د. خالد ديب من الهلال الأحمر القطري :
استكمالا لخطة الاستجابة السريعة لنجدة العائلات السورية في عرسال خلال العاصفة الثلجية التي تجتاح لبنان، وصلنا عبر الخط الساخن استغاثة 18 عائلة سورية في جرود عرسال...
في نقطة بعيدة جدا عن المكان الذي نعمل فيه... حملنا الدفايات والمازوت وهي محروقات للتدفئة، وتوجهنا مع دليل الى تلك المنطقة.. مشينا بين الثلوج.. قطعنا حاجز الجيش اللبناني.. ومن ثم مشينا ومشينا.. ضعنا بين الثلوج.. لا شيء لنراه... كأننا في مكان خارج المكان.. مكان أبيض.. لا شيء يتحرك فيه سوى تساقط الثلوج..
بعد اكثر من ساعة وصلنا الى المكان المنشود.. وقفنا مذهولين لهول ما رأينا... أحقا هناك عائلات تعيش في هذا المكان؟ نعم لا نبالغ إن قلنا إن الحيوانات تأبى العيش فيها! عائلات سورية تعيش في خيم تم تثبيتها بطريقة عشوائية.. لعلهم سمعوا اصوت سياراتنا... فقد خرجت وجوه باكية من داخل الخيم...
وجوه تتحدث وحدها عن معاناة أقسى بكثير مما نسمعه... أبلغونا أن لا أحد يساعدهم لأنهم في مكان بعيد... رووا لنا فصولا من مآسيهم... أبلغني الطفل احمد انه لم ينم لمدة 3 ليالي بسبب البرد الشديد...
ابلغتني أم عدي انها كانت تحضن طفلتها الرضيعة وتفرك جسدها الطري بيديها بشدة خوفا عليها من الموت.. اما الطفلة سحر كانت متكورة في زاوية الخيمة كأنها وجدت في هذه الزاوية شيئا من الدفء وفي عينيها الدامعتين حكاية تجسد معاناة طفولة بريئة لا ذنب لها لتعيش عيشة تنافي شرائع اتفاقية حقوق الانسان...
قدمنا لهم المدافئ اي الصوبيا لانها الوحيدة التي تقتل هذا النوع من البرد القارس وزودناهم بغالونات من المازوت...
ووعدناهم بالمجيء في اليوم التالي لأنهم بحاجة للكثير الكثير من مقومات الحياة.
التاريخ: 12/12/2013 عدد الزوار: 3584 |