تقرير القمة العربية وفيديو القذافي هنا

 


http://www.youtube.com/watch?v=2rEojHuuh6A

الدوحة ـ القدس العربي ـ نجح الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي في تغيير مسار القمة العربية كالتي بدأت اعمالها بالدوحة صباح الاثنين عندما فاجأ الجميع بأخذ الكلمة دون اذن من رئيسها الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني بعد انتهاء كلمته الافتتاحية.

وتوجه القذافي الى العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز قائلاً: "أهنئ اخي امير قطر بهذه القمة وبهذه المناسبة اقول لأخي عبد الله ست سنوات وأنت هارب وخائف من المواجهة، واريد ان اطمئنك بأن لا تخاف، واقول لك بعد ست سنوات ثبت انك انت الذي الكذب وراءك والقبر امامك، وانت هو الذي صنعتك بريطانيا وحاميتك امريكا. واحتراماً للأمة اعتبر المشكل الشخصي الذي بيني وبينك قد انتهى وانا مستعد لزيارتك وانك انت تزورني".

واضاف "انا قائد اممي وعميد الحكام العرب وملك ملوك افريقيا وإمام المسلمين.. مكانتي العالمية لا تسمح لي بأن انزل لأي مستوى آخر وشكراً".

وعلمت "القدس العربي" ان محاولات مكثفة بذلها امير قطر والرئيس السوري بشار الأسد من اجل اقناع الزعيم الليبي بعدم "التحرش" بالعاهل السعودي وترك الأمور لهما لتحقيق المصالحة بين الجانبين.

وطلب الزعيم الليبي ان يعتذر العاهل السعودي اولاً. ويبدو انه سايرهم وبيّت النية مسبقاً على تفجير قنبلته بالقمة.

امير قطر حاول ان يطلب من الزعيم الليبي ان لا يلقي كلمته بدون اذن وان لا يقاطعه ولكن القذافي استمر في كلمته ثم تدارك الشيخ حمد بن خليفة عندما سمع بأن القذافي قال ان الخلاف انتهى الآن ونستطيع ان نتزاور بقوله "انا اعتذر يا أخ معمر يمكن اني فهمت خطأ وانا اعتذر امام الأخوة والملوك والرؤساء واشكرك على كلمتك الموفقة".

الزعيم الليبي اندفع خارجاً من القاعة بعد كلمته وغادر الفندق واتجه الى متحف قطر الاسلامي وتمشى بسوق واقف الشعبي ولحق به الشيخ حمد بن جاسم رئيس الوزراء القطري، ثم عادا سوياً الى الفندق والتحق بهما امير قطر الذي سلم رئاسة القمة الى ولي عهده الشيخ تميم.

حاول القطريون تلطيف الاجواء وتخفيف كلمات العقيد القذافي بالقول انه اعتذر. وقال ما معناه للملك عبد الله "انك قلت عني ان القبر امامي وانني صنيعة امريكية واعتذر لك والخلاف انتهى"، لكن قناة "العربية" التي قطعت البث عندما تحدث الزعيم الليبي وزعت نصاً يقول ان الزعيم الليبي تهجم على العاهل السعودي.

كواليس القمة تشهد حالياً اتصالات مكثفة يقوم بها امير قطر والرئيس السوري من اجل اصلاح البين بين الطرفين المتخاصمين وتم عقد قمة ثلاثية بين العاهل السعودي والزعيم الليبي بحضور امير قطر.

اوساط الوفد الليبي وزعت نصاً لكلمة العقيد القذافي على الصحافيين لتأكيد الواقعة.

ويعتقد المراقبون ان العقيد القذافي يكون قد ثأر لنفسه من هجوم وجهه له العاهل السعودي في قمة شرم الشيخ عام 2003 ولم يتمكن في حينها من الرد ولم يلتق الرجلان منذ ذلك التاريخ في قمة وحدة.

ومن المعتقد ان المصالحة بين الطرفين ربما تصبح اكثر سهولة بعد تسوية الحسابات بخروج الطرفين متعادلين

****



ليست غرفة ولادة للمصالحة العربية

الحضور والغياب.. سجلّ باهت لانجازات القمم العربية

 
حضور زيد وغياب عمرو أصبح بحد ذاته نجاحا/فشلا بعيدا عن الوفاق العربي وأقرب الى تسجيل مواقف طفولية.

ميدل ايست اونلاين
اعداد: شاكر الرفايعة في كل مرة تنعقد فيها قمة عربية، يتصدر التقارير الاعلامية موضوع الرؤساء الغائبين.. لكن الأجدى هو الحديث عما يمكن إنجازه في حال حضورهم.  

وإذا كان تغيب بعض رؤساء الدول عن حضور قمة عربية سببه الخلافات بين العرب، فإن هذه الخلافات ينبغي أن تكون هي الدافع الحقيقي لحضورهم.

ولماذا الاجتماع والحوار اذا كانوا متفقين على كل شيء؟

ففي القمة العربية التي تلتئم في الدوحة الاثنين كان ابرز الغائبين الرئيس المصري حسني مبارك الى جانب العاهل المغربي ورئيسا الجزائر والعراق وسلطان عمان، وفي القمة السابقة في دمشق لم يحضر مبارك ايضا.

وكانت قمة دمشق ترفع شعار "العمل العربي المشترك ووحدة القرار العربي" مثلما هو الحال في قمة الدوحة "قمة المصالحة".

كل الزعماء العرب يرفعون شعار المصالحة سواء على الصعيد المحلي والاقليمي، لكن أحدا منهم لا يأخذ على عاتقه المبادرة والتخلي عن سياسة الاحلاف الخارجية لصالح التوافق العربي الداخلي.

سوريا تنادي بـ"وحدة القرار العربي" لكنها لا تجد بأسا في التدخل الايراني في العراق وإثارة حفيظة الدول العربية لا سيما الخليجية منها حول نفوذ يتعاظم لدولة غير عربية.

مصر والسعودية تدعوان الى "الوفاق العربي" لكنهما غير مستعدتين لإزاحة الحليفة الأميركية جانبا (ولو في ملفات لا تمس اسرائيل مباشرة) عن القضايا التي تؤثر في حياة المواطن العربي اليومية.

ولكن المصالحة تمشي بخطوات متثاقلة، لن يزيد من سرعتها حتى اجتماع القادة العرب الـ22 معا على طاولة واحدة وحتى لو قال كل منهم: نريد المصالحة.

والمصالحة العربية واقعيا، وإن كانت لا يمكن ان تستند الى حضور الرئيس الفلاني وغياب العلاني عن حضور القمة وإنها تحتاج فقط الى إرادة سياسية، أخذت منحى آخر يتصل بالدولة المضيفة.

فقد رفض الرئيس المصري والعاهل السعودي حضور قمة دمشق لخلافات مع الرئيس السوري حول عدد من الملفات من ابرزها ايران ولبنان وفلسطين.

وتغيب الرئيس المصري عن قمة الدوحة لخلافات ايضا مع أمير قطر حول موقفها الممالئ لإيران و"تجريح" شخوص القيادة المصرية على قناة الجزيرة.

ووقفت قطر في الجهة المقابلة لمصر في خضم الانقسامات العربية التي اشتدت على وقع الحرب الاسرائيلية الاخيرة في غزة.

وتعتبر قمة الدوحة اللقاء العربي الثاني على مستوى قادة الدول خلال عشرين يوما الذي لا يلتقي فيه الرئيس المصري بأمير قطر.

واستضاف العاهل السعودي هذا الشهر في الرياض قمة عربية مصغرة ضمت الى جانبه قادة مصر والكويت وسوريا، الا ان امير قطر الشيخ لم يحضر القمة بالرغم من اعلان بلاده في وقت سابق حضورها.

وذكرت تقارير اعلامية حينها ان تحفظات مصرية حالت دون مشاركة امير قطر.

وبينما تدعم السعودية ومصر الرئيس الفلسطيني محمود عباس، تدعم سوريا، وكذلك قطر، حركة حماس الاسلامية التي تسيطر على قطاع غزة.

لكن منسوب المشاركة في قمة الدوحة جاء مرتفعا عن قمة دمشق، إذ يجتمع فيها معا الرئيس الأسد والعاهل السعودي.

ومنذ انشاء الجامعة العربية في 1945، عقد قادة دولها 34 اجتماع قمة بينها 22 قمة عادية وتسع قمم طارئة هيمنت عليها كلها القضية الفلسطينية، ومنذ الثمانينات مسألة العراق الى جانب الازمات الاخرى التي طرأت، اضافة الى قمة اقتصادية اولى في 2009.

إلا أن مقاطعة حضور القمم غالبا ما كانت تتسم بمحاولة لإضعاف موقف الدولة المستضيفة للمؤتمر العربي الارفع مستوى، لأن القادة العرب يعلمون جيدا أن هذه الاجتماعات لا تعدو أن تكون فرصة للقاء وتبادل التحيات، فيعمدون الى تسجيل موقف سواء بالحضور او الغياب.

وبعد الغزو الاميركي للعراق في 2003، أصبحت وسائل الاعلام تسلط الضوء على ثلاث دول عربية عند تناول مسألة الغياب والحضور في القمم العربية وهي السعودية وسوريا ومصر.

ويمكن لهذه الدول أن تقود المصالحة والتضامن العربي عبر توحيد الرؤية السياسية والاقتصادية بعيدا عن سياسة التصنيف الأميركي (المعتدلون والممانعون) وعن الأزمات التي تنشب بينها لأي سبب كان في المحيط العربي.. وفي منأى عن القضية الكبرى "الحضور والغياب".


التاريخ: 02/04/2009