تقرير عراقي: أميركا رصدت ملايين الدولارات لبناء «غوانتانامو»... أكبر سجن في الشرق الأوسط
كشف تقرير اصدره «اتحاد الأسرى والسجناء السياسيين في العراق»، وهو منظمة غير حكومية، عن وجود 300 ألف عراقي معتقل لدى القوات الاميركية، موزعين على سجونها ابتداء من العراق، وصولاً الى غوانتانامو.
وقال التقرير الذي تلقت «الراي» ـ الرأي العام الكويتية 3يناير 2007م ـ نسخة منه ان «عدد السجناء بلغ 300 ألف سجين عراقي، وهذا الرقم للداخل والخارج من السجون ومعسكرات الأسر طبقاً للإحصاءات التي تصدر عن الحاسبة المركزية لقوات الاحتلال».
وحسب التقرير، «يتوزع المعتقلون على سجون معسكر (كروبر) سيئ الصيت قرب مطار بغداد الدولي ومعسكر سجن أبو غريب الذي يدار من قبل عناصر من الموساد الإسرائيلي والقوات الأميركية ومعسكر (بوكا) الكبير في مدينة البصرة، إضافة إلى معسكرات الأسر المنتشرة في المنطقة الغربية... في قاعدة الوليد الجوية وقاعدة القادسية والمعسكرات الأخرى في الرمادي، مثل (معسكرات الفرقة القذرة) التي تمتد من معسكر(السي سي) في قاعدة الحبانية والفلوجة».
ويشير إلى أن «كل معسكر أو وحدة عسكرية هي عبارة عن مركز اعتقال للتحقيق والاعتقال الأولي في معظم الوحدات والمقرات التي تستخدمها قوات الاحتلال الأميركي في بغداد».
ويرسم التقرير «خريطة للسجون والمعتقلات» التي يتوزع عليها السجناء المحتجزون لدى القوات الاميركية، بالقول: «نتوجه شمالا إلى معسكر التاجي في المدخل الشمالي لمدينة بغداد... نستمر شمال مدينة بغداد.. قاعدة البكر الجوية وهي قاعدة كبيرة تستخدمها قوات الاحتلال وفيها مركز مهم وكبير للتحقيق والاعتقال وصولا إلى سامراء والدور في المواقع التابعة لهيئة التصنيع العسكري، نواصل الامتدادا الى معسكر (سوسه) في السليمانية.. وسجن أربيل ومعسكر (شيخان) للأطفال والنساء، ومعسكر سجن المطار الدولي في نينوى والقواعد الكبيرة في المدينة.. سجن (عقره) سيئ الصيت والسجن المركزي في السليمانية وأربيل ودهوك وكركوك».
والى الجنوب – كما يقول التقرير- «هناك معتقل في المدخل الجنوبي والشرقي لمدينة بغداد بالقرب من الكلية العسكرية سابقا... ومعسكر الأسر السري في مطار البصرة الدولي والمعتقلات والسجون التابعة لسلطات كردستان العراق، كما يتم نقل أعداد كبيرة من السجناء العراقيين إلى معسكرات في الكويت والأردن والبحرين وقطر، إضافة إلى كل معسكرات الأسر الموجودة في المحافظات الجنوبية في بابل والديوانية محافظة القادسية ومعسكر الأسر الكبير في قاعدة علي بن أبي طالب في الناصرية».
واشار التقرير الى ان «القوات الأميركية رصدت ملايين الدولارات لبناء اكبر سجن في الشرق الأوسط (غوانتانامو الشرق الأوسط)، وهو السجن الذي قالت وزارة العدل ابان حكومة رئيس الوزراء العراقي السابق اياد علاوي ان500 مليون دولار رصدت لبنائه».
وقال التقرير « ان القوات الأميركية لم تكتف بالأرض.. فاستخدمت بوارجها الحربية في الخليج العربي والمحيط الهندي كمعتقلات اسر زجت أعدادا كبيرة من الأسرى العراقيين لتحرمهم من ابسط مستلزمات الحياة بعيدا عن أنظار المنظمات الدولية». وكشف تقرير «اتحاد الأسرى والسجناء السياسيين في العراق» عن إن «قوات الاحتلال الأميركي تدفن النفايات النووية في الصحراء الغربية والصحراء الجنوبية الممتدة من مدينة النجف الأشرف إلى الحدود السعودية»، وقال: «تدريجيا يتحول العراق كإحدى دول جنوب إفريقيا يعاني من الجفاف والتصحر والجوع وتداخل فصول السنة»، مشيراً الى ان العراق يحتاج إلى أكثر من 20 سنة بعد تحريره كي يعود إلى ما كان عليه عام 2003».
وانتقد التقرير «استخدام القوات الاميركية للقوة المفرطة في التعامل مع المناطق الساخنة والبؤر المتوترة»، وقال ان هذه القوات «تستخدام الأسلحة المحرمة دوليا كالفوسفور الأبيض والأسلحة الحرارية والرؤوس العنقودية والأسلحة الضوئية والجرثومية والنابالم والأسلحة النووية الصغيرة الحجم في جميع المعارك التي تدور على ارض العراق لإسقاط اكبر عدد ممكن من المدنيين». واتهم الإدارة الأميركية «بالعمل على إطلاق يد المليشيات والعصابات وفرق الموت والمرتزقة لإشعال الحرب الطائفية، بعد أن عجزت القوات الأميركية من السيطرة على الوضع وتحقيق أهدافها»، على حد قول التقرير.
يذكر ان منظمات حقوقية دولية وجهت انتقادات لاذعة الى القوات الاميركية، لاسيما بعد تكشف فضيحة سجن ابو غريب، التي تمت بايدي جنود اميركيين. وكانت منظمة تابعة للامم المتحدة قالت مطلع أكتوبر الماضي ان «أعداد القتلى من العراقيين وصل إلى 655 ألف عراقي منذ الغزو الأميركي للعراق عام 2003 «، بينما تشير التقديرات الى انهم ربما قاربوا الـ 700 الف في نهاية العام الذي اسدل ستاره منذ أيام.