نيويورك تايمز: بوش كان مصمما علي الاطاحة بصدام بقرار او بدون ..وفكر باغتيال او استفزاز الرئيس العراقي |
|
نيويورك تايمز تطلع علي النص الكامل لوثيقة بريطانية عن خطط الحرب
بوش كان مصمما علي الاطاحة بصدام بقرار او بدون
قرار وفكر باغتيال او استفزاز الرئيس العراقي بطلاء طائرات الاستطلاع الامريكية بلون الطائرات التابعة للامم المتحدة، من اجل دفع العراقيين لضربها او محاولة اغتيال صدام حسين
لندن ـ القدس العربي 28 / مارس / 2006م : اظهرت وثيقة بريطانية ان الرئيس الامريكي جورج بوش، كان قد اتخذ قراره باستخدام القوة ضد العراق قبل عرض الملف العراقي علي الجمعية العامة في الامم المتحدة. وتشير الوثيقة ان بوش كان قد خطط لضرب العراق في العاشر من اذار (مارس) 2003. حيث تقول التي كتبها المستشار السياسي لرئيس الوزراء البريطاني توني بلير ديفيد مانينيغ موعد الحملة العسكرية حدد بالعاشر من اذار (مارس)، وهذا هو بداية عملية القصف الجوي .
وكانت تسريبات قد نقلت من هذه الوثيقة، حيث اشارت اليها الصحف البريطانية واعتمد عليها مؤلف كتاب عالم بلا قانون فيليب ساند، كما بثت القناة الرابعة في التلفزيون البريطاني مقتطفات منها. ولكن صحيفة نيويورك تايمز حصلت علي النسخة الكاملة من المذكرة والتي تقع في خمس صفحات. وقالت الصحيفة ان بوش عندما اطلق تهديده للرئيس العراقي صدام حسين، اما ان تنزع اسلحتك او ستواجه الحرب كان قد اتخذ قراره خلف الاضواء، ففي اجتماع خاص مع توني بلير، فقد اعتبر بوش الحرب حتمية، بقرار ثان من الامم المتحدة ام بدون قرار. ويكتب ديفيد مانينيغ استراتيجيتنا الدبلوماسية يجب ان تتركز حول الخطط العسكرية . وفي الوقت الذي حاولت فيه بريطانيا وامريكا تأمين قرار ثان من مجلس الامن الا ان بوش لم يكن يري انه بحاجة اليه لكي يجتاح العراق. وتظهر المذكرة ان بوش وبلير كانا يتوقعان نصرا سريعا علي صدام، وكانا واعيين للمصاعب التي ستواجهما بعد سقوط النظام الا انهما اعتقدا ان الصعوبات هذه يمكن التغلب عليها. ولم يتوقع كل من بوش او بلير حدوث حرب طائفية في العراق. واعترفا ايضا بامكانية عدم وجود اسلحة دمار شامل في العراق، وبمواجهة هذه المعضلة، اقترح بوش عدة خيارات لاستفزاز العراق لمواجهة، مثل طلاء طائرات الاستطلاع الامريكية بلون الطائرات التابعة للامم المتحدة، من اجل دفع العراقيين لضربها او محاولة اغتيال صدام حسين.. وكتبت المذكرة في كانون الثاني (يناير) 2003، وهي واحدة من عدد من المذكرات التي سربت وتظهر تكريس بلير نفسه والجيش البريطاني للمشاركة في العملية العسكرية، حتي قبل استنزاف كل الجهود الدبلوماسية. وتظهر الوثائق قلق المسؤولين البريطانيين من ان الادارة الامريكية عازمة علي غزو العراق، حيث تمت محورة الحقائق الامنية لكي تخدم السياسة.
وتظهر الوثيقة الاخيرة، جانبا من النقاشات الصريحة بين بوش وبلير، حيث قال الاخير ان العراقيين سيجدون صعوبة في تقبل الوضع الجديد حالة تسليم السلطة في مرحلة ما بعد صدام الي ديكتاتور آخر. كما تشير الوثيقة الي سيناريوهات ثلاثة لكي يتم من خلالها استفزاز صدام للحرب، منها فكرة طلاء طائرات استطلاع امريكية بلون طائرات الامم المتحدة، لدفع صدام لكي يقصفها وبالتالي خرق الحظر عليه. اما السيناريو الثاني، فهو دفع منشق عراقي لكي يقدم عرضا عن برامج اسلحة الدمار الشامل، اما السيناريو الثالث فهو تدبير محاولة لاغتيال صدام. وتشير الوثيقة ان بلير وبوش اعتبرا القرار الثاني كنوع من السيناريو الاخر، لكي يدعم العمل العسكري حالة قيام صدام باحراق آبار النفط، او التحرك ضد المعارضين له. وكان ساندس قد اشار الي بعض محتويات الوثيقة الا انه لم يكن قادرا علي الاستشهاد بها بسبب القيود التي يفرضها القانون البريطاني علي الوثائق الحكومية ذات الطابع السري. ولكن الوثيقة تؤكد بدون احتمال للشك نية امريكا ضرب العراق مباشرة حال فشل مشروع استصدار قرار ثان من مجلس الامن.
واعتبر بوش وبلير ان الاسابيع التي سينشغل فيها مجلس الامن للتداول في القرار الثاني، كافية للتحضير للغزو العسكري.
وكان بوش يعتقد ان الحملة الجوية قد تستغرق اربعة ايام قبل بدء الهجوم البري، حيث كان الرئيس الامريكي يعتقد ان الهجوم الجوي سيعجل بانهيار النظام. ويصف التقرير بلير بان القرار الثاني لمجلس الامن يجب ان يكون بمثابة الفرصة الوحيدة والاخيرة لصدام حسين ، وقد وافق بوش علي الفكرة الا انه اضاف ان امريكا لن تدع صدام في السلطة، وقال انه بعد صدور القرار الثاني، فسيكون امام صدام اسبوع واحد لمغادرة العراق او التخلي عن الرئاسة وعندها سيكون بامكان واشنطن اخبار الاعلام، وبعدها سيكون الميدان مفتوحا للعمل العسكري حالة رفض صدام قبول القرار.
وعلي الرغم من تفاؤل بوش بنجاح العمل العسكري الا انه كان واعيا للظروف والمخاطر غير الواضحة. وعندما سأل بلير عن مخططات ما بعد الحرب، قالت كوندوليزا رايس التي كانت حاضرة الاجتماع ان الكثير من العمل تم في هذا الاتجاه. وعلي الرغم من الجهود التي بذلتها بريطانيا وامريكا الا ان مجلس الامن فشل بالتوصل لقرار ثان، ويبدو من المذكرة البريطانية ان بوش كان يفكر باحتلال غير محدد بزمن من اجل تحقيق التحول في العراق. كما ان الخطط كانت مرهونة بالعثور علي اسلحة الدمار الشامل ومغادرة صدام طوعيا الامر الذي شكك بحدوثه كاتب المذكرة مانينغ