غزة – المركز الفلسطيني للإعلام 17/2/2008ـ كشفت اعترافات أدلى بها حوالي عشرة من المتهمين بالتخطيط لاغتيال رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية، ضلوع شخصيات سياسية وأمنية متنفذة في قيادة السلطة برام الله وخارج فلسطين في هذه المؤامرة.
وقال سعيد صيام، وزير الداخلية السابق والقيادي في "حماس" في مؤتمرٍ صحفي، عقده بمنزله اليوم السبت (16/8)، "إن هناك قيادات في حركة "فتح" صاحبة تاريخ أسود ضد حركة "حماس"، مشيراً إلى أن نجاح عدد من المجرمين من الفرار والاختفاء "لن يحميهم من الملاحقة القضائية، إذ أن الجرائم لا تسقط بالتقادم وسيتم وضع الملف بين يدي القضاء ليقول كلمته ولتأخذ العدالة مجراها".
الاعترافات .. رام الله مستنفرة لسماع خبر اغتيال هنية
المدعو "حسن الزنط" أحد أبرز المخططين لعملية اغتيال رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية يدلي باعترافاته قائلاً: "اسمي حسن محمد حسن الزنط سكان مخيم الشاطئ، عمري 31 عاماً وكنت أعمل في جهاز الأمن الوطني، وكلّفت بتشكيل مجموعة عسكرية لاغتيال رئيس الوزراء إسماعيل هنية وضرب مواقع حماس وحكومة حماس".
وأضاف: "كانت المجموعة مكونة من أربعة أشخاص هم أنا حسن الزنط وياسر قامر وسامر شعبان وحسين ظاهر، ياسر قمر (مهمته) التكتيك العسكري، وسامر شعبان التصنيع وإعداد المتفجرات، وحسين ظاهر كان عسكري مع ياسر، كانت اجتماعاتنا تعقد في ثلاث مناطق أول اجتماع كان يعقد في بيت حانون في بيت أبو علي شبات كان يعمل عميد في جهاز المخابرات وثاني اجتماع كان يتم في أبراج العودة بمنزل سامر شعبان، وثالث اجتماع كان يدور في بدروم في أبراج العودة والعقل المدبر للمجموعة هو أيمن طه قاسم الكفارنة".
تورط الطيراوي وعبد الرحيم
ويضيف الزنط "كانت الاتصالات مباشرة مع العميد في المخابرات أبو شبات وتوفيق الطيراوي أما اتصالاتي شخصياً فكانت مع الطيب عبد الرحيم ونبيل طموس وظافر أبو مذكور، تم تكليفنا من الضفة الغربية من الطيب عبد الرحيم وبالذات باغتيال رئيس الوزراء عن طريق انتحاري".
ويتابع: "بدوري أنا مسؤول الملف التنظيمي توجهت لأحمد الدباكي وطلبت منه انتحاري، فقام بإحضار ابن عمه نافذ الدباكي وأخذت نافذ وتوجهنا لشقة سامر شعبان على أساس أن ينزل كانتحاري في المسجد الغربي، وتم اتصال من ظافر أبو مذكور من سامر شعبان أنه إذا لم يتم تنفيذ العمل بانتحاري في المسجد الغربي يتم نقله إلى مسجد الرضوان قرب منزل سعيد صيام وبصفتي المسئول التنظيمي توجهت لأب حسن السريس وقلت له نريد انتحاري، فقال لي خذ ابني يراهم مثل العمى ويكرههم، فقال لهم ما رأيك أن تكون استشهادي بهم، فقال لا مشكلة ولكن بشرط أمّنوا أبي وأهلي، بدوري قلت لا مشكلة أعطني صورة هويتك وهوية أبيك حتى يتم إعطاء مبلغ لأهلك بعد تنفيذ العملية من الضفة الغربية برام الله وأخذت صورة الهوية ورقم حساب وتوجهت على البيت الساعة الحادية عشر مساءً، ثم اتصل علي أبو حسن وقال ألغي الموضوع فقلت له لا يوجد مشكلة لك ما تريده، توجهت ثاني يوم لأحمد الدباكي وقلت له أريد انتحاري، رام الله تريد انتحاري يفجر نفسه بهنية فأحضر ابن عمه نافذ الدباكي عمره اثنين وعشرين عاماً وعقله غير سوي تماماً وأخذناه على شقة سامر شعبان وكان يوم خميس".
وأضاف: "وأحضر الحزام وقاسه ومن ثم أعطوه مائة شيكل وغادر المكان مع أحمد الدباكي، الساعة الحادية عشر ليلاً قال جماعة الضفة (في إشارة إلى قيادة السلطة في رام الله) متعجلين ويريدوا أن يتم الأمر غداً الجمعة، فقلنا لا يوجد هناك إمكانية لأن ياسر المسؤول العسكري أعطاه مهلة أسبوع ليفكر ويرى وضعه، فقال لا، كل الضفة تنتظر فيه ويجب أن ينزل غداً، ومن ثم اتصل على جوالي (الهاتف النقال) شخص اسمه أبو محمد قال الضفة مستعجلة ومستنفرة وكل الضفة تريد سماع الخبر غداً، فقلت له حسناً، واتصلت على أحمد الدباكي وقلت له غداً الساعة السادسة يكون نافذ موجود عند سامر، واتصل علي سامر وياسر وقالوا سننام الليلة على أساس ينهوا (يجهّزوا) الحزام كله، بالفعل انتظرنا حتى الساعة الثانية عشرة والنصف، وكان نافذ لم يأتي ثم جاء نافز وقال عازم أختفي وسأقضي لآخر الأسبوع أنا معكم، فقلنا له لا مشكلة واتصل ياسر على أبو محمد وقال له الموضوع لن يمشي حتى الجمعة القادمة إن شاء الله يكون أفضل".
حزام ناسف
وتابع الزنط: "ياسر جلس مع نافذ وأخذوا يدربوه على الحزام الناسف كيف يمسك الكبسة وهل يمدوها من يده أم من صدره، وطلب نافذ أن يمدوها له من يده وتم تصويره على الحزام وهو يتدرب وصوّر فيديو وصار ياسر يطلب منه أن يقول لماذا يريد أن يفجر نفسه فقال "مرتدين وخوارج"، وكنا جالسين أنا وأحمد الدباكي ونافذ وياسر قمر وسامر شعبان، سامر طلع (أخرج من جيبه) مائة شيكل، وقال له "رتب وضعك وربنا يجيب اللي فيه الخير"، وإن شاء الله نتلاقى يوم الخميس في الليل، يوم الأحد اتصل أحمد الدباكي وقال نافذ مستعجل ويريد الموت اليوم قبل غداً فقلت له انتظر ليوم الجمعة لأننا أعطينا الموعد للضفة الغربية، فقلت له ماشي بكرة (غداً) بقبض وبمر عليك وأعطيته مائة شيكل وذهبنا على أبو حسن السريس شربنا الشاي وغادرنا وبعد ذلك قال لي نافذ أنه مستعجل وبعد ذلك جاءت التنفيذية تطلبني من البيت وهربت وتم التواصل مع أحمد الدباكي ومعي من خلال سامر شعبان وياسر قمر على أساس أن أحمد الدباكي يأخذ نافذ يوم الخميس ويرسله وجاء يوم الخميس وأخذ نافذ وذهبوا على أبراج العودة عند سامر وأصبحوا يقنعوه بأن يبات وهو يقول أريد أن أودع أبي وأمي وآتيكم الساعة العاشرة وكان جالس معنا سامر شعبان وياسر قمر ومحمد كحيل وأحمد الدباكي ونافذ الدباكي ولم أكن موجود وذهبوا لإيصاله على البريج، حسب المعلومات التي أعطاني إياها سامر وياسر قمر، وصلوه إلى البريج ليودع أهله ويعود معهم لكنه هرب ولم يظهر وأخذوا بالبحث عنه فلم يجدوه".
مبلغ مال
ويكمل الزنط: "كنا نتواصل مع ظافر أبو مذكور والطيب عبد الرحيم عن طريق أيمن قاسم الكفارنة، تم الوعودات على أساس أن يأخذ كل واحد منا مبلغ من المال محترم ويعمل في أي سفارة بالعالم برتبة نقيب إلى رائد وهذه هي الوعودات".
وأضاف: "ياسر قمر كان قد جهز انتحاري بديل من بيت لاهيا متزوج وعنده ولد وبنت وذهب له ياسر وطلب منه أن يجهز نفسه إلا أنه رفض وقال هذه الفترة لا يوجد إمكانية فقط حصلت على دورة بطالة في الوكالة".
عمليات تفجيرية .. والفرار
وتابع الزنط: "بالنسبة للتواصل كنت أنا وناصر مهنا ومحمد سلمان وحسين ظاهر وكان مكلف كل واحد فينا أن يعمل عملية تفجيرية لتخريب الوضع"، وكشف عن وقوع خلافات داخلية بشأن المسميات والمسؤولية، وأضاف: "أصبح كل شخص يعمل لوحده، طلب ناصر مهنا أن يحضر مسدسات كاتم صوت وقالوا إن الأموال جاهزة وموجودة مع محمد علي شبات، وعندما يتم شراء المسدسات أنا جاهز أن أدفع المبلغ من 100 حتى 1000 لا مشكلة، أما بالنسبة لياسر قمر كان قد جهز التخطيط للشمال باحتلاله بالكاملة بدايةً من 300 إلى 700 عسكري سيارات مدنية يكون فيها ناس مجهزين بـ "آر بي جي" ومسلحين في حالة استنفار حتى في حالة النداء عليهم يكونوا موجودين ونكون قد سيطرنا على الشمال يوم الاثنين عندما هجمت على التنفيذية أتوا إلى البيت الساعة الحادية عشر والنصف ليلاً كان أبي موجود وأنا اتجهت بعدها إلى بيت لاهيا وذهبت إلى بيت خالتي، في اليوم الثاني كنت في بيت أختي، وثالث يوم جلست حتى يجد لي طريقة للهروب عن طريق النفق فاتفقنا على ذلك وقال أنه يريد مبلغ وعدته أن أعطي المبلغ، وذلك لأن الضفة كانت وعدتنا أن يعطونا مبلغ معين، وكنا قد نسقنا بشكل مباشر إما عن طريق مصر أو عن طريق إيريز فكان الاتفاق يسير مائة في المائة على أساس أنه مع قاسم الكفارنة ومحمد أبو مذكور، فهربت إلى رفح، وجلست على أساس أن يهربني عن طريق الأنفاق فطلب 1500 دولار، فقلت له لا مشكلة عملت اتصالاتي هنا وجدت ياسر قد هرب وحمد هرب وكلهم هربوا لأنهم أغلقوا جوالاتهم، فأصبحنا مشتتين وحدنا وتحدث معي ياسر وقال لي كل واحد منا يبحث عن نفسه لأنهم باعونا وتخلوا عنا وهؤلاء ناس غير جديين، فاتصلت على الوالد لكي يحضر لي 1500 دولار فقال لي لا مشكلة واتصلت على ياسر فقلت له ما رأيك قال لا أقدر أنا بالصدفة اتصلت كان سامر دائماً يغلق جواله ويفتحه بين الحين والآخر فقلت لا مشكلة فجئت يوم ما كنت أريد الهروب ذهبنا إلى الحدود المصرية وكان القسام في حال استنفار على الحدود وتم إلقاء القبض علينا".
غدروا بنا في الضفة
ووجه الزنط كلمة للشعب الفلسطيني قال فيها: "أريد أن أقول كلمة لكل الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج من دون استثناء منهم (الكلاب) الذين غدرونا في الضفة، وأنا أتندم كل الندم أن تم تحويل عملنا من ناحية السلك باتجاه الاحتلال وتحويله إلى صدور بعضنا البعض، أنا حالياً ندمان أشد الندم وأطلب من رب العباد أن يسامحني وأقول لكل فتحاوي أصيل لا يأخذ بالعبارات ولا حتى ما يشاهده على التلفزيون يأخذ بالأفعال، أنا تم بيعي كما يباع الكلب في السوق من الضفة وأنا ندمان أشد الندم وأطلب من الله أن يسامحنا هذا ما أطلبه فقط".
الأحداث والمجريات
ومحمد كحيل يقول: "في يوم من الأيام، وأنا بالمناسبة جاري سامر سميح شعبان وياسر أبو قمر في نفس البرج كنا يومياً ننزل للعب الورق "الشدة" في المظلة ونتحدث حول الأحداث والمجريات التي حدثت في غزة، بعد عشرة أيام أو خمسة عشر يوماً جاء حسن الزنط وأصبح يتردد على المكان الذي نجلس فيه، وقد كان هناك بعض الاقتراحات من ياسر قمر على موضوع احتلال الشمال، فأخذنا هذا الموضوع باستهزاء، لم يكن منطقياً بالنسبة للشباب الذين كانوا يترددوا عند ياسر بعدما تم الحدث هذا بخمس أيام جاء حسن واقترح عليه أنه أنا على اتصال مع شخص يمكن أن يقوم بأعمال في قطاع غزة، فقال ياسر لسامر ولحسن فقالوا له ما هي الأعمال ومن هو الشخص فقال لهم شخص اتركوني أؤمن اتصالي معه ومن ثم سنرى ما هي النتيجة، فاتصل حسن مع أبو هاني أيمن طه الكفارنة وتحدث معه وقال له أنا جاهز فقط جهز الشباب الموجودين لديك وساروا على هذا الطريق حتى كان هناك اتصال على أساس أنهم يريدوا المواد التفجيرية من أبو هاني".
ويضيف محمد: "أصبح حسن وياسر وسامر يتصلان معه على أساس أن يؤمن هذه المواد وكان يقول لهم اشتروها أنتم وكانوا يقولون له قم بشرائها أنت أو أرسل لنا المال حتى نشتريها نحن، من ثم كان معهم شاب اسمه نضال من رام الله وآخر اسمه ظافر، كان لمهمة الاتصال بهم هو سامر".
مواد متفجرة
ويتابع محمد في اعترافه: "وفي يوم من الأيام تفاجأت أنهم أحضروا مواد متفجرة في الصباح الباكر الساعة السابعة تقريباً ووضعوها في كيس تبن، أنا لم أتحدث معهم في هذا الموضوع فلا علاقة لي بهم، ثاني يوم جاء اتصال لحسن ونحن جالسين نلعب الشدة وكان الاتصال من شخص اسمه أحمد وقام حسن بإعادة الاتصال عليه لأن لديه جوال فاتورة وقال له ماذا هناك فأخبره أحمد أنه أمن له الأمانة، طبعاً حسن قفز من مكانه وأغلق الجوال وتحدث مع ياسر وسامر وقال لهم أنه تم تأمين الشاب وطلب منهم تجهيز أغراضهم فأصبح سامر وياسر يقولان اجعلوا الشاب يأتي الآن ولكن حسن قال لهم اتركوه حتى تأمنوه فقفز ياسر وقال له افترضنا أن الشاب تراجع فقال له حسن "أقسم بالله لو تراجع الشاب لأفضي المسدس في رأسه"، وبعد ذلك ذهبت وما علمت، ثم أصبح كلام أمامي من حسن وياسر وسامر على أساس أنهم يريدوا البحث عن المكان الذي سيتم وضع الشاب فيه أو بالتحديد على المسجد الذي سيتم وضع الشاب فيه، الثلاثة كل واحد منهم تردد أنه يوجه الشخص فاتصلوا على أبو هاني وقالوا له الشاب جاهز وسنرسله، فقال لهم أبو هاني انتظروا مني إشارة والمكان أن سأبلغكم به وبعد ذلك ما سمعت كلام بالموضوع هذا".
ويستكمل محمد حديثه: "أنا قلت لياسر وسامر أن هذا العمل إن تم فسيضرهم بالدرجة الأولى قبل أن يضر الشباب الموجودين داخل البلد لكنهم لم يستمعوا لي وتركوني، ثم قلت لهم أنا لا علاقة لي بالأمر وتركتهم وغادرت حتى أنني لم أتردد على الغرفة، وفي يوم ونحن بالغرفة اتصل شاب اسمه أحمد مع حسن وعاد ليقول له يا حسن ماذا النسبة للموضوع، فقال له أنا أمّنت لك الأمانة، فأغلق الجوال وقال لياسر وسامر أنه نحن أمنا الشاب وأصبح الآن جاهز وينتظر إشارة حتى نحضره فقال له ياسر وسامر أحضروه الآن، قال له حسن إن حدث خلل اتركه، فقفز ياسر فقال له احتمال الرجل يتراجع، قال له حسن الزنط إذا تراجع سأفرغ المسدس في رأسه وذهبت أنا وتركتهم، واتصلوا مع أبو هاني في اليوم الثاني وقالوا له إن الشخص لدينا جاهز وسنرسله على أي مسجد فقفز أبو هاني وقال لهم اتركوا الشخص موجود عندكم حتى أعطيكم الإشارة وأعطيكم المكان أين ترسلوه وأنا لم أتحدث معهم في هذا الموضوع وعندما نزلت إلى الغرفة لم أتعاطى معه وبعد أربع أيام أو خمسة، سأل سامر شعبان وقال له يبدو لن تنجح أبداً، فقلت له إن شاء الله ومن يومها لم أتحدث في الموضوع نهائياً".
"الكبير" يريد أن يسمع خبر هنية
وأضاف محمد: "والله على ما أقول شهيد وهذا بالحرف كل ما حدث". ويتابع: "يوم سمع سامر يقول لحسن وياسر أنه اتصل معه نضال ويقول له أنهوا الموضوع الذي بحوزتكم لأن الكبير معه خبر، مين الكبير لا أدري هذا ما حدث".
ويقول محمد: "أنا بعد ما حدث الحسم في قطاع غزة تقريباً بعشرين يوم جاءني اتصال من زميلي وبلغني تبليغ أنه تم تكليفي أنا وهو لمتابعة أبناء الأجهزة الأمنية والوزارات الذين اشتركوا مع حركة حماس بالحسم العسكري من أجل وقف رواتبهم وأنا وافقت على ذلك وأحضرت معي اثنين من ضمنهم منير عكاشة وسهيل القصاص وقاموا بإحضار أسماء وأرسلنا حوالي ستين اسماً".
مسدسات كاتم صوت
ويتابع محمد :" بالجلسة الثالثة أو الرابعة التي جاء فيها سهيل القصاص ومنير عكاشة طلبوا مني مسدسات كاتم صوت فأخبرتهم أنه ليس باستطاعتي هذا الأمر وقلت لهم مع الشخص الذي أرسل له الأوراق على رام الله وقال لي بالحرف الواحد أنتم لا علاقة لكم بهذا الموضوع لا من قريب ولا من بعيد ولكنهم ألحوا علي وطلبوا عدة مرات وكنت أتهرب منهم فيما يخص هذا الموضوع ".
المتهم كحيل
محمد خليل إبراهيم كحيل يدلي بشهادته هو الآخر حول التخطيط لعملية اغتيال رئيس الوزراء إسماعيل هنية فيقول: "اسمي محمد خليل إبراهيم كحيل أبلغ من العمر تسعة عشر عاماً أسكن في الرمال شارع خالد بن الوليد، في البداية تم الاجتماع في "البدروم" الخاص بالبرج الذي يسكن فيه ياسر وحضر هذا الاجتماع محمد ربيع وياسر قمر وشعبان سامر وحسن الزنط وتحدثوا على أنهم يريدوا تطويق منطقة الشمال ويجمعوا الشباب، وكان دور سامر وحسن أن يجمعوا شباب وأبو رامي كان دوره أن يوفر الدعم المادي لهذه المجموعة".
ويتابع كحيل: "بدأ التواصل والإقناع بهذه الفكرة عن طريق سامر شعبان بالاتصال على الشيخ علي الحلبي وتواصلنا معه يوم أن ذهب إلى الشقة وتواصلنا معه عن طريق الجوال وتكلم الشيخ علي الحلبي أنه يجوز قتال حماس في قطاع غزة لأنهم خوارج خرجوا عن أمر الحاكم ويقصد هنا أبو مازن، ومن هذه النقطة قال الشيخ أنه يجوز قتالهم ولكن هناك شرط أنه يجب موافقة ولي الأمر أو تفويض من ولي الأمر بوجوب قتالهم فطلبت من ياسر شعبان أن نتحدث مع أبو مازن أو أحد من عنده ليفوضنا فاتصل سامر شعبان على مكتب الطيب وقال الطيب عبد الرحيم حتى نأخذ تفويض على الأعمال العسكرية التي سنقوم بها في غزة فتكلم الطيب بأنه يعطي الصلاحية لأيمن الكفارنة وسامر شعبان وياسر قمر وأن الصلاحية بالأعمال العسكرية التي ستحدث في غزة وأنه سيصدر مرسوم بعد فترة بهذه الأعمال والتفويض لهؤلاء الأشخاص".
إذا لم تغتالوا هنية سنعاقبكم
وأضاف كحيل: "تكلم سامر على أنه سيكون هناك اغتيال لإسماعيل هنية في هذه الجلسة وأنه قد جهز الشاب الانتحاري حتى يقوم بهذه العملية، وبعد ذلك وأنا في الشقة أفهمني سامر أن حسن الزنط أحضر شاب من طرفه ليقوم بهذه العملية وأن الشاب سيأتي في اليوم الثاني الساعة الثامنة وأنه الشاب الذي سيأتي بعد الشاب الانتحاري سيأخذ كلاشنكوف (سلاح رشاش) وأموال من سامر".
ويكمل كحيل: "جهز سامر شعبان "الانتحاري" وأحضر له حزام ناسف وصوره وهو يلقي وصيته وغادر الانتحاري على أساس أن يحضر يوم الجمعة الساعة الثامنة ليذهب إلى الجامع الذي يصلي فيه هنية ويفجر نفسه، ولكن الشاب لم يأت وبعد صلاة العصر، اتصل الطيب عبد الرحيم وصرخ وهدد على الجوال وقال "إذا لم تغتالوا إسماعيل هنية أو أي أحد سيتم عقابكم وإعدامكم عند أيمن الكفارنة"، بعد ذلك اتصل ظافر من الضفة وقال أنه سيكون غداً مهرجان لإسماعيل هنية في ملعب فلسطين".
حقيبة جامعية وشريحة جوال
ويتابع كحيل: "اتصل علي سامر شعبان يوم السبت الساعة الثامنة وطلب مني أن أنزل على السوق توجهت على السوق وكان هناك سامر موجود قمنا بشراء شنطة (حقيبة) جامعية وأخذناها على الخياط وقام بعمل جيبة (مخبأ) سحرية لها وذهب ليشتري جوال بشريحة جديدة ومن ثم طلب مني سامر شعبان أن أتوجه إلى البيت وأرتدي بدلة وتوجهت للبيت وارتديت بدلة وهو توجه للشمال ليجهز الشنطة وذهبت عنده على شمال غزة وكانت الساعة الثانية عشر وكان سامر شعبان قد جهز الشنطة ووضع فيها العبوة وطلب مني سامر شعبان أن أنزل العبوة على الملعب، توجهت للمعلب الساعة الثانية عشر والنصف ودخلت من البوابة الجنوبية للمعلب ودخلت من نصف الملعب وطلعت على المدرج الذي كان جالس مقابله إسماعيل هنية ووضعت الشنطة في المنتصف، وطلبت من حج (رجل كبير بالسن) كان جالساً في المكان قلت له يا حج اترك الشنطة عندك قليلاً أريد أن أتحدث في الجوال فقال لي حسناً ولكني وجدت أناس كبار بالعمر فرجعت وأخذت الشنطة ونزلت عن المدرج ودخلت في منتصف الملعب وجلست بعد ما نزلت عن المدرج وجدت حراسات وناس كبار في العمر فاتصلت بسامر وقلت له لا أستطيع أن أضع الشنطة لأن المكان مش مناسب فقال لي ضعها في أي مكان المهم أن تضع الشنطة وبعد ذلك كنت خارج من باب الملعب فوجدت محمد السوافيري فأخذنا نتحدث أنا والسوافيري فطلبت منه أن يدخل ويعطي هذه الشنطة لشاب موجود في الأمن داخل الملعب فأخذ الشنطة محمد وخرجت أنا خارج المعلب وبعد ذلك سمعت صوت انفجار بسيط بعدها علمت أنهم أمسكوا بمحمد السوافيري وأن الشنطة لم تنفجر، اتصلت على سامر فقال لي غير ملابسك وتوجه عندي فغيرت ملابسي وذهبت عند سامر على الأبراج وبعد ذلك قال لي سامر لم يعلم أحد بالأمر واذهب إلى بيتك".
ويستكمل كحيل حديثه: "بعدما نزلت لأذهب للبيت اتصل علي والدي وقال أن التنفيذية جاءت على البيت وسألت عني ويريدوني فاتصلت على ياسر قمر وقال لي ياسر تولى أمرك الآن بنفسك وغدا أو بعده سنرتب لك تنسيق لتذهب إلى الضفة الغربية".
ألف شظية
وبخصوص العبوة التي جهزها سامر شعبان يقول كحيل: "العبوة التي جهزها سامر شعبان كانت تحتوي على ألف شظية وثلاث كيلو "تي ان تي"، ولو انفجرت في المكان الذي وضعت فيه في الملعب لكان قتلت إسماعيل هنية".
وأضاف كحيل: "جهز ياسر قمر انتحاري آخر بدل الانتحاري الذي فشل في البداية وكنا نتواصل مع مجموعة في الضفة وهم ظافر أبو مذكور ونبيل طموس والطيب عبد الرحيم وكان هناك عدة مساجد لتنفيذ التفجيرات وهي مسجد الرضوان القريب من منزل الوزير صيام والمسجد الغربي القريب من منزل رئيس الوزراء ومسجد الخلفاء بمخيم جباليا ومسجد عبد الله عزام لأنهم يتواجدوا بها قادة عسكريين وسياسيين من الحركة، اتصلت على ياسر بعد ما انكشف الموضوع وأصبحت مطارد للتنفيذية فقال لي ياسر أن حسين الشيخ يرتب في التنسيق لأخرج عن طريق إيريز "بيت حانون" (الذي تسيطر عليها قوات الاحتلال) على الضفة الغربية".
شبكة كبيرة
أحمد سعيد سعد الدباكي الذي يقطن في منطقة الزوايدة ويبلغ من العمر 27 عاماً يقول في اعترافاته: "إني أقر وأعترف من غير ضغوطات أو ضرب من أي جهة كانت أنني أعترف على أقوالي هذه".
وأضاف الدباكي: "تعرفت على حسن الزنط وعرض علي أن أعمل معه ضد حماس وبالتحديد قال (الانقلابيين) فوافقت على ذلك، عندما قال لنا ذلك قلنا له حسناً لا يوجد أي مشكلة لدينا ووافقت حسن الزنط على كلامه".
وتابع الدباكي: "حسن الزنط قال لي اختار هدف ونحن عمل عليه فتركني لفترة طويلة بعد ما قال لي ذلك الكلام وخلال تلك الفترة تركنا، كما أننا لم نطلب منه أي معدات وبعد ذلك اتصل بي وقال لي سأحضر لك لغم يتفجر عن طريق الجوال فقلت له حسناً وبعد ذلك أغلق الموضوع".
ويستكمل الدباكي شهادته قائلاً: "حسن الزنط اتصل علي في انفجاريين الأول كان انفجار الجسر والانفجار الثاني انفجار أبو مدين، اتصل بي وسألني إن كنت قد سمعت انفجار شديد لكن الجوال فصل فعاودت الاتصال به فوجدت الجوال مغلقاً فأرسلت له رسالة نصية على الجوال قلت فيها: "والله كان الانفجار شديد جداً"، وكنت حتى تلك اللحظة لا أعلم أنه هو، ثم ثبت لي أنه من قام بهذا الانفجار لأنه كان متواجد في المنطقة الوسطى وقت الانفجار وهذا ما حدث تماماً بالنسبة للانفجار".
أريد انتحاري !!
أما بخصوص الحزام الناسف؛ فقال الدباكي إن الزنط قال له "أريد انتحاري، أحضر انتحاري ونحن سنعطيك المال وإن أحضرته اعتبر تكاليف عرسك جاهزة"، فقال له دباكي حسناً، ويتابع الدباكي: "كنا جالسين في مكان في أبراج الندى الطابق السادس وكان ياسر أبو قمر موجود وينادونه باسم "سامر شعبان" وكنت قد أحضرت ابن عمي وقاموا بتصويره، قلت لابن عمي توكل الله، لم يحدث نصيب وقد قال لي بالحرف الواحد أنهم أثناء التصوير قالوا له ضد الخوارج ويقصدون بالخوارج الإخوان في حركة حماس، فقلت له انتم تصورون لماذا؟ فقال لي أصبر اصبر، وبعد ما قال لي أصبر اصبر، كنت جالس فأحضروا محمد كحيل وقالوا عنه (مفتي) فقلنا لهم حسناً، جاء محمد كحيل وأصبح يتكلم مع الشاب وأوضح الدباكي أن ابن عمه: "على نياته على البركة وغير واعي"، وقال الدباكي له: "أنت ستعمل ضد من؟ فقال لي ضد حماس فسألته هل سترسل (انتحاري) ضد حماس؟ فقال لي نعم، فقلت له ضد من؟، قال لي ضد إسماعيل هنية. وبين الدباكي أن هذا الكلام كان يوم الأربعاء.
ويضيف الدباكي: "بعد ذلك سألتهم عن التصوير فقال التصوير هذا نحتفظ به، أصبح وسيلة ضغط علينا الآن، ثم قال لهم بالحرف الواحد: " نبثه على التلفزيون وبنخلي حماس تشوف شغلها معكم أو تلتزموا معنا"، وأوضح الدباكي أن القائل هو سامر شعبان.
ويتابع الدباكي: "صممت على أن أسرق الحزام في أي حال من الأحوال وبأي ثمن أدفعه، وها أنا ذا أدفع الثمن"، ويكمل: "لقد ضغط علينا وطلب منا أن نبيت عنده من يوم الأربعاء حتى يوم الجمعة موعد الصلاة فأخبرناه بأننا سنحضر عنده يوم الخميس آخر النهار ومن ثم نبيت عنده، لكننا لم نحضر فاتصل علي سامر شعبان أكثر من ثلاثين مرة واتصل علي حسن أيضاً والجميع كان يتصل علي كل المجموعة كانت تتصل علي وأنا كنت مختفي وأقول لهم سأحضر سأحضر حتى جاء يوم الجمعة فذهبت وأنا بالطبع أخلفت في الميعاد وعدت لهم تقريباً بعد العصر وأول ما وصلت جذبني سامر شعبان وأدخلني الشقة وقال لي هل تريد أن تلعب بنا أنت، فقلت له أنا لا ألعب بكم وقلت لهم أن الأمر الذي دفعني لعدم الذهاب في موعد الصلاة إنه أرسل محمد كحيل مع ابن عمي وأنا قلت لابن عمي خذ الحزام واذهب به إلى الوسطى".
ويقول الدباكي: "اتصل علي حسن الزنط، وقال لي يا أحمد أريد (انتحاري) فقلت له حسناً سأحضر لك، عندما أحضرت ابن عمي كاستشهادي (انتحاري) واتصل علي حسن بعد أسبوعين أو ثلاثة من الاتصال الأول وطلب رؤيتي والاستشهادي (انتحاري) فقلت له حسناً وقال لي أريد أن أتقابل أنا وأنت في الشجاعية وتقابلت معه في الشجاعية، وذهبت أنا وهو وعندما ذهبنا على الشجاعية أنا وابن عمي قابلنا حسن هناك وبعدما قابلنا حسن خرجنا أنا وهو ونافذ ابن عمي على أبراج العودة فصعدنا البرج على الطابق السادس".
الخوارج
وأضاف الدباكي: "دخلنا الشقة وكان موجود سامر شعبان وياسر قمر وحسن الزنط ومحمد كحيل، بالطبع صوروا ابن عمي بالحزام وأعطوه كلمات "ضد الخوارج وضد القتلة" على حد تعبيرهم، وبعد ما أنهوا التصوير وأدرجوه على الكمبيوتر (الحاسوب) قال بالحرف الواحد: "بدها تصير العملية داخل المسجد لاستهداف إسماعيل هنية"، فقلنا له حسناً، ثم قال أنه محمد كحيل سيوصله إلى داخل المسجد ومن ثم يصبح العمل هكذا فقلنا له حسناً لا يوجد أي مشكلة لدينا".
وأوضح الدباكي أن القائم على تخطيط العملية هو ياسر قمر وحسن الزنط ومحمد كحيل وسامر شعبان، مشيراً إلى أن الأربعة كانوا متواجدين لتخطيط العملية، وقال الدباكي بأنه المفترض أن يقوم محمد كحيل بتوصيله للمسجد ليفجر نفسه داخله ضد إسماعيل هنية".
هنية أو صيام
ويكمل الدباكي اعترافاته إنه حُدد لنا مهرجان لتنفيذ العملية "لكننا لم نعلم مهرجان ماذا، وقيل لنا سيكون هناك سعيد صيام وسيكون إسماعيل هينة وشدد على ضرورة أن يبيت ابن عمي نافذ بأي حال من الأحوال فقلت له حسناً سنضغط عليه ونجبره على المبيت".
ويضيف الدباكي: "طبعاً أنا وابن عمي فاهمين أنه من غير الممكن المبيت عندهم ولم نحضر لنبيت لأنه انتهى الموضوع، المهم قال له ستذهب لمهرجان سيحدث يوم السبت لإسماعيل هنية وسعيد صيام، فقال له نافذ حسناً أعطيني نصف ساعة أصل البيت وأرتب أموري وكان موجود سامر أبو قمر طبعاً".
ويتابع الدباكي: إننا ذهبنا إلى المنطقة الوسطى، ولم يسمح لنا أن نغادر "أنا وابن عمي بمفردنا فطلب منا محمد كحيل أن يذهب معنا على الوسطى، وفعلاً جاء محمد كحيل وذهب معنا إلى الوسطى وابن عمي دخل البيت ولم يقبل أن يخرج منه، كما أننا لم نقبل أن نعلمه أين بالتحديد يقع بيت ابن عمي، نزلنا قبل البيت بكثير وقلت للسائق أنزلنا هنا وجعلت ابن عمي يدخل مباشرة من بين الشوارع ويذهب إلى بيتهم بسرعة".