تاريخ نشر هذه التقارير في الموقع 18/5/2006م
اختبار نووي للدبلوماسية
واشنطن بوست. بقلم هنري كيسنجر:
يتعين النظر الى الرسالة الاخيرة التي وجهها الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد للرئيس بوش، من خلال زوايا عدة اذ يمكن اعتبارها مكيدة لعرقلة مداولات مجلس الامن حول عدم اهتمام ايران بالتزاماتها بموجب معاهدة حظر انتشار الاسلحة النووية. هذا الاعتبار والنبرة الديماغوجية التي اتسمت بها الرسالة هما السبب الذي دفع وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزارايس لرفضها.
لكن ربما يكون وراء هذا الاتصال المباشر الاول من نوعه من جانب رئيس ايراني بنظيره الامريكي نوايا اخرى بعيدة عن الاغراض التكتيكية والدعائية ويمكن ان تكون النبرة الديماغوجية وسيلة لجعل الفئة الراديكالية في الرأي العام الايراني تعتاد على الحوار مع الولايات المتحدة، اما بالنسبة لامريكا فان التحدي يتمثل في تحديد استراتيجيتها واهدافها في هذه المسألة التي تعتبر من اخطر القضايا التي تواجهها اليوم.
فالعالم يواجه الان احتمالا مخيفا من ان تصل الاسلحة النووية بالنهاية الى ايدي الارهابيين.
لذا تشكل المفاوضات حول مسألة انتشار الاسلحة النووية مع كوريا الشمالية وايران حدا فاصلا. فاذا ما فشلت الدبلوماسية فسنجد انفسنا امام احد خيارين اما استخدام القوة او السماح ببروز عالم منفلت بسبب تردد الدول في مواجهة تحدي المتعصبين وما علينا هنا سوى ان نتخيل ما كان يمكن ان يحدث لو استخدم الارهابيون حتى اكثر الاسلحة النووية بدائية في هجماتهم التي استهدفوا بها واشنطن، نيويورك، لندن، مدريد اسطمبول وبالي.
حتى الان يبدو ان المفاوضات السداسية التي تشارك فيها اليابان كوريا الشمالية كوريا الجنوبية الصين روسيا والولايات المتحدة، وتتناول برنامج كوريا الشمالية النووي، يبدو انها حققت تقدما اكثر من المحادثات الرباعية التي تدور حول برنامج ايران النووي وتشارك فيها كل من فرنسا، المانيا، بريطانيا وايران. ففي سبتمبر الماضي، تم التوصل لاتفاق مبدئي في بكين يقضي بان تتخلى كوريا الشمالية عن برنامجها النووي اذا ما قدمت لها الاطراف الاخرى ضمانات امنية كافية، ومساعدة اقتصادية، وبديلا عن محطة توليد الطاقة التي لابد ان تخسرها كوريا الشمالية في حال تخليها عن برنامجها النووي.
اما فيما يتعلق بايران فلا يوجد حتى الان اتفاق رسمي حول ما هو الهدف. فقد رفضت طهران الموافقة على المراقبة الدولية لبرنامجها في تخصيب اليورنيوم وفي غياب مثل هذه المراقبة لن يصبح بالامكان السيطرة على برنامج اسلحتها.
غالبا ما يركز الكثيرون في مناقشاتهم العلنية حول ما اذا كانت الولايات المتحدة مستعدة اولا لبدء مناقشات ثنائية مع كوريا الشمالية وايران، وأود القول هنا ان المحادثات الثنائية مع كوريا الشمالية تعتبر مسألة ثانوية، ذلك ان المحادثات السداسية توفر فرصة كافية لتبادل وجهات النظر ثنائيا لكن من الواضح ان بيونغ يانغ تحاول دائما وادارة بوش ترفض وهي محقةـ اجراء مفاوضات منفصلة مع و اشنطن خارج اطار المفاوضات السداسية مما يمنع الاطراف الاخرى عن تحمل مسؤولياتها، بل لو بدأت أمريكا محادثات ثنائية مع بيونغ يانغ لاختار بعض حلفاء امريكا وضع المسؤولية على عاتق واشنطن في حال فشل المفاوضات. هذا الامر يمكن ان ينطبق بقوة ايضا في حال بدء مفاوضات ثنائية مع ايران في هذه المرحلة وعلى اي حال، تحول ذكرى ازمة الرهائن، ودعم ايران لمجموعات الارهاب ومواقف الرئيس الايراني المعادية دون البدء بمفاوضات رسمية كما ان رسالة الرئيس الايراني لم تبدد أيا من تلك القيود لكن بالرغم من هذا يتعين على الولايات المتحدة الا تتفاوض بشكل غير مباشر في القضايا التي تمس امنها حتى ولو كان هذا التفاوض من خلال اوثق حلفائها واذا كانت امريكا مستعدة للتفاوض مع كوريا الشمالية من خلال اللجنة السداسية المذكورة سابقا ومع ايران في بغداد حول الامن العراقي، يصبح من الضروري عندئذ ايجاد وسيلة متعددة الاطراف من اجل عقد محادثات نووية مع طهران تسمح للولايات المتحدة بالمشاركة فيها على ضوء الخطر المحدق.
اذ ان استمرار المأزق الراهن يمكن ان يدفع المجتمع الدولي للتسليم بالامر الواقع ويسمح لاعضاء اخرين بدخول النادي النووي واول هؤلاء الاعضاء في اسيا هما كوريا الجنوبية واليابان اما في الشرق الاوسط فان القائمة يمكن ان تتضمن كل من: تركيا، مصر، والمملكة العربية السعودية وعندئذ ستستمد العناصر الراديكالية في العالم الاسلامي واماكن اخرى القوة لنفسها من هذا التحدي الناجح للقوى النووية الرئيسية المعروفة.
وما من شك في ان ادارة عالم مسلح نوويا هي مسألة اكثر تعقيدا من المحافظة على توازن الردع الذي كان سائدا بين القوتين العظمتين ايام الحرب الباردة اذ ربما تلجأ دول مثل ايران لاستخدام ترساناتها النووية من اجل حماية نشاطاتها الثورية في العالم.
اذن ثمة حاجة كبرى لايجاد حل ملائم لهذه الازمة لكن قبل كل شيء يتعين الاعتراف بالفارق بين المفاوضات المتعددة الاطراف واستراتيجية تغيير النظام التي يفضلها البعض. صحيح ان العالم يمكن ان يصبح اكثر امنا وسلاما في حال تغيير نظامي بيونغ يانغ وطهران بحكومتين مسؤولتين الا ان احدا من المشاركين في المفاوضات الراهنة مع كوريا الشمالية وايران »او في المفاوضات المستقبلية« لن يؤيد بالتأكيد سياسة تستهدف علنا تغيير الانظمة وهذا يعني ان مفاوضات نزع الاسلحة النووية لابد ان تتضمن تقديم ضمانات امنية ومكاسب اقتصادية مقابل تخلي هاتين الدولتين عن قدراتهما الخاصة بالاسلحة النووية ومثل هذا التوجه لا يتفق بالطبع مع سياسة تغيير النظام.
والحقيقة ان التركيز على تغيير النظام باعتباره طريقا لنزع السلاح النووي من شأنه ان يجعل المسألة اكثر تعقيدا.
لذا يتعين على الولايات المتحدة التصدي من خلال الوسائل الدبلوماسية الملائمة لاية برامج اسلحة نووية في ايران وكوريا بصرف النظر عن الحكومات التي تعكف على صنع مثل هذه الاسلحة ولا شك أن هذا اختبار نووي صعب للدبلوماسية الأمريكية
تعريب نبيل زلف
الوطن الكويتية
*********
قبل اكثر من شهر قام تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين بتوزيع أحد الكتب التي يصدرها القسم الاعلامي في التنظيم وكان اسم ذلك الكتاب هو (( داهية التنظيم)) وقد تضمن ذلك الكتاب الذي يقع في اكثر من سبعين صفحة من الحجم الصغير مجموعة من الخطط والتكتيكات العسكرية والخاصة بحرب العصابات وبعض الكمائن المبتكرة التي قام بتخطيطها وتصميمها أحد قيادي القاعدة وهو الشهيد (( أبو هشام)) والذي كان يلقب حينها بـ (( داهية التنظيم))، وقد تم تأليف الكتاب وطبعه وتوزيعه بمناسبة إستشهاد هذا البطل الذي عُرف بأنه العقل المفكر والمخطط البارع لأكثر كمائن تنظيم القاعدة ذكاءاً وأشدها دقة، وأبو هشام أسمه الحقيقي (( أحمد خليفة مجبل العاشور)) من مواليد مدينة الانبار، وله خبرة عسكرية سابقة حيث التحق في صفوف الجيش العراقي في عام (1983) وخاض الحرب مع ايران وحرب الخليج الأولى وفي عام (1977) هاجر إلى باكستان وأنظم إلى تنظيم القاعدة حيث سافر إلى أفغانستان والتحق بقيادة التنظيم هناك، ثم بعد إحتلال الامريكان لأفغانستان عاد إلى العراق متخفياً، ثم بعد أن غزا الامريكان العراق كان أحد العناصر الفاعلة في تكوين جماعة الجهاد والتوحيد بقيادة الشيخ أبومصعب الزرقاوي وبرز دوره كمخطط بارع في الكثير من العمليات والكمائن التي قام بتنفيذها ضد الامريكان وأعوانهم كما اشتهر بتنظيراته السياسية والتكتيكات العسكرية المبتكرة في حرب العصابات.
من ابرز عماليته التي قام بتخطيطها وتنفيذها هي منزل الغزالية حيث وضعت مجموعة من الالغام داخل أحد المنازل ثم قام بتبليغ الحرس الوطني العميل بوجود مجموعة من الارهابيين في ذلكس البيت وحال وصول قوات الحرس الوطني والقوات الامريكية ذلك المنزل ودخولهم فيه تم تفجير المنزل وقد كانت الخطة تقتضي أن يوضع في داخل ذلك المنزل بالأضافة الى تلغيمه مجموعة من الوثائق والبيانات ومعلومات عن صناديق بريد الانترنيت وعناوين وهمية عن تنظيم القاعدة وستراتيجيته فإسذا ما فشلت عملية تفجير المنزل أو لم يتم حدوث التفجير بشكل كامل فسوف تعثر القوات الامريكية على تلك الوثائق وحينها سوف تعتبرها وثائق سرية ومعلومات خطيرة إلا أن نجاح عملية التفجير لم يمكن الامريكان من الوصول إلى تلك الوثائق الوهمية، وقد اعتمدت تلك الخطة من قبل تنظيم القاعدة في أغلب عملياته اللاحقة، حيث كانت جميع السيارات المفخخة أو المنازل المفخخة تحتوي في أغلب الاحيان على وثائق ومعلومات وهمية عن تنظيم القاعدة وستراتيجياته حتى إذا ما فشلت عملية التفجير فأن حصول العدو على تلك المعلومات سوف يشوش قاعدة معلوماته الاستخباراتية وقد سميت تلك السيارات سبـ(( السيارات المطعمة)) . وقد قام الشهيد (( ابو هشام)) بوضع شرح كامل لهذه الخطة في تقرير كامل بعنوان (( ضرب قاعدة البيانات الاستخباراتية)) وقد ورد تفصيل هذا التقرير في كتاب (( داهية التنظيم)) حيث تضمن التقرير وسائل أخرى للتشويش على قاعدة البيانات عند العدو منها إيجاد شخصيات وهمية لقيادة التنظيم أو تنصيب بعض شهداء المجاهدين كأمراء لبعض الكتائب وإظهار صورهم وأصواتهم مع انهم متوفين بأعتبارهم ما زالوا أحياءاً وأنهم هم من يقودون التنظيم أو ايجاد كتائب بأسماء وهمية لغرض التمويه على العدو، وغير ذلك من الاساليب الذكية للتشويش على قواعد البيانات عند الاستخبارات المعادية.
إلا ان أبرز نجاح لهذه الخطة هو ما حصل مؤخرا عندما أعلنت القوات امريكية عثورها على معلومات خطيرة وسرية لتنظيم القاعدة في منطقة اليوسفية ومن ضمن تلك المعلومات هو النسخة الاصلية للشريط الذي يظهر فيه الشيخ ابومصعب الزرقاوي وبعض المجاهدين ورغم أن الخطة كانت تقتضي وضع تلك المعلومات في منزل تلك المنطقة ومن ثم الابلاغ عنه إلا أن مداهمة قوات الحرس الوطني والقوات الامريكية لتلك المنطقة في نفس الوقت الذي كان المجاهدون يحاولون تنفيذ تلك الخطة وحصول اشتباكات مسلحة وهجوم القوات الامريكية على ذلك المنزل وإستشهاد المجاهدين الذي كانوا فيه ومن ثم عثور القوات الأمريكية على تلك الوثائق أدى إلى ان يبتلع الأمريكيون الطعم حتى الخيط كما يقولون ومن ثم تنطلي اللعبة بشكل كامل على الامريكان.
فرغم أن من بديهيات أي عمل استخباراتي أن حصولك على أي وثيقة فأن أول سؤال تضعه هو أمكانية أن يكون العدو قد وضع تلك الوثيقة لكي أعثر عليها ويضللني)).
إلا ان الظروف التي حدثت من حيث هجوم القوات الامريكية على المنزل واستشهاد المجاهدين فيه (وحيث عمد أحد المجاهدين الى تفجير نفسه قبل عملية إلقاء القبض عليه) ومن ثم العثور على تلك الوثائق بالاضافة إلى إحتواء تلك الوثائق على معلومات صحيحة ودقيقة بالاضافة الى المعلومات المضللة ومن ضمنها شريط الشيخ أبو مصعب كل ذلك لم يدع مجالا للشك في صحة تلك الوثائق من قبل الامريكان فرغم تنفيذ هذه الخطة لأكثر من مرة ووضع معلومات ذات فائدة اكثر للأستخبارات الامريكية إلا ان إنطلاء اللعبة هذه المرة على الامريكان كان اكبر(( كان من ضمن الوثائق والصور التي وضعت في المنزل الذي تم تلغيمه في منطقة الغزالية كان هناك صور للشيخ اسامة بن لادن والشيخ ابومصعب وهما في افغانستان وكذلك قرص مدمج(cd) مصور للشيخ ابو مصعب يظهر فيه بكامل شكله وهو يشارك في إحدى العمليات بالأضافة إلى وجود رسالة من الشيخ احمد السعيدي وهي كلها وثائق حقيقيةبالأضافة إلى الوثائق الوهمية الأخرى حيث كان القرار قد اُتخذ بصدد ظهور الشيخ أبو مصعب بالصوت والصورة حال عثور القوات الامريكية على تلك الوثائق إلا ان نجاح عملية تفجير المنزل بالكامل لم يعط فرصة للأمريكان الحصول على تلك الوثائق علما أن نسخاً أخرى من نفس تلك الوثائق كانت قد أستخدمت في العديد من السيارات المفخخة لكن يبدو أن قدر الله سبحانه وتعالى لم يشأ ان يتم الكشف عن حدوث صوت وصورة الشيخ إلا في هذه الأيام)).
لقد تضمن كتاب ((داهية التنظيم)) على مجموعة من فصول وهي : المقدمة ثم تعريف بحرب العصابات ثم نماذج من حرب العصابات الحديثة في كل من فيتنام وكوبا الحرب الكورية، ثم حرب العصابات التي خاضها المجاهدون ضد الروس في افغانستان وفي الشيشان، ثم فصل عن الخطط والتكتيكات والكمائن التي قام بتخطيطها وتنفيذها الشهيد (( ابو هشام)) نفسه في الحرب في العراق، بالأضافة إلى بعض التنظيرات السياسية والعسكرية التي كتبها الشهيد بنفسه كما يحتوي الكتاب على صورة للشهيد ونبذة عن تاريخ حياته ورسالة موجهة من الشهيد الى الشيخ أسامة ابن لادن كما يحتوي الكتاب على صورة لوصية الشهيد بخط يده تغمد الله الشهيد بواسع رحمته
فسلاما ((ابا هشام )) وطبت حيا وميتاً
ونبشرك بأن كمائتك قد نجحت
وان الطعم قد بُلع
ولم يبق من السنارة إلا الخيط
فجزاك الله عن الاسلام كل خيرا
نقلا عن متندى الحسبة التاريخ: 25/12/2006 عدد الزوار: 5929 |