وكالات 12 مارس 2010م ـ وصفت وسائل الإعلام الصهيونية المقروءة والمسموعة والمرئية وعلى جميع توجهاتها، محمد سيد طنطاوى شيخ الأزهر بأنه أكبر المرجعيات الدينية السنية فى العالم وأكثر رجال الدين الإسلاميين اعتدالا، وذلك عقب إعلان وفاته نتيجة أزمة قلبية صباح اليوم، الأربعاء، بجميع وسائل الإعلام المصرية.
وقالت صحيفة معاريف الصهيونية على موقعها الإلكترونى، إن مصر فقدت طنطاوى أكثر رجال الدين حكمة واعتدالاً فى العالم السنى، وذلك طوال فترة عمله كمفتى للديار المصرية وكمسئول عن أكبر المساجد السنية فى العالم حجماً وتأثيراً، الجامع الأزهر، مضيفة بأن وفاته جاءت بشكل غير متوقع خلال زيارته للمملكة العربية السعودية.
وأضافت الصحيفة العبرية، أن الرجل ذا الـ81 عاماً والمعروف بأحكامه المعتدلة لاقى الكثير من الانتقادات والغضب من المتطرفين والمتشددين الإسلاميين، خاصة بعد موقفه المنتقد ضد التفجيرات الانتحارية الفلسطينية.
فيما أبرزت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، الهجوم الذى طال شيخ الأزهر عقب المصافحة الشهيرة التى جرت بينه وبين الرئيس الإسرئيلى شيمون بيريز فى مؤتمر لحوار الأديان بمقر الأمم المتحدة بنيويورك وما تعرضله من انتقادات لاذعة من العديد من رجال الدين الإسلامى بالشرق الأوسط والعالم الإسلامى، خاصة عندما صرح بأنه كان لا يعرفه.
وأعادت الصحيفة نشر صورة المصافحة بين طنطاوى وبيريز على صدر موقعها الإلكترونى معلقة عليها بأنها كانت مصافحة واحدة "بريئة".
ووصفت مراسلة الصحيفة، سمدار بيرى، رد الفعل العربى والإسلامى تجاه طنطاوى حينها بأنه كان قاسياً للغاية، خاصة بعدما تعرض لانتقادات من داخل المعارضة المصرية وطالبت باستقالته.
ورصدت الصحف الصهيونية حياة شيخ الأزهر منذ ولادته فى 28 أكتوبر عام 1928 بقرية سليم الشرقية بمحافظة سوهاج بجنوب مصر إلى أن تم تعيينه مفتى الديار المصرية عام 1986 لمدة عشر سنوات تقريباً، حتى تم تعيينه الإمام الأكبر للجامع الأزهر من قبل الرئيس حسنى مبارك.
وسلطت وسائل الإعلام المصرية الضوء على قضية حظر ارتداء النقاب والتى واجهت موجة غضب عارمة من العناصر المتطرفة فى العالم الإسلامى، على حسب قول الصحف، وأيضاً موقفه الحازم ضد الإرهاب بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 فى الولايات المتحدة، خاصة عندما ندد بتنظيم القاعدة وزعيمها أسامة بن لادن، عندما قال "ليس من الشجاعة قتل رجل برىء أو قتل الآلاف من الناس بما فى ذلك الرجال والنساء والأطفال".
وأشادت صحيفة هاآرتس ومعاريف الصهيونيتين بموقفه فى ديسمبر 2001 الذى أدان فيه التفجيرات الانتحارية ضد المدنيين الإسرائيليين ورفضه الموافقة على مبدأ تشريع قتل المدنيين الإسرائيليين على اعتبارهم سيحملون السلاح فى يوم ما ولذلك يجب قتلهم، موضحاً الجهاد يكون فقط لحماية النفس والدفاع عنها.
كما أبرزت وسائل الإعلام الصهيونية فتوى تحليل طنطاوى فى عام 2007 لإجهاض المرأة الحامل التى تتعرض للاغتصاب وأنه يجب بتر نتيجة هذه الجريمة الوحشية.
وقال التليفزيون الصهيوني والإذاعة العامة الصهيونية إن طنطاوى كان معروفاًَ دائماًَ باعتدال مواقفه مما جعله موضع انتقاد الجهات المتشددة فى مصر فى قضايا مختلفة كانت آخرها الفتوى التى أصدرها بتحريم النقاب لدى طالبات المدارس والجامعات. التاريخ: 13/03/2010 عدد الزوار: 4674 |