذا السقف سيرتفع يوما بعد يوم حتى يصل الى (إسقاط النظام).. ولن نقبل بأقل من ذلك مطلبا..!

2.
سياسة الاهمال والعزل: هذه سياسة خطيرة يجب على (تنسيقيات الثورة) الانتباه والاستعداد لها من خلال تغيير وتطوير وتوسيع أساليب الاعتصام لضمان تنامي التفاعل الجماهيري وشعوره بتحقيق نجاحات، ولعله تجدر الاستعانة بتجارب شباب الثورة السورية وغيرهم في هذا المضمار، خصوصا وأن محافظة الأنبار واسعة جدا ومن المؤكد أنها بحاجة الى نظام (التنسيقيات) التي أبدع فيها السوريون لضمان تثوير كافة مدن المحافظة والتنسيق فيما بينها وتوحيد الخطاب ونشر الوعي في أوساط المتظاهرين.

ومن الضروري بمكان أن تتنوع فعاليات الاعتصام لتشمل فقرات ترفيهية هادفة، كالدبكات التقليدية والهوسات العشائرية والأناشيد الحماسية.. وأن تتنوع اللافتات المرفوعة (على غرار الثورة المصرية) لتعبر عن السخرية والاستهزاء بالمالكي وحكومته أو تتوعد إيران بالهزيمة الساحقة.. هذه جميعا وغيرها كفيلة بخلق حالة من (وحدة المشاعر والهدف) بين المتظاهرين..
وارجو من القراء الكرام وضع مقترحاتهم بهذا الصدد في فقرة التعليقات أدناه لتتم بها الفائدة

3.
سياسة المماطلة والتسويف: للوقوف بوجه هذه الخطة الخبيثة يجب أن نخطط ليكون الوقت في صالحنا وليس العكس، وذلك باستغلاله في نشر الاعتصام بأوسع نطاق ليشمل هيت وراوة وعانة وصولا الى القائم، وتعبئة المواطنين من سامراء صعودا الى الموصل في صفوف الثورة.. فإذا قررنا إرسال وفد مفاوض فلأننا نريد كسب الوقت لصالحنا وليس العكس، لذا يجب أن يكون سقف المطالب عاليا وغير خاضع للمساومات. فمثلا يكون الاجراء الوحيد المقبول في ملف السجناء هو إطلاق سراح كافة السجناء والسجينات على الفور في قرار للعفو العام، وتشكيل لجان قانونية لبحث شكاوى التعذيب وانتهاكات حقوق الانسان وتقديم المتورطين الى العدالة.. وهذا يقتضي بالطبع التغيير الفوري لرئيس مجلس القضاء الأعلى الذي ثبت تواطئه وعمالته (عبدالستار البريقدار).. وهذا غيض من فيض من قائمة المطالب المشروعة التي لايجوز التنازل عن اي منها.

4.
إختلاق حوادث خطيرة: للتصدي لمثل هذه المخططات علينا أن نعتمد ومنذ الآن أسلوب (التوعية والتثقيف) للمتظاهرين بشكل متواصل، وذلك من أجل توحيد المواقف والرؤى، ولتوضيح ما يجري من أحداث لكي لايقعوا عرضة للدعايات المغرضة. لذا يجب اعتماد مبدأ المنشورات الدورية التي تكتب بعناية من أهل الاختصاص. كما يجب ومن الآن مد جسور التواصل مع الصحافة الغربية ودعوة شخصيات عربية أو غربية مرموقة للمشاركة في التظاهرات، وذلك لقطع الطريق على من يريد وصفها بالمتشددة أو غير ذلك من الأوصاف. إن أفضل طريقة للتصدي لما يمكن للمالكي ومن خلفه أن يفتعلوه من مشاكل هو قوة ووحدة صف المتظاهرين وتنامي أعدادهم وثباتهم على مواقفهم.

5.
الاختراق: رغم أننا لم نشهد حتى الآن وبحمدالله وفضله أي اختراق أمني للتظاهرات وهو مؤشر على حالة الانضباط التي يتمتع بها المنظمون والمشاركون على حد سواء، لكن علينا أن ننشر الوعي بين الجميع بالحيطة والحذر ومراقبة كل ما يمكن أن يثير الشكوك والاتصال بجهات موثوقة ومتفق عليها للاشعار بوجود أي أمر يثير الشك ليتم التعامل معه على الفور. كما أن علينا إشعار شيوخ العشائر والسياسيين ممن يرومون انتهاز الفرص والركوب على الموجة أن حركة جمهور الثائرين هي أوسع وأكبر منهم بكثير، وأن أي سوء تصرف منهم سوف يعرضهم لسخط الجمهور الثائر. ونؤكد مرة أخرى على ضرورة نشر الوعي بين جمهور المتظاهرين ليصبح ارتباطهم اليومي بتنسيقيات الثورة، بمرور الوقت، أكبر من ارتباطهم بشيوخ عشائرهم أو بعدد من السياسيين

6.
إستخدام القوة العسكرية: هناك خياران في حال استخدم المالكي قوة عسكرية لفض الاعتصام بذريعة فتح الطريق الدولي، أحد هذه الخيارات هو أن مثل هذا الاجراء سيكون الشرارة التي ستتحول فيه الثورة من طبيعتها السلمية الى حمل السلاح والتصدي لقوات المالكي. وحيث أن الاستعدادت قد لاتكون كافية لمثل هذه المواجهة المسلحة والتي لن يتورع فيها المالكي ومن خلفه إيران الشر عن قتل أعداد كبيرة من المدنيين، فإن هذا يقودنا الى دراسة الخيار الآخر وهو (إعادة تموضع) الاعتصام بشكل سريع ومدروس، بشرط أن يواصل تحقيق أهدافه ويفوت الفرصة على المالكي لاجهاض الثورة، مثل هذا الأمر بحاجة الى دراسة عاجلة من (تنسيقيات الثورة).. وجدير بنا أن نتذكر أن هذه هي فرصتنا الأخيرة للوقوف بوجه الباطل الطائفي الذي جثم على صدورنا سنوات طوال.. لذا فإن كافة الخيارات يجب أن تكون معروضة الا خيار الانسحاب والعودة الى مربع الصفر..!

7.
وقبل كل هذا وبعده نستعين بالله الواحد الأحد الفرد الصمد ونرفع اليه أكف الضراعة أن ينصر ثورتنا المباركة هذه ويسدد خطاها ويجنبها الفتن ما ظهر منها وما بطن وأن يجعل نوايانا جميعا لخير العراق وشعبه. اللهم اربط على قلوبنا وثبت أقدامنا وأرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه. والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لايعلمون.
http://www.iraqirabita.org/index.php?do=article&id=30843

التاريخ: 30/12/2012