بيان علماء الدعوة السلفية باليمن عن أحداث رفح بغزة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
فامتثالاً منا لقوله الله تعالى: {لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً }، ولقول نبينا صلى الله عليه وسلم: (المسلم أخو المسلم ، لا يظلمه ولا يسلمه) (رواه لبخاري ومسلم ) نقول: إن ما شهده العالم وسمع به من أحداث دامية مؤسفة يومي الجمعة والسبت الموافق 23-24 شعبان لسنة 1430هـ بجامع شيخ الإسلام ابن تيمية في مدينة رفح من أرض الرباط وثغر الجهاد(غزة فلسطين) بين الأخوة الأشقاء ورفقاء درب الجهاد والذي ذهب ضحيته العشرات من القتلى والجرحى وعلى رأسهم الشيخ الداعية عبد اللطيف موسى رحمه الله ومن قتل معه وما تبع ذلك من اعتقالات وإغلاق لمؤسسات سلفية، لأمر يندى له الجبين وتتفطر له الأكباد وتأسى له المشاعر ولا يُسر به إلا أعداء الإسلام. وبناءً على معرفتنا لواقع ما جرى هنالك من خلال الرصد والتتبع والذي ظهر لنا من خلاله أن جملة ما حدث كان على خلاف ما صوره الإخوة في حماس عبر وسائل الإعلام وعبر بيانهم الصادر عنهم في يوم الأحد 25/ شعبان 1430هـ الموافق 16/ 8/2009 م وقياماً منا بواجب النصح وحرصاً منا على رأب الصدع واجتماع الكلمة وقطع مداخل الأعداء لإفساد ذات البين وتفادياً لتكرار ما حدث من الأخطاء في التعامل مع المخالف في الرأي نبين الآتي : أولاً : لقد تقرر في شريعتنا الإسلامية الغراء عصمة الدم المسلم وحرمة إراقته والتعدي عليه سواءً باللجوء إلي خيار المواجهة بالسلاح أو بأي أسلوب آخر مهما احتدم الخلاف بين الإخوة المختلفين وتفاقمت أسبابه وقد عظم الله شأن الدماء كما في قوله تعالى: {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً } وقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً ) ( رواه البخاري). وإن ما حصل من الإخوة في حركة حماس في تعاملهم مع الشيخ عبد اللطيف موسى وجماعته كان تصرفاً خاطئاً لا يُبرر شرعاً ولا عقلاً ومجانباً لسبيل الحكمة في معالجة الأخطاء وفتح ثغرة للطعن على الحركة وتشويه صورتها الجهادية ومسيرتها النضالية المشرقة وإساءة لمشاعر إخوانهم السلفيين الذين هم عمق استراتيجي لهم في أنحاء العالم وسند لمشروعهم الجهادي وقضيتهم العادلة في السراء والضراء. ثانياً : إن من أوجب الواجبات تحكيم شريعة الله في كل شؤون حياتنا ورد أي أمر تنوزع فيه إلى الله والرسول لقوله تعالى: {... فَإِنَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً }وقوله تعالى: {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ } وقوله تعالى: {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً }، ومن المقطوع به أن طرفي الخلاف معنيان بهذا النصح ولا يزال فيهما من يغلب الحوار على صوت القتل والدماء ولغة العقل على لغة العنف والسلاح ومن المعلوم أن الصائل لا يلجأ إلى قتله ما دامت هناك وسائل ممكنة لدفعه بها كما أن المرتد لا يقام عليه الحد حتى يستتاب ثلاثة أيام فكيف بمن هو أخ لنا في الدين وإن خالفنا في رأي أو فهم أو اجتهاد. ولا ينس الإخوة في حركة حماس أن المقصود الأعظم من الجهاد الذي سلكوا دربه خلال الأعوام الماضية هو تحكيم شرع الله في الأرض، وإقامة الدين له وحده قال تعالى: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ فَإِنِ انتَهَواْ فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ }. ومطلب الشيخ عبد اللطيف ومن معه بتطبيق الشريعة مطلب حق ويبقى التطبيق منوطاً بالقدرة والاستطاعة وإن كنا نرى أن إعلانهم للإمارة الإسلامية كان خطاً محضاً لا داعي له. ثالثاً : كما ندين حل أي خلاف بمثل تلك الطريقة التي اتخذها الإخوة في حماس فإننا ندين في الوقت نفسه حمل السلاح لفرض أي رأي بالقوة من أي طرف كان والواجب على الجميع أن يظلوا صفاً واحداً أمام عدوهم المتربص بهم والحريص على تمزيق صفهم قال تعالى: {وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ }. ونذكر الجميع بوقوفهم بين يدي الله تعالى، والمسارعة إلى التوبة والندم عما بدر منهم، والتحلل من المظالم التي بسببها يتسلط علينا الأعداء، وتسقط الهيبة وتتفرق الأمة إلى شيع وأحزاب. رابعاً:يجب اتباع سبيل العدل والإنصاف في القول والفعل مع الموافق والمخالف، قال تعالى:{ وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللّهِ أَوْفُواْ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ }وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقَيراً فَاللّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى أَن تَعْدِلُواْ وَإِن تَلْوُواْ أَوْ تُعْرِضُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً }. وقد حرم الإسلام كل صور البغي والتعدي والظلم والاستطالة في عرض المسلم، قال صلى الله عليه وسلم: (ما من ذنب أجدر أن يعجل الله تعالى لصحابه العقوبة في الدنيا مع ما يدخر له في الآخرة من البغي و قطيعة الرحم) (رواه أبو داود والترمذي وابن ماجة ) . وإن من حق المسلم على أخيه وإن اختلف معه أن يحفظ حرمته ولا يستطيل عليه بيد أو لسان. وإن ما برر به بعض مسئولي حركة حماس لوسائل الإعلام وتبنته قناة الأقصى التابعة للحركة وما جاء في بيانهم من حملة تشويه ضد إخوانهم بأنهم حركة تكفيرية واتهامهم بالعمالة لأعداء الإسلام خروج عن منهج العدل والإنصاف ودعوى تفتقر إلى دليل في حق إخوانهم ورفقاء دربهم، قال عليه الصلاة والسلام: (مَنْ قَالَ فِي مُؤْمِنٍ مَا لَيْسَ فِيهِ : أَسْكَنَهُ اللهُ رِدْغةَ الْخَبَال حَتَّى يَخْرُجَ مِمَّا قَالَ وليس بخارج) رواه أبو داود والطبرانى والحاكم. وكان الأجدر والأليق بإخواننا أن يترفعوا عن هذه اللغة النابية التي كثيراً ما يُتهمون بها من قبل أعدائهم، والواجب التزام العدل والقول بالحق ولو على أنفسهم. ولو سُلم جدلاً بصحة تلك التهم فإنها لا تُبرر أبداً التعامل مع مخالفيهم بتلك الطريقة التي تسيء إلى المشروع الإسلامي والتي لم تعرف من قبل سلوكاً للحركة مع ألد أعدائها المخالفين لها في المبدأ والوجهة . خامساً : ندعو إخواننا ( حماس ) إلى تصحيح المسار ومراجعة الأخطاء وتقبل النصح بصدر رحب لاسيما وأن ذكر خطأ العاملين لا يغض من قدرهم بل هو منهج رباني ومسلك نبوي وقد قال ربنا متحدثاً عن أخطاء بعض الصحابة ومسدداً لدربهم: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَـئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } ولذا نهيب بأبناء هذه الحركة المجاهدة التي ما نزال ندين لها بواجب النصرة والنصيحة ونبدي إعجابنا الشديد بمواقفها البطولية ومسابقتها الجهادية وبلائها الحسن في مقارعة اليهود أن يصححوا المسار وأن يتحلوا بروح المسئولية والحكمة والتروي ولزوم منهج الوسطية والاعتدال مع مخالفيهم وأن يضربوا المثل الأعلى في التعامل الراقي وتعميق جذور الأخوة الإيمانية واحتواء الآخر والعفو والتسامح وسعة الصدر كما كان منهج القائدين المجاهدين الشهيدين الشيخ أحمد ياسين والدكتور عبد العزيز الرنتيسي رحمهما الله وأسكنهما فسيح جناته. سادساً : كما أننا نناشد حركة حماس بسرعة الإفراج عن جميع المعتقلين من إخوانهم على خلفيات هذه الحادثة، وفتح جميع مؤسساتهم التي أغلقوها، ورفع القيود عن عملها، وأن تنأى بنفسها عن اتباع سبيل الظالمين في قمع واضطهاد مخالفيهم لاسيما والحركة أكثر من عانى و لا تزال تعاني من هذا الأسلوب، وعليهم أن يسلكوا مع إخوانهم المسلك نفسه الذي سلكوه مع سائر الفصائل الفلسطينية الأخرى من الجلوس على طاولة الحوار، وأن يقبلوا بوجود إخوانهم كما قبلوا بالأطراف الأخرى، لأن معركتهم الأساس مع اليهود وليس مع بعضهم البعض . سابعاً : كما نوصي الإخوة في الطرف الآخر بالتحلي بالحكمة والأناة وتغليب المصلحة العامة للأمة وعدم التهور والاستعجال كما يجب عليهم الرجوع إلى أهل العلم والخبرة لاسيما في مثل هذا النوازل، ونحذرهم من ردود الأفعال في معالجة الخطأ بالخطأ مخافة أن يجروا إلى شقاق أكبر ويشتغلوا بأنفسهم عن مجاهدة عدوهم، فالأذى يقابل بالصبر والتقوى قال تعالى:{.. وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ } سائلين الله تعالى أن يحفظنا وجميع إخواننا من كيد الشيطان ونزغاته، وأن يجمع الكلمة ويوحد الصف ويصلح الشأن وألا يشمت بنا عدواً ولا حاسداً والله من وراء القصد وهو حسبنا ونعم الوكيل وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم صادر عن علماء الدعوة السلفية باليمن م الإسم م الإسم 1 الشيخ أحمد حسن المعلم 2 الشيخ عبد الله بن فيصل الأهدل 3 الشيخ عبد المجيد محمود الريمي 4 الشيخ محمد بن محمد بن أحمد المهدي 5 الشيخ محمد موسى العامري 6 الشيخ عقيل بن محمد المقطري 7 الشيخ عبد العزيز عبد الله الدبعي 8 الشيخ د.أحمد عبد الله مرشد القاضي 9 الشيخ عبد الله غالب الحميري 10 الشيخ مأمون بن عبد الحميد حاتم 11 الشيخ عبد الرقيب الرصاص 12 الشيخ عبد الله بن ناجي الشغدري 13 الشيخ د. أنور صالح أبو زيد 14 الشيخ عمار بن ناشر العريقي 15 الشيخ مراد أحمد القدسي 16 الشيخ أ.د.إبراهيم بن إبراهيم بكر القريبي 17 الشيخ عبد الوهاب محمد الحميقاني 18 الشيخ صلاح بن سالم الشيباني 19 الشيخ عبد القادر الشيباني 20 الشيخ صالح عبد المغني أبو همام 21 الشيخ صالح علي حسين الوادعي 22 الشيخ فهد محمد قاسم 23 الشيخ محمد عيضة شبيبة 24 الشيخ سمير علان 25 الشيخ عبد الله حسين الأشول 26 الشيخ خالد بن علي أحمد النجار 27 أ.أنور قاسم محمد الخضري 28 الشيخ سمحان بن عبد العزيز(راوي) 29 الشيخ عارف أحمد الحجري 30 الشيخ محمد علي حسين الوادعي 31 الشيخ عبد الله ثابت العباب 32 الشيخ محمد بن سالم بن حسن الهبل الزبيدي 33 الشيخ محمد قاسم الثوابي 34 الشيخ منصور عبد الفتاح الشوافي 35 الشيخ رشاد عبد الله المقطري 36 الشيخ عبد الرحمن عبد الله عبد الله الصلوي 37 الشيخ مشير عبد الرزاق حسن المقطري 38 الشيخ عبد الحكيم إسماعيل الصلوي 39 الشيخ بسام احمد حسن سعيد 40 الشيخ د.ماجد بن محمد شبالة 41 الشيخ صادق مسعد لطف المنبري 42 الشيخ أحمد ناجي النقيب 43 الشيخ عمر علي سقي 44 الشيخ أمين علي الخياط 45 الشيخ أحمد عبد الله بلكم 46 الشيخ عبد الفتاح أحمد الهادي 47 الشيخ عبد الله محمد النهيدي 48 الشيخ رشاد محمد سعيد إسماعيل 49 الشيخ د.محمد عبد الله ثابت شبالة 50 الشيخ صالح عبد المغني أبو همام 51 الشيخ عتيق عبد الله عامر الحميدي 52 الشيخ علي سعيد العلواني 53 الشيخ محمد سعيد محمد شمسان المقطري 54 الشيخ كامل سلام مقبل عثمان 55 الشيخ عدنان عبده أحمد المقطري 56 الشيخ منصور سعيد القرشي 57 الشيخ فارس أحمد الصغير الكوري 58 الشيخ محمد هائل حسين البخاري 59 الشيخ أنور عبدالله العسلي 60 الشيخ حسين أبو بكر الرماح التاريخ: 01/09/2009 عدد الزوار: 5022 |